All Chapters of سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك: Chapter 701 - Chapter 710

712 Chapters

الفصل 701

تألمت سارة حتى عجزت عن الكلام، وكانت السيدة ناريمان في الأصل تنوي الجلوس لترى مشهدًا مثيرًا، لكنها لم تتوقع أن يسبقها هذان الأم وابنها إلى إثارة المتاعب.يبدو أنهم يريدون استغلال هذه الفرصة للعثور على ذريعة يطلبون بها من الجد وجدي طرد سارة ومن معها!قالت السيدة ناريمان بحدة: "سيد سامر، بما أنك تحب ترديد هذه الكلمة، فهل ترغب في أن تُنقش أيضًا على شاهد قبرك حينما تموت؟"نظر السيد سامر إلى السيدة ناريمان بضيق وقال: "هذا لا يخصكِ، اصمتي."لكن السيدة ناريمان وقفت أمام سارة لتدافع عنها، وانفجرت في وجه السيد سامر قائلة: "فلترخس أنت!"جمد سيد سامر في مكانه، وكذلك شهيرة، بل إن كل الحضور انبهروا من جرأتها.وحده الجد وجدي الذي بدت على وجهه علامات الحرج فسعل مرتين، ثم قال: "يا زوجة ابني، انتبهي لصورتكِ، فجدة أحمد أكثر الناس ضيقًا، احذري أن تزحف إليكِ في منامكِ الليلة من قبرها لتنهال عليكِ ضربًا."ففي الماضي، حين كانت السيدة ناريمان تغضب، كانت توبخ شهيرة أحيانًا، لكنها لم تستخدم يومًا لفظًا خارجًا، فقد نشأت مدللة كابنة أسرة عريقة. أمّا الآن، وبعد أكثر من عشرين عامًا، كيف تحولت إلى امرأة أكثر شراسة
Read more

الفصل 702

كانت شهيرة تبكي بحرقة حتى انقطع نفسها، وهي تقول: "زوجي العزيز، كنت أظن أنكما قد انفصلتما منذ زمن، وأنني سأربي ابني جيدًا وأدير شؤون المنزل بصدقٍ واجتهاد، وكنت مؤمنة أنّه سيأتي يوم يرى فيه الجد وجدي إخلاصي فيعترف بمكاني، لكن لم أتوقع أن تمر كل هذه السنوات وما زلنا غرباء، دعنا نرحل، فهذا البيت لم يعد يتسع لنا".مع أنّ السيدة ناريمان لم تنطق بكلمة واحدة، إلا أن السيد سامر قد اشتعل غضبًا من كلمات شهيرة، فبمجرد أن ساعد ابنه هيثم على النهوض، صرخ بحدة: "لماذا أنتما من يرحل؟ إن كان لا بد لأحد أن يخرج، فهي التي يجب أن ترحل!"لكنّه ما إن تفوّه بها حتى ندم فورًا، كان يعلم جيدًا أن السيدة ناريمان عانت كثيرًا في هذه السنوات، ولم يكن ينوي طردها أصلًا، بل إنه فكر أكثر من مرة أنه إن رغبت في البقاء، فلن يمانع أن تقضي شيخوختها بسلام داخل بيت العائلة.غير أنّ الغضب حين يسيطر على لسانه يجعله يطلق الكلام بلا وعي.كلمات جارحة تشبه الخناجر التي تمزّق القلب، وحتى إن سُحبت بعد ذلك تبقى آثارها دامية لا تزول.كان قد اعتاد على هذا النمط؛ يعرف في قرارة نفسه أنه يخطئ، ومع ذلك يواصل العناد، محاولًا إقناع نفسه أن بإم
Read more

الفصل 703

لم تكد كلمات "قد رحل أخي الأكبر" تُقال، حتى التفت سيد سامر بنظرة حادة نحو ابنه، وسأله بجدية: "ماذا قلت؟"فأجابه هيثم بصوت هادئ يخفي سمًّا قاتلًا: "أبي، أخي الأكبر جُرَّ إلى الانفجار، وحتى الآن ما زال مفقودًا، والأرجح أنه قد فارق الحياة."ساد الذهول أرجاء المكان، فالكل يعرف أن أحمد، رغم إقامته الطويلة في دولة الشمال، إلا أن مكانته وهويته في العائلة لا يُمكن إنكارها. وإن صحّت وفاته، فإن كل الميراث وحق الوراثة سيؤولان مباشرةً إلى هيثم.عندها فقط أدرك الحاضرون سبب سماح الجد وجدي بعودة هيثم وأمه شهيرة إلى العائلة، فالحقيقة كانت مكشوفة أمام أعينهم.أما سيد سامر فقد سمع في الأيام الماضية بعض الأقاويل، لكنه ظل يظن أنها مجرد شائعات مدسوسة، فكيف يمكن أن يموت أحمد وهو في كامل قوته؟ غير أنّ سماعها الآن من فم هيثم نفسه جعله يتملكه القلق، فسأله بصرامة: "لا دليل قاطع لديك، فما الذي يجعلك تقول إنه قد مات بالفعل؟"قال هيثم بسخرية: "أبي، لقد سمعتَ كما سمع الجميع بخبر انفجار المصنع المهجور قبل أيام، فهل تظن أن أخي يمكنه النجاة من قوة تفجير كهذه؟"ساد الصمت على السيد سامر طويلًا، بينما تجمدت ملامحه كالجل
Read more

الفصل 704

قال باستياء: "أبي، هناك الكثير من الناس هنا، لا تُحرجنا حتى لا نصبح أضحوكة".قال هيثم بنبرة حادة: "جدي، بما أنك لا تطيقني، فأنا وأمي سنغادر، فقط أتمنى ألا تندم لاحقًا، هيا بنا يا أمي".كانت كلماته تحمل تهديدًا صريحًا.تدخل السيد سامر على الفور وأمسك بيديهما بقوة قائلاً: "طالما أنا موجود هنا فلن أسمح لكما بالمغادرة، أبي، أصل الخلاف كله بسببها، فهل يصعب عليها أن تعتذر؟"لكن صوتًا هادئًا دافئ النبرة ارتفع من بين الحضور: "أظن أن من يجب أن يعتذر ليس هي، بل ابنك".التفتت سارة بتعجب، فقد بدا الصوت مألوفًا لديها، وما إن أدارت رأسها حتى رأت أنه باسل، ذلك الشاب الذي التقت به صدفة في المطار قبل مدة.كان إلى جواره فتاة شابة تمسك بيده بقلق، وكأنها لا ترغب في أن يتدخل في شؤون عائلة أحمد.لكن باسل لم يبالِ، بل تقدم بخطوات واثقة، وقد بدت على ملامحه سكينة الطبيب الحاذق، وكانت أولى كلماته موجَّهة لسارة: "هل أنتِ بخير؟"منذ أن افترقا في ذلك الشتاء، مرَّ ما يقارب العامين دون لقاء. لم يكن يعرف كيف أصبحت حالتها الصحية الآن، لكن الأورام عادة ما تُحاصر المريض.حتى وإن خضع لعملية جراحية، فالأعوام الخمسة الأول
Read more

الفصل 705

لم يكن هيثم يتوقع أن يُسجَّل هذا المشهد الفاضح، بل ويُعرض علنًا غير آبه بهيبة عائلة أحمد، فيُسقط القناع عن وجهه أمام الجميع.الأحلام الوردية التي كانت تملأ قلوب الفتيات الحالمات في القاعة تحطّمت في لحظة، إذ اتضح أن هذا الرجل المتأنق ليس سوى وحش يختبئ خلف قناع زائف.السيدة ناريمان لم تتمالك نفسها، فاشتعل غضبها، والتقطت زجاجة شامبانيا لتضرب بها رأس هيثم بقوة.أيامٌ طويلة حاول فيها هو وأمه استفزازها بشتى الطرق دون جدوى، لكن كلمة واحدة منه فجّرت كل ما كانت تكبته.صرخت بصوتٍ مرعب وهي تهوي عليه بالزجاجة: "أيها الوغد الحقير، سأقتلك بيدي!"تهشّم رأس هيثم وتناثرت قطرات الدم الحمراء تتدفق من جبهته لتسيل تباعًا على وجهه.أما شهيرة التي كانت تراقب المشهد لم تعد قادرة على التمثيل أو التظاهر، اندفعت تريد الرد بالمثل ورمي زجاجة أخرى نحو السيدة ناريمان، غير أن الخادم إبراهيم أسرع إلى الإمساك بها ومنعها.شهيرة استنجدت بزوجها وقالت: "زوجي العزيز، إن ابننا لم يقل سوى جملة مازحة، وحتى لو أخطأ، فهل يحق لأختي ناريمان أن تكون بهذا القدر من القسوة وتفتك به؟! هذا البيت لم يعد يحتملنا، يا بني، أمك ستأخذك وترحل!
Read more

الفصل 706

عند بوابة القصر ظهر فجأة جمعٌ من الرجال يرتدون البدل الرسمية، كانت على وجهي خالد ومحمود آثار جروح واضحة، يقفان بملامح صارمة خلف أحمد بانحناءة مهيبة.كان أحمد طويل القامة، وقد رسمت ندبة جديدة على حاجبه مزيدًا من القسوة على ملامحه، غير أنّ البرودة التي تفوح من جسده لم تنقص ذرة، فهالته الطاغية اجتاحت المكان كله.تجمّد هيثم في مكانه، وقد بدا على وجهه الذهول وعدم التصديق، فتح فمه متلعثمًا: "كيف يمكن هذا، ألستَ..."لكن أحمد تقدّم بخطوات ثابتة، وجهه الوسيم مغطّى بالصرامة والبرد، ازدادت سرعته أكثر فأكثر، حتى قطع المسافة في لحظات ووصل أمام هيثم.من غير أن ينطق بكلمة، رفع يده فجأة وأمسك بعنق هيثم بقوة.وبالمقارنة مع أحمد، بدا هيثم هزيلًا وضعيفًا، عاجزًا تمامًا عن المقاومة، كسمكة وُضعت على لوح التقطيع تنتظر مصيرها، فلم يستطع إلا أن يتراجع مذعورًا إلى الخلف.كانت خطوات أحمد تلحق به بلا هوادة، وعندما رأت شهيرة أبراج الشمبانيا المزينة بالخلف، صرخت بصوتٍ حادٍ مبحوح: "توقّف! توقّف فورًا!"أرهقت حنجرتها بالنداء دون أن تغيّر شيئًا، فما كان منها إلا أن التفتت برجاء نحو كبير الخدم إبراهيم قائلة: "أيها الخ
Read more

الفصل 707

كانت سارة تعاني من ألم حاد في معدتها، ثم وقعت في فخ دنيء دبره هيثم، فازدادت غصّة القهر داخلها حتى شعرت وكأنها تكاد تختنق، وفي تلك اللحظة التي كادت تنهار فيها، منحها أحمد حضنًا دافئًا، فبدت كسيرةً كجروٍ صغير تائه أخيرًا عثر على صاحبه.رفعت ذراعيها تعانقه بمرارة، وقالت بصوت متهدج تغلبه العاطفة: "أخيرًا عدتَ."أحمد مسح بلطف على وجهها، ورغم مساحيق الزينة التي تخفي ملامحها، التقطت عيناه القلقتان فورًا أن حالتها ليست على ما يرام.سألها بقلق: "ما الذي يؤلمكِ؟"نظرت سارة حولها، فرأت جمعًا من الفضوليين يترقبون المشهد، فلم تشأ أن تكشف عن ضعفها، بل تماسكت رغم الألم ورسمت ابتسامة باهتة على شفتيها وقالت: "لا بأس، يكفيني أنك عدت."لم تغب عن أحمد قطرات العرق الباردة على جبينها، فظن أن سبب انزعاجها هو أفعال شهيرة وابنها في الأيام الماضية، فعزم على إنهاء الأمر سريعًا.اقترب منها، وصوته يحمل وعدًا مطمئنًا: "لا تخافي، أنا هنا، ولن أسمح لأحد أن يؤذيكِ بعد الآن."ثم التفت بعينيه الباردتين نحو شهيرة وقال: "ما حدث في الأيام الماضية بلغني كله، وكنت أنوي أن أؤجل الحساب مراعاةً لعيد ميلاد الجد وجدي، لكن بما أنك
Read more

الفصل 708

وقفت شهيرة مصدومة، تحدّق بعينيها الواسعتين نحو أحمد وكأنها لا تُصدّق ما ترى، فهي على كل حال الأكبر سنًا!قال سيد سامر بلهفة وهو يسحب المنديل من فمها: "شهيرة!"لكنها ما إن تحررت حتى كادت تندفع لتبكي مجددًا، غير أن نظرة أحمد الباردة حدّت من صوتها على الفور، فارتجفت وأشارت إلى هيثم الملقى على الأرض قائلة: "أنقذ ابننا أولًا."كان السيد سامر يعلم جيدًا أنّ الوقت ليس للمجادلة مع أحمد، فما يهم الآن هو حياة هيثم.قال بصوتٍ جاد وهو يسيطر على انفعاله: "كفى بكاءً".ثم ترك يد شهيرة واتجه إلى خالد قائلًا بصرامة: "اتركه."غير أنّ هالة قوته لم تجد نفعًا، فخالد ليس من رجاله أصلًا، فكيف يذعن لأوامره؟ بل إن معرفته بما فعله السيد سامر بأحمد في صغره لم تدع في قلبه سوى الغضب، ولولا احترامه أوامر أحمد لكان وجّه له اللكمات من زمن، ولهذا تجاهل أوامره تمامًا.شعر السيد سامر بالإهانة مجددًا، فازداد وجهه برودة وهو يزمجر: "قلت لك اتركه، هل أصابك الصمم؟"مد خالد يده إلى أذنه وكأنه يتهكم، ثم أجابه بلهجة مليئة بالاستهزاء: "لم تصلني أوامر الرئيس أحمد، فلا أستطيع تركه."صرخ سيد سامر غاضبًا: "أأنتَ تبحث عن موتك؟!" ثم
Read more

الفصل 709

التفت سيد سامر إلى شهيرة وقال ببرود: "ألم تكوني أنتِ من ظل يصرخ طوال الوقت بأنكِ تريدين الرحيل؟"انفجرت الدموع في عيني شهيرة وهي تشعر بالظلم: "أتظن أنني أرغب في البقاء هنا؟! إنما لم أستطع مفارقة ابننا، لقد عانى معنا الأمرّين في سنوات تأسيسنا لعملنا."وهي تقول ذلك، ارتخت ركبتيها فجأة وركعت أمام الجد وجدي: "أبي، هل تعلم كيف كانت حياتنا طوال هذه السنوات؟ أعلم أن أصلي المتواضع يجعلك تحتقرني، لكن ما ذنب طفلي؟ إنه يحمل دماء عائلتك في عروقه، والحق أن سامر لم يحب سواي، ومع ذلك ضربتَ عرض الحائط بمحبّتنا، وفرّقت بيننا بالقوة، بل وطردتَه من العائلة، حتى بعدما تزوجنا، ظللنا موضع احتقار الآخرين خارج هذه الدار."تنهّدت وبكت بحرقة: "أكثر من عانى هو هيثم، كان له أن يحظى بأسرة طبيعية مثل غيره، لكنه حُمّل وصمة اللقيط، ومنذ صغره يتعرض للتنمّر والضرب، يعود إليّ كل يوم وجسده مليء بالكدمات، وأنا كأم... كم تمزّق قلبي لذلك! إنه طفل بريء، كان من حقه أن يحيا كما يحيا أحمد، يتلقى تعليمًا راقيًا ويحظى بفرص العلاقات، لكنه بدل ذلك وُسم بالعار، وتعرض للإهانات، لم يكن ينبغي أن يكون هذا مصيره!"مسحت دموعها وتابعت بصوت
Read more

الفصل 710

كان السيد سامر يعقد حاجبيه بتجهم، وهو يسترجع تلك الفترة التي كان فيها مشغولًا ليل نهار، يعمل حتى الإنهاك، بينما كانت شهيرة تطرق بابه يومًا بعد آخر تطلب منه المال.اليوم تزعم أن والدها أصيب بمرض خطير، وغدًا تقول إن أمها أُغشي عليها من أزمة قلبية، وبعدها تتحدث عن شقيقها الذي وقع في ورطة ويحتاج للمال.بل إنها قالت ذات مرة إن والدها في العناية المركزة، وإن تكلفة يوم واحد هناك باهظة للغاية، فما بالك بالمصاريف الأخرى.كان يعطيها الملايين، لكنها سرعان ما تعود بحجج جديدة تطلب المزيد.في قلب السيد سامر، كانت دائمًا امرأة نقية بسيطة، بعيدة عن الماديات، لذا لم يخطر بباله قط أن يشك فيها.على أي حال، هما زوجان، وماله في النهاية هو مالها.غير أن لم يكن ميسورًا في تلك الفترة، فقد استثمر مئة مليونًا في إنشاء شركته، وكان رأس المال الدائر لا يكفي.وفي كل مرة ينزل فيها مبلغ من أرباح مشروع، كانت شهيرة تتحجج بأمر ما لتأخذ المال منه، حتى أصبح هو بالفعل في ضيق شديد، لكنه لم يشتكي يومًا، ولم يتذمر أمامها.بل إنه عرض أن يذهب معها لرؤية والدها، لكنها اعتذرت بقولها إن عمله مشغول، وأنها قادرة على رعايته بنفسها.و
Read more
PREV
1
...
676869707172
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status