Compartir

الفصل2

Autor: لولو
لمّا رآني بدا على وجهه شيءٌ من التكلّف، لكنه تظاهر بالتماسك وقال: "هل ندخل معًا؟"

لم أرفض، بل أومأتُ ودخلتُ مباشرة.

كان عشاءُ المساء محرجًا إلى حدٍّ بالغ، فوالداي ما زالا يُحاسبان ماهر على ما جرى يوم الزفاف، لذا لم تكن معاملتهما له لطيفة.

لو كان هذا في السابق لربّما سعيتُ للتلطيف بين الأطراف، أمّا الآن فتركته يجلس وحيدًا في ذلك الحرج.

وحين فرغنا من العشاء وهممتُ بطلب سيارة أجرة، كان ماهر قد أوقف سيارته أمامي، وما إن فتحتُ الباب وجلستُ حتى رأيتُ على مقعد الراكب الأمامي ملصقًا كُتب عليه "مقعد لارا المخصّص".

تنحنح ماهر وقال على استحياء: "لارا هي التي أصرت أن تُلصق هذا هنا، وعلى أي حال أنتِ تقودين سيارتكِ بنفسك."

هززتُ رأسي وقلتُ ببرود: "همم، في البداية… كلُّ شيءٍ يكون هكذا."

قطّب حاجبيه كأنّه سيقول شيئًا، لكن هاتفي رنّ.

لم أُعره اهتمامًا وانصرفتُ أردُّ على الرسائل.

ولما أنهيتُ ما بيدي كان ماهر قد أوقف السيارة أمام فيلّا.

ما إن نزلتُ حتى اندفعت لارا إلى حضنه قائلة: "ماهر، اشتقتُ إليك، أَمَا اشتقتَ إليّ؟"

وغالبًا لأنه أمامي، بدا على ماهر شيءٌ من الحرج، فمنعها بسرعةٍ من أن تُقبّله على وجهه: "يكفي، لقد كبِرنا، كيف نظل كالسابق؟"

رمقتني لارا بنظرةِ انتصار، ثم قالت بلهجةٍ متدللة: "وماذا إن كبرنا؟ ألا أكون أختك عندما نكبر؟"

لم أُبالِ بمشاهدتهما ومضيتُ إلى الداخل.

ولدى المدخل رأيتُ شاشةً إلكترونيةً تُعيد عرضَ بضع صورٍ كلها لماهر وللارا. عناقٌ عند الغروب، وعشاءٌ معًا، بل وفي آخرها صورةٌ لقبلةٍ حارة بينهما.

لم أكد أتفرّس حتى أسرع ماهر إلى جانبي يبرّر: "ليان، هذه الصور مفبركة، صدّقيني، أرجوكِ لا تغضبي."

نظرتُ إليه فرأيتُ في عينيه ومضةَ ارتباك، فقلتُ: "همم، مصوّرةٌ على نحوٍ جميل."

تجعد جبين لارا وقالت: "ألن تغضبي يا ليان؟"

قلتُ بهدوء: "لا."

وما إن نطقتُ حتى رنّ هاتفي.

كان الطبيب يُريد الحديث معي بتفاصيل دخول المستشفى غدًا.

كنتُ قد أجريتُ فحصًا طبيًا من قبل، وقد ظهرت مشكلةٌ في الرئة، وها هي النتائج على ما يبدو قد صدرت.

ذهبتُ جانبًا لأجيب المكالمة، ولم أُبالِ بملامح ماهر.

وحين عدتُ إلى الحفل رأيتُ ماهر يحمي لارا ويصرخ على رجلٍ آخر.

ومن كلامهما تبيّن أنّ الرجل سكب عن غير قصدٍ قليلًا من الشراب على طرف ثوب لارا، لكن ماهر لم يتركه وشأنه ويطالبه بالاعتذار.

وأمام هذا المشهد خطرت لي ذكرى منذ أعوام، يوم حضرنا حفلةً معًا وكنتُ أمرّ قربَ برج الشمبانيا، فدفعتني لارا دفعةً واحدة.

لم أتماسك فسقطتُ على البرج، فتهاوت الكؤوس، وسال الشراب ممزوجًا بالدم على جسدي.

طلبتُ عونًا من ماهر، فإذا به يشتمُني أمام الجميع: "أما تعرفين المشي؟ ألا ترين هذا البرج العظيم؟"

"وتصدمينه أيضًا! ألا تدرين مدى أهمية هذه الحفلة؟ لا أدري ما جدوى عيشِ شخصٍ عديم النفع مثلكِ!"

"لو كنتُ مكانكِ لصدمت رأسي هنا ومِتُّ فورًا!"

انتهت الذكرى، ونظرتُ إلى ما أمامي فبدا لي كلُّ شيءٍ مضحكًا إلى أبعد حد، فاستدرتُ وغادرت.

لم يرجع ماهر تلك الليلة، ولم أستغرب؛ فهذه ليست المرة الأولى.

وعند الصباح، وأنا أغسل وجهي، رأيتُ ماهر يحمل الفطور، وخلفه لارا.

لمّا رآني وضع الإفطار على الطاولة وقال، وللمرة النادرة يُبرّر: "لهونا حتى تأخر الوقت، وخفتُ أن أبقى وحدي، فنمتُ عند لارا ليلةً واحدة."

"لن تغضبي، أليس كذلك؟"

واعتصمتْ لارا بذراع ماهر وقالت متحدية: "نعم، ألن تغضبي يا ليان؟"

أومأتُ ولم أقل شيئًا.

ولما شعر ماهر ببرودي وضع الإفطار بلطفٍ وقال بنبرةٍ ملساء: "ألم تكوني تودّين مشاهدة الفيلم الجديد منذ مدة؟"

"لديّ وقتٌ اليوم؛ سأصحبكِ."

كان الفيلم قد نال ثناءً عارمًا منذ افتتاحه، وكنتُ أدعوه مرارًا لكنه يرفض بحجة انشغاله.

وبعد أيامٍ رأيته في حالةِ لارا على الواتساب.

(أفضل فيلم، بالطبع يستحق أفضل نسخة منك .)

والصورة بلا وجوه، لكنّ اليدين المتشابكتين تكفيان لأعرفه ولو بلا وجه.

تنفستُ عطرًا نسائيًا خفيفًا ينبعث من ثيابه فقلتُ رافضة: "لا داعي، لديّ ما أنجزه اليوم."

لمّا قلتُها ارتسمت على وجهه لمحةُ حرج، وكاد يُلحّ.

لكن لارا كانت قد جلست على الأريكة تحدّق بي بسخرية: "ليان، أتراكِ ستلتقين بزميلكِ من الثانوية؟"

نظرتُ إليها مستغربة.

أمرُ الطلاق لا يعرف به إلا أنا ومحاميَّ، فكيف علمت، فضلًا عن أنه زميلي في الثانوية؟

وحين رأت دهشتي اتخذت لارا وجهَ الحريصة على مشاعر ماهر وقالت: "ماهر، لا تغضب، سمعتُ صديقةً تقول إنها رأت ليان في مقهى مع زميلها القديم…"

وتعمّدتِ التوقف، ثم تظاهرت بالقلق: "بحميمية…"

"لكن قد تكون صديقتي قد أخطأت، فليان تحبك، كيف تخونك؟"

ما إن ختمتْ حتى تغير وجهُ ماهر، والتقط مزهريةً من على الطاولة وحطّمها، وحدّق بي غاضبًا: "ليان! ترفضين مشاهدة الفيلم معي لأنكِ ستلتقين رجلًا آخر!"

"ألا تستحين؟"

خفضتُ بصري إلى شظيّةٍ على الأرض، وقبل أن أتكلم تمادَت لارا في تصنّعها: "ماهر، لا تغضب، عليكما التحدُّث بهدوء."

"لا تُلام ليان على ما فعلته، فأمُّها أصلًا خانـ…"

لم تُكمل كلامها؛ وتناولتُ علبة مناديلٍ قريبةً ورميتها عليها.

لتقل عني ما تشاء، أمّا أمّي فلا.

احمرّ موضعُ إصابتها على الفور، فأسرع ماهر يمسك بذراعها مشفقًا.

وبمجرّد أن رأى لارا في هيئة من ترد الخير له، صرخ بي: "ليان، لقد خيّبتِ أملي!"

"حتى لو كانت لارا مخطئة، فليس لكِ أن تمدّي يدك!"

"ألا تعلمين أنّ…"

كانت لا تزال تريد أن توبّخني بلا توقف، لكنني قاطعْتها على الفور.

"إذًا فأنتَ تعرف أنّ كلامها باطل!"

ارتبك وجهُ ماهر لحظةً ثم تماسك وأشار إليّ كمن يقرّر الحق: "صحيح، لقد رأيتُ ذلك اليوم."

"لكن مدّ يدكِ خطأ."

"اعتذري للارا حالًا، وإلا ذهبنا الآن لنتطلّق!"

لفّ البردٌ جسدي كلّه، ونظرتُ إليه في ذهولٍ ثم قلتُ مترددة: "ماهر، أتدري ما الذي تقوله؟"

قهقه ساخرًا كأنما كنت أقول نكتة: "ليان، طبعًا أدري ماذا أقول."

"لكن مَهما يكن، فليس ذلك مسوّغًا للضرب. اعتذري للارا حالًا!"

"وإلا فسنذهب ونتطلق الآن!"

قهقهتُ من شدة الحنق، وأخرجتُ من جواري اتفاقية الطلاق الجاهزة ورميتها أمامه: "تفضل، لنذهب الآن ونتطلّق."

Continúa leyendo este libro gratis
Escanea el código para descargar la App

Último capítulo

  • وعد قلب لعمر كامل   الفصل7

    لكي تعود منتجات الشركة إلى سمعتها النقية كما كانت، اضطررتُ إلى نشر مقاطع الاستفزاز التي كانت لارا قد أرسلتها لي من قبل على الملأ. وما إن نشرتها تقريبًا حتى انهال روّاد الإنترنت بسيلٍ من الشتائم على لارا. وكثيرون علّقوا تحت مقاطع استعراضها للحب القديمة يتّهمونها بأنها تعلَم أنه مرتبط ثم تتدخّل، بلا حياء. وأمّا ماهر، صاحبُ الشرارة، فلم يُعفِه رواد الإنترنت أيضًا. تسرّب رقم هاتفه وكُشفت معلوماته الخاصة للعلن. فأُرغم على إغلاق هاتفه والابتعاد جسديًا ونفسيًا عن الشبكة. لكن مع امتداد الحال تفاقمت حالته النفسية سريعًا. من خوفٍ أوليٍّ من مغادرة البيت إلى خوفٍ لاحقٍ من رؤية أيّ إنسان. ورغم أن والد ماهر ووالدته سعيا سريعًا لكتم الأخبار، فإن روّاد الإنترنت ذوي الحيلة كشفوا معلوماتهما كذلك. حتى وقائعُ الرشوة والفساد القديمة كُشف عنها، وانهالت التعليقات لدى الجهات الرسمية. فانتهى بهما الأمر مفصولَين من الجهة الحكومية قبيل التقاعد. أمّا شركتي فارتفع نجمُها وازداد حجم المبيعات أضعافًا، فارتفعت معها قيمتي السوقية مرّاتٍ كذلك. وأمّا ماهر فلم أره منذ الطلاق. ولا يصلني عنه إلا أنّ حالته النف

  • وعد قلب لعمر كامل   الفصل6

    "مستحيل يا ماهر، لقد وقّعتَ سابقًا اتفاقية الطلاق، وهي تنصّ على خروجك صفرَ اليدين. إن جئتَ معي غدًا في الوقت المحدّد لاستخراج وثيقة الطلاق، فيمكننا التفكير في إعادة تقسيم الممتلكات، ويمكن إبقاء الشركة لك." "لكن إن لم تأتِ، فسأرفع الدعوى بهذه الاتفاقية، وعندها لا تحلم أن تنال قرشًا واحدًا." نظر إليّ ماهر في ذهول، كأنه لا يصدّق أن هذا كله يخرج من فمي. "ليان، هل تنوين حقًّا فعل هذا؟" حدّقتُ في زجاجات الشراب على الطاولة، بلا ذرة دفء في عينيّ. "بعض الأمور حين أحسمها لا أتراجع." ابتسم ماهر بمرارة، وأرخى جسده إلى الوراء وارتمى على الأرض. "ليان، أنتِ لا تعلمين. في طفولتي، كان والداي شديدَي التقييد، لا يسمحان لي بمخالطة الأصدقاء. ولم تكن هناك إلا لارا، قبلت أن تكون صديقتي، فـ…" انهمرت دموع الندم من عينيه وهو يكرّر أسباب إحسانه إلى لارا. لم يثر ذلك اهتمامي؛ عدتُ مباشرةً إلى الغرفة لأغتسل وأنام. في صباح اليوم التالي، ورغم أن نفس ماهر كرهت فعل ذلك، إلا أنه كان مضطرًا لفعله من أجل عائلة ماهر. وبمجرّد أن تسلّمتُ وثيقة الطلاق، شعرتُ لوهلة بانفراجٍ يسري في جسدي كله. تجاهلتُ ملامح ماهر، وخط

  • وعد قلب لعمر كامل   الفصل 5

    في الأيام التالية، التزم ماهر فعلًا بألّا تكون له أي صلة بلارا. وحذف أمامي وحظر كل وسائل تواصله مع لارا. وبدأ يسألني عن حالي كل يوم، يخشى أن يصيبني مكروه. حتى بعد خروجي من المستشفى، عدتُ مع ماهر إلى بيت الزوجية. خلال ذلك، جاءت لارا تبحث عنه مرّاتٍ كثيرة، فرفضها كلَّ مرة. لكنني كنتُ أعلم أنّه لن يصمد طويلًا. ولم تمضِ مدةٌ طويلة حتى جاء يومُ المراجعة الطبية.نظرتُ إلى ماهر المرتبك في اليوم السابق للمراجعة، وتظاهرتُ بالجهل وقلتُ: "ماهر، لديَّ مراجعةٌ غدًا، سترافقني أليس كذلك؟" سارع ماهر يؤكّد مرارًا. "ليان، اطمئنّي، سأرافقكِ غدًا حتمًا." أومأتُ راضية، ثم استغليتُ خروج ماهر لشراء بعض الأشياء وأرسلتُ إلي لارا رسالة. (يبدو أنكِ لستِ مهمّةً كثيرًا في قلب ماهر.) (لقد قال إنّه سيصاحبني إلى المستشفى غدًا، وأخبرني أنّ علاقتَه بكِ مجرّدُ تسليةٍ عابرة.) ووقعت لارا في الفخ كما توقّعتُ؛ كتبت طويلًا ثم أنهت بلهجةٍ متحدّية: (انتظري فقط.) كنتُ أعلم أنّ لارا لن تُخيب ظنّي. وفي النهاية، ربحتُ الرهان. وفي يوم المراجعة لم يأتِ ماهر. لكن صورته وهو يقبّل لارا قبلةً حميمية تصدّرت البحث الرائج.

  • وعد قلب لعمر كامل   الفصل 4

    ما إن أنهى كلمته حتى كان أبي قد عاد حاملًا الماء، ولما رأى المشهد جذبني جانبًا فورًا. "اذهب، اذهب من هنا، فنحن في غنى عنك!" نظر إليّ ماهر غير مصدّق، وأصابعه ترتجف وهو يشير إليّ كأنه سيقول شيئًا. وفجأة سقطت لارا أرضًا خلفه، وهتفت إليه بضعف: "ماهر، إنني متوعّكة…" غير أن ماهر هذه المرّة لم يُجبها، بل حدّق فيّ بعينين محمرّتين. لم يُرِد أبي أن يجادله طويلًا، وخشيةً عليّ من أي طارئ أسرع يُسنِدني إلى غرفة المرضى. ولمّا حان وقت العشاء، وما إن وضعت أمي ما أحضرته أمامي، حتى دوّى طرقٌ على باب الغرفة. وفي اللحظة التالية دخل ماهر من الباب. "أبي، أمي، جئتُ لرؤية ليان." ... تبدّل وجه أبي في الحال وقال بنبرةٍ خشنة: "لا بد أنك تُمازحنا يا أستاذ ماهر؛ نحنُ عجوزان لا نحتمل أن تنادينا أبي وأمي." كان على وجه ماهر كثيرٌ من الخجل، وخلفه والدُه ووالدتُه. دخلت أمُّه وعلى شفتيها ابتسامةٌ متكلّفة، وقال أبوه وهو يبتسم مُلاطفًا: "ليان، عرفنا بما حصل، والذنب ذنبُ ماهر." "لقد وبّخناه أشدَّ التوبيخ، وهو الآن يعرف خطأه." "سامحينا على ما لقيتِ." رمتهم أمي بنظرةٍ ساخطة وهمّت بالكلام، فقبضتُ على معصمها لأُ

  • وعد قلب لعمر كامل   الفصل3

    نظر ماهر إلى اتفاقية الطلاق على الطاولة، فتبدّل البريق في عينيه فورًا. ... راح يحدّق بي بوجهٍ قاتم. قال: "ليان، أعلم أن مزاجكِ غير مستقر." "لكننا تزوّجنا تَوًّا؛ إن كان هذا اندفاعًا لحظيًّا، فأنا أستطيع مسامحتكِ." حدّقتُ فيه ببرودٍ طويلًا قبل أن أتكلَّم. "ماهر، أأنا مندفعة أم لا، أنتَ أعرفُ الناس بذلك." تجمّد وجهُ ماهر في الحال، وهمّت لارا بالكلام فقطعها مباشرة. قال: "لارا، لدينا ما نتحدّث فيه، ارجعي الآن، حسنًا؟" وأرادت لارا أن تقول شيئًا، لكن ما إن رأت بنود تقسيم الممتلكات في اتفاقية الطلاق حتى اتسعت عيناها، وكادت تشتمني لولا أن ماهر دفعها إلى خارج الباب. وما إن خرجت حتى لان صوتُ ماهر على الفور: "ليان، أعلم أنّ قربي من لارا يُزعجكِ." "لكن اطمئنّي، هي عندي كأختٍ لا غير، وأنتِ زوجتي." "ثمّ كيف سيرانا الناس إن تطلقنا بعد الزواج مباشرة؟" لم أتكلّم، بل نظرتُ إليه في صمت. قلت: "ماهر، أنت لا تحبّني." "طلاقُنا يفسح مكانًا للارا؛ أفلستَ مسرورًا؟" فرمى ماهر اتفاقية الطلاق جانبًا في الحال. "كيف لا أحبّ…" رنّت نغمةُ اتصالٍ خاصّة، ولم أحتج أن أنظر لأعرف أنها لارا تتصل. وتحت نظ

  • وعد قلب لعمر كامل   الفصل2

    لمّا رآني بدا على وجهه شيءٌ من التكلّف، لكنه تظاهر بالتماسك وقال: "هل ندخل معًا؟" لم أرفض، بل أومأتُ ودخلتُ مباشرة. كان عشاءُ المساء محرجًا إلى حدٍّ بالغ، فوالداي ما زالا يُحاسبان ماهر على ما جرى يوم الزفاف، لذا لم تكن معاملتهما له لطيفة. لو كان هذا في السابق لربّما سعيتُ للتلطيف بين الأطراف، أمّا الآن فتركته يجلس وحيدًا في ذلك الحرج. وحين فرغنا من العشاء وهممتُ بطلب سيارة أجرة، كان ماهر قد أوقف سيارته أمامي، وما إن فتحتُ الباب وجلستُ حتى رأيتُ على مقعد الراكب الأمامي ملصقًا كُتب عليه "مقعد لارا المخصّص". تنحنح ماهر وقال على استحياء: "لارا هي التي أصرت أن تُلصق هذا هنا، وعلى أي حال أنتِ تقودين سيارتكِ بنفسك." هززتُ رأسي وقلتُ ببرود: "همم، في البداية… كلُّ شيءٍ يكون هكذا." قطّب حاجبيه كأنّه سيقول شيئًا، لكن هاتفي رنّ. لم أُعره اهتمامًا وانصرفتُ أردُّ على الرسائل. ولما أنهيتُ ما بيدي كان ماهر قد أوقف السيارة أمام فيلّا. ما إن نزلتُ حتى اندفعت لارا إلى حضنه قائلة: "ماهر، اشتقتُ إليك، أَمَا اشتقتَ إليّ؟" وغالبًا لأنه أمامي، بدا على ماهر شيءٌ من الحرج، فمنعها بسرعةٍ من أن تُقبّله

Más capítulos
Explora y lee buenas novelas gratis
Acceso gratuito a una gran cantidad de buenas novelas en la app GoodNovel. Descarga los libros que te gusten y léelos donde y cuando quieras.
Lee libros gratis en la app
ESCANEA EL CÓDIGO PARA LEER EN LA APP
DMCA.com Protection Status