All Chapters of هروب الزوجة الحامل ومطاردة حتي النهاية: Chapter 41 - Chapter 50

100 Chapters

الفصل41

انكمش حاجبا كريم، وومضت في عينيه شرارة من الغضب.حدّقت يارا بذهول في الِسوار المحطم على الأرض، وكأنها رأت من خلاله علاقتها الممزقة بينها وبين كريم، التي لم يعد من الممكن إصلاحها.انحنت بهدوء، والتقطت السِوار الذي سقط من فوق الطاولة الصغيرة، ورمتها مباشرة في سلة المهملات القريبة، ثم استدارت وغادرت.لم يعرف كريم من أين جاءه هذا الغضب، فتقدم بخطوات واسعة، وأمسك بمعصم يارا بقوة، "ما معنى هذا؟"من وجهة نظر كريم، تعمّدت يارا كسر السِوار إلى نصفين .تألمت يارا من قوة قبضته، فعقدت حاجبيها وحاولت أن تُفلت يدها بقوة، " أنا لا أفهم ما تقصده."كانت تعلم أنه يقصد أمر السِوار، لكن ما الذي يمنحه الحق في الغضب؟ ذلك السِوار لم يكن سوى هدية اشتراها بناءً على كلام رنا،بلا أي اهتمام حقيقي.كان كريم علي وشك أن يقول شيئاً، لكن قاطعه السيد وائل بنبرة حادة قائلًا:"هل تريد أن تثير سخرية الآخرين؟هل أحضر مكبر صوت وأدعُو جميع الموظفين ليشاهدوا؟"وبينما كان السيد وائل يُنهي كلامه، لاحظ كريم أن بعض الموظفين يرمقونهم بنظرات سريعة، لكن لم يجرؤ أحد على التحديق طويلًا، بل كانوا ينظرون للحظة ثم يسرعون بالابتعاد.مثل هذا
Read more

الفصل42

لم يكن لدى يارا أي أمر طارئ، لذلك فقد ذهبت مبكرًا إلى منزل الجدة أمينة ، وتبادلت معها الحديث.وبما أنها وصلت مبكرًا، لم يكن والدا كريم قد وصلا بعد، ولم يأتِ كريم أيضًا.في الصالة، كانت يارا تتحدث وتضحك مع الجدة أمينة، وحتى وإن كان قلبها مثقلاً بالهموم، فقد كانت تُدخل السرور إلى قلب الجدة وتجعلها تبتسم باستمرار.قالت الجدة وهي تداعب يد زوجةحفيدها بحنان:"أنتِ يا صغيرتي، تعرفين كيف تُسرين جدتكِ، فمخادعة وحديثكِ مفعم بالحيلة أصبحت أشبه بثعلب ماكر أكثر فأكثر."ردت عليها يارا مازحة: "كيف هذا يا جدتي؟ ،أنتِ تصفينني بثعلب، لن أكلّمكِ بعد الآن.""ولكنكِ حقًا ثعلب صغير، هاهاها. "ثم تذكرت الجدة أمينه شيئًا،"بالمناسبة، ألم تتخرجي؟ سأرتب لكِ وظيفة في الشركة، أخبريني ما العمل الذي ترغبين به.""لا حاجة يا جدتي، سأبحث عن عملي بنفسي، لا أريد أن أعتمد على العائلة، أريد أن أتعب وأجتهد وحدي""يارا، أعجبني أنكِ تعتمدين على نفسكِ، لكن بما أنكِ تملكين علاقات تستطيعين الاستفادة منها ،فلا تفرطي بها فالمجتمع معقد، جدتكِ لا تريدكِ أن تتعرضي للأذى."كانت الجدة أمينة تدلل يارا جدًا، لكن مع كريم لم تكن كذلك، إذ كان
Read more

الفصل43

بعد عدة ثوانٍ من الانتظار رن الهاتف من الطرف الآخر وقال: "مرحبا."كانت الجدة أمينة بجانب يارا، لذا لم تستطع التحدث إلى كريم بنبرةٍ باردة، فكانت تستخدم صوتاً دافئاً قائلة:"حبيبي، أنا هنا."سمع كريم نبرة الصوت في الهاتف، فعبس قليلاً، وأظهر بعض الحيرة:"ما الأمر؟""متى ستأتي إلى بيت الجدة؟"نظر كريم إلى ساعته:"سآتي لاحقاً.""هل يمكنك أن تأتي مبكراً؟""لما العجلة؟ما زال الوقت مبكراً.""تعال مبكراً لترافق الجدة."سأل كريم:"هل هذا ما تريده الجدة؟"أجابت يارا:"نعم.""أخبريها إذاً أنني سأصل متأخراً.""لكن...""ما الذي تعنيه بلكن؟ ألم تنسي ما قلته لي سابقاً؟ لقد تحملتني كثيراً، لو جئت متأخراً ستشعرين براحة أكثر، ولن تتأثر شهيتكِ."ثم أغلق كريم الاتصال فجأة.كان ذلك وكأنه يعبر عن غضبه، يعيد إلى الذاكرة كل ما قالته سابقاً، وكأنه يريد أن يحاسبها عليه لاحقاً.كانت تلك الكلمات قد نطقت بها يارا مضطرة، فهي تخشى أن يكتشف كريم حملها، ولم تتوقع أن يلتقط هذه النقطة. سألت الجدة أمينة بفصول:"ماذا قال؟"ابتسمت يارا قليلاً:"جدتي، قال إنه سيحاول إيجاد وقت ليأتي."تنهدت الجدة أمينة:"يا لهذا الصبي."لاحظت يارا أ
Read more

الفصل44

مع وجود هذا الرجل هنا، شعرت يارا بضرورة صرف انتباهه إلي شيء آخر.لكن كريم انتزع الأشياء بسرعة من يد يارا، وألقاها جانبًا، وقال بحدة:"توقفي عن استخدام هذه النبرة الساخرة!""أنا أقول الحقيقة فقط وعلى أي حال، ألم تتحرر أنت أيضاً؟ أرسلت رنا إلى خارج البلاد سرًا، واتضح أن رحلتك الطويلة لم تكن رحلة عمل، بل كنتَ برفقتها، يبدو أنك سئمتَ من هذه العلاقة أليس كذلك، لابد أنك عانيت كثيراً هذه السنة."كلما فكرت يارا في الأمر، شعرت بالإشمئزاز يتسلل إلى أعماقها، حتى قبل الزواج كانت تعلم أن قلب كريم لم يكن لها بل لرنا، وأنه كان يعاملها بلطف بدافع المسئولية. لكنها كانت تظن أنه ظل مخلصًا على الأقل خلال هذه السنة، لم تتوقع أن يرتكب مثل هذه الأفعال.عقد كريم حاجبيه، وبدا وجهه قاتمًا، وسألها:"من أخبركِ بذلك؟""من أخبرني؟"استدارت يارا إليه، وعلي وجهها ملامح بريئة مصطنعة وقالت:"بالطبع ليست رنا فهي نقية وطيبة ورقيقة، كيف تخبرني بشيء كهذا لتؤذيني؟بالطبع لقد رأيت ذلك في أحلامي."فقال كريم:"يارا، لا تتحدثي معي بهذه النبرة."شعر كريم بالانزعاج، لقد تغيّرت."بأي نبرة تريدني أن أتحدث؟ في كل الأحوال ستظن أنني أفتري
Read more

الفصل45

شعر كريم بوخزٍ حادٍ في ذراعه، لكنه لم يُبدِ أي رد فعل، ولم يعر الأمر اهتمامًا، ثم قال:"أبي، أمي، أنتما هنا."عدل السيد وائل ربطة عنقه، وسعل بشكلٍ خفيف ليكسرالإحراج وقال:"إذا كان هناك أمر ما بينكما فعودا إلي الغرفة وأغلقا الباب، أنتما في صالة الجدة، ألا تخشون أن يسخر الناس منكم إذا رأوكم، هل الأمر بهذه العجلة؟"تقدمت الجدة أمينة وهي تستند إلى عصاها، وارتسمت على وجهها ابتسامة ماكرة، "أرى أنكما لستما على عجلة من أمركما، وإلا فلماذا لم يظهر على بطن يارا حتى الآن؟ كريم، يبدو أنك بحاجة لبذل جهد أكبر."عقد كريم حاجبيه، وبدا عليه بعض الحرج في عينيه:"جدتي، الأمر ليس كما ظننتم."قالت الجدة أمينة بدون تحفّظ:"لقد كنت تقبّل زوجتك بجنون على الأريكة، فكيف تريدنا أن نفسر ذلك؟"، فمثل هذه الأمور قد مرت بنا جميعا، فلما التظاهر بالبراءة."…"لم يجد كريم ما يقوله، إن لم يدخل أحد، فهو نفسه لم يكن ليضمن أين كانت ستتجه الأمور.بدت يارا مذهولة، فنهضت من الأريكة علي الفور، وركضت نحو الجدة أمينة، ثم أمسكت بذراعها:"جدتي، أرجوكي لا تقولي شيئاً آخر."رأت الجدة زوجة حفيدها وقد احمرّ وجهها، فابتسمت ابتسامة دافئة وماك
Read more

الفصل 46

أمي، هذه هي تعابير وجهي المعتادة، أتعامل هكذا مع الجميع." كان هذا بمثابة تبرير غير مباشر منه، بأنه لم يكن يتعمد الإساءة إلى سهير.في الحقيقة رؤيته لزوجته جعلته يشعر بسعادة كبيرة، لكنه لا يُجيد التعبير عن مشاعره، كما أن سهير لا تُبالي غالبًا."هي زوجتك، فهل يمكن أن تُعاملها كما تعامل الآخرين؟"رفعت الجدة يدها مشيرة إليه،"أنتَ يا..."أمسكت سهير بذراعها بلطف وقالت:"حسنًا يا أمي."، "لنذهب لتناول الطعام، نادرًا ما نجتمع كلنا معًا، فلنترك الأحاديث الغير السارة."كانت كلمات سهير توحي بمعانٍ خفية.استشعروائل أيضًا شيئًا ما، فعبس قليلًا، لكنه لم يقل شيئًا.في هذه اللحظة، قال كريم:"صحيح، من النادر أن نجتمع كلنا، دعونا نستمتع بوجبة طعام جيدة."رمقه وائل بنظرة باردة وقال:"كلام جميل." كانت نظرته حادة كالسيف، وكأنه يلمّح إلى شيء ما.عبست الجدة أمينة، "وائل، ما الأمر الآن؟ ما الذي فعله كريم و أغضبك؟"ابتسم وائل ابتسامة باهتة وقال: "أمي، لا شيء، اذهبي أنتِ أولًا إلى غرفة الطعام، أريد أن أتحدث مع كريم، في أمريخص العمل." "حسنًا، تحدثا." وغادرت السيدة العجوز بصحبة زوجة الابن وزوجة حفيدها إلى غرفة الطعام
Read more

الفصل 47

على أي حال كانت الأمور بينهما كزوجين، معروفة في عائلة كريم، فلم يكن هناك داعي للقلق من أن جرح مشاعر أحد، كما أنها لا تنوي أن تصعب الأمورعلى نفسها."ابتسم وائل ابتسامة باهتة، وبدت على ملامحه الصمت، ولم يُبدِ أي استياء، وكأنه اعتاد الأمر.تجمدت الابتسامة على وجه الجدة أمينة، لكنها تنهدت في النهاية ولم تقل شيئاً، ثم التفتت إلى كبير الخدم وقالت:"ابدأوا بتقدّيم الطعام."أومأ كبير الخدم برأسه، ثم بدأ الخدم في تقديم الأطباق واحدًا تلو الآخرعلى المائدة.كانت الأجواء على مائدة الطعام مشحونة للغاية، ليس فقط بين كريم ويارا، بل كذلك بين وائل وسهير، فقد خيم توتر غريب لاحظه الجميع، ما عدا يارا وحدها التي لم تكن تعلم شيئًا، فبدت محاطة بجو غريب دون أن تفهم سبب ذلك.سادت الطاولة لحظة من الصمت، لا يوجد أثر للدفء الذي يسود بين أفراد العائلة واجتماعاتها، وكأن كل فرد منهم منشغل بأفكاره الخاصة.التفتت الجدة أمينة نحو كنّتها المحبوبة يارا، فهي الوحيدة التي مازالت طبيعية وسط كل هذا، سألتها بابتسامة:"يارا، هل يُعجبكِ الطعام؟"أومأت يارا برأسها، وابتسمت كطفلة:"جدتي، إنه لذيذ جداً."كانت الأطباق المقدمة اليوم خف
Read more

الفصل48

ابتسم كريم بابتسامة لطيفة، ولم يغضب، "عَلمت يا جدتي، سأفعل ذلك."ثم مد يده ليمسك يد يارا.حين شعرت يارا يد كريم تمسك بيدها، فشعرت بوخز في قلبها، كان تمثيله بارعًا، لكن في قرارة نفسه كان يفكر في امرأة أخرى. كل ما جري على مائدة العشاء هذه لم يكن سوى مشاهد مزيفة، وبمجرد العودة إلى البيت، سيعود كل شيءإلى حاله القديم، مجرد التفكير بذلك محزن حقًا.رغم شعورها بالألم في قلبها، لا بد أن تحافظ يارا على ابتسامتها على وجهها، وتتناغم مع كريم، وتبادله نظرات مليئة بالحب المزعوم.التفت كريم نحوها، والتقت نظراتهما للحظة، بدت نَظرَتُها نحوه كأنها مليئة بالحب.كان تمثيلها بارعاً إلي حد يجعل المرء يظن حقًا أنها تحبه، لكنه بالنسبة لها مجرد أخ.لا، بل لم تعد حتى تراه بهذا القدر، لقد سئمت منه منذ وقت طويل، وكانت قد قالت ذلك بوضوح، فهل يمكن أن يكون هناك كذب في ذلك!ما إن تذكر كلامها السابق حتى شعر بألمٍ في قلبه، وكان شعورًا مزعجًا، ولا يعرف ما سببه.ودون أن يشعر شد قبضته على يدها بقوة.شعرت يارا بضغط يده المتزايد، فعبست قليلاً، وركلته برفق أسفل الطاولة لِتَنبهه.سرعان ما أدرك كريم فأرخي يده.فجأة، قطعت سهير
Read more

الفصل49

نظرت يارا إلى الجدة أمينة، ولاحظت أن وجهها بدا شاحبًا بعض الشيء، فخشيت أن يؤثرعليها توتر الحديث، فسارعت محاولة تغييرالأجواء وقالت:"أبي، أمي، لقد أصبح الطعام بارداً، فلنكمل الطعام، لقد اتخذت قراري، لن أكمل الدراسات العليا، وسأبدأ البحث عن عمل في أقرب وقت."رفع كلٌّ من سهير ووائل نظرهما إليها، وبما أنها أعلنت قرارها بوضوح، لم يعقبا بشيء، فهما كانا يُراعِيان وجود الجدة، كما أن سبب خلافهما الحقيقي ليس له علاقة بقرار يارا، بل لشيء لا يعرفه سواهما.أمسك كريم كأس النبيذ القريب منه، وشرب ما تبقّى منه مرة واحدة، كانت نظراته معتمة ومثقلة بالحزن.بعد ذلك، ظل صامتًا معظم الوقت، كانت يارا هي من تملأ الجو بكلماتها وهي تتحدث مع الجدة أمينة، بينما خيم الصمت على وائل وسهير، إلا أن ذلك الصمت كان يخفي صراعًا دفينًا. في الحقيقه الجدة أمينة ليست ساذجة أيضا، فعلى الرغم من أنها لم تنطق بكلمة ، فإن عينيها الخبيرتين بالحياة لم تغفلا عن شيء، لقد شعرت بكل ما يحدث، لكنها اختارت أن تصمت.يارا فتاة طيبة، والجدة تثق بها، فوجودها وحده كفيل بأن يُعيد التوازن إلى بيت عائلة كريم، بل إنها على يقين، أنها حتى لو رحلت هي
Read more

الفصل50

"إذا كنتَ تقصد بالبيت، بيتنا نحن، فاجلس في المقعد الأمامي وسأتولى القيادة لأوصلك، أما إن كنتَ تقصد منزل رنا، فسأطلب من السائق أن يوصلك الآن، على أية حال لا يمكنك أن تقود السيارة بنفسك، وإلا ماذا لو صدمتَ أحدهم في الطريق؟"ضحك كريم بسخرية "هه!، إذًا أنتِ لا تشعرين بالقلق تجاهي، بل تقلقين على الغرباء الذين قد أصدمهم."عبست يارا وقالت:"وهل لا ينبغي أن أقلق بشأن ذلك؟من يقود وهو مخمور يتحمل نتيجة خطئه، لكن ما ذنب من سيصطدم به."عند سماعه لكلمة "يستحق"، بدا وكأن الغضب اشتعل في عينيه، فأمسك بكتفيها النحيلتين بعنف، وسألها بغضب:"يستحق، أتعنينني أنا؟"فدفعتْه يارا بقوة قائلة:"كنت أذكر مثالًا فقط، وأنت لم تقد السيارة مخمور بعد أليس كذلك؟إلى أين تريد الذهاب؟ قُل بسرعة!"فجأة، خلع كريم سترته ورماها على الأرض بعنف، ثم فتح باب المقعد الأمامي وجلس فيه، ويبدو من تصرفه أنه قررالعودة إلى منزلهما.تنهدت يارا بيأس، وانحنت لتلتقط سترته من الأرض.جلست هي في مقعد السائق، وألقت السترة في المقعد الخلفي.التفتت برأسها لتنظر إليه بجانبها، وقالت بصوت خافت:"اربط حزام الأمان."وعندما لم يتحرك، هزّت يارا رأسها بأسف،
Read more
PREV
1
...
34567
...
10
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status