All Chapters of سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك: Chapter 721 - Chapter 730

838 Chapters

الفصل 721

عاد أحمد إلى غرفة النوم الرئيسية، وفتح صنبور الدش بلا مبالاة، دخل تحت الماء قبل أن يسخن بعد.فاندفعت قطرات باردة على جسده، لكنها لم تكن أشد برودة من قلبه في تلك اللحظة.تذكر تلك الليلة قبل عامين، حين قيد سارة في الحمام وأغرقها بماء بارد، الآن فقط أدرك كم كان ذلك الماء قاسيًا، وتخيل كم بلغت درجة يأسها حينها.كلما استحضر صورة سارة في وضعها الحالي، ندم أكثر على ما فعله، فكل قسوته السابقة تجاهها انقلبت سكاكين مغروسة في صدره.وكلما اشتد حبه لها، تضاعف شعوره بالذنب.وصل محمود مسرعًا، توقف أمام باب الحمام، كان الظلام يملأ الداخل، لكن عبر الضوء المتسلل من الخارج لمح أحمد جالسًا مستندًا إلى الجدار.كان يرفع رأسه مستسلمًا، تاركًا الماء يضرب وجهه، وقميصه الملطخ بالدماء التصق بجسده، فبدت هيئته منهارة، حزينة بشكل لا يُوصف.أغلق محمود الباب بهدوء، تاركًا له مساحة يلعق فيها جراحه وحده.ثم اتجه إلى الشرفة وأشعل سيجارة، فحتى بصفته مجرد شاهد، لم يسعه إلا أن يشعر بالألم، فما بالك بأحمد نفسه وقد تجرّع اليأس كله.قال خالد بصوت خافت: "أخي، هل تعتقد أنّ السيدة سارة قد..."كانا يعلمان معًا ما تعنيه سارة بالنس
Read more

الفصل 722

كانت حالة هيثم سيئة للغاية، فبعد أن نُقلت سارة على وجه السرعة إلى المستشفى ليلة أمس، أصيب الجد وجدي بنوبة غضب حادة جعلته ينهار من جديد، فعاد إلى حالته السابقة فاقدًا لصفاء ذهنه.حاول سامر وزوجته شهيرة أن ينقذاه ويأخذاه بعيدًا، غير أن أحمد كان قد أصدر أوامره الصارمة للحراس بعدم السماح لأي أحدٍ بإخراجه من القصر.أما هيثم فقد أغمي عليه مرة، فسارع الطبيب إلى إنعاشه وإنقاذه، لكنه ما إن أفاق حتى أُجبر على مواصلة العقوبة، فظل راكعًا حتى الآن.كان في الليلة الماضية لا يزال قادراً على السخرية والتشفي مما جرى، غير أنّ الركوع طوال الليل جعله يشعر أن الحياة والموت سواء.ركبتاه صارتا مخدرتين من شدة الألم، والجرح في رأسه لم يُعالج إلا بشكل سطحي، أما جسده السفلي فقد صار شبه فاقدٍ للإحساس.كان مرهقًا وجائعًا ومغبونًا بالنوم، لكنه لم يجرؤ على السقوط أرضًا، وحين غلبه النعاس وانهار مرة، انغرس جسده كله في شظايا الزجاج المتناثرة، فأحس بألم لا يُطاق.وفي غمرة وعيه المترنح، لمح أحمد يقترب منه بخطوات بطيئة، وكان بصره الجليدي يخترقه ببرودٍ قاتل، أشبه برياحٍ ثلجية حادة تمزق بشرته.لعق هيثم شفتيه اليابستين وقال
Read more

الفصل 723

اعترض سيد سامر طريق الاثنين، وقال بلهجة صارمة: "كفى، لماذا تتقاتلان كالأعداء؟ في أسوأ الأحوال سيتخلى من الآن فصاعدًا عن جميع حقوقه في الميراث، دعني آخذه بعيدًا ولن تراه مجددًا."حتى هذه اللحظة كان السيد سامر يتحدث من علٍ، وكأنه لم يدرك بعد أي خطأ ارتكبه.لو كان أحمد في طفولته لآلمه ذلك بصدق، أما الآن فقد اكتفى بأن رفع عينيه المبللتين بالحمرة ببطء نحو وجه السيد سامر، وابتسم ابتسامة باهتة أشبه بابتسامة شيطان وقال: "في الواقع ما يخصني لا يحتاج أن يتخلى عنه أحد، سامر، لو كنت مكانك لغادرت فورًا، فلا تقف هنا لتشوه المنظر."صعق السيد سامر وهو يصرخ: "بماذا ناديتني؟"في الماضي كان أحمد يحرص على مناداته بـ"السيد سامر"، أما الآن فقد خاطبه باسمه مجردًا، فلم يعد يكترث لمراعاة أي مظهر من مظاهر الاحترام.ثم مال أحمد ببصره نحو هيثم وقال ببرود: "لن تتكلم؟ لا بأس، لدي الكثير من الطرق لأجعلك تفتح فمك."قال ذلك وجذب ذراعه بعنف وجرّه أرضًا، وكان هيثم ينزف في الأساس، فبدا المشهد وكأنه سحب لجثة ملطخة بالدماء.حياة هيثم، مقارنةً بأحمد، كانت دائمًا ميسّرة، فقد نشأ في كنف والدَيه مدللًا ومصانًا، فمتى ذاق مثل هذ
Read more

الفصل 724

أُغشي على هيثم مجددًا، فبصق خالد على جسده باحتقار وقال بسخرية: "انظروا إلى هذا الأبلة، لم نبدأ بعد وهو يترنح هكذا، تبًا، حقًا أشفق على الرئيس أحمد، لا يستحق عناء التعامل مع مثل هذا الضعيف."أحمد، بصفته الابن الأكبر لعائلته، نشأ تحت صرامة الجد وجدي، لقد كان النصف الأول من حياته قاسيًا وبائسًا، بخلاف هيثم الذي نشأ في كنف عائلة دافئة مليئة بالحب.رمقه أحمد بنظرة باردة وقال: "دعوا الطبيب يضمد جراحه، لا تدعوه يموت، يجب أن نستخرج من فمه بعض المعلومات المفيدة.""مفهوم، يا سيدي الرئيس."استدار أحمد دون أن يُبدي أي تعلق، واتجه إلى المطبخ، حيث كان الخدم ينظفون الفوضى التي عمّت المنزل بطريقة منظمة.اقتربت سمية وقالت بقلق: "يا سيد أحمد، أخبرنا بما ترغب في تناوله وسنعدّه لك، لماذا تتكبد عناء دخول المطبخ بنفسك؟"لكن أحمد لم يلتفت إليها، بل مدّ أصابعه الطويلة يعالج بها الدجاجة التي ذبحها للتو.وقفت سمية مذهولة، فقبل لحظة فقط كان هذا الرجل أشبه بشيطان غاضب، والآن، ما إن ارتدى المئزر وربط خصره، حتى بدا كأن قميصه الأبيض يضيء من حوله!وضع أحمد الدجاج والخضروات المختلفة في قدرٍ فخاري، ثم شرع بتحضير مكونات
Read more

الفصل 725

تجمّد أحمد في مكانه للحظة، لم يفهم تمامًا ما تعنيه كلمات سارة. قال متوترًا: "سارة حبيبتي، اسمعيني، دعيني أشرح، أنا وصفاء لم يكن بيننا أي تلامس جسدي..."لكن سارة لم ترغب في أن تسمع من فمه أي كلمة تتعلق بصفاء، فمجرد ذكرها يجعلها تشعر بالغثيان. قالت ببرود: "أحمد، قلتُ لك من قبل، علاقتكما لا تعنيني ولا أريد أن أعرفها، ما أريد الحديث عنه هو مرضي".كان أحمد ممسكًا بكوب الماء، ورغم جسده الطويل الفارع بدا عاجزًا ومضطربًا. جلس إلى جانب السرير ووضع الكوب جانبًا، محاولًا تهدئة مشاعره: "حسنًا، تكلّمي، أنا أستمع إليك".قالت سارة بهدوء: "أريدك أن تُجري لي إجراءات الخروج من المستشفى، أريد أن أغادر هذا المكان".أحمد رفض فورًا: "لا يمكن، في حالتكِ الآن لا يمكنكِ المغادرة".ثم حاول أن يفسر لها: "الأطباء اتفقوا على خطة علاج مناسبة، وأنا أيضًا أبحث عن أدوية مضادة للسرطان، لا تستسلمي لليأس، الأمر ليس مستحيلًا، سارة حبيبتي كوني مطيعة، ما عليكِ إلا أن تتعاوني مع العلاج، وحتمًا ستتعافين".ابتسمت سارة بابتسامة باهتة وقالت: "أحمد، أنا درست الطب، وخلال هذه الأيام قرأتُ كثيرًا من الكتب الطبية، أتراني لا أعرف و
Read more

الفصل 726

لم يجرؤ أحمد على الاقتراب من سارة مجددًا، فلم يكن أمامه سوى أن يظل بعيدًا يراقبها من خارج غرفة المرضى.قال بنبرة متوترة: "محمود، رتّب فورًا لإجراء فحص أبوة بين حبيبتي سارة وفارس، عندما ترى سارة النتيجة ستصدقني حتمًا."مرّ ظلّ معقد على وجه محمود قبل أن يذكّره بصوت حذر: "سيد أحمد، هل تسمح لي بكلمة صريحة؟"التفت أحمد إليه، فتابع محمود بهدوء: "سيدي، أكبر مشكلة بينك وبين زوجتك ليست الحقيقة، فنحن نعلم جميعًا أنك لم تجمعك أية علاقة جسدية مع السيدة صفاء، لكن خداعك وإيذاءك لزوجتك أمر واقع، وحتى لو شرحت لها، هل تعتقد أنها الآن ستصدقك؟"استعاد أحمد في ذهنه منظر سارة المنفعل قبل قليل، وقال بمرارة: "لن تصدقني."أومأ محمود مؤكدًا: "صحيح، حتى لو وضعت بين يديها تقرير فحص الأبوة الحقيقي، فلن ترى فيه سوى أن سلطتك جعلت الباطل حقيقة، اسمح لي أن أقولها بوضوح، وضع السيدة سارة الآن في غاية السوء، ولا يجوز أن تفعل أي شيء قد يزيدها اضطرابًا."كانت كلمات محمود مباشرة كالسهم، فأحمد نفسه بات رمزًا للألم في عيني سارة.وفي تلك الأثناء، خرج الأطباء من الغرفة، يتقدّمهم رئيس قسم الأورام، لم يعبأ الرجل بهوية أحمد ولا ب
Read more

الفصل 727

سارة لم تكن تدري ما الذي سيأتي، كانت متمددة على سرير المستشفى حين دخل باسل حاملًا صندوق الطعام. قالت بصوت خافت: "زميلي باسل، أنا لا أستطيع أن آكل".قال باسل: "حتى إن لم تستطيعي، عليكِ أن تتناولي قليلًا، جسدكِ الآن ضعيف للغاية، يحتاج إلى تقوية مناعتكِ لمقاومة الخلايا السرطانية، لقد أعددتُ حساء الدجاج بيدي، اشربي بعضه على الأقل".باسل لم يُخبرها أنّ أحمد هو من طهى الحساء خصيصًا لها، فهو يعلم أنّها إن عرفت فلن تتذوقه.سارة لم ترفض لطفه قائلة: "زميلي باسل، لقد فقدتُ ذاكرتي، حدّثني قليلًا عن الماضي".ظلّ باسل مشدوهًا للحظة، لم يكن قد استوعب بعد خبر فقدانها للذاكرة، وفجأة بدا له منطقيًا ذلك الغموض الغريب في تصرفاتها خلال لقائهما الأخيرين. قال بدهشة: "كيف فقدتِ ذاكرتكِ؟"في ذهنها مرّ اسم أحمد، وهو الذي لا يجيد سوى الكذب، فما يقوله لا يمكن الركون إلى صدقه. أجابت بهدوء: "لم يعد ذلك مهمًّا، فقط أخبرني، كيف كنتُ في الماضي؟"لم يُكثر من الأسئلة، بل ابتسم ابتسامة عتيقة الذكريات: "أنتِ، منذ صغركِ وحتى كبرتِ، كنتِ متفوقة دائمًا، حتى أنّكِ قفزتِ عدة مراحل دراسية، وعندما دخلتِ الجامعة لم تكوني قد أت
Read more

الفصل 728

قالت سارة ببرودٍ في عينيها: "هذه فكرته أليس كذلك؟"أجاب باسل بتردد: "نعم، هو لا يريد أن تقفي مكتوفة اليدين، فخلايا السرطان في جسدكِ تنتشر بسرعة، وهذه الطريقة هي الحل الأخير الذي نستطيع اللجوء إليه".العلاج الكيماوي أشبه بمقامرة كبرى، إن ربحتها كان لها أثر قوي في كبح الورم، وإن خسرتها كان موتها أسرع.والأدهى أن ما بين الحياة والموت سيكون مليئًا بعذاباتٍ وآثار جانبية مؤلمة.بلع باسل ريقه، ثم شرح بحذر: "هو يريدك أن تبقي حيّة، وأنا أيضًا أتمنى أن تحدث معجزة، كما حدث قبل عامين، حينها كنتُ أؤكد أن عمركِ لن يتجاوز ثلاثة أشهر إلى نصف عام، لكن بعد العلاج الكيماوي استجاب جسدكِ بشكل مذهل، ثم استقرت حالتكِ فترة طويلة، ربما هذه المرة..."قاطعتْه سارة بصوتٍ هادئ: "زميلي باسل، أعلم أنّك تريد الخير لي، لكن... أنا لا أريد أن أعيش بعد الآن".قبل عامين، حين نطقت بهذه الكلمات، كانت غارقةً في حزنٍ عميق، منكسرة تحت وطأة الحياة، لا ترى أمامها بصيص أمل.أما الآن فقد بدا عليها صفاء غريب، هدوء كمن شاهد الدنيا كلها ثم اعتزلها، أشبه براهبٍ في معبدٍ زاهد، لا رغبة ولا حزن ولا فرح في عينيها.تمتمت: "لقد مات والدي،
Read more

الفصل 729

سارة، أنتِ تستحقين الموت.هذه الكلمات اخترقت ذهن سارة، فأعادتها إلى ماضيها البائس، حين كانت هي الدانية والضعيفة، وأحمد متعالٍ يحدّق فيها من علوٍّ.لا يظهر في ملامحه أدنى أثر للثقة فيها. كانت نظرته إليها كما لو كان ينظر إلى قمامةٍ لا تستحق الالتفات.تساءلت بمرارة، ماذا فعلتُ من خطيئةٍ عظمى حتى يمقتني إلى هذا الحد؟كلما استرجعت تلك الذكريات، اجتاح رأسها صداعٌ ممزق كاد يسلبها الوعي، فشعرت أن الألم يفتك بروحها أكثر مما يفتك بجسدها.اقترب أحمد منها مضطربًا وقال: "سارة حبيبتي، ما بكِ؟ أهو ألم معدتكِ من جديد؟"قبض على يدها بقلق وسئلها بقلق.رفعت سارة عينيها بصعوبة، شدّت على معصمه، وامتلأ بصرها ببرودةٍ جارحة: "أحمد، أنتَ حقًا تستحق الموت."تجمّد وجه أحمد، لكن في اللحظة التالية انتزعت يدها من قبضته وقالت بحدة: "ألم تكن تريد موتي؟ حسنًا، فلنترك العلاج إذن، وسأموت قريبًا كما تتمنى."كان واضحًا أنها استرجعت شيئًا موجعًا من الماضي، فأصاب أحمد رعبٌ لم يعرفه من قبل، ذلك هو المصير الذي كان يخشاه أكثر من أي شيء.قال متوسلًا: "سارة حبيبتي، صحيح أن بيننا في الماضي سوء فهم، لكنه انتهى منذ زمن، فلا تدعيه
Read more

الفصل 730

في منتصف الطريق حاولت سارة أن تستغل لحظة غفلة من أحمد لتفلت من قبضته، لكن مفعول الدواء بدأ يتصاعد، فلم تستطع أن تتحرر بل داهمها دوار شديد وغثيان مزعج، وكأن قواها جميعًا قد سُلبت منها.سارع أحمد إلى مساعدتها وأجلسها على السرير برفق: "سارة حبيبتي، لا تتحركي رجاءً".لكنها لم تعد تملك القدرة على الحركة، فأي محاولة بسيطة تجعل الدنيا تدور بها بلا توقف، ثم أغمضت عينيها بإحكام محاولة التخفيف من حدة الإعياء الذي اجتاح جسدها.كانت جلسة العلاج الكيماوي أطول بكثير من جلسات المحاليل العادية، حتى أن الليل قد أرخى سدوله ولم تنتهِ آخر زجاجة إلا عند اقتراب منتصفه.وخلال تلك الساعات ظل أحمد بجوارها، لا يغادرها، يملؤه القلق والوجل من أن يخذلها جسدها قبل أن تكتمل الجرعة. لحسن الحظ، استطاعت سارة رغم ضعفها أن تتحمل حتى النهاية.إلا أن جسدها الآن صار عاجزًا تمامًا عن الحركة، فذلك الشعور المألوف المؤلم عاد ليجتاحها بقسوة. لم تعد قادرة حتى على فتح عينيها، والدوار ينهشها بعنف.التفت أحمد إلى باسل وسأله بقلق: "هل كانت حالتها في المرة الأولى من العلاج الكيماوي بهذه الصورة؟"أجاب باسل وهو يحاول طمأنته: "نعم، وسا
Read more
PREV
1
...
7172737475
...
84
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status