All Chapters of هروب الزوجة الحامل ومطاردة حتي النهاية: Chapter 31 - Chapter 40

100 Chapters

الفصل31

وضع كريم صندوقي الطعام على الطاولة الصغيرة، كانت وجبتين واحدة له والأخرى لرنا.فتح الغطاء، وتبيّن أن مكونات الوجبتين متطابقتان، إلا أن إحداهما تحتوي على الفلفل الحار، بينما كانت الأخرى خالية منه.عقدّ حاجبيه وقال:"لماذا أضفتِ الفلفل؟"عادت يارا إلى وعيها إثر كلماته، واستعادت تركيزها لتقول:"أضفته دون قصد، إذا لم ترغب في تناوله، فلا بأس."عند سماعه نبرتها الباردة، بدا أن كريم لاحظ شيئًا، لكنه تراجع وفكّر أن كلاً من يارا ورنا لا يحبان الأكل الحار، فلابد ان هذه الوجبة لم تُحضّرها يارا لنفسها، بل ربما أضافته عن طريق الخطأ.سألت رنا بلطف، وملامحها شاحبة وضعيفة:"سيدة يارا، هل تناولتِ الغداء؟"أجاب كريم نيابةً عنها:"لقد تناولته بالفعل."ففي السابق، عندما كانت يارا تُحضر له الغداء، كانت دائمًا تأكل مسبقًا في البيت، لذا افترض أنها فعلت نفس الشيء اليوم.أجابت يارا ببرود:"نعم، تناولت الطعام بالفعل."كانت في السابق تخشى أن تؤخّره عن العمل إذا تناولت الطعام معه، لذا اعتادت أن تغادر فورًا بعد توصيل الغداء.وفي الحقيقة، كانت كل مرة تُحضِر له الطعام وهي جائعة، ثم تعود إلى المنزل ومعدتها خاوية.ابتسمت
Read more

الفصل 32

سارع كريم إلى سحب منديل ليمسح دموع رنا، وطمأنها بصوتٍ منخفض:"لا تبكي." رفع عينيه نحو يارا، وقال:"يارا، رنا تشعر بالذنب بخصوص موضوع طلاقنا، ولهذا السبب أردت أن تأتي اليوم لتخبريها "بنفسكِ عن الاتفاق الذي بيننا، وأن الطلاق ليس خطأها....إذًا، هذا هو هدف كريم، أن تقول يارا بنفسها، أن رنا المرأة التي يحبها كريم، ليست عشيقته.كم هو أمرٌ مثير للسخرية، حتى كادت يارا أن تضحك بصوتٍ عالٍ. من أجل أن تشعر رنا بالراحة النفسية، هل يحق له إذلال زوجته؟ربما لا يرى كريم إهانةً في ذلك، لكن بالنسبة ليارا، فهو كذلك تمامًا.كانت يارا علي وشك التحدث، وفجأة، طرق السكرتير الباب قائلًا:"سيد كريم، السيد حسن لديه أمر طارئ ويريد التحدث معك عبر الفيديو."وقف كريم قائلًا: "وصّله بجهاز قاعة الاجتماعات، سأذهب لأتواصل معه فورا.""حسنًا."وما إن خرج السكرتير، حتى التفت كريم نحو رنا بلطف وقال:"سأذهب لأناقش أمر الشراكة، سأعود بسرعة."أومأت رنا برأسها: "حسنًا، اذهب."ثم اقترب من يارا، وقال بصوتٍ منخفض:"يارا، تحدثي مع رنا بوضوح، لا تتركيها تسيء الفهم."كان وجه يارا خالياً من أي تعبير، لم تعد قادرة حتى على البكاء.حين ال
Read more

الفصل 33

جميل فارتديه إذًا، فبعد انفصالكما، أخشى ألا يتمكن من إهدائكِ شيئًا آخر."خفضت رنا رأسها، ومرّت في عينيها نظرة قاتمة، ثم التقطت عيدان الطعام وتذوقت القليل من الغداء الذي أعدته يارا، وأومأت برأسها مرارًا، "حقًا لذيذ، لكن للأسف، بعد طلاقكِ من كريم، سيكون من الصعب عليه تذوقه مجددًا."رغم نبرة الأسف الظاهرة في صوتها، إلا أن كلماتها بدت وكأنها تخفي شيئًا من التفاخر."أكملي تناول الطعام، سأرحل الآن."لم تكن يارا بتلك السذاجة لتجلس هنا وتعتني برنا كالحمقاء، فهي ليست بحاجة للرعاية."انتظري." أوقفتها رنا، "ألم يخبركِ كريم ما سبب مجيئكِ إلى هنا؟ إن غادرتِ هكذا، فقد يغضب."رغم نبرة صوتها الهادئة، إلا أنها كانت تحمل تحذيراً خفيا، كأنها تستمد قوتها من شخص آخر."آنسة رنا، ماذا تريدين أن أقول؟ الحقيقة الكاملة لا يعلمها سواكما، وأنا سأنفصل عنه، فهل تشعرين حقًا بالذنب؟" لقد كانت رنا المستفيدة الوحيدة من الطلاق، والآن تتظاهر بالندم وتأتي لتطلب من الزوجة الشرعية تفسيرًا ؟ يا للسخرية!هل تريد أن تتقمص دور الضحية البريئة أيضاً ؟"السيدة كريم، أولا دعيني أناديكِ يارا فقط، فأنتِ قريبًا لن تبقي السيدة كريم."
Read more

الفصل34

"لأنني كنت على وشك الموت!"قالت رنا وقد إحمرت عينيها" لقد أُصبت بمرضٍ خطير، وأحتاج إلى عملية زرع رئتين. وبعد جهدٍ كبير، تمكّن كريم من العثورعلى متبرع مناسب، لكن هل تعلمين ما الذي فعلته جدتك؟""ماذا فعلت؟" سألتها يارا."استغلت نفوذها لتمنع وصول الرئتين إلى المستشفى، واضطررنا لإيقاف العملية، كنت مستلقية على طاولة العمليات حينها، أنتظرتُ الرئتين، اللتين لم تصلا، ولو لم تصلا كنت سأموت هناك!""هذا مستحيل! جدتي لا يمكن أن تفعل شيئًا كهذا، لا أصدق!"صاحت يارا بعينين دامعتين، تهز رأسها بعنف."سواء صدّقتِ أم لا، هذه هي الحقيقة! إن لم تصدقيني، فاسألي كريم، أوإذهبي واسألي جدتكِ بنفسكِ، هل فعلت حقًا شيئًا كهذا أم لا !""ثم ماذا؟ هيا تابعي الكذب!"كانت يارا ترفض تصديق ما تسمعه، جدتها هي من ربّتها، واهتمت بها، واحتضنتها.كيف يمكنها أن تصدّق كلام رنا وحدها؟ضحكت رنا بسخرية، ثم تابعت:"كنت علي وشك الموت، فذهب كريم ليواجه جدته، لكنها أجبرته أن ينهي إرتباطه بي فورًا، وأصرت أن يتزوجكِ. لم يكن هناك وقت للبحث عن متبرع جديد، ولإنقاذ حياتي، وافق كريم مضطراً رغم الألم.""بسبب منع الجدة وصول الرئتين، فاتت اللحظة
Read more

الفصل 35

شعرت يارا وكأن سكيناً يُغرس في قلبها، يكاد عقلها ينفجر من شدة الصدمة، حتى هذه التفاصيل تعرفها رنا، يبدو أن كريم قد أخبرها بكل تفاصيل حياتهما الزوجية خلال هذا العام، بل كان على تواصل دائم معها. قالت رنا من تلقاء نفسها:"ألم يقل لكِ كريم أنه سافر في رحلة عمل لمدة شهرين؟ الحقيقة أنه كان معي، كان يرافقني طوال الوقت، سافرنا سويا، عندما يرافقني يكون في قمة سعادته."..."كل كلمة من كلمات رنا كانت كالصاعقة فوق رأس يارا ، حتى بدأت تفقد وعيها، تمنت لو أن ما تسمعه مجرد كابوس ستستيقظ منه في اسرع وقت.تذكرت تلك الليلة حين عاد كريم فجأة، وكان متلهفا للاقتراب منها، كانا لم يلتقيا منذ شهرين، وهي كانت تعشقه حد الجنون، لذا لم تمانعه.مرّت الليلة بشكلٍ جميل، كان لطيفًا جدًا، حريصًا على مشاعرها، لكن في الصباح الباكر من اليوم التالي، طلب منها الطلاق، أكان هذا كله مخططًا له منذ البداية؟!طالما أنه كان يخطط للطلاق، وإذا كان طوال الشهرين برفقة رنا، فلماذا عاد في تلك الليلة ولمسها، أكان يحاول استغلالها حتى آخر لحظة؟ضغطت يارا قبضتها بشدة حتى شعرت بألم في كف يدها، ذلك الوخز المؤلم كان الشيء الوحيد الذي يُعيده
Read more

الفصل36

كان صوت رنا رقيقا إلي أقصي حد، ولكن كلماتها كانت كسكاكين خفية، تقتل دون أن تترك أثراً.بدت وكأنها المنتصرة، تسحق يارا تحت قدميها، لا تمنحها فرصة للوقوف أو النهوض.نعم، كادت يارا أن تنسى أن مكانة رنا الإجتماعية، رغم أنها ليست بحجم عائلة الرشيدي، إلا أنها ابنة عائلة ثرية.حاولت يارا أن تتحكم في انفعالاتها، فعضت على شفتيها وقالت: "آنسة رنا أظن أنكِ تفرطين في التفكير، أنا أعرف كريم منذ عشر سنوات، هل تعتقدين أنني لا أعرف طبيعته؟ وقبل أن يتزوجني أخبرني أن زواجنا مجرد عقد، ألم تعلمي ما الذي منحني إياه بعد الطلاق؟ لم أكن مظلومة كما تتصورين."رنا التي كانت تبدو قلقة سابقًا ابتسمت ابتسامة خفيفة وقالت: "حقًا؟ ألا تشعرين بالظلم كونكِ مع كريم؟"قالت يارا: "أنتِ قلتِ إنه رجل مميز، خلال سنة من الزواج منحني كل شىء عدا الحب، وهذا وحده يكفيني." ضاقت عين رنا، وكانت على وشك الرد، لكن نظرتها توقفت على مكان ما، فامتلأت عيناها بالدموع وهي تنظر إلى يارا، وقالت: "يارا، هل تعانين بكلامكِ أنكِ لست حزينة على الطلاق من كريم، بل أنكِ لا تهتمين به إطلاقًا، أليس كذلك؟"كانت أظافر يارا تكاد تخترق كفها من شدة الألم، ذ
Read more

الفصل 37

ابتسمت يارا ابتسامة يائسة،وقالت:"ما الخطأ الذي ارتكبته في الخفاء؟ هل آذيتُ رنا خاصتك؟ هل تعرف تفاصيل ما حدث منذ البداية؟ أنت لاتسمع إلا ما قلته أنا، أما ما قالته هي، فلا تكترث له!"قاطعها كريم بحدة:"كفى! أنا أعرف جيدًا ما قالته، يمكنني أن أريكِ كل تقاريرها الطبية، لو تعلمين ما الذي مرت به، لشعرتِ بالخجل بدلًا من التشكيك بها!"صمتت يارا، وقد عجزت عن الرد، فقد راودها الشك بالفعل في رواية رنا، خاصةً بعدما رأتها في المطعم كانت تبدو بصحة جيدة. ولكن كريم كان يصدقها بكل ثقة. فكانت تذهب إلي المستشفى دائما برفقة كريم، لذا إن كانت تنوي التلاعب، فسيصعب عليها ذلك. ومع ذلك لم يكن الأمرمستحيل، حتى يارا نفسها سبق أن كذبت عليه ، ولم يدرك أنها حامل.لكن بغض النظر عن حالتها الصحية، فقد كانت رنا تمثّل بوضوح، فكانت تتعمد إختيار اللحظة التي يدخل فيها كريم وتختار الكلمات بعناية، لتدفع يارا للرد، ثم تقتطع الكلام من سياقه، وتجعل كريم يفهم الأمور على نحوٍ خاطئ."كريم، لا تغضب، أنا المخطئة، أنا من أخبرت يارا عن حالتي الصحية، من الطبيعي أن تشك، فهي لا تعرف الحقيقة، لا تلُمها."قدّمت نفسها كضحية مظلومة، وبدت وك
Read more

الفصل38

"كريم، من الواضح أنك تعاني من إزوداجية في المبادئ؟ أنت قلت بنفسك إنه طالما لم نتطلق بعد فنحن لا نزال زوجين، لكنك مع ذلك توبخني بلا سبب، تغضب لأنني استعجلت على الطلاق، تتصرف وكأنني أنا من خانك، وكأنني أنا من أراد إنهاء الزواج! بينما الحقيقة أن من أراد الطلاق هو أنت، وما إن نطقت بكلمة الطلاق حتى سارعت لمرافقة رنا! بأي حق توجه لي اللوم؟""ثم ماذا عن الأمس؟ طلبت مني أن أعود، لكنك لم تكن موجودًا أصلًا، واليوم ظهراً، جعلتني أقطع كل هذه المسافة، فقط لأكتشف أنك أردت مني أن أشرح لرنا الأمر؟! يا لك من مثير للسخرية ! ما يمكن توضيحه في مكالمة هاتفية، جعلتني أتكبد عناء الحضور بنفسي، بل وأحضر لكما الطعام أيضًا، كريم، هل تعلم لماذا وضعت الفلفل الحار في علبة الطعام؟ لأنني كنت أعتقد أنني سأتناول الغداء معك.""أنا أحب الطعام الحار، لكن لأنك لا تفضله، لذلك امتنعت عن تناوله من أجلك، في كل مرة كنت أحضر لك الغداء، كنت آتي إلي الشركة وأنا جائعة، لم أسبق أن أتناول طعامي قبل أن أقدمه لك، كنت أخبرك أنني قد تناولت طعامي لأجعلك تطمئن فحسب، أما أنت فكيف قابلت كل هذا؟"لم تبكِ يارا، ولم تفقد أعصابها، علي العكس كانت
Read more

الفصل39

استدار السيد وائل برأسه، وقال ببرود:"ما الأمر؟ لم تكتفِ بما بين يديك وتتطلع إلي ما في يد غيرك؟ أحسنت، حقًا لست بهيّن.""..."لم يجد كريم ما يقوله في تلك اللحظة، لكنه رغم ذلك لم يُرِد أن يُفلت يدها.عضّت رنا على شفتيها، ولمعت في عينيها لمحة من الِحنق، لكنها سرعان ما تظاهرت مجدداً بالضعف والعجزقائلة:"عمي، الخطأ كله خطئي، أرجوك سامحني، أنا…"قاطَعها السيد وائل دون أي رحمة:"ما دمتِ تعلمين أن الخطأ خطؤكِ، فاذهبي لتلقي حتفكِ."وقفت يارا إلى جانبه مصدومة، وقد أذهلتها قسوته.في الحقيقة، لم تلتقِ بوالد زوجها كثيرًا من قبل، وكانت تخشاه إلي حد ما، كان رجلًا صارماً قليل الكلام ولا يعرف الإبتسام، وكانت جدتها نادرًا ما تذكره في حديثها.كل ما تعرفه هو أن علاقته بزوجته لم تكن على ما يُرام، وكانا يعيشان منفصلَين منذ وقتٍ طويل، أقرب إلى الطلاق، بخلاف ذلك لم تكن تعلم شيئًا، ولم تطرح أي أسئلة، كانت تظنه رجلاً لا يولي الزواج أهمية تُذكَر.شحب وجه رنا كمن صُعقت بصاعقة، وارتجفت شفتاها وقالت: "أنا…"عقد كريم حاجبَيه وقال بنبرة باردة:"أبي، هذا الكلام قاسٍ جدًّا، ليس ذنب رنا، كل ما حدث بسببي أنا، إن كنتَ تلوم
Read more

الفصل40

ربت كريم بلطف على ظهرها النحيل."لا تقلقي، سأهتم بكل شيء.""هل حقًا لا يمكن أن نكون معًا أبدًا؟ هل ما قاله والدك صحيح؟ أنني لن أدخل بيت آل كريم أبدًا؟"فور أن تذكّرت رنا كلمات السيد وائل، استبد بها الغضب، تساءلت في نفسها، ما الذي يميز يارا؟ فتاة من عائلة متواضعة لا تليق بالعائلة، فما الذي يجعل عائلة كريم تحيطها بكل هذا الحنان والدعم؟عقد كريم حاجبيه، وبدا وجهه متجهمًا وقال:"لا تفكري في ذلك الآن، اهتمي بصحتكِ فقط.""أخشى أن صحتي هذه لن تتحسن أبدًا."مسحت رنا دموعها وقالت:"كريم، لا أعلم كم بقي لي في الحياة، لكن إن قُدّر لي أن أكون معك، ولو لفترة قصيرة، فسأكون سعيدة، سواء حصلت على هذا اللقب أم لا، لم يعد يهمني.""كفى، لا تبكي."لم يُطل كريم الحديث، بل انحنى ليجمع بقايا الطعام عن الطاولة، وخاصة علبة الطعام التي كانت تحتوي على الفلفل، أغلقها بحذر."كريم، ألا تنوي تناول الغداء؟"سألته رنا."سآخذك لتناول الطعام في الخارج."وضع صندوق الطعام، دون أن يُظهر أي نية لإلقائه في القمامة.قالت رنا بنبرة يغمرها الندم."كلّ هذا خطئي، كانت ستتناول الغداء معك، وبسببي حدث سوء الفهم، أعتذر.""يكفي."صوته بدا أق
Read more
PREV
123456
...
10
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status