Semua Bab إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها: Bab 301 - Bab 310

تجمَّد وجه منار وقالت: "يا سيد سمير، حصل بيني وبين سكرتيرتك نور بعض الخلافات من قبل، وبإضافة ما حصل الآن، أعتقد أنه من بين كل عشرة أشخاص، هناك سبعة على الأقل سيظنون أنها فعلت ذلك عن قصد.""بالإضافة، أنت حقًا لا تتذكر من أكون؟"كلما واصلت الكلام، فقدت السيطرة على نفسها.نظر سمير إليها بعينين خاليتين من الدفء، بل كان فيهما برود حاد، وقال: "لا حاجة لك بتذكيري بماهية من يعملون معي، وحتى إن كان ما تقولينه صحيحًا، فماذا في ذلك؟"أسكتت هذه الجملة منار تمامًا.نظراته، وعدم ردِّه على سؤالها الأخير ما هو إلا لتأكيد أنه لا يتذكرها أبدًا.شعرت منار بالغضب والخجل في آن واحد.وفجأة، سمعت صوت نور بجانبها تقول: "آنسة منار، لقد أحضرت لك الثلج."بدا وجه نور هادئًا تمامًا، وكأنها لم تتأثر بشيء مما حدث.ونظرت إلى سمير بجانبها، فكان وجهه باردًا، ونظرته تفيض بالقسوة والهيبة، كأنه يُعلن بشكلٍ واضح: إن لم تعتذر منار من نور، فلن يكون هناك أي حديث عن التعاون اليوم.وكان هذا التعاون مشروعًا عملت عليه لمدة شهر كامل، حتى أقنعت والدها وشقيقها بتسليمه لها.فلم تجد خيارًا آخر.وقالت على مضض: "آسفة يا سكرتيرة نور، لم

سألته نور: "هل يمكن تقديم موعد رحلة فرنسا؟"لم يجب سمير، بل رمقها بتلك النظرة الحادة التي ظهرت فجأة في عينيه السوداوين.تلاشى الدخان الأبيض حوله، وبدأت نور تلاحظ عمق عينيه.لم يفهم سمير.فهي بالأمس القريب كانت على علاقة جيدة مع لاشين، فكيف تسأله الآن إن كان يمكن تقديم الرحلة؟ولمّا لم يرد عليها، لم تعد تنتظر جوابه، وقالت: "إن أردت إلغاء الرحلة، فألغها، هل هناك أمر آخر تريدني فيه الآن يا سيد سمير؟"قطع سمير أفكاره، وقال لها بهدوء: "حضري لي كوب شاي."قالت نور: "حاضر."ولم تمر سوى دقيقتين، حتى عادت نور وهي تحمل إبريق شاي ساخن.فالشاي المقدم للضيوف، يختلف عن ذاك الذي يفضله هو.يحب سمير الشاي الأخضر."ستبقين أنت المسؤولة عن التواصل مع شركة العامري، وغدًا مساءً سنذهب سويًا إلى فيلا الحمراء."تلقّت تعليماته بصمت، دون اعتراض.لكن ما إن خرجت من مكتبه، حتى وصلتها رسالة من أحد الزملاء في مجموعة الدفعة تقول: "حفل المولود قد تم تقديمه إلى الغد الساعة التاسعة مساءً."الغد هو ذاته اليوم الذي طلب منها سمير أن ترافقه فيه إلى فيلا الحمراء للقاء منار العامري.أرسلت رسالة خاصة إلى أحمد تقول فيها: "لن أتمك

رن هاتف شهد قبل أن تنزل من السيارة.كان عامل التوصيل يتصل ليقول لها: "يا آنسة شهد، لديك بعض الطرود، أرجو منك النزول لاستلامها."رأت شهد عامل التوصيل يقف على مقربةٍ من السيارة.وكان يجر عربة صغيرة محملة بالطرود.طلبت من سمير المساعدة قائلة: "سمير، ساعدني أرجوك، هذه الطرود فيها مصابيح اشتريتها، لأن المصابيح في منزلي قد احترقت."لم يرد سمير.لكنه نزل من السيارة بعد ثوان.وبعد خمس دقائق.جعل سمير صلاح يسحب العربة ويصعد إلى الطابق الذي تسكن فيه شهد. لكن سمير أشار إلى صلاح بعينيه.ففهم صلاح منه أن يبدأ بفتح الطرود، وتبديل المصابيح.أراد سمير الاتصال بنور، لكنه لم يكد يدير ظهره، حتى اصطدمت به شهد."آه!"صرخت شهد بألم.وسكبت عصير التوت الأزرق على سمير.قطب سمير حاجبيه، وفي اللحظة التالية سمع شهد تعتذر قائلة: "آسفة يا سمير، هذا العصير من علامة تجارية أسسها صديقٌ لي، طعمه لذيذ جدًا، لذا أردت أن تتذوقه، لكنني خرقاء."قال سمير بهدوء: "لا بأس."بالرغم من أن قميصه الأبيض أصبح ملطخًا بعصير التوت الأزرق، إلا أنه رأى الكوب الزجاجي المكسور على الأرض."لقد اتسخ قميصك...والعودة للبيت ستأخذ منك وقتًا، ل

مسح سمير نور بنظره، ثم قال ببرود: "دعها تدخل."أطبقت نور شفتيها، وقبل أن تتفوَّه بأي كلمة، دخلت شهد تتهادى بكعبها العالي. لم تنظر نور إليها.لكن صوت شهد دوى قرب أذنها: "جئت لأجلب لك الملابس يا سمير."اقتربت شهد من سمير.كانت قد بدلت ملابسها، وارتدت طقم تنورة عملية بلونٍ أخضر فاتح، وكان شَعرها متموجًا وكثيفًا، مما أضفى عليها قامة ممشوقة، وجمالًا لافتًا."لم يكن من الداعي أن تأتي خصيصًا لأجل هذا."رمقت نور سمير بنظرة.ظل وجهه باردًا، لا تغيّر كبير فيه.لكن كلماته....قالت شهد بلطف: "إن لم آت، سأظل أشعر بالذنب. لم أكن أعلم أنكما تتناولان الطعام، أهذه الأطباق من صنع السكرتيرة نور؟""نعم."أجابها سمير بهدوء.تطلعت شهد إلى نور بعيون يملؤها الترقب، وقالت: "سكرتيرة نور، هل يمكنني أن أتذوق طهوك؟ لدي وقت فراغٍ اليوم، وأود أن أتعلم منك بعض فنون الطبخ."ردّت نور بالرفض: "أستطيع أن أجهّز لك أدواتٍ لتتناولي الطعام، لكن لا أظن أنه من المناسب أن أعلِّمك الطبخ، فأنا لست محترفة، ولا أملك وقتًا أيضًا."ثم نادت على العمَّة لبنى، وقالت: "يا عمَّة لبنى، جهزي أطباقًا وأدوات طعام للآنسة شهد.""حاضر سيدتي."ج

ما إن خرجت تلك الكلمات، حتى أثّرت في نور وشهد.سبع سنوات مضت وهي إلى جانب سمير، تعرف طباعه عن ظهر قلب، تعرف أنه ما دامت هي الأقرب إليه، وسكرتيرته الخاصة، فلا بد أن يطلب منها أن تساعد شهد على النهوض.لكنّه لم يفعل.كان واضحًا أنه انحاز إلى شهد.ورغم ذلك بقيت نور هادئة.لأنها كانت ممسكةً بهاتفها طوال الوقت، ولم تلمسها من الأساس، البريء بريء. لن تظهر شهد سوى كمهرّجة حين يُعرض التسجيل. أما شهد، فشعرت بأن سمير قد بدأ ينفر منها.خصوصًا مع برودة صوته وجموده، كان واضحًا أنه لم يصدِّقها.كانت هذه مخاطرةً منها.وبعد دقيقتين تقريبًا، حضر الحرس، وأحضروا معهم المقطع المصوّر.أظهر المقطع أن شهد حين مرّت بجانب نور وقفت تمامًا في زاوية حجبت الكاميرا، وفي اللحظة نفسها سقطت إلى الوراء بشكل مفاجئ.ظهر المقطع وكأنها دُفعت بالفعل.رمق سمير نور بنظرة باردة، وقال: "اعتذري."كان يأمرها.الفيلا فيها كاميرات مراقبة، لكن لا توجد كاميرات بزاوية ثلاثمئة وستين درجة، لأن الفيلا في النهاية مكان للعيش، والمقام الأول فيه للحياة اليومية.ولهذا لم تلتقط الكاميرات هذه الزاوية تمامًا.لم يصدِّق سمير إلا ما رآه بعينيه.وخ