Share

الفصل377

Author: شاهيندا بدوي
"هيَّا، تعالي معنا يا آنسة منار".

أدرك الشرطيون أنّ منار تتظاهر بالضعف كي تفلت من المسؤولية.

فساروا وفق القواعد، غير عابئين بالمجاملات.

رفضت منار الانصياع، فاضطر الشرطيون إلى استخدام القوَّة.

أرسلوا شرطيتين لرفعها عن السرير.

ازدادت فزعًا، فبكت قائلة: "لا أريد، لا أريد الذهاب إلى مركز الشرطة! أمي، أنقذيني، لا أريد الذهاب!"

تشبثت الأم بابنتها وهي تقول: "اتركوا ابنتي، لا تلمسوها!"

لكن شرطيَّا آخر أبعدها عنها.

حُملت منار وهي تصرخ، وحين لم تجد جدوى من أمها، التفتت إلى أبيها قائلة: "أبي، أنقذني! لا أريد السجن، أرجوك أنقذني!"

اُقتيدت الفتاة.

وقف والدها يتألم، لكن الشرطة أصرت، ونور لم تتراجع، فاشتعل غضبه وخاطبها بوجه متجهم: "آنسة نور، ألا تنوين حفظ ماء وجهي ولو قليلًا؟"

أجابته: "سيد العامري، أفهم حبك لابنتك، لكنك بحمايتها هكذا لا تنقذها، بل تؤذيها. ستبقى جاهلة بخطئها وبثمنه حتى تأتي الكارثة، وحينها لن يجدي الندم. أتظن نفسك قادرًا على حجب السماء بيدك؟"

سألته وهي تحدِّق به.

هل سيندم يومًا إذا قتلت ابنته حقًا إنسانًا، ولم يعد المال يجدي في حل الأمر؟ لقد دلّلها وأطاعها أكثر مما ينبغي.

قال الشرطيو
Continue to read this book for free
Scan code to download App
Locked Chapter

Latest chapter

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل1179

    بدت الممرضة متحيرة، فقالت: "السيد حلمي هو من أمر بذلك، ويجب توصيل هذه الأشياء إليكِ، وقال إذا لم تستلميها، سيقدّم شكوى ضدنا، ويجعل تقييم القسم كله سيئًا. آنسة سالي، لا تضعينا في موقف صعب، وبالمناسبة هذا الفطور المغذي مفيد لجسمك، اقبليه فحسب". هل يفعل ما يريد فقط لأنه يمتلك المال؟شعرت سالي بالغضب، لكنها لم تشأ أن تتسبب بالأذى للممرضة، فسمحت لها بترك الأشياء. بعد تناول الفطور، أرسلت سالي رسالة إلى نور تخبرها بأنها في المستشفى، ولمحت بطريقة خفية إلى رغبتها في الخروج. ما لم تعرفه سالي، أن نور كانت في مكتب الطبيب، وكان هناك أيضًا سمير وحلمي. كانت وجوه الثلاثة شاحبة، متوترة للغاية. خصوصًا نور، التي كانت تحبس دموعها، وكتفاها يرتجفان. كان سمير بجانبها يحتضن ذراعيها، يحاول مواساتها بكلمات قليلة لكنه لم يعرف ماذا يقول. "هكذا إذن، يا طبيب." بعد لحظة طويلة، كسر حلمي الصمت الثقيل وقال بجدية: "امنحوا كليتي لسالي". صُدمت نور، لم تتوقع أن يقوم حلمي بهذا الأمر. سالي تعاني من فشل كلوي، وزراعة كلية هي الحل الأفضل بلا شك، ونور فكرت في صرف الكثير من الأموال للبحث عن كلية مناسبة، لكن حل

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل1178

    استدارت سالي هاربة بانعكاسٍ شرطي، لكن حلمي اندفع أسرع منها ليمسك بها. قال: "سأوصلك إلى البيت". ردت سالي: "لا حاجة، نور ستصل حالًا". استخدمت سالي نور كدرع، كما أن الشخص الوحيد الذي خطر ببالها كان نور فقط. "أقسم، لن أفعل شيئًا لك، سأوصلك فقط إلى المنزل." خاف حلمي ألا تصدقه، فمد يده ليُريها الإبرة على معصمه، وقال: "حتى لو أردت، ليس لدي القوة، كنت أتلقى المحاليل خلال الأيام الماضية، والآن حتى الوقوف هنا يجعل رأسي يدور". هبّت الرياح وأمطرت بغزارة على الاثنين، لم ينتظر حلمي جواب سالي، بل حملها وأدخلها السيارة. استسلمت سالي بلا حول ولا قوة، ونظرت أمامها بعينين فارغتين. عند صعوده السيارة، شعر حلمي بالحنان وأمسك وجهها بحذر قائلًا: "لا تكوني هكذا، لا تُعامِليني هكذا. لم أرك هذه الأيام، أنت تعرفين قلبي… لا بأس، أنت لا تعرفين، على أي حال لم أكذب عليك يومًا، صدّقيني". نظرت سالي إليه، وقالت كلمة كلمة: "هل يمكنك أن تتركني وشأني؟" اكفهرَّ وجه حلمي، وأمر بصوت منخفض: "قد السيارة، إلى الفندق". عند سماع كلمة الفندق، تذكرت سالي ذلك اليوم الذي هددت فيه بحياتها، فارتجفت كلها. حاولت الن

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل1177

    هي لا تريد استلام الزهور التي يرسلها حلمي، لكن حين جاء مُسلِّم الزهور، هرعت سالي إلى الخارج لتوقّع على الاستلام. لم تغيّر رأيها، لكنها فقط لا تريد لنور أن تعرف.مزّقت البطاقة، ورمت الزهور في صندوق قمامة على جانب الطريق، ثم عادت إلى الداخل. وما إن دخلت حتى وقعت عيناها على نور تحدّق بها بنظرة تجمع بين الابتسام والتهكم، فابتسمت سالي ابتسامة محرجة وأسرعت إلى الطابق العلوي.قالت نور مباشرة: "مهما كنتِ تنوين فعله، فأنا أؤيدك. نحن صديقتان إلى الأبد، ولستِ مضطرة للخوف من أن أعرف".أحست نور أن سالي تخفي عنها أمرًا ما، فقالت ما تحس به بصراحة.شعرت سالي بالذنب، ولعقت شفتيها قبل أن تقول: "أعرف أنكِ تهتمين لأمري… لكنني لا أريد أن أزيد عليكِ الهموم. اطمئني، سأتعامل مع الأمر، فقط امنحيني بعض الوقت".سألتها نور بقلق: "أهو شخص ذو مكانة؟ حتى أنا لا أستطيع إغضابه؟"كانت سالي على وشك التفسير، لكن في تلك اللحظة دخل غسان وسمير معًا، وقد سمعا حديثهما عن الزهور.تقدّم غسان فورًا، وأمسك بيد سالي بقلق ظاهر: "أهناك من يُرسل لكِ الزهور؟ هل تحبين الزهور؟ سأشتري لكِ. سأرسل لكِ أي نوع تريدينه. لا، بل سأشتري لكِ

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل1176

    وفي اللحظة التالية، انفجرت باكية، حتى إنّها لم تكن تعرف لِمَ تبكي، كلّ ما شعرت به هو ضيق خانق، ضيق يعتصر قلبها وتحتاج أن تفرغه بأي طريقة.احتضنتها نور، تربّت على ظهرها في صمتٍ مواسٍ، بينما ترمقُ حلمي بنظرة تحذير. أمّا حلمي فلم يأبه، بل شكر نور على اعتنائها بسالي طوال هذه الفترة.وبينما يتحدث، أومأ إلى مساعده، فسلّمه المساعد هديةً صغيرة. ضيّقت نور عينيها بامتعاض وقالت: "ما الذي تنوي عليه يا سيد حلمي؟ ألا تعرف مكانتي؟"ابتسم حلمي ابتسامة خفيفة وقال: "أعلم أنّ حرم السيد سمير لا تُعجبها مثل هذه الهدايا البسيطة، لكن هذا أفضل ما استطعتُ تقديمه. الهدية بسيطة، لكن نيّتي صادقة، وأتمنى أن تتقبّليها".فأجابته: "دعك من هذا، لا أقبل فضلًا بلا سبب، ثم إني لا تربطني بك تلك الصداقة التي تبيح هذا النوع من الهدايا".لم ترغب نور في البقاء أكثر، فاستأذنت للمغادرة. وبينما هي تسحب سالي معها، قطع المساعد طريقهما.ضحكت نور بسخرية: "ماذا، هل يريد السيد حلمي أن يحتجزنا هنا؟"تنهد حلمي وقال: "دعهما تمرّان". فتنحّى المساعد جانبًا، والتفتت نور لتلقي نظرة باردة على حلمي.وهي لا تعلم أنّ حلمي لم يكن ينظر إلي

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل1175

    لم يغضب غسان من ردّ سالي، بل وجدها أكثر لطفًا وجمالًا.أخذ سالي لمشاهدة معرض الرسم كان الخطوة الأولى في جدول اليوم، وبعد ذلك رتّب أيضًا تناول الطعام، والتمشية، ومشاهدة فيلم، وكل ما يفعله العشاق عادة.كانت سالي شاردة قليلًا، ولم تنتبه إلى أنّ السيارة تسير نحو المركز التجاري.وحين استوعبت ذلك، كان غسان قد ركن السيارة بالفعل.قالت: "إلى أين؟"كانت قد شعرت أن غسان قد خطّط لكل شيء اليوم، لكنها لم تكن ترغب في البقاء معه.ابتسم غسان قليلًا ودعاها للنزول بشهامة: "عزيزتي الآنسة سالي، اليوم هو يومٌ أقدّم فيه خدمتي لكِ. والآن حان موعد الغداء، لقد حجزت مطعمًا فرنسيًا، لا أدري إن كان سينال رضاكِ".عقدت سالي حاجبيها، وقالت: "عذرًا يا غسان، لا أدري إن كان أحد تصرفاتي قد أوصلك لفهم خاطئ. دعني أوضح لك بوضوح، أنا…"قاطعها قائلًا دون صلة: "ألا تحبين الطعام الفرنسي؟"لم يكن الأمر أنه لا يفهم، بل لم يُرِد أن يفهم.أدركت سالي أن الكلام لن يجدي معه، فاتصلت بنور وطلبت منها أن تأتي.وبعد أن أنهت المكالمة، ابتسمت لغسان قليلًا قائلة: "أنا اعتدت أن تكون نور معي. إن كنت تشعر بعدم الارتياح يمكنك المغادرة، سأنتظرها

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل1174

    "هل هي من دمَّرت المعرضان كليهما؟"لم تصدّق سالي.أومأ سمير برأسه وخفّض صوته ثانيةً قائلًا: "الأمر الآن لا علاقة له بتسنيم، لو تحدّثتِ علنًا فسيتحول ضدك، اصبري قليلًا، ولنخطط مرة أخرى عندما نعود".جاءت نور وسحبت يد سالي مواسيةً: "نحن نعرف أنّك لستِ كما يظنّون، فليقل الأخرون ما يشاؤون".فهمت سالي المنطق، إلا أن قلبها لم يهدأ.ضحكت تسنيم في تلك اللحظة باستهزاء وقالت ببرود وهي تنقر لسانها: "سيدة نور، سأنصحك نصيحة، أنت الآن حامل، فالأفضل أن تقلّلي من مخالطة نساء كهذه، لئلّا يقع أمر ما ولا تعرفي من تلومين".ابتسمت نور ببرود قائلة: "لا داعي لقلقك، من الأحرى أن تفكري كيف تجعلين حلمي يتعافى، فقد قال الطبيب قبل قليل إنّه لن يستطيع الوقوف قبل عشرة أيام أو نصف شهر. وإن أصر على الحركة فقد يؤثر ذلك على سعادتك الزوجية".شددت نور على الكلمتين الأخيرتين، ولمّا رأت تسنيم تفهم وتغضب، تابعت قائلة: "ثم، انقلي لزوجك ألَّا يظهر أمام سالي ما لم يكن هناك أمر في غاية الأهمية، فهو مزعج".قالت ذلك، وسحبت سالي خارج الغرفة.خرجت هذه الكلمات من صدر نور بقوة، حتى إن غسان رفع إبهامه إعجابًا.وبعد هذا اللقاء بدأ غسان

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status