All Chapters of سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك: Chapter 681 - Chapter 690

712 Chapters

الفصل 181

هيثم كشف عن وجهه الحقيقي تمامًا، لم يعد يُحاول إخفاء غروره واستعلاءه، حتى بدا الفارق بينه وبين أحمد هائلًا، كأنّ بينهما بونًا شاسعًا لا يُقارن.تقدّم خطوة بعد أخرى حتى وقف أمام سارة، مدّ يده نحوها مبتسمًا بسخرية وقال: "يا زوجة أخي، اعتبارًا من اليوم… أرجو أن تُوجّهيني".لكن سارة لم تُقابل تلك اليد الممدودة، ولم تُعره سوى نظرة باردة، ثم تجاوزته مباشرةً واتجهت نحو الجد وجدي لتدعمه بيدها قائلة: "جدي، سأُرافقك إلى غرفتك".أومأ الجد وجدي برأسه ببطء، ثم نهض متكئًا على عصاه، واتجه معها عائدًا إلى غرفته، بينما كان الخادم إبراهيم يقف في زاوية الممر ينظر إلى ظهره المنحني بحسرةٍ وامتعاض.قال عمّ إبراهيم بصوت خافت: "سيدي، هل حقًّا تنوي القبول بشروطه؟"أجاب الجد وجدي بعد صمتٍ قصير: "في الوقت الراهن، لا نملك خبرًا مؤكدًا عن أحمد، وإن كان ما يقوله صحيحًا، فلن يكون أمامي خيار آخر، لكن لا تقلق، فمنذ سنوات وأنا قد نقلت معظم الأصول المهمة والأسهم إلى اسم أحمد، حتى لو اعترفتُ رسميًّا أمام الناس بمكانة هيثم، فلن يستطيع أن يمس شيئًا من تلك الممتلكات".ثم أضاف بنبرة يغشاها التفكير العميق: "هيثم لا يملك سوى و
Read more

الفصل 682

شهدت عائلة أحمد انقلابًا عاصفًا في أوضاعها، إذ خرج هيثم من غرفة المكتب وخلفه الخادم عمّ إبراهيم يتبعه بخطوات مفعمة بالزهو، حتى بدت ملامحه متباهية إلى أقصى حد.في ذلك الوقت كانت السيدة ناريمان لا تزال غارقة في دوامة مثلثٍ عاطفيٍّ لم تستطع الخروج منه، أما شهيرة فقد أثارت الفوضى بنزواتها، بينما كان سيد سامر متمسكًا بما يسميه رجولته الزائدة، يشد على يدها رافضًا تركها، مما أشعل غضب السيدة ناريمان.رفعت السيدة ناريمان يدها بقوة وصفعت سيد سامر صفعة مدوية، فتجمد في مكانه من الدهشة، إذ لم يكد يصدق أن هذه المرأة التي لم يَرَ منها التجرؤ منذ زمن، قد مدّت يدها عليه الآن!هذا المشهد أشعل بدوره غضب شهيرة، فانقضّت كأنها تدافع عن كنزها الثمين، وهاجمت السيدة ناريمان بجنون.لتتحول أجواء البيت إلى فوضى عارمة، سيدتان تتجاذبان شعر بعضهما، والخدم واقفون واجمون، لا يجرؤون على التدخل أو الانحياز لأي طرف.وحدها سمية اندفعت بخطوة سريعة، فأمسكت بشهيرة وأطاحت بها أرضًا بقوة، لتصرخ الأخيرة من شدّة الألم باكية، وتزداد الفوضى اشتعالًا في المكان.إلى أن ظهر هيثم فجأة وقال ببرود: "خالتي ناريمان، اعتذري لأمي الآن." كا
Read more

الفصل 683

لم تكن السيدة ناريمان تعلم ما الذي جرى عند الجد وجدي، لكن الواضح أنّ هيثم قد بات يتصرّف وكأنّ عائلة أحمد أصبحت ملكًا خالصًا له.قال ببرود: "خالتي ناريمان، أنتِ وأبي قد انفصلتما منذ زمن، وبحسب المنطق لم تعودي تنتمين إلى عائلة أحمد، العائلة أنفقت عليكِ هذه السنين وكان ذلك منتهى الكرم، والآن وقد عادت أمي، فهي وحدها زوجة أبي الشرعية، لو كنتُ مكانكِ لابتعدتُ من تلقاء نفسي قبل أن أبدو مثيرًا للشفقة."فتدخّلت شهيرة بسرعة قائلة: "هيثم، كيف تخاطب خالتك ناريمان بهذه الطريقة؟ يا ناريمان، لا تصدّقي ما يقوله، لقد دلّلناه منذ طفولته فأفسدناه، لكن هذا بيتكِ، يمكنكِ البقاء فيه ما شئتِ، ولن يجرؤ أحد على طردكِ."كلمات شهيرة في ظاهرها تعاطف، لكنها في باطنها كانت تلمّح إلى موقعها الذي تسعى لترسيخه، فهي تعلم أنّ إن نجحت بالدخول رسميًا إلى البيت، فسوف تحظى بفرص لا تنتهي، ومن أجل ذلك لا بدّ أن تُظهر نفسها متسامحة أمام سيد سامر.أجابت السيدة ناريمان وهي تطوي ذراعيها على صدرها: "صدقت الحكمة، الابن صورة عن أمّه، إن كان الأصل معوجًّا فلا تنتظروا من الفرع استقامة، سأرى إلى متى ستبقون هنا".قالت كلمتها ثم أدارت ظه
Read more

الفصل 684

كانت شهيرة قد أدركت منذ الوهلة الأولى أنّ هذه الغرفة هي الجناح الرئيسي، ومع ذلك تظاهرت بالبراءة بعد أن أنهى الخادم إبراهيم كلامه.وقالت متصنّعة: "آسفة، لم أكن أعلم أنّها غرفة ناريمان، فقط رأيت اتجاهها جيّدًا، يمكنني من رؤية بحيرة البجع المقابلة، والإضاءة ممتازة، وظننت أنّها خالية."تدخّل هيثم بابتسامة متعجرفة وقال: "لا بأس يا أمّي، المهم أن تكوني مرتاحة، من اليوم فصاعدًا أنتِ السيّدة الحقيقية لعائلة أحمد، وأينما رغبتِ في السكن فذلك من حقّكِ، أليس كذلك يا أبي؟"رفع سيد سامر حاجبيه ونظر إلى ابنه، غير أنّه هذه المرّة لم يوافق مباشرة، بل وقع بصره على الغرفة التي ما تزال كما كانت منذ سنين.تلك الغرفة كانت غرفة الزفاف التي أعدّتها السيدة ناريمان بنفسها لتوافق ذوقه، وذكريات بعيدة أخذت تطفو في عقله.قال ببرود: "الفيلا واسعة وبها غرف كثيرة فارغة، إن أردتِ رؤية بحيرة البجع فيمكنك ذلك من الطابق العلوي، أما أن نسكن في غرفة تخصّ غيرنا فذلك غير مناسب."لكن هيثم غيّر من طبيعته الخاضعة المعتادة، وأصبح متعجرفًا: "أبي، هل تظن أنّ الأمر مجرد غرفة؟ إنّه رمز للهوية، من الآن فصاعدًا، السيّدة الوحيدة لعائلة
Read more

الفصل 685

ما من أحدٍ كان أدرى من سيّد سامر بما تحمله السيدة ناريمان من مشاعر عنيدة نحوه، فما زال يذكر حتى الآن تلك اللحظة التي قدمت له فيها، وكأنها تعرض كنزًا ثمينًا، لوحاتٍ قديمةً وتحفًا خزفية جمعتها من أقاصي الأرض لتضعها أمامه.كانت يومها تحمل في ملامحها زهوًا متأصلًا، مزيجًا من كبرياء فطري وكبحٍ للذات من أجله، ومع ذلك لم تستطع شفتاها منع ابتسامتهما المرفوعة.قالت ببهجةٍ تلمع في عينيها: "انظر يا سامر، هذه لوحة للفنان شوقي، بذلت جهدًا عظيمًا حتى أظفر بها".تلك اللحظة، كانت عينُ السيدة ناريمان تحوي نجومًا، متألقةً وفخورةً كالشمس في عليائها.لكن، متى تغيّر كل ذلك؟متى تحوّلت شمسها الحارقة إلى قمرٍ باردٍ متجهم، لا يلوح في طرف عينها ولا ابتسامة شفتها أثرٌ لهيامها به؟بل وصلت إلى حدّ أن قالت له باستخفاف أنها سوف تبيعها بثمن بخس، وأنها لم تعد تُهمُها.صرخ سامر غاضبًا: "ناريمان!"لكنها رمقته ببرود وقالت: "ألم يعجبك أن أتصرف في أشيائي الخاصة؟"وقبل أن يجيب، أضافت ببرودٍ أشد: "حتى لو لم يعجبك، فلتكتم اعتراضك هذا! لقد دفعتُ مالي الخاص بها، فلا شأن لك بهذا".ثم أدارت ظهرها وغادرت دون أن تلتفت، تاركةً وراء
Read more

الفصل 686

كان تواضع السيدة ناريمان وسارة على النقيض تمامًا من تباهي شهيرة وابنها، فقد بدت شهيرة في البداية متوترة بعض الشيء، لكنها انتهزت فرصة خلو المكان من الناس لتسأل بخفوت: "ابني، ما الطريقة التي استعملتَها حتى تُخضع الجد وجدي؟"لا أحد يعرف عناد الجد العجوز أكثر منها، فهو لا يلين أمام لينٍ ولا يقسو أمام شدّة، حتى أولاده لم يتردد يومًا في التخلي عنهم، فما الذي جعل هيثم ينجح ببضع كلمات فقط؟ابتسم هيثم ابتسامة غامضة وقال: "أمي، لديّ وسائلي، ما عليكِ سوى أن تطمئني وتجلسي مكانكِ كزوجة السيد سامر، فمنذ اليوم أنتِ سيدة هذا القصر."مع تطمينات ابنها، ازداد جرأها كثيرًا.ولتتأكد من صدق قوله أوعزت إلى الخادم إبراهيم، ذلك لأن هذا الخادم يمثّل رأي الجد وجدي. وما إن رأت انصياعه التام لأوامرها حتى اطمأنت تمامًا.فأطلقت العنان لنفسها تتصرّف وكأنها صاحبة المكان الحقيقي، تأمر فتُطاع، وتنهى فلا يُرد لها أمر.حتى السيدة ناريمان، التي كانت فيما مضى تنازعها على خاتم أو متاع بسيط، صارت الآن تتجنب المواجهة عمدًا، فلا تُبدي اعتراضًا على أي شيء، بل تنسحب إلى الظل. وبالرغم من أنهن يعشن جميعًا في الفيلا نفسها، إلا أن
Read more

الفصل 687

تجمّدت عينا أحمد ببرودٍ مخيف وهو يقول بصوت عميق: "أخيرًا أمسكتُ بك."حاول الرجل غريزيًّا أن يعضّ شيئًا داخل فمه، لكن أحمد باغته، فدسّ مقبض المسدس في فمه بشراسة، وصوته قاسٍ كالحديد يخترق العظم: "تفكّر في الانتحار بالسم؟ هذا في احلامك!"وفي اللحظة التالية، رفع الرجل ذراعه فجأة، وضرب بمرفقه نحو صدر أحمد بقوة، غير أن أحمد كان قد تعلّم من المواجهات السابقة، وهذه المرة جاء مستعدًّا، فلم يترك له أدنى فرصة.هو قاسٍ، لكن أحمد كان أشدّ قسوة، وفي العتمة سُمِع صوت العظام وهي تُكسر، فقد أوقف أحمد حركته بيدٍ واحدة، ثم كسر معصمه بقبضةٍ ثابتة.بعد عدّة جولات من الاشتباك، أصبح الرجل تحت سيطرة أحمد تمامًا، وربما لم يفهم حتى لحظة موته، لماذا يتمتّع رجلٌ بمكانه رئيس تنفيذي بقدراتٍ قتاليةٍ كهذه، بتلك الهالة التي لا تصدر إلا من أمثاله… من أبناء الظلّ أنفسهم.ليس غريبًا أن يتمكّن أحمد من الهروب من ذاك الفخّ القاتل سابقًا!حاول الرجل أن يستغلّ يده الأخرى لانتشال الهاتف ليُرسل إشارة، لكن أحمد ركله بقوة على باطن ركبته حتى جثا على الأرض، وفي اللحظة التالية كان الهاتف قد صار بين يدي أحمد.بدأ الرجال يتوافدون إلى
Read more

الفصل 688

أمثال هؤلاء لا يخافون من الموت، ولا يرهبون الألم، إنما يخشون شيئًا واحدًا فقط، هو أن يفقدوا وعيهم، تحت ضوء المصباح الكبير المسلَّط على وجه الثعلب الأسود، أمكن رؤية العرق يتصبب بغزارة من جبينه.حين غاصت الإبرة الباردة في جلده، كان الأمر عنده لا يتعدّى لسعة نملة، غير أنّ عروقه على ظهر كفّه برزت بوضوح، وكلا يديه انقبضتا في قبضتين شديدتين، وجسده أخذ يرتجف محاولًا المقاومة.حدّق أحمد فيه بعينين باردتين وقال: "أمامك خياران، إما أن تتكلم الآن، أو أن أُجبرك بعد قليل على الاعتراف دون ذرة كرامة، قل لي، هذه السنوات كلّها لمن كنتَ تبيع نفسك؟ ومن الذي حرّضك على إيذاء ابني وسارة؟ إن صرحتَ بالحقيقة، فبحق الزمالة القديمة، أستطيع أن أضمن لك موتًا يحفظ لك بعض الكرامة".حرّك الثعلب الأسود حنجرته بابتسامة ساخرة وقال: "انزع هذا الوهم من رأسك، حتى لو قتلتني فلن أبوح بشيء، حيلتك هذه قد تنطلي على غيري، لكنها لا تنطلي عليّ".لقد كان يملك وعيًا مضادًا عاليًا، وصلابة نفسية أقوى بكثير من عامة الناس.قال أحمد ببرود: "جيّد، لديّ ما يكفي من الوقت حتى يبدأ مفعول الدواء في جسدك".جلس مجددًا على مقعده، يتصفّح أوراق ملف
Read more

الفصل 689

صرخ الثعلب الأسود بصوت مبحوح: "لا تذهب!"، لكن الطرف الآخر لم يكن يسمعه أصلًا.ابتسم أحمد بسخرية خفيفة وقال: "يا له من طفل نقي ومشرق، على الرغم من أنّه فقد والديه ولا يعرف إن كان أخوه لا يزال حيًّا، إلا أنّه ظل يواجه كل يوم بروح إيجابية، طفل كهذا سيختفي من هذا العالم بسببك، أليس هذا مؤلمًا للقلب؟"احمرّت عينا الثعلب الأسود، لم يعد هادئًا كما كان من قبل، بل بدا كوحش جريح. صاح في وجه أحمد: "إن كان لديك حساب معي فتعال إليّ مباشرة، اقتلني أو مزقني، لكن لا دخل له بالأمر! إنه لا يعرف شيئًا عن كل هذا!"أمسك أحمد بتلابيبه وضحك ببرود: "ولماذا لم تأتي أنتَ إليّ؟ لماذا اخترت أن تهاجم طفلًا صغيرًا؟ هل ابني يعرف شيئًا عن كل هذا؟ عندما سقط السكين على جسدك الآن أحسستَ بالألم، أليس كذلك؟ ابني أصغر من أن يفهم، فكيف تجرّأتَ على إيذائه؟ وسارة كانت تحمل جنينًا في أحشائها، تحت المطر الغزير كيف تجرأتم أن تفعلوا بها ذلك؟ بأي حق تطلب مني الرحمة، بينما لم ترحموا عائلات الناس ولا أطفالهم؟"لعق الثعلب الأسود شفتيه اليابستين، هو نفسه كان يعلم أن الخطأ منهم، فلم يجد أي كلمة ليدافع بها عن نفسه.قال بصوت خافت: "أتوس
Read more

الفصل 690

كان صوت أحمد أشبه بنغمةٍ شيطانيةٍ تُزهق الأرواح، الهاتف ملتصق بأذنه، وقد سمع بوضوح وقع خطوات الفتى وهو يركض مسرعًا.قال بصوت عميق يقطر تهديدًا: "فيروز، إيّاكِ أن تفكري في حماقةٍ تودي بكِ، أين أنتِ؟"جاء صوت الثعلب الأسود مبحوحًا وهو يصرخ: "توقف، مازن، أرجوك توقّف!"!"تجمّد الفتى فجأة في مكانه، حدّق حوله وقال بارتباك: "أخي، كأنني سمعتُ صوتًا غريبًا، هل سمعتَه أنت أيضًا؟"رد الرجل ببرود: "الوقت ليس مناسبًا لمثل هذا الكلام، أختي لم تُعثر عليها بعد."أومأ الفتى: "صدقتَ"، ثم قفز من فوق الحاجز المعدني معتقدًا أن زميلته مختبئة خلفه، لكنه حين هبط أدرك الحقيقة المروعة، لم يكن هناك أحد.والمكان الذي وقف عليه لم يكن سوى منصةٍ ضيقة لا تتجاوز خمسة عشر سنتيمترًا، وأي حركة طائشة كانت كفيلة بأن تُسقطه من ارتفاع خمسين طابقًا ليتحوّل إلى جثةٍ ممزقة.لم يستوعب بعدُ حجم الخطر، فالتفت قائلًا: "أخي، هنا لا وجود لأختك، لعلك أخطأت؟""أنت على حق!"، لكن ملامح الرجل تبدلت فجأة، غشيها ظلال قاتمة جعلته يبدو كملك الموت بوجهه الصارم.ثم قال ببرود قاطع: "لم يكن لي أية أختٍ منذ البداية، الشخص الذي أبحث عنه منذ اللحظة
Read more
PREV
1
...
676869707172
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status