Share

الفصل399

Author: ندي عبد الرحمن
تجمّد وجه رامي وتجنّب النظر في عيني والده قائلًا: "لا، لا يوجد شيء من هذا."

كان يخشى أن يقوم والده بإيذاء يارا، لذلك لم يجرؤ على الاعتراف بحبه.

عندما كان في المرحلة الابتدائية، كان يلعب مع فتاة صغيرة، وكانا قريبين جدًا من بعضهما.

وقتها كانا طفلين بريئين، وكان كلٌّ منهما يقول للآخر إنه يُعجَب به، وكان ذلك الإعجاب طاهرًا ونقيًا.

لكن سُرعان ما وصل الأمر إلى والده.

لم يمضِ وقت طويل حتى أُرسلت تلك الفتاة بعيدًا، ولم يرها مجددًا.

فوالده لم يسمح له يومًا بأن يحبّ أحدًا.

كل شيء يجب أن يكون وفق ترتيبه وحده.

ومنذ ذلك الوقت، لم يَعُد رامي يجرؤ على الاعتراف أمام والده بأنه يحبّ فتاة، خوفًا من أن يمدّ والده يده مرة أخرى.

قال الأب: "حقًا؟ إن كان الأمر كذلك، فلا تتزوج من يارا، ما دمت لا تحبّها، حتى لو أردتُ أن أقرّب بينكما، فلن أفعل، يمكنك الانصراف."

ثم مرّ بجانبه بنفاد صبر واضح.

شعر رامي أن الأمر ليس طبيعيًا، فلحق به وسأله: "ما الذي تقصده تحديدًا؟ ما يحدث لا علاقة له بيارا، كل ما جرى كان بقراري أنا، ويارا لا تُحبني إطلاقًا."

كان يخشى أن يكون والده يحاول استدراجه ليعترف.

توقّف عاصم عن السير وقال: "إ
Continue to read this book for free
Scan code to download App
Locked Chapter

Latest chapter

  • هروب الزوجة الحامل ومطاردة حتي النهاية   الفصل406

    في ذاكرته، كانت يارا لم تقل يومًا إنها لا تحبه، لكنها أيضًا لم تقل إنها تحبه.لذلك ظل الأمر بالنسبة له لغزًا، لم يكن يعرف، بل كان يُخمِّن فقط، ويظن أن يارا لا تحبه، وأنها لم تكن سعيدة معه.شعرت يارا بوخزة ألم في صدرها، رفعت رأسها بصعوبة ونظرت إليه بصمت، وابتسمت ابتسامة خفيفة تحمل شيئًا من السخرية، وقالت: "ألا ترى أنك مثير للضحك؟ تسألني هذا السؤال الآن؟ ما الذي تريده بالضبط؟"قال كريم وهو يضع كفيه على الجدار خلف أذنيها، محاصرًا إياها داخل ذراعيه واقترب منها قائلًا: "أريد أن أعرف شعورك نحوي، أريد أن أعرف الحقيقة."كان أطول منها بكثير، وحين يتكلم معها، كان ينحني قليلًا، حتى صار وجهه قريبًا جدًا من وجهها، وقال بصوت خافت: "الآن قولي لي، ما هو شعورك الحقيقي تجاهي؟ أريد أن أسمع الحقيقة.""..."في الواقع، لم يكن كريم وحده من لا يفهم يارا، بل يارا أيضًا لم تفهم كريم.لم يفهم أيٌّ منهما الآخر، وكأن بينهما شيئًا ينتظر أن يُكشَف، لكنهما يخافان من كشفه.ظلّا على هذا الحال من الجمود، حتى تراكم بينهما المزيد من سوء الفهم.قالت يارا بهدوء: "هل تريد أن تسمع الحقيقة حقاً؟ إذا قلت لك، هل سيتغير شيء؟"قال

  • هروب الزوجة الحامل ومطاردة حتي النهاية   الفصل405

    "كل الأطباق التي على المائدة مما تحبّه هي، أليس هناك ما أحبّه أنا؟"بدت سهير وكأنّها تشعر ببعض الغيرة.رفع كريم رأسه وقال بهدوء: "أنا لا أعرف ما الذي تحبينه، ولم تخبريني يومًا، فنحن نادرًا ما تناولنا الطعام معًا."نظر إلى والدته دون أن يظهر على وجهه أيّ تعبير.تجمدت ملامح سهير قليلًا.تابع كريم وكأنّه لم يحدث شيء، وواصل وضع الطعام في طبق يارا.التفتت يارا تنظر إلى ملامحه الجانبية الجادّة، فغمرها شعورٌ بالحزن والمرارة.هل يعاني من انفصام في الشخصية؟ يجرحها من جهة، ثم يتعامل معها بلطف من جهة أخرى.قالت وهي تنهض: "عذرًا، سأذهب إلى الحمام." وضعت العيدان جانبًا وغادرت قاعة الطعام.سألت سهير بنبرة ذات مغزى: "كريم، لماذا تتقرب بهذا الشكل من زوجتك السابقة؟"فأجاب بهدوء: "أليست هي مَن ساعدتني؟ أليس من الطبيعي أن أرد الجميل وأضع لها بعض الطعام؟ المعاملة بالمثل.""ساعدتك؟ تقصد تلك الليلة حين سهرت في بيتي وهي تراجع بيانات شركة النهضة؟"رأى كريم ابتسامة غامضة على وجه أمه، فعبس قليلًا وقال: "مجموعة سكاي تفادت خسائر ضخمة بسبب شركة النهضة، وأنا بعت أسهمها في الوقت المناسب وربحت كثيرًا، أليست تلك مساعد

  • هروب الزوجة الحامل ومطاردة حتي النهاية   الفصل404

    عادت يارا مرة أخرى إلى المنزل الذي كانت تقيم فيه مع كريم .كان هذا منزلهما الزوجي سابقًا، وكل تفاصيل الديكور فيه مصممة وفق ذوقها.في هذا المكان، عاشا معًا عامًا كاملًا من السعادة.البيت ما زال هو نفسه، لم يتغير شيء.لكن الناس تفرّقوا.عندما دخلت إلى الردهة، رأت سهير وائل جالس على الأريكة، فقالت بدهشة: "ما الذي تفعله هنا؟"كل مرة يرى فيها سهير، يشعر وائل بشيء من الاضطراب، فوقف على الفور وعدّل سترته، واعتدل في وقفته.حتى في منتصف عمره، لم يتخلَّ عن الاهتمام بمظهره.ولن يكون مبالغة إن قيل إن وائل لو مثّل في دراما تجسّد شخصية الأب الأنيق صاحب النفوذ، فمجرد وقوفه هناك كفيلٌ بإثارة إعجاب الجمهور.قال وائل بابتسامة: "سهير، ما الذي جاء بكما أيضًا؟"عقدت سهير حاجبيها قليلًا، وشعرت بشيء غير مطمئن، وفي تلك اللحظة خرج كريم من الداخل قائلًا: "أنا من استدعيته."ظهر كريم أمام الجميع بقميص أبيض وبنطال أسود كلاسيكي أنيق، ملابسه البسيطة والكلاسيكية لا تبلى موضتها أبدًا. رغم أن ملامحه بدت مرهقة بعض الشيء، إلا أن وسامته ما زالت واضحة لا تخفى.سقطت نظراته دون قصد على يارا، فالتقت عيناهما للحظة.أرادت يارا

  • هروب الزوجة الحامل ومطاردة حتي النهاية   الفصل403

    "أمي، لا تقولي مثل هذا الكلام مجددًا، إنه لا يحبّني" قالت يارا بانفعال، "لو كان يحبّني فعلًا، لما طلقني من أجل رنا، ولما آثر تصديقها مرّة بعد أخرى وجرحني، لذلك هو لا يحبّني أصلًا""لأن كريم أحمق" قالت سهير، "لقد عانى من نقص الحبّ في طفولته، ولهذا لا يفهم ما هو الحبّ، ولا يعرف كيف يميّزه. واليوم هدف لقائي به أن أجعلكما تتحدثا بشكل جيد وجهًا لوجه، وتسأليه بوضوح من التي يحبّها حقًا""هل دبرتِ هذا اللقاء من أجلي أنا وكريم؟" تراجعت يارا بضع خطوات إلى الوراء وقالت، "لا، لا يمكنني مقابلته، لقد اتفقنا أن يعيش كلٌّ في طريقه، لا أستطيع...""توقّفي" أمسكت سهير بذراعها، "يارا، هل إلى هذا الحدّ أنتِ جبانة؟ ما قد يحدث من مجرد لقاء؟""هو لا يحبّني، ورؤيته الآن لن تكون إلا إهانة لي. لقد طلّقني من أجل رنا، ومهما حدث، لن أستطيع الرجوع إليه أبدًا."برغم الألم الذي يوجد في قلبها، ورغم حبّها لكريم، كانت يارا تدرك في أعماقها أنّها لا يمكنها أن تحاول استعادته."إن تجرّأ على إهانتك فسأضربه بنفسي! أعطي نفسك فرصة أخيرة، أليس هذا من حقك؟ أعلم أنكِ تتألمين، ورؤيتكما أنتما الاثنان تتألمان، تجعلني أتذكر نفسي مع وال

  • هروب الزوجة الحامل ومطاردة حتي النهاية   الفصل402

    في الطريق، شعرت سهير أن حالة يارا النفسية ليست على ما يرام، فقالت: "ما بكِ؟ كأن السماء توشك أن تسقط فوقكِ.قالت يارا مبتسمة ابتسامة خفيفة: "لا شيء، فقط أشعر ببعض التوتر."أما بشأن رامي، فسهير بالتأكيد لا تهتم لأمره، وحتى لو أخبرتها يارا فلن يفيد، بل ربما وبّختها.قالت سهير: 'لا يوجد ما يدعو للتوتر، سوى أن كريم سكر تمامًا البارحة، لأنكِ قلتِ له شيئًا ما."ارتجف قلب يارا، فالتفتت إليها بسرعة وقالت: "قلتِ إنه كان سكرانًا البارحة؟"أومأت سهير برأسها: "نعم، جاء إلى بيتي في منتصف الليل، لا أعلم كم زجاجةً شرب، لكنه كان مخمورًاجدًا، لا يكاد يخطو خطوة مستقيمة، وبدأ يقول كلامًا غير مفهوم، قال أنكِ تكرهينه، وأنكِ لا تريدينه بعد الآن، كل كلامه كان عنكِ، أراد أن يتصل بكِ، لكنه لم يستطع حتى أن يمسك هاتفه، ثم تذكّر أنكِ حظرته، فانهار تمامًا."اتسعت عينا يارا بدهشة وقالت: "أمي، أحقًا فعل ذلك؟"قالت سهير: "ولِمَ سأكذب عليكِ؟ لم أخبركِ بذلك هذا الصباح لكن بعد أن فكّرتُ قررت أن أقول لكِ، فهو أصبح هكذا بسببكِ."قالت يارا: "أمي، لا أفهم، لقد جاء إلى بيتي البارحة وتحدثنا بوضوح، وأنا متأكدة أنه لا يحبني، رب

  • هروب الزوجة الحامل ومطاردة حتي النهاية   الفصل401

    كان عاصم مولعًا بالمال على الدوام، وشراهته للثروة تبدو أشدّ من كثيرٍ من رجال الأعمال.أخرج مراد من جيبه كتيّبًا صغيرًا ووضعه على الطاولة.قال عاصم: "ما هذا؟"قال مراد: "دليل برنامج، ووالمكان المذكور فيه مناسبٌ للغاية لإصلاح علاقتك بأختي." وأشار إلى الغلاف. "إنه مكان معزول، إذا دخلتماه، انقطعتم عن العالم الخارجي، وتعيشان هناك معًا نصف شهر."ضحك عاصم وقال: "هذا هراء. في مكان كهذا، إن حبستني معها هناك فلن يمضي يوم واحد حتى نتشاجر."قال مراد: "ألقِ نظرةً متأنية وستفهم. المكان رائع، وكثيرٌ من الأزواج عادوا منه وقد تحسّنت علاقتهم."عاصم لا يؤمن بهذه الأمور، لكنه تناول الكتيب مجاملةً لمراد.كان هذا المكان فعلًا خاصًّا؛ لا يوجد كهرباء ولا إنترنت ولا شبكة، لكن المناظر فيه بديعة.ما إن تدخلاه، لا يبقى في العالم سواكما، وعليكما أن تتعاونا لتجتازا الأيام.رآه عاصم أقرب إلى الألعاب التي يحبها الشباب.قال مراد: "الحجز هناك شديد الصعوبة وقد امتدّ إلى ما بعد العام القادم، استعملتُ بعض العلاقات لأحجز لكما. ستعود نادين اليوم، فاصحبها خلال هذه الأيام."قال عاصم: "هل سألت أختك إن كانت ترغب في الذهاب في مث

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status