LOGINبعد أن أرسلت سوزان الرسالة، سألت يارا: "ماذا كتبتِ له؟"رفعت سوزان هاتفها لتريها.لمّا رأت يارا الكلام المكتوب، عبست وقالت: "لماذا أرسلتِ هذا؟ إن رآه سيقلق كثيراً."وما إن أنهت يارا كلامها، حتى رنّ هاتف سوزان، وكما هو متوقع كان المتصل هو رامي.لوّحت سوزان بهاتفها بفخر أمامها، وكانت نظرتها تقول لها: أرأيتِ؟بعدها أجابت سوزان المكالمة وفتحت مكبّر الصوت.قال رامي بصوت فيه حدّة قبل أن ترد سوزان: "سوزان، ما الأمر؟ أين يارا؟"قالت سوزان: "أخي، أين أنت الآن؟ لماذا لا ترد على اتصالي."قال رامي بنبرة تحمل شيئاً من الغضب: "أجيبي سؤالي أولاً! أين يارا؟"قالت يارا: "أنا هنا."ولمّا سمع رامي صوت يارا، قال بقلق: "يارا، ما بكِ؟ هل أنتِ بخير؟"قالت: "أنا بخير. أنت لم ترد على اتصالاتنا، فقامت سوزان بارسال تلك الرسالة لك."قال رامي بصوت بارد: "سوزان، أيتها المزعجة، هل يُمزَح بمثل هذه الأمور؟"أطرقت سوزان برأسها وقالت ببراءة متذمّرة: "أنا لم أمازحك!"قالت يارا: "رامي، لا تلُمْها، أنت لم ترد علينا فقلقنا عليك، أين أنت الآن؟"وما إن تحدثت يارا، حتى لان صوت رامي وقال لها: "لا تهتمي لأمري، ولا تحاولي إقناعي
عندما سمعت يارا آخر كلمتين، فهمت فوراً ما تعنيه سوزان، ولم تجرؤ حتى على تخيّل ذلك المشهد، فارتجفت وقالت: "علينا أن ننقذ أخاكِ، هل جنّ والدكِ؟ حتى لو أراد أن يزوّج أخاكِ زواج مصلحة، فعلى الأقل ليختار امرأة طبيعية." قالت سوزان: "أبي لا يهتم بتلك التفاصيل، كل ما يهمه هو من سيعود عليه بالنفع. عائلة كمال ليست فقط من علية القوم، بل يقف خلفها نفوذ ضخم فى الخفاء وما يهم والدي هو السلطة.قالت يارا بغضب: "في نظره، السلطة أهم من ابنه!"رأت سوزان أن يارا بدأت تتنفس بصعوبة، فوضعت ذراعها حول كتفها وقالت: "سآخذكِ للخارج أولاً، اخرجي لتتنفسي بعض الهواء."أخرجت سوزان يارا من النادي، وكان الهواء في الخارج أفضل بكثير، أخذت يارا نفسًا عميقًا، فقد شعرت بالاختناق في الداخل.قالت سوزان: "آسفة يا يارا، ما كان عليّ أن آخذك اليوم، أخفتكِ، أليس كذلك؟"قالت يارا: "لا بأس، شكراً لأنك أحضرتِني، وإلا كنت سأجد نفسي أنظر بدون حيلة إلى رامي وهو يتزوج."عندما سمعت سوزان كلام يارا، بدت عليها الحيرة، وقالت: "لكن، كيف نمنع ذلك؟ أخي بالطبع لا يريد الزواج، لكن..."تنهدت سوزان وقالت: "أنتِ تعرفين أبي، هو لا يلتفت إلى مثل هذه
مدّت يسرا يدها وقالت: "حسناً، أعطني."وضع الرجل كيساً ورقياً مطوياً في كفّ يسرا.اتّسعت عينا يارا بدهشة.ما هذا الشيء؟ما إن فتحت يسرا ذلك الكيس الأبيض الصغير، حتى ظهر داخله مسحوق ناعم يشبه الدقيق الأبيض.أخذت يسرا قطعة معدنية غائرة قدّمها لها منسّقُ السهرات، حرّكتها على سطح المسحوق ثم قرّبتها من أنفها، واستنشقته بقوة من الأسفل.بعدها فتحت فمها، ورفعت رأسها للوراء، وعلى وجهها ملامح ارتياح، وقالت بإعجاب: "بالفعل شيء ممتاز."شعرت يارا بوخز في فروة رأسها، واستدارت راكضة.يا إلهي، إنها تتعاطى هذا الشيء بكل جرأة!"يارا، هل أنت بخير؟" كانت سوزان قد علّقت مع بعض الفتيات، ولم تتمكن من التخلّص منهن إلا بعد جهد، وأسرعت تبحث عن يارا.اهتزّ شعور يارا بالذعر، وقالت: "أريد أن أغادر هذا المكان.""حسناً حسناً، سنغادر حالاً."عرفت سوزان أنّ يارا فتاة ملتزمة، ولا تتحمّل مشهداً صادماً كهذا، فأسرعت تُخرجها.بعد أن خرجتا من الجناح الخاص، ما زال الفزع يسكن يارا، واحمرّ وجهها كلّه."سوزان، هل رأيتِ ذلك؟ كانت تتعاطى..."ارتجفت يد يارا، وأخرجت هاتفها من جيبها، وقالت: "يجب أن أتصل بالشرطة.""يارا."أوقفتها سوزان
قالت يسرا ذلك، بينما تمد يدها، في تلك اللحظة، ناولها الشاب الوسيم منسّقُ السهرات سيجارة من تلقاءِ نفسه، ثمّ أشعلها لها بولاّعة.سحبت يسرا نفساً من السيجارة بمهارة، ونفثت الدخان.شعرت يارا بالانقباض والضيق، فقد كانتروائح الدخان والخمر تُثير نفورها بشدّة، لكن هي التي جاءت بنفسها، فلا يمكنها أن تمنعهم من التدخين أو الشرب، فبالنهاية هذا مكانهم الذي يمضون وقتهم فيه، ولا يمكنها أن تقول لهم شيئاً."بما أنك لا تستطيعين الشرب، أو التدخين، أتريدين أن تذهبي للعب القمار؟ يمكنني أن أقدّم لك شيبس القمار"كان في نبرة يسرا إيحاء خفي بطابع النساء المتسلطات في المجتمع. "لا حاجة." قالت يارا: "أنا لا ألعب القمار، أنا فقط جئت برفقة سوزان، وسأغادر حالاً."وفي تلك اللحظة، جاءت امرأة جميلة تحمل كأس من الخمر تتمايل في مشيتها، ولمّا رأت يارا، أضاءت عيناها، وتقدّمت لتعانقها، "عزيزتي، هل أنت وحدك؟ تبدين غير مألوفة"حرّكت يارا جسدها بعدم ارتياح، وقالت: "عذراً، أنا... أُـمـ..."لم تكمل كلامها، إذ شعرت كأن صاعقة ضربتها من السماء."ما الذي تفعلينه؟""ما الذي أفعله؟" وكان في وجه المرأة تعبيرَ: "وهل يحتاج هذا إلى سؤال
أحسّت يارا فورًا بأن المشهد يلهب عينيها، ولم تعد تحتمل تلك الصور الفاضحة، فمالت برأسها جانبًا وقالت:"سوزان، هل يمكنني أن أخرج قليلًا"قالت سوزان وهي معتادة على الأمر: "هذا فقط ليس سوى مقبلات.""هذا الوسط فوضويّ للغاية، يفعلون ما لا يخطر ببالك. انظري إلى تلك المرأة هناك، تلك هي التي سيتزوّجها أخي."اتبعت يارا اتجاه نظر سوزان، فرأت امرأة ترتدي فستانًا فضّيًا قصيرًا مكشوف الصدر، ممشوقة القامة، ذات حضور طاغٍ، تمسك بالميكروفون وتهز جسدها بلا تحفّظ، ثم تتناول كأسًا قدّمها لها أحد مضيفي النادي.بعد أن شربت يسرى الكأس حتى آخره، خطفت ذلك المضيف إلى صدرها، وقفزت على جسده، وتعلّقت به كالأخطبوط.اقتربت أنفاسهما حتى كادت تختلط.عندما رأت هذا المشهد، تملّك يارا القلق: هل ستواصل يسرا هذا اللهو حتى بعد زواجها من راميفبصفته زوجًا، ألن يُوضع رامي في موقف الرجل الذي تخونه زوجته؟ويبدو أن يسرى انتبهت إلى من يحدّق بها، فنزلت عن المضيف، وتقدّمت بكعبَيها العاليين حتى وقفت أمامهما.كانت طويلة القامة، مكياجها صارخ، فاتنة الجمال، ومن الواضح أنها ستبقى جميلة حتى دون مساحيق.قالت يسرى مبتسمة: "سوزان، أهلًا بك، ه
هل هذه هي زيجة المصلحة التجارية التي يفتخر بها عاصم؟الزوجان لا يمكنهما الاستمرار طويلًا إلا بدافع المصلحة، لكن أي معنى يبقى لمثل هذا الاستمرار؟ حتى أطفالهما، الذين يحملون دماءهما، يُعامَلون ببرود كأنهم غرباء.لو استمر البشر في التناسل بهذه الطريقة جيلًا بعد جيل، فلا أحد يدري إلى أي شكل ستتحول الإنسانية في النهاية."يارا، ما بكِ؟ لماذا لا تتكلمين؟" لاحظت سوزان أن يارا شاردة الذهن.استعادت يارا تركيزها وقالت: "فقط لا أعرف ماذا أقول، أنا قلقة على رامي، قال إنه سيوافق على الزواج.""نعم، لقد عاد إلى المنزل اليوم، والفتاة التي سيتزوجها، لم يراها سوى مرة أو مرتين في طفولته، لا يعرفها تقريبًا، فهي تعد شخص غريب تمامًا.""هل تعرفين شيئًا عن تلك الفتاة؟" سألتها يارا."في الحقيقة، سمعت بعض الشائعات عنها.""أي شائعات؟" سألتها يارا بسرعة.قالت سوزان: "اسمعي، أنا أعرف أين ستكون الليلة، سأأخذكِ لنراها بأعيننا، ما رأيك؟ فالرؤية أصدق من السماع دائمًا .""نذهب نحن الاثنتين لرؤيتها؟" ترددت يارا قليلًا، "سوزان، هل أنتِ متأكدة من أنه يناسب أن أذهب أنا أيضًا؟""ماذا؟ ألا تريدين الذهاب؟ ألا يثير فضولكِ أن تر



![زوجتي الحبيبة: [سيد عبّاد، لقد غازلتك بالخطأ!]](https://acfs1.goodnovel.com/dist/src/assets/images/book/43949cad-default_cover.png)



