All Chapters of هروب الزوجة الحامل ومطاردة حتي النهاية: Chapter 221 - Chapter 230

300 Chapters

الفصل221

أسرعت يارا فنقلت جسدها إلى جانبٍ آخر، وابتعدت عنه، بملامح حذرة، "ماذا تفعل؟"أجابها كريم: "ألم تقولي إن عليّ أن أستريح؟ هذه غرفتي، وهذا سريري، ومن الطبيعي أن أستلقي هنا!"الرجلُ الوقور في الأيام العادية، صار في هذه اللحظة مثل شابٍ طائش لا يعرف الحياء.لكن هذه النزعة الطائشة فيه، كانت تحمل شيئًا من الجاذبية يصعب وصفه."أنتَ..."شعرت يارا برغبة في شتمه، لكنّها عجزت عن إيجاد سببٍ واحدٍ يدعم اعتراضها.فهذا بيته حقًّا، وبعد الطلاق ستغادر هي بلا شك."حسنًا، ما دامت هذه غرفتك، فلتنم هنا، وأنا سأرحل."كانت ستنام في غرفة الضيوف، فبأي حال، لم تعد تهتم بما يُسمّى الليلة الأخيرة، فقد تشوّهت علاقتها بكريم بالفعل، وصارت كل المشاكل بلا قيمة.وما إن همّت يارا بالنزول عن السرير، حتى قبضت قوّةٌ مفاجئة على معصمها.التفتت، فرأت كفّ الرجل الكبيرة تطوّق معصمها بإحكام، وحاولت أن تفلت مراتٍ، غير أنّ قبضته ازدادت شدّة.عقدت يارا حاجبيها: "ماذا تفعل؟"اكتشف كريمُ أكثر من مرة، أنّ هذه المرأة كلّما اقترب منها، بادرت هي بالحيطة وسألته ماذا يفعل.ماذا يفعل؟هو زوجها، لكنّ هيئتها وكأنهما غريبان، يكفي أن يقترب منها، ل
Read more

الفصل222

مرّرت يارا بأصابعها فوق تلك الندبة الخفيفة، فوخز قلبها بألمٍ متكرر، وجعلها تستحضر بلا وعي ذلك المشهد الفوضوي، حين اندفع كريم نحوها بلا تردّد.هي لا تستطيع أن تنسى ما سبّبه لها كريم من جراح، لكنها في الوقت نفسه لا تستطيع أن تنسى ما قدّمه لها من خير.كان امتزاج الخير والشر فيه بلا شكّ عذابًا وتمزّقًا.تمنّت لو أنّ عقلها غفل فلم يحتفظ إلا بجميله، ونسِي إساءاته.أو أنّها تتذكّر شرّه فقط، وتنسى خيره، فتتحوّل إلى نقمةٍ وغضبٍ مطلق.لكنّها لم تقدر أن تصير بتلك البساطة، ولم تقدر أن تصير متطرّفة.إنها عالقة في المنتصف، تحفظ له الخير والشرّ معًا.فأصبحت تميل تارةً إلى اليسار، وتارةً إلى اليمين، بلا موقفٍ ثابت، وفي النهاية، لن تؤذي إلا نفسها.أمسك كريم بيدها، ولمّا رأى الحزن في عيني يارا، شعر فجأة بانقباضٍ قاسٍ في قلبه، حتى كاد يختنق بيأسٍ خانق.نعم، كان يأسًا حقيقيًّا، فكّر مليًّا، وأيقن أنه بالفعل يأس.لم يعرف كريم لمَ يشعر بمثل ذلك.كأنّه سقط كليًّا في عمق عينيها الحزينتين، بروحه وجسده معًا.لكن، ما معنى تلك النظرات منها؟أليست هي من لا تحبّه؟ أليست هي من لم تعد سعيدة معه، وقد سئمت من هذا الزوا
Read more

الفصل223

لكنها لم تفهم سبب طرح كريم لهذا السؤال فجأة، فهي، حتى لو راودها مثل هذا الظن، فما الفائدة بالنسبة له؟أليس هو أيضًا قد شك فيها ذات مرة، وظنّ أنّها امرأة سيئة وحقودة؟"هاها." ضحك كريم فجأة، وكانت ضحكته ساخرة للغاية، "صحيح، أردت أن أرميك من هناك، وأحطّمك."وبما أنّه يرى الأمور بهذه الصورة، لم يعد لديها ما تشرحه، فالفارق بينهما أكبر من أي تفسير.بعد الطلاق، سيُنجز كل شيء، وستنتهي هذه الأمور الملتبسة التي لا تنقطع ولا تُحل!هي لم تعد تستطيع مواجهته، فهل ستنجو بالاختباء؟استدارت يارا، واستلقت على جنبها، وعضّت إصبعها، فتساقطت دموعٌ كبيرة واحدة تلو الأخرى.…في اليوم التالي.كان اليوم يوم الطلاق، فاستيقظ كلاهما باكرًا، وتناولا الإفطار معًا بصمتٍ مطبق.بدا كلاهما هادئًا جدًا، وكأنها آخر وجبة إفطار معًا، فلم يتشاجرا، ولم تظهر أي مشاعر سيئة، فقط صار بينهما شيءٌ من البرود.لم يكن الأمر كما لو أنّهما زوجين، بل شخصان غريبان يتناولان الإفطار في مطعم فندق، يجلسان على طاولة واحدة، لا يعرف أحدهما الآخر، ولا يتبادلان حديثًا.وبعد انتهاء الإفطار، قال كريم للشخص بجانبه: "أحضِر الوثائق."وفي النهاية، وُضع
Read more

الفصل224

ما هو مقدّر للانتهاء سينتهي لا محالة، مهما كانت هناك أحداث عابرة أو مفاجآت غير متوقعة، فهي ليست علامة على تغيير النهاية.أخيرًا، لم تعد يارا السيدة كريم، ولم تعد زوجة كريم.سيصبح كريم زوج رنا.صمتت يارا طويلًا، ولم تستطع وصف شعورها في تلك اللحظة.كان هذا الشعور صعب الوصف، كأنّ شخصًا انتزع روح يارا، فلو قالت إنّه ألم، لم يكن بتلك القسوة، ولو قالت إنّه بلا ألم، بدا جسدها وكأنّه بلا روح.ربما هذا هو نوع آخر من الألم، ألمٌ يصل إلى حد فقدان الروح، بحيث يختفي الإحساس بالألم نفسه.مدّ كريم يده وقال: "هل يمكن أن تعطيني شهادة زواجك؟"استرجعت يارا وعيها من حالة الغياب، وقالت بدهشة: "ماذا؟""شهادة الزواج أصبحت لاغية الآن، على أي حال سيتم التخلص منها، أعطني إياها، سأُريها لرنا."ضحكت يارا بسخرية: "حقًا تهتم بمشاعرها إلى هذا الحد."كانت شهادة الزواج مختومة بختم الإلغاء، ولم تعد صالحة، ومع ذلك، كان لديه نسخة أخرى، لكن اهتم كريم بمشاعر رنا، واعتقد أنه من الضروري أن ترى ختم الإلغاء أيضًا على شهادة الزواج.رغم أنّه لم يكن هناك داعٍ لذلك، لكنه فعل ذلك من أجل رنا، مستعد للقيام بهذا العمل المملّ والمرهق ا
Read more

الفصل225

مهما حدث بينهما من خلافات، إلا أنّه في النهاية لم يرغب في ظلمها، فما ينبغي أن يُعطى لها، لن يبخل به، وكان يتمنى أيضًا أن تعيش حياةً طيبة.حتى وإن أغضبته أحيانًا، وأثارت مشاعره، لم يتمنَّ لها يومًا أن تحيا في شقاء.نقل كريم ملكية منزله باسم يارا، وهذا وحده كان كافيًا ليصدمها، لكنها لم تتوقّع أبدًا أن يمنحها أيضًا خمسة في المئة من أسهم مجموعة سكاي.وكانت تلك ثروة هائلة، فحتى لو باعت يارا هذه الأسهم، فلن تحتاج إلى العمل بعد ذلك، ولن تنفد هذه الأموال ولو على مدى عشرة أجيال. فضلًا عن أنّ مجموعة سكاي شركة متميزة، تتصاعد باستمرار، وقيمة تلك الأسهم الخمسة في المئة ستزداد عامًا بعد عام.لم تكن تتوقع أبدًا أنّ كريم سيكون كريمًا إلى هذه الدرجة، ويمنحها خمسة في المئة دفعة واحدة.فانتاب يارا ذهولٌ جعلها عاجزة عن الكلام."يجب أن تعرف أنّك لست مضطرًا لمنحي كل هذا،" رفعت يارا رأسها، وتحدثت بهدوء، "ما أريده ليس هذا.""وماذا تريدين إذن؟"انعكست في عيني كريم مشاعر يصعب فهمها: "قولي أولًا، وسأرى إن كنت أستطيع أن أُعطيكِ."ابتسمت يارا ابتسامةً مرّة.ذاك الشيء لن يستطيع أن يمنحه لها أبدًا، لأنه قد أعطاه لام
Read more

الفصل226

أخذت ملامح كريم تزداد كآبة تدريجيًا، كأنّ سحابة مظلمة قد خيّمت على سماء صافية، فجعلت النور يبدو كأنه غائم.شعرت يارا بالغضب في قلب الرجل، ولو استمر الكلام، فمن المحتمل جدًا أن يتشاجرا مرة أخرى.لقد طلقا بالفعل، فلم تفهم يارا ما الفائدة من حديث كريم هذا.قالت يارا: "لدي بعض الأمور لأقوم بها، سأذهب لإنهائها، يمكنك العودة بنفسك."وقفت يارا لتغادر.أمسك كريم بمعصمها، وقال: "ماذا تريدين أن تفعلي؟"قطبت يارا حاجبيها، واستدارت قائلة: "أيمكنك أن تتركني؟"ولمّا شعرت أنّ قبضته على معصمها ازدادت شدّة، فعضّت يارا على أسنانها، وظهرت بعض الغضب على وجهها: "لقد طلقنا بالفعل، لا تعبث هنا، توقف عن شدّي وجذبّي، من الأفضل أن تكفّ عن تصرفاتك الغريبة!""…"ولما سمع كريم كلمة "غريبة"، اشتدّ عبوسه، وقال: "أنا غريب؟ أنتِ تتجنّبينني بوضوح، فماذا تريدين أن تفعلي؟"قالت يارا بغضب: "ولماذا لا يحق لي أن أفعل شيئًا؟ هل ترى أنني يجب أن أكون شخصًا بلا أي شيء، كالزهرية في المنزل، لا تخرج حتى باب البيت؟ أم أنّك تعتبرني عديمة القيمة؟"سأل كريم بإلحاح: "فماذا تريدين إذن؟""أيمكنني البحث عن عمل؟" اختلقت يارا عذرًا، "أريد ا
Read more

الفصل227

في الواقع، كان رامي قد وصل منذ الصباح الباكر وظل يراقب من بعيد.كان قلبه متوتّرًا، قلقًا من أن يفشلوا في إنهاء الطلاق اليوم مرة أخرى.لكن حين رأى الثنائي يدخلان مكتب الأحوال المدنية ثم يخرجان ومعهما عدة مستندات، عرف أنّ الطلاق قد تم بنجاح.في تلك اللحظة، تنفّس الصعداء أخيرًا.في هذا العالم، كل شخص يحمل جانبًا من الأنانية، لا يستثنى أحد.رأى رامي الثنائي يتحدثان، فلم يقم بمقاطعتهم، لكنه الآن شعر أنّ الوضع ليس طبيعيًا، فقاد سيارته مسرعًا.ارتفع عبوس كريم، وقد بدا وكأنّ صاعقة أضاءت وسط الغيوم حين رأى رامي.أرادت يارا التخلص من كريم سريعًا، فتوجّهت مباشرة إلى المقعد الأمامي وفتحت الباب وجلست: "دعنا نبتعد عن هنا، بعيدًا قدر الإمكان."كل ما تريده الآن هو الابتعاد عنه، أي مكان يمكن أن يفي بالغرض.أغلق رامي نافذة السيارة على الفور، وانطلق بالسيارة بعيدًا.وقف كريم مذهولًا، وجرّت الرياح شعورًا بالوحدة في عينيه، حدّق بالسيارة وهي تبتعد أكثر فأكثر، ويده فارغة، وما كان في يده اختفى، لم يبقَ شيء.…داخل السيارة.صمتت يارا طويلًا جدًا.لم يزعجها رامي، فقد قاد السيارة بصمت، فهو لا يعرف إلى أين تريد ي
Read more

الفصل228

"نعم، لقد تخرجت للتو، وقد انفصلت مؤخرًا أيضًا."ابتسمت يارا ابتسامة مريرة، "الآن أصبحت أيضًا سيدة غنية، لا أحتاج أن أفعل شيئًا لأمتلك ثروة طائلة."وضع رامي يديه في جيوبه وسأل: "هل أعطاك كريم تعويضًا؟"أومأت يارا، "نعم… العقار، وأيضًا خمسة في المئة من الأسهم."رفع رامي حاجبيه قليلًا، بدا متفاجئًا: "يبدو أنّه كريم سخي جدًا."حتى لو كان رامي يكره كريم، لم يستطع إنكار أنّه هذه المرة كان كريم كريمًا جدًا، فقد منح خمسة في المئة من الأسهم، وبذلك لن تضطر يارا للقيام بأي شيء في المستقبل، وستتمكّن من الاستمتاع بحياتها.سأل رامي: "وماذا بعد ذلك؟""بعد ذلك…" فكرت يارا قليلًا، ثم ابتسمت فجأة، "بعد ذلك أصبحت سيدة غنية، لا أحتاج لبذل جهد، وحصلت على كل هذه الثروة، حقًا أنا محظوظة جدًا."رأى رامي ابتسامتها، وكأنّ خطًا غير مرئيّ يشدّ طرفي فمها، فتظهر ابتسامة مصطنعة، فمع أنّها تبتسم، لكن قلبها لم يكن سعيدًا.قال رامي: "إذا أعطاك إياها، احتفظي بها، فطالما كنتِ زوجته سابقًا، هذا حقك، ولا ينبغي أن تكون هدية مجانية له."تنفّست يارا بعمق.قالت: "أفكر في البحث عن عمل، عليّ أن أفعل شيئًا، وإلا فلن يكون لدرجتي ال
Read more

الفصل229

قالت يارا: "نحن أصدقاء. إنه رافقني لمشاهدة العقار، سأختار هذا المنزل."لم ترغب يارا في رؤية المزيد من العقارات رأت ما يكفي وقررت استئجار هذا المنزل، فالعقارات جميعها تقريبًا متشابهة، مصنوعة من الحديد والخرسانة، طالما المنطقة هادئة، والمنزل نظيف وآمن، فهي ستعيش بمفردها، ولا تحتاج مساحة كبيرة.سألها رامي: "يارا، هل أنتِ متأكدة؟ ألا ترغبين في مشاهدة بعض المنازل الأخرى؟" قالت يارا: "لا حاجة لذلك."، "هذا هو المنزل.""حسنًا." لم يعارضها رامي.يبدو أن هذا المنزل آمن جدًا، وسيقوم رامي لاحقًا بتغيير الأقفال وتثبيت نظام أمني لها، فحتى لو كان المكان آمنًا، فتاة تعيش وحدها ستظل معرضة لبعض المخاطر.نادراً ما يرى الوسيط مثل هذه المستأجرة السريعة في القرار، فقد اختارت المنزل الأول مباشرة دون التفاوض على السعر، ووقعت العقد في نفس اليوم، ودُفعت التأمين والإيجار.الإيجار كان بنظام دفعة واحدة تُسدَّد مقدمًا عن كل ثلاثة أشهر، مع دفع شهر تأمين.كان لدى يارا المال في حسابها، فهي كانت زوجة كريم سابقًا، ولها حساب مصرفي خاص.كانت تستثمر من هذا المال في صناديق استثمارية وسندات وأسهم، ونادرًا ما تصرفه عبثًا، لذ
Read more

الفصل230

قالت يارا من جديد: "هل هذا مناسب؟"وبعد فترة صمت، أجاب كريم: "علمتُ، سأرتب أمرهم، إن أردتِ الرحيل فارحلي."بدا وكأنه لم يعد يكترث بها، وما إن أنهى كلامه حتى أغلق الهاتف مباشرة.تنهدت يارا تنهيدةً خفيفة، ثم التفتت إلى الخادم وقالت: "لقد تحدثت مع كريم، عندما ينتقل إلى مسكنه الجديد، سيتكفّل بترتيب أمركم، وحينها سيكون لكم سيّدة جديدة للبيت. أما هذا المكان، فقبل أن تغادروه نظفوه جيدًا، وأغلقوا الأبواب."ربما تعود هي إلى هنا يومًا ما، وربما لا تعود أبدًا.فالمنزل مهما كان فخمًا، إذا خلا من ساكنيه، يفقد معناه.وأثناء نزولها الدرج، تقدم الخادم ليحمل عنها حقيبتها: "سيدتي، دعيني أساعدك."فكرت يارا في الطفل الذي تحمله، وعليها أن تكون حذرة، فأومأت شاكرة: "نعم، شكرًا."رافقها الخادم وهو يحمل حقيبتها، وقال بأسف: "أنتِ والسيد كريم، يا لها من خسارة… كنت أظن أنكما أسعد زوجين على وجه الأرض، لم أتوقع أن ينتهي الأمر هكذا."ارتسمت على شفتي يارا ابتسامة باهتة: "لقد انتهى الأمر، وما من وليمة تدوم إلى الأبد."لكنه أصرّ قائلًا حين وصلا إلى الأسفل: "معذرة سيدتي، لكنني أرى أنّ بينكِ وبين السيد كريم حتمًا سوء تفا
Read more
PREV
1
...
2122232425
...
30
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status