All Chapters of سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك: Chapter 711 - Chapter 720

930 Chapters

الفصل 711

كانت شهيرة ما تزال تحاول أن تبرّر، إلا أنّ صوتها بدا ضعيفًا وهشًّا أمام الأدلة القاطعة، لم يكن في وسعها سوى أن تكرّر مرارًا وتكرارًا أمام سيد سامر كم تُحبّه.لكنّ سيد سامر قبض على يدها، وفي عينيه ظهر للمرة الأولى بريقٌ من النفور، وقال ببرود: "كفى حديثًا، نحن راحلون."ومهما كان حال شهيرة، فإنّ ما فعلته اليوم قد تجاوز حدود ما يعرفه عنها سامر، بل جلب له عارًا كبيرًا، فلم يعد يرغب إلا في مغادرة المكان بأسرع وقت.شهيرة في قلبها ألفُ رفضٍ ورفض، لكنها لم تجد إلا أن تذعن لقراره، فلقد نالت الكثير على مدى هذه السنوات، ومن ذا الذي يفرّط في شجرةٍ وارفة الظلال مثل هذه؟قالت محاولة استرضاءه: "حسنًا، سأطيعك، لنأخذ ابننا ونغادر."لكن أحمد وقف متكئًا بذراعيه على صدره، ينظر إليها ببرود قائلًا: "لم أقل إنّ هيثم يمكنه أن يرحل."حدّقت شهيرة فيه بغضب: "إلى متى ستجعله يظل راكعًا؟"فأجابها ببرودٍ أشد: "إلى أن أرضى، فبما ارتكبه، لو مات ألف مرّة بل عشرة آلاف مرّة، لما كان ذلك كافيًا، يا عمّ إبراهيم، اصرف الضيوف."شهيرة صرخت غاضبة: "أحمد، أطلق سراح ابني، وإلا فسأستدعي الشرطة للقبض عليك."ابتسم بسخرية: "جيّد، اتص
Read more

الفصل 712

تحولت أنظار الجميع من زواج سيد سامر الفوضوي إلى المرأة التي ظهرت عند الباب، فتبدلت ملامح الجد وجدي والسيدة ناريمان على الفور.كيف ظهرت صفاء هنا؟ لقد تأكدوا بأنفسهم من سد كل الطرق، كي لا تصل إليها أي فرصة للاقتراب من سارة. فمن الذي ساعد صفاء إذًا؟أما هيثم، ووجهه مغطى بالدماء، فقد وجد في هذه اللحظة نصراً مؤقتاً، فابتسم ابتسامة ساخرة وقال: "أخي، يبدو أنك لم تنتصر بعد."انعقدت ملامح أحمد بجدية، فقد كان في الأيام الماضية يطارد الخيوط الخفية وراء الكواليس، ولم يتوقع أبداً أن خصمه سيعد مثل هذه الخطوة.وقد رأت سارة بالفعل صفاء، ولم يعد هناك مجال للهرب أو للتبرير سواء طُردت أم بقيت، فقد بات كل شيء واضحاً.بادرت السيدة ناريمان بالكلام: "أيها الخادم إبراهيم، أخرج الضيفة حالاً."وكان عمّ إبراهيم رجلاً فطناً، فما إن سمع الأمر حتى تحرك بسرعة قائلاً: "يا آنستي، نعتذر عن التقصير في الضيافة، اليوم لا نستقبل الزوار."لكن صفاء لم تفكر أبداً في الانصياع، بل أدارت عجلات كرسيها بسرعة، مندفعـة مباشرة نحو أحمد.وأخذت تهتف: "أحمد، لا يمكنك أن تعاملني هكذا، لقد وعدتني بأنك ستتزوجني! طوال فترة غيابك كنت أبكي ك
Read more

الفصل 713

أسرع أحمد بخطواته ليمسك بسارة قبل أن تهوي أرضًا، مانعًا سقوطها، لكن الدم الغزير اندفع بقوة من زاوية فمها.أصيب جميع أفراد عائلة أحمد بالذعر، هرعوا يحيطون بها قائلين بارتباك: "الطبيب! لماذا لم يأتِ الطبيب بعد؟"احتضن أحمد جسد سارة النحيل، مد يده محاولًا مسح الدماء عن طرفي فمها، غير أن تلك الدماء القانية كانت كعين ماء تنساب بلا توقف، فلطخت كفّيه وبللت فستانها الأبيض الناصع.شعر حينها أن ثمة خطبًا جللًا، فصوته اهتز وهو يناديها: "حبيبتي سارة، ما الذي أصابكِ؟"كان باسل واقفًا على مقربة وقد صُدم بما رأى، لقد غاب لما يقارب السنتين، ومع ذلك ما زالت هذه المفاجأة تقض مضجعه.قال بذهول: "إذن، حتى اليوم ما زلتَ لا تعرف ما هو مرضها؟"التفت أحمد إليه بعينين تومضان بالخوف والغضب: "مرض؟ أيُّ مرض تعاني منه؟"لم يُجب باسل مباشرة، بل رمق سارة بنظرةٍ يملؤها الأسى والشفقة، ثم قال: "ألم تقُلِ إنكِ اخترتِ هذا الطريق ولن تندمي؟ هذه إذن هي النتيجة، أن تبذلي حياتكِ كلها من أجل ذاك الذي أحببتِه."سارة لم تكن تعرف ما الذي جرى بينها وبين أحمد في الماضي، لكنها باتت على يقين أن الأمور لم تكن كما صوّرها لها هو وعائلته
Read more

الفصل 714

تجمد أحمد في مكانه كالصخرة، وابيضّ وجه السيدة ناريمان، حتى الجد وجدي نفسه بدا وكأنه لا يصدق ما يسمع.قال بصوت غاضب: "كل هذا هراء، سارة جسدها قويّ وصحتها جيدة، كيف يمكن أن تُصاب بالسرطان؟"لكن باسل أبعد يد أحمد عنه، وفي عينيه غضب وحزن عميق، ثم تابع بنبرة متألمة: "منذ عامين حين كنتما على وشك الطلاق، أظهرت نتائج خزعة سارة أنّ حالتها في مرحلة متقدمة من المرض، والآن من مظهرها الحالي أخشى أنها قد دخلت مرحلة متأخرة بالفعل."كلمة "مرحلة متأخرة" اخترقت ذهن أحمد كالسيف، ولم يستوعب عقله الصدمة إلا بعد لحظات، وكأن روحه عادت للتو إلى جسده.كانت سارة قد أنهكتها القيء حتى لم يبقَ في جسدها أي طاقة، فهرع أحمد وحملها بين ذراعيه، وانطلق مسرعًا إلى الخارج غير آبه بأي شيء.قال وهو يلهث: "حبيبتي سارة، لا تخافي، سآخذكِ حالًا إلى المستشفى، لن يصيبكِ أي مكروه."لم يدرِ متى بدأ المطر يتساقط، قطراته ترتطم بوجه سارة الهزيل.رفعت رأسها بضعف تنظر إلى عينيه المنكسرتين المبللتين بالدموع، فلم تدرِ هل ما يقطر على وجهه دموعٌ أم قطرات مطر؟ لكن بدا أن الأمر لم يعد ذو أهمية.كانت تشعر أن حياتها تتسرب من جسدها شيئًا فشيئًا
Read more

الفصل 715

تم نقل سارة إلى غرفة الطوارئ، وحين وصل الخبر إلى رامي شعر وكأن السماء قد انهارت فوقه.ذلك القلق الذي كان يساوره تحوّل إلى واقع مرعب، فسارع في الليلة نفسها إلى ركوب الطائرة قادمًا من مدينة الشمال.أمام غرفة الطوارئ، كان قميص أحمد وبذلته ملطخين بدماء سارة، ومع ذلك لم يبدُ وكأنه يشعر بها، عيناه المحمرتان بالغتياح غمرهما لون الدم.اقترب محمود منه بخطوات حذرة، تردّد طويلًا قبل أن يتكلم أخيرًا قائلًا: "سيدي الرئيس أحمد، لقد أرسلتُ أحدهم لاسترجاع ملفات السيدة من المستشفى الذي كان يعمل فيه باسل من قبل."كان أحمد واقفًا ويداه خلف ظهره، وجهه كقطعة من الجليد، غارقًا في دوامة أفكاره، ولم ينتبه لوجود محمود إلا حين ناداه، عندها فقط استيقظ من غفلته.قدّم محمود ملفين من الفحوصات."التقرير الأول يعود لليوم الذي أغمي عليها فيه أثناء رعايتها للسيد رشيد، آنذاك اشتبه باسل بوجود ورم في المعدة، فأجرى لها منظارًا هضميًا مع أخذ خزعة، والنتيجة كانت سرطان معدة في المرحلة الثالثة.""أما التقرير الثاني فهو الفحوصات التي أجريتها لها بناءً على تعليماتك حين طلبتَ من رامي عمل كشف شامل، وبعد التحقيق اكتشفنا أن صور الأش
Read more

الفصل 716

لقد خضعت سارة لجلسة علاج كيماوي من قبل!أحمد لم يكن يعلم شيئًا عن ذلك قط، حلقه جفّ فجأة، واضطر أن يضغط على صوته ليخرج بضع كلمات متقطعة: "كان هذا في الأيام التي كنتَ تعتني بها؟"قال باسل بجدية: "نعم، في ذلك الوقت كانت تقضي أيامها في الركض بين أروقة المستشفى، وتعمل في أكثر من وظيفة لتوفير المال لعلاج والدها السيد رشيد، جسدها كان يذوي يومًا بعد يوم، ثم شُخِّصت بالسرطان، عندما خضعت للعلاج الكيماوي لم يكن بجانبها حتى قريب يوقّع عنها، وفي اليوم التالي مباشرةً كان عليها أن تغادر المستشفى، في الوقت الذي كان جسدها في أضعف حالاته، تدور بها الدنيا ولا تقوى على الوقوف، معدتها ترفض الطعام ولا شهية لها، ومع ذلك كذبت عليّ وقالت إن لديها صديقة تعتني بها، وحين اكتشفت الحقيقة وجدتها ملقاة وحدها على السرير غير قادرة على النهوض، بالكاد تجاوزت آثار الكيماوي المرهقة من الأيام السابقة، لكنها أسرعت بعد ذلك لتتمم إجراءات الطلاق منك."توقف باسل لحظة، وصوته خنقه التأثر، ثم تابع: "سارة تمتلك مناعة خاصة تجاه المخدر، وعندما أراد الأطباء زرع منفذ للحقن داخل ذراعها اضطروا لشق لحمها بالسكين وزرع الجهاز داخله، لكن لم ت
Read more

الفصل 717

خرج تقرير نتائج سارة في الليلة نفسها، وكانت النتيجة كما توقّع باسل، سرطان معدة في مرحلة متأخرة، ولم يكن هذا هو الأسوأ فقط، بل قد انتقل بالفعل إلى الرأس، حيث ظهرت أيضًا أورام خبيثة في بداياتها.بعد اجتماع عدد من خبراء الأورام للتشاور، توصّلوا جميعًا إلى جواب واحد، وهو ما قاله باسل من قبل، بأنه لا يُنصح بالعلاج.رمقهم أحمد بنظرة باردة كالثلج وقال: "أنتم حتى لم تحاولوا، فبأي حق تستسلمون بهذه السهولة؟"مسح مدير المستشفى العرق المتصبب من جبينه وقال: "سيد أحمد، هذا السرطان ليس كغيره من الأمراض، لو تم اكتشافه في وقت مبكر كان يمكننا اللجوء للجراحة واستئصاله، لكن السيدة سارة قد وصلت للمرحلة المتأخرة، أنت بنفسك رأيت حجم الورم، وهو لا يصلح للاستئصال، والأسوأ أننا اكتشفنا أورامًا في رأسها، والدماغ مليء بالأعصاب الدقيقة، ولا يمكن إجراء أي جراحة عشوائية هناك."نظر أحمد إليه بوجه يزداد برودة، فسارع المدير ليضيف: "بالطبع ما زال لدينا العلاج المحافظ، يمكننا البدء بدورة علاج كيميائي أولية، لكن... العلاج الكيميائي له آثار جانبية قاسية، وإن كانت السيدة ضعيفة البنية فقد يأتي بنتائج عكسية، كثير من المرضى لا
Read more

الفصل 718

ارتجف ظهر باسل بالبرودة، فكان أحمد في هذه اللحظة بدا كوحشٍ على وشك أن يتحرر من قيوده.وكانت سارة هي القيد الأخير الذي ما زال يربطه بالعالم، فإذا أصابها مكروه، فلا أحد يعرف إلى أي حال سيؤول.قال باسل بجدية: "ألا ترى أنك متهور أكثر من اللازم؟ مسألة تقبل العلاج، كان ينبغي عليك أن تسأل سارة بنفسها عن رأيها على الأقل."أحمد نطق كلماته ببطء وحزم: "أن تعيش، هذا هو أفضل ختام أريده لها، لا تهمني الوسائل، المهم عندي أن تبقى حية، هل تفهم مقصد كلامي؟"ثم انصرف بخطوات عريضة وسريعة، بينما كان باسل يحدق في ظهره المتعجل، وفي قلبه شعور عميق بالأسى من أجل سارة.هذا الرجل ظل كما هو دائمًا؛ لا يفكر إلا في ذاته، ولم يعرف يومًا كيف يحب.وصل رامي بعد رحلة شاقة وسط المطر والرياح، وما إن التقى بأحمد حتى غمر وجهه بالندم، وصفع نفسه بشدة قائلاً: "سيدي الرئيس أحمد، الخطأ خطئي، لقد أهملتُ أهم تفصيلة، فدفعتُ السيدة إلى ما هي عليه اليوم."لكن أحمد لم يكن مؤهلًا ليلوم أي إنسان؛ فسارة وصلت إلى هذه المرحلة بسببه هو، لا بسبيل غيره.قال بصرامة: "الوقت ليس مناسبًا للأعتراف بالذنب، هذه نتيجة فحوصات سارة، انظر هل يمكن فعل شي
Read more

الفصل 719

قال رامي بنبرة جدية وهو يشرح: "سيدي الرئيس أحمد، العلاج الكيماوي يشبه محاربة السم بالسم، فهو لا يهاجم فقط الخلايا السرطانية، بل يهاجم كذلك الخلايا السليمة بلا تمييز، وحالة السيدة سارة الآن خطيرة جدًا، من المحتمل أنه تحت وطأة السرطان والكيماوي معًا لن تصمد حتى تصل المساعدة اللازمة..."خفض أحمد رأسه، صوته كان مبحوحًا وكأنه خرج من أعماق صدره: "لن يكون الأمر كذلك... حبيبتي سارة لن تموت."لم يعرف محمود بماذا يواسيه، فالوضع بات فوق قدرتهم جميعًا، ولم يتبقَّ لهم سوى التضرع لله أن يمنّ عليهم بمعجزة.وبعد ليلة كاملة من محاولات الإنقاذ، تجاوزت سارة مؤقتًا مرحلة الخطر، لكن حالتها لم تتحسن، بل ازدادت ضعفًا وهزالًا، ونصح الطبيب مرارًا وتكرارًا بعدم البدء بالكيماوي الآن، فجسدها لن يحتمل.وقف أحمد بجوارها، يحدّق في ملامحها الشاحبة وهي غارقة في غيبوبتها، ولم يعد يعرف ما الذي ينبغي فعله، فلم يجد بُدًّا من تأجيل قرار العلاج بالكيماوي.في تلك الأثناء دخل خالد مسرعًا، وجهه ممتلئ بالقلق: "سيد أحمد، الوضع ليس مطمئنًا، لقد وصلتني للتو أخبار عن السيد مصطفى"."ما الأمر؟""يبدو أنه أصيب بانتكاسة مفاجئة بمرضه ال
Read more

الفصل 720

كاد أحمد أن يُسقط الوعاء من يده، فتح فمه محاولًا أن يبرّر قائلًا: "حبيبتي سارة، الأمر ليس كما تظنين، أنا وصفاء لم يحدث بيننا أي شيء..."قاطعته سارة ببرود، تحدّق فيه بعينيها دون أن ترمش: "وهذه المرّة، ما هي الحكاية الجديدة التي تودّ أن تختلقها؟ أود أن اسئلك فقط... في ذلك اليوم حين سقطتُ أنا وصفاء في البحر معًا، من التي أنقذتها؟"ذلك الموقف كان القطعة الوحيدة التي استعادت ذاكرتها بشأنها، وكلّما تذكّرته شعرت وكأن إبرة حادة تخترق قلبها.بمجرّد أن نطقت بسؤالها، أدرك أحمد أنّه لم يعد أمامه مجال للمراوغة أو إخفاء الحقيقة.قال بصوت مبحوح: "سارة، وقتها... كان لي عذر قاهر، صدّقيني."ردّت ببرود أشدّ: "ربما كان لديك ما تسميه عذرًا قاهرًا، لكن أن تترك زوجتك لتغرق بينما تنقذ امرأة أخرى... عذرًا، لا أستطيع أن أتعاطف مع أعذارك، كل ما أشعر به هو مرارة السخرية من نفسي، صدقتَ حين قلت، إن نسيان تلك الذكريات كان أفضل، فمجرد استعادتها لا يزيدني إلا وجعًا."ذلك الصفاء الجليدي الذي أظهرته سارة جعل أحمد عاجزًا عن إيجاد أي مبرّر، كان يعلم أنّه مهما قال، حتى لو نطق بالحقيقة كاملة، فإنها لن تصدّقه بعد الآن. في ع
Read more
PREV
1
...
7071727374
...
93
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status