Share

الفصل504

Author: شاهيندا بدوي
جثا على ركبة واحدة، فجثا الرجال الواقفون خلفه على ركبة واحدة أيضًا.

مشهد مهيب، يضغط على قلوب الناس.

ارتبكت سوسن، فتراجعت عدَّة خطواتٍ إلى الخلف.

حتى نور أصابها الذهول.

كان من المفترض أن تظل سوسن قويَّةً في موقفها، لكن أمام هذا الانحناء، خمدت حدّتها قليلًا، وقالت: "سمير، ما الذي تفعله؟ انهض فورًا!"

خفض سمير رأسه وقال: "أمي، أرجوكِ سلّميني نور!"

كان قاسي الأسلوب مع الآخرين.

لكنه ظلّ متأدّبًا لطيفًا مع أهل نور.

حتى وإن كانت سوسن قد فقدت الثقة به، وفي زواجهما، فإن رؤية رجل متكبّر مثله يطأطئ رأسه، جعلها تتردد في حكمها، وامتزج الغضب بالحيرة.

قالت العمَّة ليان، وهي ترى الموقف لم يُحسم بعد: "سوسن، ألم تتطلق نور بعد؟"

أجابتها سوسن وهي تشعر بالحرج: "كانا على وشك الطلاق، من كان يظن أن نجد أنفسنا في مثل هذا الموقف".

ابتسمت ليان بتفهُّم، وقالت: "لا بأس، نحن نتفهم، أرى أن هذا الشاب مخلص، وإن كان ثمة فرصة للإصلاح، فلن نكون حجر عثرة. القرار بيد نور، وإن لم يُكتب النصيب، فلن نثقل عليكم".

لم يرغبوا في التورط أكثر.

فقالوا ما عندهم، ووقفوا يستعدّون للمغادرة.

قالت سوسن بأسف: "أتمشون هكذا؟ أنا آسفة حقًا، ل
Continue to read this book for free
Scan code to download App
Locked Chapter
Comments (2)
goodnovel comment avatar
ريم علي
ماظن 🫤...مادري متي نور تسامح سمير ثقيل ههههه
goodnovel comment avatar
Reham Taef
كم باقي للنهايه وهل النهايه سعيدة
VIEW ALL COMMENTS

Latest chapter

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل546

    دفعت نور يده بعيدًا قائلة: "لا أقبل بهذا، إذا كنت تريد الموت لهذه الدرجة، فاذهب ومُت!"ثم همّت بالخروج.صرخ سمير: "نور!" ونهض على الفور ليلحق بها، لكنه جرحه فُتح من جديد، فسقط مرة أخرى على السرير بثقل، وأخذ يكح:" "كح، كح، كح..."لم يستطع كبح سعالَه.توقفت نور، وعادت لتنظر إليه، فرأته عابسًا متألمًا.لم تستطع تجاهل قلقها عليه، فتقدمت وسألته: "كيف حالك؟ هل فُتح الجرح؟ هل تريد أن نستدعي الطبيب؟"على الرغم من الألم الشديد، إلا أن سمير أمسك يدها، وقال: "سأكون بخير طالما أنتِ معي".نظرت نور إلى وجهه الشاحب، وكانت أعظم رغبة في عينيه هي التوسل لأن تبقى بجانبه.لم تستطع أن تصمد أمامه، فقالت: “استلقِ جيدًا، دع الطبيب يفحصك".استمع سمير لكلامها واستلقى مجددًا، ولم ينسَ أن يسأل: "إذن لن تذهبي؟"أجابته نور: "لقد جُرحت من أجلي، لو ذهبت هكذا، سيكون ذلك نكرانًا للجميل، وعليك أن تعرف أن هذا الدين لا بد أن يُرد".ارتسمت على شفتي سمير ابتسامة خفيفة، وقال: "يكفيني أنكِ بجانبي".نظرت نور إليه، وشعرت بفيض من المشاعر.لم تتوقع يومًا أن يصبح حالهما هكذا، فقد كانت تفكر في الطلاق مسبقًا.لكن يبدو أنهما لا يستطي

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل545

    قالت نور: "حسنًا". وأضافت: "لننم".كانت سالي متعبة جدًا بالفعل، فلم تمضِ مدَّة، حتى غفت بسرعة.أما نور، فقد انشغلت بأفكارها، فلم تستطع النوم.حين ذكرت سالي الصلاة، تذكرت نور مسبحة حازم، المكونة من خرز أخضر. شعرت أنها مألوفة جدًا لها.أيقظتها سالي في الصباح،وعندما فتحت عينيها، رأت وجه سالي المتوتر وهي تقول: "نور، استيقظي! هناك أمر سيء، سمير في حالة حرجة!"اتسعت عينا نور قائلة: "ماذا؟"تسارع قلبها وكاد يقفز من صدرها، فنهضت بسرعة، وقالت: "متى حدث هذا؟"أخبرتها سالي: "قبل قليل، اتصلوا بنا!"نظرت نور إلى سجل المكالمات، وكان الاتصال من المستشفى.هل يعني ذلك أن سمير لن يستيقظ؟احمرت عيناها، ولم تستطع تخيل حياة لن ترى فيها سمير.إن كان حيًّا، فسيكون هناك أمل.لكن إن مات، فلن تراه مجددًا في حياتها كلِّها، وهذه هي المعاناة الحقيقية.شعرت وكأن قلبها انشق.أرادت البكاء، لكنها تذكرت أن المستشفى بحاجة إليها، فاضطرت لتتماسك، وارتدت ملابسها بسرعة وذهبت على الفور.حاولت سالي مواساتها في الطريق، لكي لا تحزن كثيرًا.كيف يمكن ألا تحزن؟إذا مات سمير، ماذا سيحدث لها ولطفلها في بطنها؟لم تستطع نور تصديق أن

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل544

    بعد أن أنهت سوسن كلامها، ذهبت إلى المطبخ مجددًا.شعرت نور بالسعادة.فوالداها بصحة جيدة ويحبّانها كثيرًا.كانوا يحدثون الضجَّة في المنزل، فاستيقظ محمود أيضًا. وطلب لهما بعض الفاكهة.أكثر ما يخشاه الآباء هو أن يجوع أطفالهم، لذا يحاولون إطعام أبنائهم بلا توقف.قالت نور: "أبي، اذهب للراحة، لا داعي لإزعاجك في هذا الوقت المتأخر".نظر محمود إليها بعطف شديد وقال: "ماذا تقولين؟ عودتك في أي وقت ليست متأخرة". وقال لسالي: "أنتِ أيضًا لم تزورينا منذ مدة".ردّت سالي: "كنت مشغولة بالعمل، لكني ما زلت على تواصل مع نور، جئت بسرعة يا عمي، ولم أحضر لكما هدية".ابتسم محمود وقال: "مجيئك وحده يكفينا، ما الحاجة لهدية؟ أنتِ ونور كالأخوات بالنسبة لي، أنتِ نصف ابنتي، لا حاجة للمجاملة".ثم قام وقال: "سأذهب لأرى والدتك".فتوجه أيضًا إلى المطبخ.ظل التلفاز يعمل في غرفة المعيشة، وكانت سالي تأكل التفاح، وقالت: "ما الذي كنت تبحثين عنه؟ لماذا لم تخرجي لفترة طويلة؟""كنت أبحث عن صحيفة."توقفت سالي لحظة مستغربة، وقالت: "أي صحيفة؟"قالت نور: "حدثت جريمة قتل في أيام دراستي الإعدادية، وأردت أن أجد العدد الذي غطى هذا الحدث"

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل543

    رأت سوسن أن نور لم تخرج لفترة طويلة، فدخلت هي أيضًا إلى المكتب.وجدتها تبحث بعناية، فسألت عند الباب بدهشة: "نور، ما الذي تبحثين عنه؟"رفعت نور رأسها وأجابت: "أمي، أتذكر أن أبي كان يحب جمع الصحف كثيرًا، كيف يمكن ألا تكون موجودة؟"كان محمود مولعًا بجمع الصحف.احتفظ بها كلها في صندوق واحد منذ أول صحيفة اشتراها وحتى الآن.وبطبيعة الحال، كان قد صنفها جيدًا. لذا كان من السهل جدًا العثور على أي صحيفة.لكن الغريب أنها لم تعثر على تلك الصحيفة.عند سماعها لنور، تغيّر لون وجه سوسن قليلًا، لكنها حاولت ألا تظهر مشاعرها، وابتسمت وهي تقترب: "أي صحيفة تبحثين عنها؟ دعيني أساعدك".قالت نور أخيرًا: "إنها صحيفة من أيام دراستي في المدرسة الإعدادية، يجب أن تكون موجودة، أليس كذلك؟"ازداد قلق سوسن، وقالت: "أي عدد بالضبط؟ لقد درستِ ثلاث سنوات في الإعدادية، أي عدد تقصدين؟"قالت نور بلا مبالاة: "ألم أتعرض للاختطاف في المدرسة؟ كان حدثًا كبيرًا، أليس من المفترض أن يُنشر في الصحف؟"تغيّر لون وجه سوسن عدة مرات، وقالت: "لماذا تبحثين عنها؟"توقفت نور عن البحث، ونظرت إلى سوسن وقالت: "أشعر بأنني غريبة هذه الفترة، وأردت

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل542

    رأت شهد نظرة نور، كانت نظرة باردة وقاسية للغاية، وكأنها تعلن الحرب عليها بالفعل.كأنها تقول إنها لن تتركها تفلت بفعلتها!هذه النظرة، لم يسبق لشهد أن رأت مثلها من قبل.أحست ببعض الضغط أمامها.قررت نور ألا تعطي شهد أي اعتبار، وقالت: "آنسة شهد، لقد رأيتِ كل شيء بالفعل، وأحدثتِ ضجة، الآن عُودي إلى مكانك، لا داعي لأن تقلقي على موعد استيقاظ زوجي!"استشاطت شهد غضبًا أكثر، وصرخت: "نور، على أي أساس تتصرفين هكذا؟ أنتِ أصبحتِ مجرد زوجةٍ منبوذة!"صرخت نور بحدَّة: “بناءً على كوني زوجة سمير، وبناءً على أنه خاطر بحياته لينقذني، وبناءً على أنكِ لا تملكين الحق في الوقوف هنا! أخرجوها!!""أنت..." احترقت شهد غيظًا.لكن الرجل ذو الزيّ المموَّه كان يستمع لنور، فجميعهم يعلمون أن سمير خاطر بحياته من أجل إنقاذها، وهي زوجته الشرعية."يا آنسة، عُودي من فضلك! وإلا سنضطر لإجبارك على المغادرة!"نظرت شهد حولها، فرأت عدة رجال طول كل منهم أكثر من مائة وثمانين سنتيمترًا، مسلحون، عضلاتهم بارزة، وملامحهم توحي أنه لا يُمكن الاستهانة بهم.حدقت في نور، وقالت: "انتظري فقط!"أدركت شهد أنها لا تستطيع مواجهتهم، فانسحبت بوعي."ن

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل541

    رأت شهد سمير عبر نافذة الزجاج، وبدا بالنسبة لها كمن أوشك على الموت، أمسكت بالرجل ذو زي التمويه، وسألته: "كيف حاله؟ هل أصيب بإصابة بالغة؟ كيف أصيب بهذا القدر من الضرر؟ متى سيستيقظ!"أجاب الرجل ذو الزيّ المموَّه: "لا أعلم. لكن يا آنسة، يُمنع الضجيج هنا، وإذا أردت انتظار استيقاظ القائد سمير، فعليك الانتظار على جنب.”احمرّت عينا شهد من القلق.صرخت قائلة بقلق: "كيف أصيب وهو كان بخير تمامًا، وحتى نُقل إلى العناية المركزة؟ هل سيموت هكذا؟” شعرت ببعض الخوف.رأت سالي تصرفها، ولم تستطع كبح نفسها، وقالت: "لماذا هي قلقةٌ لهذا الحد؟ إنه ليس زوجها! وبالمناسبة، كيف علمت أن سمير أصيب؟ ألا تكون هي نفسها الشخص الذي أراد اختطافك؟"بدأ الشك يتسلل إليها.كانت نور قد بدأت تشك منذ لحظة سؤال شهد.أصيب سمير بالرصاص ونُقل إلى العناية المركزة قبل بضع ساعات فقط. كما أنه لم يُخبر أحدًا بذلك. فكيف يمكن لشهد أن تعلم؟ إلا إذا كانت شريكة معهم.ذهلت نور من مجرد التفكير في هذه المعلومة، كيف يمكن لشهد أن تكون متورِّطة مع أولئك الأشخاص؟تقدمت نور بلا تغيير في ملامحها.بدأت شهد تدور في مكانها بقلق، وعندما رأت نور ألقت ع

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status