All Chapters of إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها: Chapter 361 - Chapter 370

414 Chapters

الفصل361

لو كان في الأمر تمثيلٌ للسلطة، لكانت أبلغت بقية المسؤولين الكبار.لكن الجميع غائبون هذه المرة، ولم يبقَ غيرها لتذهب، فقالت: "حسنًا، سنذهب، وأنتِ سترافقينني".أجابت ليلى: "حسنًا".أخذت نور معها بعض الأشخاص.ولأن ليلى جديدة، فكانت بحاجة إلى التعرف على أعمال الشركة، فكانت نور تكرر عليها طوال الطريق أن تتحرى الدقة والانتباه. فلا مجال للأخطاء.وما هي إلا لحظات حتى وصلت إلى الميناء.وكانت السفينة قد رست، وشرع رجال مجموعة العامري في تفريغ البضائع.وما إن نزلت من السيارة حتى سمعت من يقول: "لِمَ لم يأتِ السيد سمير شخصيًا، بل جئتِ أنتِ يا نور؟ أأنتِ من يمثله الآن؟"استدارت فرأت منار تتقدم نحوها وذراعاها متشابكتان على صدرها، فأجابت بابتسامة: "السيد سمير مشغول اليوم، ثم إن هذه ليست أول مرَّة أمثّله في التفاوض معكِ، وأظن أنكِ تتفهمين ذلك يا آنسة منار".ازداد امتعاض منار من نور، فقد كانت من قبل تكره كونها سكرتيرة السيد سمير، وتتساءل لمَ يختار سكرتيرة امرأة. أما كان سكرتيرٌ رجلٌ أنسب؟ليكون قادرًا على التحمل والعمل الشاق، أليس أفضل من هذه السكرتيرة الرقيقة؟لكن حين علمت أنها زوجته، صارت كالشوكة في
Read more

الفصل362

سمعت نور عن شهد وسمير من قبل. أما منار، فلم يسبق لها أن سمعت باسمها يُذكر مع سمير.استسلمت منار لذكرياتها، ما زالت ترى تلك اللحظة في حياتها غايةً في الرومانسية، بل إنها الأكثر إثارة على الإطلاق، وقالت: "أنتِ لن تفهمي أبدًا! لقد أنقذني سمير، فوقعتُ في غرامه من النظرة الأولى، وقلت له حينها إنني عندما أكبر سأتزوجه، وقد وعدني، نعم، وعدني بأنه سيتزوجني! هذا عهدٌ بيننا".شعرت نور بأن حديثها غير منطقي.فما قالته كان في سن الطفولة. ووعود الأطفال لا يؤخذ بها.ثم إن إقرارها بأن سمير وعدها أمرٌ تشوبه الريبة.فربما هو لا يتذكر منار أصلًا. كما لم يتذكرها هي من قبل.أنقذ سمير الكثيرين، وكان ذلك جزءًا من عمله، من المستحيل أن ينشأ لديه شعور خاص تجاه كل من أنقذهم.رأت أن ما تقوله منار ليس بالضرورة أن يكون حقيقة، فقالت: "إذن عليكِ أن تسأليه هو إن كان يتذكر، حديثك معي لا طائل منه، والآن علينا العودة للعمل".لم تكن نور مهتمة بقصة منار وسمير.لكن منار أمسكت بيدها تمنعها من الرحيل، وقالت: "زواجكِ من سمير لا يعرفه أحد، أليس زواجًا سريًّا؟ الشخص الذي يحبكِ يفتخر بكِ أمام العالم، أما زواجكما هذا فيدل على أن
Read more

الفصل363

عضَّت نور يد منار بفعلٍ غريزي محاولةً أن تردعها، لكنها كانت تقف على حافة الرصيف، فبمجرد أن دفعتها الأخيرة سقطت مباشرةً في البحر.لم ترضَ نور أن تكون نهايتها هكذا.حتى لو كان ستموت، فلا بد أن تجرّ معها أحدًا.وفي اللحظة التي دفعتها فيها منار، أمسكت نور سريعًا بيدها الأخرى.فسقطتا الاثنتان في البحر معًا.ارتفع صوت ارتطام الماء، وتصاعدت موجة هائلة.بدأت الاثنتان تتخبطان في الماء، وأخذت منار التي لا تجيد السباحة تصرخ: "أنقذوني!"كان اليوم عاصفًا، والموج في البحر مرتفعًا ذا قوة جارفة.ارتفعت الأمواج حتى غمرت رؤوسَهما.وكان صوت الاستغاثة يتلاشى وسط الريح العاتية.كانت نور تجيد السباحة، لكنها واجهت صعوبةً كبيرةً بسبب مقاومة الماء.وكلما حاولت السباحة شعرت أنها تبتعد أكثر عن الشاطئ.أصابها الذعر. فهي لا تريد الموت.والطفل في بطنها لا يمكن أن يصاب بمكروه.سبحت بكل ما أوتيت من قوة حتى أرهقت ذراعاها، ونظرت خلفها فرأت بحرًا لا نهاية له، فاستبد بها الخوف شيئًا فشيئًا. حتى لم تعد قادرة على السباحة.ابتلعت عدة جرعات من ماء البحر، وأيقنت أنها ستموت هنا، ولم تعد قادرة على الصمود.خطرت ببالها أشياء كثي
Read more

الفصل364

رفع الصحفي الميكروفون باتجاههما، تتزاحم حولهما عدة ميكروفونات بانتظار إجراء مقابلةٍ معهما: "سيد سمير، الآنسة شهد هي النجمة الجديدة التي صنعتها بنفسك، وقد حصلت اليوم على جائزة أفضل وجه جديد. ما الذي تود أن تقوله لها؟"تحدث سمير أمام الكاميرا بنبرة هادئة: "وصولها إلى ما هي عليه اليوم دليلٌ على أن جهدها لم يذهب سدى، وأنا سعيد من أجلها".كانت شهد تحمل الكأس، وابتسمت ابتسامة خفيفة بدت فيها بعض الخجل.سرعان ما وجّه الصحفي السؤال إلى شهد: "آنسة شهد، اليوم يوم مميز بالنسبة لك، فهذا أول مسلسل في حياتك وحصلتِ على جائزة أفضل وجه جديد، لا بد أنك ممتنة جدًا للسيد سمير، أليس كذلك؟"تعمد الصحفي توجيه الأسئلة التي تمس كلًا منهما على حدة، في محاولة لاصطياد الأخبار المثيرة.أمسكت شهد الميكروفون وقالت بنبرة رقيقة: "أنا سعيدة جدًا بحصولي على الجائزة اليوم. هذه هي خطوتي الأولى في عالم التمثيل، وأؤمن بأنها لن تكون الأخيرة. نجاحي لم يكن ليتحقق لولا سيد سمير، فهو أهم شخص في حياتي".وألقت نظرة امتلأت بالإعجاب نحو سمير. حتى إن الكاميرا حين اقتربت أظهرت بوضوح تلك المشاعر.عمّ المكان ضجيجٌ من الحاضرين.عبس سمير
Read more

الفصل365

مع أنّ سمير سبق أن أوضح في احتفالية شركة القزعلي.أنه متزوّج.ظلّ الناس لا يعلمون.لذا أعلن اليوم زواجه. لئلا تواصل الصحافة خلط اسمه باسم شهد في الشائعات."هل هذه مزحة؟ أليس خبر زواج السيد سمير خبرًا يستحق ضجّة واسعة؟ كيف لم نسمع شيئًا؟""اليوم ليس كذبة أبريل، لا تمزح معنا يا سيد سمير أرجوك..."أجاب سمير بحزم: "تزوّجت فعلًا، وأنا لا أحب أن أمزح أبدًا. زوجتي رافقتني سبع سنوات، قضينا منها ثلاثًا في رباط الزواج، وعلاقتنا مليئة بالمودّة. لا أريد لأحدكم أن يكتب هراءً قد يثير في قلبها شكًّا أو سوء فهم!"ساءت ملامح وجه شهد.فسمير أعلن زواجه على الملأ، وأمام وسائل الإعلام!كيف حدث هذا؟لم تتوقَّع ذلك على الإطلاق. اختنق صدرها بالضيق، لكنّها كبحت انفعالها أمام الكاميرات.غرست أظافرها في راحتيها تكبح القلق الذي اجتاحها.دلّلها سمير طويلًا، ورفعها حتى صارت نجمة ساطعة في سماء الفن، لكن قلبه ظلّ يتجنّب الإفصاح عن مشاعره.تحمّل مرةً واحدةً، فجلب للشركة منفعةً، وكان الموقف مكسبًا للطرفين، فما السيء في ذلك؟لم يكن مجرد رفض، بل أذاقها على الملأ مرارة خزيٍ عظيم.حضرَ سمير حفلَ توزيع الجوائز، لأنها مناس
Read more

الفصل366

"أخت سيرينا...""وصلتُ إلى ما أنا عليه اليوم بعد أن اجتزت ما لا يُحصى من العواصف والأمواج، فحتى لو لم يُشاهد أحدٌ مسلسلاتي وخفّتَ شهرتي، فهذه مشكلتي أنا؛ دائرة الضوء في عالم الفن محدودة، فهل عليَّ أن أحقد على كل من تفوق عليَّ؟"قالت مساعدتها: "ليس الأمر كذلك، إنما شُهرة شهد فهي بفضل مَن يقف وراءها...""لا تسيئي إلى أحد، ولا تُسمعيني مثل هذا الكلام ثانية، أنتِ تعرفينني جيدًا، فقد سلكتُ من الطرق الخاطئة ما يكفي لأدرك أهمية الحفاظ على سمعتي".كانت سيرينا شديدة الحرص على مستقبلها. وكانت تحتقر أكثر ما تحتقر أن يرفع المرء نفسه بالحطّ من إنجازات غيره.اختلفت عن شهد اختلافًا جذريًا. فشهد وُلدت وفي فمها ملعقة من ذهب. أما هي فقد شقّت طريقها من القاع، وتذوقت مرارة السعي والكفاح، لم تكن الحياة عادلةً معها.وإن حُرمت نصيبًا من الحظ، فلن يبقى أمامها إلا أن تنافس بجهدها حتى تظفر بما تريد، وتؤمن أن يومًا سيأتي تصعد فيه إلى القمة....ساد صمتٌ ثقيل في السيارة في طريق العودة.رمى سمير نظره عبر النافذة ببرود، ولم ينبس بكلمة واحدة.جلست شهد تترقب ملامحه، تخشى أن تزعجه، فجلست في قلقٍ شديد.وحين وصلوا ال
Read more

الفصل367

كانت تغرق في البحر، لا تقوى على التنفس، حاولت أن تسبح نحو السطح، لكن صخرة هائلة ضغطت عليها، فلم تستطع الفكاك من هذا المأزق.ولم تجد أمامها إلا مواجهة الموت.وإن ماتت، فلن يعلم أحد بمصيرها، وربما لن يُعثر حتى على جثتها."لا أريد أن أموت!" صرخت، ثم انتفضت عينا نور مفتوحتين."آنستي، لقد استيقظتِ."بللت الدموع أطراف عينيها، وبلّلت وسادتها؛ إذ استيقظت لتدرك أنها لم تكن إلا غارقة في كابوس.كانت قد أُرسلت إلى المستشفى.فأفاقت تتحسس بطنها مذعورة: "طفلي... طفلي.."طمأنتها الممرضة: "طفلك بخير، أنقذناه. حين جلبوكِ كانت ثيابك غارقة بالماء، وبدا عليكِ خطر الإجهاض، لكن لحسن الحظ وصلنا بكِ في الوقت المناسب، والطفل بخير"."الحمد لله." تنفَّست الصعداء، لا يهم سوى أن يكون الطفل بخير.سألتها الممرضة: "أترغبين في إبلاغ أحد من أهلك؟"أحاطت نور المكان بنظرة فاحصة، ثم سألت عن اسم المستشفى، فحمدت الله أنه ليس المستشفى السابق. ذلك الذي به أصدقاء سمير، فهناك لن تستطيع إخفاء خبر حملها.قالت: "نعم، ساعديني للاتصال".لم تمضِ نصف ساعة حتى هرعت سالي إليها.قالت بقلق: "ما الذي حدث؟ كيف ظهرت لديكِ أعراض إجهاض؟ ماذا ف
Read more

الفصل368

استمعت سالي إلى كلماتها، فاحمرّت عيناها من شدّة التأثر، إذ لم تشعر يومًا بهذا القدر من الألم من أجلها.وحيدةً تواجه كل شيء، وزوجها لا يشاركها، لو كانت مكانها لما احتملت ذلك.أي ذنبٍ هذا الذي جعل نور تُبتلى بزواج كهذا؟عانقتها سالي تربّت على ظهرها بحنان، وقالت: "أنا هنا، وكل شيء سيتحسّن".أسندت نور رأسها إلى كتفها بشيءٍ من الارتياح.فلحسن الحظ أنّها ليست خالية الوفاض.ما زال في حياتها الكثير مما تملكه. إلا سمير، الذي لم يعد لها.حُقنت نور بالمحلول في المستشفى وغادرت.فلم يوصِها الطبيب سوى بأن تتجنّب الإرهاق والحركة العنيفة، إذ لم يكن هناك ما يدعو للقلق.رافقتها سالي. وسألتها: "هل تنوين...العودة إلى المنزل؟"كان على نور أن تستعد، ففكّرت قليلًا ثم قالت: "لنعد".ساعدتها سالي على ركوب السيارة، ثم قالت وهي تدير المقود: "حسنًا، ابقي على تواصل دائم، وإن احتجتِ أي مساعدة فسأكون موجودة".قالت نور: "احجزي لي تذكرتين للسفر إلى فرنسا".سفر إلى فرنسا؟تفاجأت سالي، ونظرت إليها مستغربةً: "ما زلتِ تريدين الذهاب مع سمير إلى فرنسا وأنت بحالتك هذه؟"فأجابتها نور: "احجزيها، وستفهمين"....تفحّص سمير ساعت
Read more

الفصل369

"سيد سمير، لم نعثر على الآنسة نور، الرياح اليوم عاتية والأمواج عالية، ومن الممكن أنّ التيار جرفها بعيدًا، ما يجعل أمل نجاتها ضئيلًا جدًّا."تلقّى سمير هذا الخبر وكأنّ سكينًا حادّة انغرست في قلبه.فلم يتمالك نفسه، وأمسك بالمسؤول صارخًا بنبرةٍ باردة: "ما الذي قلته؟ نور لن تموت!"حاول الرجل تهدئته: "أعلم أنّك قلق يا سيد سمير، لكن عليك أن تتحلّى بالهدوء. ثم إنّ عدم العثور عليها يحمل جانبًا من الحظ، فربما أُنقذت في الوقت المناسب. علينا أن نتمسّك بهذا الأمل، فلا أحد يتمنّى لها مكروهًا.""نعم… ربما أُنقذت".لم يجرؤ على التفكير في الأسوأ، ولم يتخيّل يومًا أن تغادره نور بهذه الطريقة.لا يمكن أن تموت.قال الرجل محاولًا بث الطمأنينة: "رست اليوم كثير من مراكب الصيد، وسمعنا أنّ بعضها أنقذ عددًا من الأشخاص، لكن لا نعرف إن كانت نور بينهم".لم يكن ذلك إلا تخمينًا لتخفيف وقع الصدمة، حتى لا يزيد انفعالًا.عليهم التفكير بشكلٍ إيجابي. فحتى لو ساءت الأمور، لا يُمكن الجزم بشيء قبل العثور على جثة.نظر سمير إلى البحر، فرأى الأفق ممتدًا إلى ما لا نهاية بلونٍ حالكٍ يوحّد السماء والماء. رفض تصديق أن نور ما زال
Read more

الفصل370

اندفع الزوجان مسرعان.رأت والدة منار ابنتها شاحبة الوجه، ممدَّدة على سرير المستشفى بلا وعي، فانفجرت باكية وانهارت على الأرض تصرخ:"يا ابنتي، كيف حلَّ بك هذا البلاء؟ يا ليتني ما سمحت لك بالعودة إلى الوطن، أيُّ عذاب هذا الذي نزل بك؟"رفع الأب زوجته عن الأرض وقال: "ابنتنا لن يصيبها سوء، فلا تتركي الحزن يغلبك. لقد ظُلِمت ابنتنا، ولا بد أن نأخذ لها حقها. إن سقطت أنت مريضة، فمن يقف إلى جانبها وينصفها؟"هدأت الأم قليلًا، لكن اشتعل في عينها العزم: "ابنتي لم تسقط في البحر صدفة، بل هناك من دفعها".كان أفراد عائلة العامري خارج غرفة المستشفى، ومعهم تالين.كانت تالين أول من عثر على منار.لم ترَ نور لوقت طويل، وحين علمت أن منار كانت تتبعها، خافت أن يحدث لها مكروه فذهبت للبحث عنهما. لكنها لم تجد أحدًا.أصابها الهلع، ثم رأت منار تصارع الأمواج وقد أنهكها التعب قبل أن تغرق.استغاثت بالناس وانتشلوها.كانت منار بلا نفسٍ حين أنقذوها، فبادرت بإنعاشها قلبيًا حتى لفظت مياه البحر التي ابتلعتها.أما نور، فلم ترَ لها أثرًا.اضطرت للبقاء في المستشفى لمتابعة الوضع، فالأمر يتعلق بالشراكة بين شركة القزعلي وشركة الع
Read more
PREV
1
...
3536373839
...
42
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status