الشيخ الهاشمي كان يحدق في فادية.رغم أن العمر أخذ منه بعض الهيبة القديمة، إلا أن نظراته الحادة ما زالت تحمل رهبة تجعل أي أحد يعجز عن مخالفة كلمته.ارتجف قلب فادية قليلا.هذه أول مرة يوجه لها جدها هذه النظرة، وكأنه يراها عدوة له.ما الذي يحدث بالضبط؟نظرت فادية نحو يوسف بتساؤل.كان يوسف يعرف ما يدور في ذهن الجد، ويدرك جيدا طبع فادية أيضا، فلم يجد إلا أن يبادر قائلا: "جدي، فوفو وجنى عادتا، أليس كنت تنوي إعلان أمر ما؟ ما رأيك…"أصابعه التي كانت تمسك بمعصم فادية بدأت تضغط أكثر.بدأ يشعر بالندم، فلم يكن يتوقع أن يحدث هذا التغيير المفاجئ، ولو أنه علم مسبقا، لكان أخبر فادية عن هوية ليان قبل أن تراها.شعرت فادية بتوتر يوسف.ثم جاء صوت الشيخ الهاشمي مجددا: "اليوم دعوتكم لتعودوا لأن عندي ما أعلنه، عندي ابنة فقدت أثرها منذ سنوات طويلة، لكن قبل فترة قصيرة، وجدت دمها ونسلها."ابتسمت فادية بصدق وقالت: "مبروك يا جدي."هي تعرف أن الشيء الوحيد الذي لم يستطع جدها تجاوزه هو البحث عن تلك الابنة المفقودة، والآن وقد وجد دمها ونسلها، فهذا يعني أنه سيعثر على ابنته، أليس كذلك؟لكن جنى شعرت بالريبة في قلبها."ج
Baca selengkapnya