عاد أحمد إلى غرفة النوم الرئيسية، وفتح صنبور الدش بلا مبالاة، دخل تحت الماء قبل أن يسخن بعد.فاندفعت قطرات باردة على جسده، لكنها لم تكن أشد برودة من قلبه في تلك اللحظة.تذكر تلك الليلة قبل عامين، حين قيد سارة في الحمام وأغرقها بماء بارد، الآن فقط أدرك كم كان ذلك الماء قاسيًا، وتخيل كم بلغت درجة يأسها حينها.كلما استحضر صورة سارة في وضعها الحالي، ندم أكثر على ما فعله، فكل قسوته السابقة تجاهها انقلبت سكاكين مغروسة في صدره.وكلما اشتد حبه لها، تضاعف شعوره بالذنب.وصل محمود مسرعًا، توقف أمام باب الحمام، كان الظلام يملأ الداخل، لكن عبر الضوء المتسلل من الخارج لمح أحمد جالسًا مستندًا إلى الجدار.كان يرفع رأسه مستسلمًا، تاركًا الماء يضرب وجهه، وقميصه الملطخ بالدماء التصق بجسده، فبدت هيئته منهارة، حزينة بشكل لا يُوصف.أغلق محمود الباب بهدوء، تاركًا له مساحة يلعق فيها جراحه وحده.ثم اتجه إلى الشرفة وأشعل سيجارة، فحتى بصفته مجرد شاهد، لم يسعه إلا أن يشعر بالألم، فما بالك بأحمد نفسه وقد تجرّع اليأس كله.قال خالد بصوت خافت: "أخي، هل تعتقد أنّ السيدة سارة قد..."كانا يعلمان معًا ما تعنيه سارة بالنس
Read more