استفاقت نور وقد انتصف الليل.حرّكت أصابعها قليلًا، فإذا بيدٍ تُطبق على يدها. فتحت عينيها ونظرت جانبًا، فإذا بسمير ممسكٌ بيدها غارقٌ في نومٍ ثقيل. شعره مبعثر وملامحه يعلوها تعبٌ لا يُحصى. كأنه غير مرتاحٍ في نومه.هو الذي اعتاد أن يبدو أنيقًا مُرتّبًا، حتى اللحية الخفيفة ظهرت على وجهه. فتوقّفت نور لحظةً. وتكدّرت مشاعرها بفيضٍ من الأحاسيس.دخل صلاح بعد قليل يحمل في يده أشياء كثيرة. وخفض صوته قائلًا: "أفقتِ يا سيدتي؟"أومأت نور برأسها. فأضاف وهو يُلقي نظرة على سمير النائم: "لزمك السيد سمير طوال الليل، حاولت إقناعه أن ينام قليلًا فأبى، ولم يغمض له جفن حتى الصباح".تحرّكت شفتا نور بصعوبة، وسألت بصوتٍ مبحوح يعلوه الانكسار: "الطفل..." فأجاب صلاح: "أنقذناه بأعجوبة، كان سيُفقد للأبد، لكن الحمدالله مازال موجودًا، لو فُقد الطفل لانهار كل شيء بينك وبين السيد، كان قلقًا جدًا عليكِ حين دخلتِ غرفة العمليات، وقلق أن تفقديه فتبغضيه".ألقت نور نظرة على ملامح سمير، وعادت تسأل: "حقًّا هذا ما كان يفكّر فيه؟"وضع صلاح ما يحمله على الطاولة، وقال: "لن أكذب عليك، أتشُكّين فيّ؟ قلق السيد سمير عليك للغاية
Read more