All Chapters of سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك: Chapter 71 - Chapter 80

100 Chapters

الفصل71

في تلك اللحظة، تغير الحلم.لم تعد سارة وسط مياه البحر، بل وجدت نفسها في حقل جميل من زهور دوّار الشمس، حيث كان هناك طفل صغير يركض ويضحك وسط الحقل."أمي، تعالي وأمسكيني!""طفلي... طفلي!"أخيرًا، استطاعت اللحاق به، وضَمّته إلى صدرها بقوة، وقالت والدموع في عينيها: "لقد وجدتك، يا صغيري، سامحني... هذه المرة، ستقوم أمك بحمايتك جيدًا."عندما أدارته لتنظر إلى وجهه، فوجئت بأن الطفل هو فارس، بوجهه الممتلئ الصغير.وقبل أن تتمكن من تجاوز صدمتها، بدأ المطر يهطل من السماء. أمسكت بالطفل وركضت مذعورة وسط الحقل، وبللت قطرات المطر جسدها بالكامل.استفاقت سارة من الحلم مذعورة، وما إن فتحت عينيها حتى رأت وجهًا ممتلئًا صغيرًا أمامها، وشفاهًا وردية تقطر باللعاب، على وشك أن تسقط على وجهها.تحرك أحمد بسرعة، والتقط اللعاب بيده قبل أن يسقط، وعندما تلاقت أعينهما، أصبح المشهد محرجًا للغاية.أحمد، الذي اعتاد الجميع رؤيته في هيئة الرئيس التنفيذي المتسلّط ، كان الآن يمدّ يده ليمسك بلعاب طفل. تحطمت صورة الرئيس الصارم تمامًا.نظرت سارة حولها باستغراب، المكان غريب، فقالت بسخرية مريرة: "هل هذا حلم؟ أم أنني متُّ
Read more

الفصل72

مدّ أحمد يده محاولًا لمس جبينها، لكن سارة تفادت يده بشكل لا إرادي.قالت ببرود: "يا سيد أحمد، رجاءً احترم نفسك."فأجابها مبررًا: "كنت فقط أريد أن أرى إن كنت لا تزالين ساخنة ."رسمت سارة ابتسامة ساخرة على شفتيها، وقالت: "ألا ترى نفسك مثيرًا للضحك؟ أنت من ربطني في الحمام وسكب عليّ الماء البارد. لست طفلًا في الثالثة من عمره لتجهل عواقب ذلك، وإن كنت تتوقع مسبقًا أنني سأصاب بالحمى، فلماذا تتظاهر الآن بالقلق؟ من تحاول خداعه؟"قال بجدية: "لم أكن أعلم أن جسدك بهذه الدرجة من الضعف، ولم أكن أعرف أن إصابتك بالحمى قد تهدد حياتك.""وهل سيغيّر ذلك شيئًا؟ لقد تطلقنا، ومع ذلك لا تزال تتصرف وكأنك محبٌّ مخلص، وهذا أمر يثير الاشمئزاز."ورغم أنها لم تكن تعلم سبب وجود فارس هنا، فإن مكانتها لا تسمح لها بالبقاء معه طويلًا.كانت قد استعادت وعيها، فأبعدت فارس الذي كان ملتصقًا بها، ورفعت الغطاء عن جسدها، ثم نزعت الإبرة من ذراعها.لم يتوقف النزيف، ورغم أن قطرة صغيرة من الدم تسللت إلى الخارج، فإنها لم تتأوه أو تنظر حتى إلى الجرح.قال أحمد محاولًا الحديث، لكنها لم تمنحه الفرصة.نهضت سارة ببطء رغم ضعفها، و
Read more

الفصل 73

راقبت سارة ضوء القمر الباهت في السماء، تمامًا مثل حياتها القاحلة الجرداء الآن.لم تعد ترغب في أن تُزجّ في مزاج أحمد المتقلب من جديد، فقد اختفت جميع مشاعر الحب والكراهية من قلبها، ومن الآن فصاعدًا، إن لم يكن لها مكان في هذا العالم، ألن تختفي هي أيضًا من ذاكرته؟لكنها لم تكن تتوقع أنه في اللحظة الأخيرة، قفز أحمد بكل قوته ليقبض على يدها قبل أن تسقط.أصيب الطفل على السرير بالصدمة بسبب هذا التحول المفاجئ، فركض بسرعة إلى حافة السرير، ثم انزلق على الحافة الصغيرة وركض بأرجله القصيرة خارج الغرفة باتجاه محمود.كان محمود يدخن في الخارج، وعندما رأى الطفل يقترب منه بخطوات متعثرة، أطفأ سيجارته على الفور.انحنى على ركبتيه وسأله بصبر: "يا صغير، لماذا خرجت؟"قال الطفل بقلق: "ماما تبكي..." كان يشير بأيديه بشكل عشوائي، فحاول محمود فهم ما يقصده، لكنه لم يتمكن، فرفع الطفل بين ذراعيه قائلاً: "سأعيدك إلى غرفتك، الجو بارد هنا، عليك الا تصب بالبرد."في تلك اللحظة، كان أحمد يمسك بيد سارة بكل قوته، بينما كانت سارة تنظر إليه بهدوء وعيونها خالية من التعبير: "أحمد، أليس من المفترض أن تكرهني؟ إذا متُّ، ألن
Read more

الفصل 74

قررت سارة أن تقطع جميع علاقاتها مع أحمد بطريقة جذرية، لذا اختارت أن تقفز من الطابق السابع، دون أمل في النجاة، فقط لتتحرر من قيوده. لكن ما لم تكن تتوقعه هو أن أحمد كان أسرع منها.عندما قفزت، فوجئت بأن أحمد لم يتردد للحظة، بل قفز هو الآخر من نافذة الطابق في حركة سريعة، واضعًا قدمه على حافة النافذة لتسريع حركته. في لحظة، كان قد وصل إلى جانبها، وكانت سارة في حالة صدمة، وعيونها تتسع بذهول.هل كان مجنونًا؟بينما كانت الثلوج تتساقط حولهما، التقت عيونها بنظرات أحمد الباردة والمليئة بالغضب. كان يقفز نحوها بكل قوته، مثل شبكة عملاقة، وحاولت سارة الهروب لكن لم تستطع الفرار من قبضته. كانت ضعيفة أمامه كما لو كانت فراشة تحترق في النار، فقد دخلت النار باحثة عن ضوء، لكن الآن أصبحت تندم بشدة، وقلبها محطم إلى قطع صغيرة، وحتى هذه القطع لم تكن بأمان، بل استمر في سحقها بشكل متواصل. احتضنها أحمد بقوة، وكان جسديهما يهبطان بسرعة من السماء. في تلك اللحظة، قام محمود بنقل عوامات الهواء الموجودة في مدخل المستشفى، وكان الحراس يركضون بسرعة، ووصلوا في اللحظة الأخيرة.ثم سمعوا صوتًا مدويًا (بوم!) عندما ارتطم جسد
Read more

الفصل75

ضحك الرجل ببرودة، وأمسك فورًا بمعصمها، وجذبها إلى حضنه، ثم انحنى وأخذها بين ذراعيه. لم يظهر في تحركاته أي نوع من اللطف، بل كان يحمل بعض الغضب والعنف، وكان ذراعه يربط ساقيها بإحكام.تفاعلت سارة بشكل غريزي، فحركت يدها لتلامس عنقه عن غير قصد، مما جعلها ترتعب وتسرع في سحب يدها بعيدًا، لكن الحرارة التي تركتها أصابعها ظلت تداعب أطراف أصابعها."أحمد، اتركني!" حاولت سارة الهروب، إلا أنها لم تستطع التأثير عليه.لم يكن لديها خيار سوى أن تدع نفسها تُحمل وهو يعبر بها نحو الثلج، وكانت قدماه تغمران بالثلج الكثيف، مما كان يسبب صوتًا مميزًا تحت خطاه.من البداية للنهاية، لم ينطق بكلمة واحدة، وكان هذا الصمت قاتلًا، مما جعل سارة تشعر بالاختناق. حملها أحمد وأعادها إلى الغرفة.بدأت حرارة المكان التي تشبه الربيع تدفئ جسدها البارد شيئًا فشيئًا.اقترب فارس متمايلًا، وكأنما كان يريد أن يلقي نفسه في حضنها. وعندما رأت وجهه الملطخ بمخاط الأنف والدموع، مدّت سارة ذراعيها لتحتضنه بشكل غريزي.لكن أحمد، باستخدام يده الوحيدة، أمسك بثياب فارس من رقبته، ورفعه بعيدًا، وهو يقول بصوت جليدي: "أرجعوا الصغير.""حسنًا."
Read more

الفصل76

رغم أن رامي لم ينم في تلك الليلة سوى ساعتين أو ثلاث، إلا أنه بدا في غاية النشاط في تلك اللحظة. وحين رأى أن أحمد لم يكن موجودًا، خفض صوته عن قصد، وقال: "يا سيدتي، الرئيس التنفيذي أحمد يهتم بكِ حقًا، أليس هو من طلب مني ترتيب الفحص الطبي لكِ بشكل خاص؟"يهتم؟عندما سمعت سارة هذه الكلمة، لم تشعر إلا بالسخرية.لقد طلب فحصها الطبي فقط ليتأكد من أنها لا تزال على قيد الحياة، ليتمكن من تعذيبها بشكل أفضل ليس إلا.كانت سارة فقط تتساءل بفضول: لو علم حقًا أنني مصابة بسرطان المعدة، ترى كيف ستكون ملامح وجهه حينها؟قالت بهدوء: "لنبدأ."لم تُضِف شيئًا آخر، فهي لم تكن تملك خيارًا في كل الأحوال.كانت الفحوصات كثيرة، باستثناء منظار المعدة والأمعاء. فإجراء المنظار مرهقٌ للغاية، إذ يجب تناول أدوية مُسهلة منذ الفجر، مع تكرار دخول الحمّام حتى يتم تنظيف الأمعاء تمامًا، ثم يُجرى التخدير لإجراء الفحص.سارة ضعيفة البنية أساسًا، ولن تتحمّل هذا النوع من الإرهاق، ناهيك عن أنها تزوّجت أحمد منذ أيام دراستها، وكانت حياتها منتظمة في النوم والاستيقاظ، لذا لم تكن تعاني عادة من مشاكل في الجهاز الهضمي.لم يفكّر را
Read more

الفصل77

لم ينبس أحمد ببنت شفة، وكان وجهه جامد وهو يحدق ببرود في التقرير الذي بيد رامي.تحت وطأة نظراته، شعر رامي بضغوط هائلة، فسارع إلى الابتسام، وقال: "ظهرت النتائج، لا تقلق يا سيادة الرئيس، ألم أقل لك إن زوجتك ستكون بخير؟ ها هو التقرير، تفضل واطلع عليه."بخير؟عقدت سارة حاجبيها. إن كانت في المرحلة المبكرة من المرض، فمن الطبيعي ألا يظهر شيء في الأشعة المقطعية، لأن حتى الأعضاء لم تكن قد بدأت بالتغير الملحوظ.لكنها الآن في مرحلة متوسطة إلى متقدمة، ومن المفترض حسب المنطق أن تكون هناك مؤشرات واضحة في الفحوصات.وأثناء شرودها بالتفكير، بدأ قلب أحمد يهدأ شيئاً فشيئاً، لكن سرعان ما عادت ملامحه إلى البرودة والصرامة.اقترب منها خطوة بخطوة، وسارة تنظر إليه يقترب، يحمل معه إنذارًا بالعاصفة القادمة.كانت نظرته المتعمقة تُشعر سارة بعدم الارتياح، ولم تفهم ما الذي رآه وجعله بهذا الغضب.تخيلت كثيراً كيف ستكون ردة فعله حين يعلم بمرضها، لكنها لم تتخيل قط أنه سيغضب.وقف أحمد أمامها، ينظر إليها باستعلاء، ونظراته مشتعلة بالغضب الذي لا يمكن كبحه.قالت سارة محاولة كسر الصمت: "النتائج..."فقاطعها أحمد بعنف
Read more

الفصل78

تحوّل جوّ الغرفة فجأة إلى حالة من التوتر الشديد، حتى بدا وكأن الهواء ذاته قد تجمّد.وأمام شبح اندلاع حرب وشيكة، سارع رامي إلى التخفيف من حدّة الموقف، وقال:" أيها الرئيس التنفيذي أحمد، على أي حال، ما دامت السيدة سارة بخير، فهذا ما يهم، وليفرح الجميع."أزاح أحمد نظره عن سارة، وكأنه لم يعد يرغب في إهدار كلمة واحدة مع مثل هذه المرأة، فاستدار بوجه جامد لا يحمل أي تعبير، وقال: "أحسني التصرّف من الآن فصاعدًا."كانت سارة قد كظمت غيظها كثيرًا، لكنها في النهاية لم تستطع التحمل أكثر، ونظرت إلى ذلك الرجل المتعجرف الذي لم يعترف يومًا بأنه مخطئ، ثم فجأة، رمت وعاء العصيدة الذي في يدها بقوة."تباّ لك ولأهلك!"هو من كان يلاحقها في البداية، وهو من أراد الزواج بها، وهو من كانت غيرته تدفعها للتخلي عن كل شيء.أما الآن، فبعد أن دمّرها وجعلها تصل إلى هذه الحالة، لا يزال يملك الجرأة ليتّهمها بالتظاهر؟اصطدمت العصيدة البيضاء كالثّلج بظهر أحمد، وانسابت حبات الأرز وماء العصيدة على بدلة مصممة خصيصًا له.استدار أحمد إليها، وعيناه ممتلئتان بالغضب البارد.اقترب منها بخطوات سريعة، ورأى رامي ما يحدث وكأن فتيل
Read more

الفصل79

تذكّرت سارة نظرة أحمد، فأجابت ببساطة: "لا، لم يحدث."قال الطبيب: "هذا جيد، إذًا هو مجرد فيروس. عليك أن تبقى في المستشفى للمراقبة لعدة أيام فقط، ثم يمكنك الخروج."تنفّس رامي الصعداء، ثم نصحها ببضع كلمات أخرى. ولكن لما رأى أن سارة ظلت مطرقة الرأس دون أن ترد، لم يجد بُدًّا من المغادرة.لقد خضعت سارة لخزعة في المعدة، وتم تأكيد إصابتها بسرطان المعدة، وهي مسألة حُسمت ولا جدال فيها. لكن الفحص الطبقي المحوري المُعزز الأخير لم يُظهر أي مشكلة تُذكر.لقد خضعت لجلسة علاج كيميائي واحدة فقط، وحتى وإن كانت فعّالة للغاية، فإن الورم سيبدأ في الانكماش تدريجيًا، ولن يختفي بين ليلة وضحاها.من الواضح أن هناك خطأً في النتيجة، ولم يكن بمقدور أحد التلاعب بها إلا من داخل المستشفى.أن تُرتكب مثل هذه الحيلة تحت أنف أحمد مباشرة، فهذا يتطلّب جرأة كبيرة.من عساه يكون؟ هل يمكن أن تكون صفاء؟قضية القبر لم تكن كافية، وها هي الآن تعبث بنتائج تقاريرها الطبية.رغم أنه لا أحد غير صفاء يُحتمل أن يفعل ذلك، إلا أن سارة كانت تشعر أن في الأمر شيئًا غريبًا.فإن لم تكن صفاء، فذلك يعني أن الشخص الحقيقي خطير للغاية.خلال العامين ا
Read more

الفصل80

في اليومين الماضيين، لم يظهر أحمد مجددًا، وكانت ليلي هي من تعتني بسارة بينما تواصل شتمها له:"هل يُعقل أن يكون هذا الكلب أحمد قد أصيب بمسّ شيطاني؟ سلوكه غريب تمامًا! تارة يطلب الطلاق، وتارة لا يطيق رؤيتك مع غيره، والآن يدّعي أنك تتصنعين المرض لتخدعيه! ما رأيك أن نبحث عن بعض أغصان الصفصاف ونضربه بها لطرد الأرواح الشريرة؟"أجابت سارة ببرود: "هو ليس ممسوسًا، بل مريض فعلًا."وبعد يومين من الراحة، عادت حالتها إلى طبيعتها تقريبًا، باستثناء مشكلتها القديمة في المعدة.بعد ذلك، اقترح حازم أن يعيد فحصها مجددًا، لكنها ابتسمت ورفضت بلطف، وقالت إنها قد أجرت فحوصات في مستشفى آخر وتخضع للعلاج هناك.فلم يُلحّ حازم، لكنه أجرى تحقيقًا سرّيًا على مدى يومين، ثم عاد بالإجابة.دخل حازم مرتديًا المعطف الأبيض، وتحته قميص أبيض وربطة عنق سوداء، وبنطالًا أسود أنيقًا، يقف منتصبًا كأنه تمثال من اليشم، وسأل: "هل الآنسة ليلي هنا أيضًا؟"توقفت ليلي عن شتم أحمد، ورفعت حاجبها وأطلقت صفيرًا: "همم، لا عجب أنك كنت رئيس الفصل، المعطف هذا يجعل أي أحد يبدو كخبير أو مدير، لكنه يضيف لك لمسة من إغراء الزي الرسمي."ابتسم
Read more
PREV
1
...
5678910
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status