هذا ما حدث.ظنّت شهد أن سمير سيحاسب نور، فانتابها الزهو، ومشت منتصرة. أدركت نور تلك الحقيقة، لكنها لم تنطق بها.سألها سمير، وهو يعقد حاجبيه: "لمَ لم تذكري الأمر منذ قليل؟"جعلته كلمات نور يعي الحقيقة.ارتسمت على شفتيها ابتسامة ساخرة، وقالت: "هل ستغير بضع كلمات مني إيمانك بشيءٍ ما؟"وما إن أتمّت جملتها، حتى سحبت يدها منه ومضت.خلّفت له ظهرها الصلب.لم يلحق بها، ولم يحاول أن يوقفها.لكن عينَيه ظلّتا معلّقتين على ظهرها....وما إن أشعل سيجارته، حتى اتَّصلت شهد به.فتح مكبّر الصوت.وجاء صوتها من الطرف الآخر خافتًا، متكسرًا: "سمير، لا تُحرج السكرتيرة نور. أنا أعرف أنني المخطئة، وسأتحكَّم في نفسي وأقلل إزعاجي لك من الآن فصاعدًا.""من الأفضل لك أن تفي بكلمتك."كلماته القليلة سقطت كحجارة ثقيلة على قلبها، صُدمت.ألم يكن قد صدّق أن نور دفعتها؟حتى أن هذا الأمر بدا واضحًا في كاميرات المراقبة.بل وطلب من نور للتو أن تعتذر منها، كيف تغيّر فجأة هكذا وبهذه السرعة؟وحين همّت بالكلام، سبقها صوته الجليدي من جديد وهو يقول: "شهد، لا تختبري صبري."ثم أغلق الخط.استمعت إلى نغمة انشغال الخط، والذهول يشلّ عقل
Read more