جميع فصول : الفصل -الفصل 520

600 فصول

الفصل 511

أومأت نور برأسها برقة.رغم حيرتها حول هوية الزائر في مثل هذا الوقت المتأخر من الليل، إلا أنها أدركت أن سؤالها سيتعدى حدود ما هو مسموح لها به.فلم تستفسر، واقتصرت على متابعة مالك وهو يغادر.عندما التفتت نحو طاولة الطعام المليئة بالأطباق، شعرت فجأة بأن كل شيء أصبح بلا نكهة.لا تعرف لماذا.تذكرت فجأة الكلمات التي قالتها غادة ذلك اليوم: "امرأة مهمة جدًا بالنسبة له".هل كانت هي؟بعد أن تناولت لقمتين بدون شهية، نهضت وغادرت المطعم.طوال تلك الليلة، لم يعد مالك.عندما استيقظت في الصباح، تلقّت اتصالًا من وداد.كان غيابها الطويل عن العمل أمرًا غير مقبول تمامًا.أرسلت نور رسالة إلى مالك تخبره فيها بأنها متجهة إلى الشركة، لكنها انتظرت فترة طويلة دون أن تتلقّى ردًا.عضّت على شفتيها بينما حدقت في هاتفها، وشعرت فجأة بأنها كانت تبالغ في الأمر.لم يكن هناك داعٍ لإبلاغ مالك بتحركاتها من الأساس.عند وصولها إلى الشركة، وبمجرد أن جلست في مكتبها، قامت السكرتيرة يمنى بتقديم مجموعة كبيرة من الملفات.وجدت نور نفسها غارقة تمامًا في أوراق العمل خلف مكتبها."لماذا كل هذه الكميّة؟"همست مقطبة الحاجبين.ابتسمت يمنى
اقرأ المزيد

الفصل 512

ابتسم تامر بخفة: "وكيف يمكن وصف ذلك بخدعة؟""الأمر ببساطة أنني أمُرّ بفترة خمول، وأحتاجُ بشدّة إلى وظيفة مستقلة لأعيلَ نفسي.""عندما شاهدتُ إعلان شركتكِ عن حاجة إلى مساعد، قدّمت طلبي وتمّ قبولي.""ألا ترين أن هذه صُدفة جميلة؟"كادت عينا نور تخرجان من محجريهما: "وهل يفتقرُ نجل عائلة العواد الثرية إلى مصدر رزق؟""أتظنّ أنني سأصدّق ذلك؟""مؤسستي متواضعة لا تتسع لشخص بمكانتك، فمن الأفضل أن تعود من حيث أتيت."لوّحت نور بيدها: "لن أشيّعك."أبدى تامر تململه: "لقد وقّعت العقد بالفعل، لا يصحّ أن ترفديني دون سببٍ يُذكر."كيف لإنسانٍ سويّ أن يكون لاصقًا كالعلقة؟!أطلقت نور تنهيدة: "حدّثني بصراحة، ما الذي تنويه حقًا؟""ألا تخشى أن يعلمَ أخوك فيأخذك على غِرّة؟"لمّا ذكرت نور اسم يزن، زالت ابتسامة تامر فورًا."لا تذكريه أمامي.""لا عَلاقة لي به البتّة."نور: "..."لم تفهم لماذا يترك تامر حياة الوريث المترف ويأتي ليعمل كمساعد لديها.الأمر يصل إلى حدّ يُثير خجل عائلة العواد لو عُرف.عضّت شفتيها، وأمسكت بهاتفها لتخبر يزن بالأمر، راجيةً أن يأتي لأخْذ هذا الوريث.ولكن ما إن رفعت الهاتف حتى انتزعه تامر: "
اقرأ المزيد

الفصل 513

في وقت متأخر من الظهيرة، جاء كرم إلى الشركة.التقى الأب وابنته عند مصعد الشركة، وكانت تعابير وجه كرم قاتمة.عندما جاء كرم اليوم لم يكن في الشركة، ولا حاجة للقول إن نور أدركت أنه كان يحاول استخدام علاقاته لتأمين الإفراج عن مريام.ولكن من خلال ملامح وجهه، أدركت نور أنه عاد خالي الوفاض.ابتسمت ابتسامة عريضة، وكأن شيئًا لم يحدث البارحة."أبي."لكن كرم لم يرد عليها فحسب، بل ألقى عليها نظرة حادة قبل أن يغادر.عندما مر بها، سمعته يهمهم باستياء.لم تبال نور بالأمر.رفعت حاجبيها برفق، ودخلت إلى المصعد.وبينما كانت تستعد للضغط على الطابق الذي تريد الذهاب إليه، سبقتها يد طويلة وأنيقة في الضغط على الزر.التفتت لترى وجه تامر المشرق بابتسامة واسعة.قطبت حاجبيه: "ألم تكن تتوسل للعمل؟""لم يحن وقت انتهاء الدوام بعد، أتستعد للتسلل بالفعل؟"ابتسم تامر قائلًا: "أخبرتني يمنى أنكِ ستقابلين عميلًا بعد قليل، وطلبت مني مرافقتكِ."نور: "..."يا يمنى يا لكِ من...تجاهل تامر تعبيراتها الغاضبة، وواصل الابتسام بإشراق."بصفتي مساعدكِ، من المنطقي أن أرافقكِ لمقابلة العملاء."إذا كان مالك يشبه الأفيون، فتامر كالشمس ت
اقرأ المزيد

الفصل 514

"آه..."أفاقت أخيرًا من شرودها، وهي تفرك جبهتها المتألمة.عندما رفعت رأسها ورأت المسبب لا يزال يبتسم لها، اشتعلت الغضب في عينيها."ماذا تفعل؟"تجاهل تامر غضبها، وأشار برأسه إلى الأمام: "لو لم أوقفكِ، لكنتِ قد وقعت على الأرض."تبعَت نور نظره لتكتشف وجود سلّم أمامها.لو استمرت في السير وهي مشتتة الذهن، لكان السقوط حتميًا.لكنها أصرت على العناد: "ومن قال إنني سأقع؟"ثم أضافت بعد تردد بسيط: "حسنًا، انتهى العمل لليوم، يمكنك الرحيل."رفع تامر الأوراق في يده: "يا مديرة نور، أتتخلصين منّي بعد أن حققتُ الصفقة؟""أليس من حقّي أن تدعوني لعشاء احتفالي؟"هزّت نور رأسها: "لا أملك المال."كان رفضها قاطعًا.لكن تامر أمسك معصمها بسذاجة وسحبها إلى الخارج: "لا بأس، أنا أملك المال.""أنا من سيدفع.""لا حاجة!"رفضت نور بسرعة، لكن تامر تصرف وكأنه لم يسمع، فدفعها إلى المقعد.كانت نور تشعر بالضيق من الأصل وتوشك على الغضب، لكن عندما التفتت وواجهت ذلك الوجه البريء لتامر، ترددت للحظة.سارت السيارة بسرعة.وتوقفت أخيرًا أمام مطعم شعبي.كان المطعم مزدحمًا للغاية، فبعد انتهاء وقت العمل مباشرة كان المكان يعج بالضجيج.
اقرأ المزيد

الفصل 515

هل هناك مجال مغناطيسي غريب بين مالك وبينها؟لماذا يلتقيان دائمًا؟تجمدت ابتسامتها على شفتيها.لكنها تذكرت بعد ذلك الخبر الذي رأته في السيارة بعد الظهر.فتلاشى ذلك الإحساس بالإحراج في قلبها، وعادت الابتسامة إلى شفتيها، والتفتت إلى تامر وكأن شيئًا لم يحدث.كانت ملاحظة مالك دائمًا جيدة.كانت المسافة غير بعيدة، لذا استطاع رؤية تعابير وجهها بوضوح.أغمض عينيه قليلًا، وضغط على شفتيه.يزن الذي كان يقف بجانبه، رآه لا يتحرك فلم يتمالك نفسه وسأل: "ما الذي تنظر إليه؟"بعد أن قال ذلك، تابع النظر في اتجاه نظره، فلم يتمالك نفسه واسود وجهه.نظر إلى تعابير وجه مالك فأحس بأن العاصفة قادمة لا محالة.لم يتكلم مالك، وصعد إلى الطابق العلوي.مشى مباشرة إلى مكان نور وتامر، وقال ببرودة: "يا للصدفة.""لا يوجد مقاعد، دعونا نجلس على نفس الطاولة."سمع تامر صوت مالك، فالتفت لينظر."سيد مالك.""يا لها حقًا من مصادفة."صعد يزن في هذا الوقت، وقال لتامر وهو يعبس قليلًا: "أين كنت تهيم مؤخرًا دون أن تعود إلى البيت؟"صفق تامر بكفيه، وتبخرت سعادته التي كانت بادية عليه.سأل نور: "هل انتهيتِ؟"أومأت نور برأسها: "نعم، انتهيت.
اقرأ المزيد

الفصل 516

لكنها ما زالت تتشبث بموقفها وقالت بكتم: "حقًا لا شيء."عقد مالك حاجبيه، وضغط على دواسة البنزين فجأة، فازدادت سرعة السيارة على الفور.أدركت نور أن مالك يتعمد ذلك.لم تتكلم أيضًا، لكنها أمسكت بحزام الأمان أمامها بشدة.كانت المناظر في الشارع تمر بسرعة.ادعاؤها بعدم الخوف كان زائفًا.لكن نور كانت تتشبث بموقفها وتصر على عدم النطق.بعد مدة طويلة، خفف مالك سرعة السيارة تدريجيًا.أوقف السيارة في النهاية عند مدخل مرآب الفيلا تحت الأرض.عندما نزل من السيارة، مشى بضع خطوات إلى الأمام ولاحظ أن نور لم تتبعه.فالتفت إليها مرة أخرى.شعرت نور ببعض الرعب تحت نظراته، لكنها مع ذلك نزلت من السيارة متحدية."أعتقد أنني سأعود إلى شقتي الليلة."عضت شفتيها قليلًا، رغم أنها لم تكن مخطئة، لكنها شعرت ببعض الذنب دون سبب عندما قالت ذلك.أغمض مالك عينيه قليلًا، وتعبيرات وجهه كانت بين الابتسام وعدمه."بعد يوم واحد من الانفصال، أصبحتِ أكثر صلابة." قال بنبرة ساخرة.تقدم ودفع نور إلى باب السيارة، ثم خفض رأسه ينظر إليها.كانت هيئة مالك عدوانية للغاية.لم تستطع نور كبح نفسها عن التراجع خطوة إلى الوراء: "لا، أنا فقط أعتقد
اقرأ المزيد

الفصل 517

"اطمئن، أعلم حدودي جيدًا."قالت ذلك وهي تبتسم، لكن مرارة خفيفة تلوحت على شفتيها.كان من الصعب ملاحظتها دون النظر بعناية."كل ما أتمناه هو أن يمنحني السيد مالك بعض الكرامة، بما أنه على وشك الخطوبة، فليطلق سراحي.""ومن الآن فصاعدًا، ليكن كل منا في طريقه."كان كلامها حاسمًا وصادقًا.واعترفت في قرارة نفسها أنه خلال هذه الفترة من التواصل مع مالك، كانت تغرق بشكل لا مفر منه.ففي النهاية، رجل مثل مالك، من النادر أن تتمكن امرأة من السيطرة على قلبها.لكنها تعتبر نفسها دائمًا واضحة.تدرك بوضوح أنها ومالك لا يوجد بينهما أي فرصة.والآن، بما أن مالك على وشك الخطوبة، فلا يوجد سبب لمواصلة الارتباط به.ومن الأفضل قطع العلاقة مرة واحدة وإلى الأبد.لم تلاحظ أن تعابير وجه مالك أصبحت أكثر قتامة عندما قالت ذلك."كل منا في طريقه؟" نظر إليها مالك وهو يغمض عينيه، بتعبير غامض.البرودة التي كانت قد تبددت منه عادت وتجمعت مرة أخرى.تحت الضوء الخافت، جعلها صوته ترتجف دون سبب.لكنها لا تزال تتظاهر بالهدوء، ورفعت رأسها لمواجهة نظرات مالك."نعم، كل منا في طريقه."كان صوتها هادئًا، ولكن بمجرد أن انتهت من الكلام، أمسكها
اقرأ المزيد

الفصل 518

أخيرًا بدأت تشعر ببعض الخوف."مالك، ماذا تنوي أن تفعل؟"كانت تعلم أنه حين يجن مالك لا يعرف حدودًا، لكنها لم تتوقع أن يصل به الجنون إلى هذا الحد.كانت كتفها مصاب أصلًا.والآن مع هذه القيود، لم تعد قادرة على الحركة إطلاقًا.في الغرفة لم تكن هناك إضاءة رئيسية، فقط مصباح صغير بجانب السرير، تحت ضوء أصفر خافت.أصبحت نظرات مالك أكثر غموضًا وعمقًا.كانت خائفة حقًا.حتى أن جسدها ارتجف قليلًا، بينما انحنى مالك نحوها.بأصابعه الطويلة والخشنة داعب شفتيها بلطف، ثم عنقها النحيل.ثم استمر إلى الأسفل..."حسنًا، أخطأت."أدركت نور الوضع وأظهرت استسلامها على الفور، لكن الرجل فوقها لم يقتنع بهذا أبدًا."تعترفين بالخطأ الآن، أليس متأخرًا جدًا؟"كان صوته هادئًا، لا يمكن تمييز الغضب أو الرضا، لكن أنفاسه الدافئة كانت تلامس رقبة نور.مما جعلها ترغب في الهروب.بعد قضاء كل هذا الوقت مع نور، ربما كان مالك يفهم جسدها أكثر مما تفهمه هي نفسها.خلال لحظات قليلة، أصبحت نور التي كانت تتشبث بموقفها للتو ذابت كالشمعة تحت لهيب لمساته، جعلها كبرياؤها تمسك بشفتيها بعناد، رافضة إصدار أي صوت.لكن مالك يبدو أنه يعرف دائمًا نقا
اقرأ المزيد

الفصل 519

لقد تلقّت المكالمة هذا الصباح الباكر.منذ وقت طويل لم يزعج مالك نفسه بالنظر إليها، لا أحد يعرف كم كانت سعيدة عندما تلقت مكالمته.كانت دائمًا تهتم بالمظهر.لذلك عندما رأت مالك الجالس مقابلها بعينين عميقتين، كانت قد نسيت بالفعل الإزعاج الذي حدث المرة السابقة.رفع مالك يده وداعب ذقنه بأطراف أصابعه الخشنة."خبر الخطوبة، كان من شركة الكيلاني."لم يكن صيغة سؤال.بل كان جملة تأكيدية.توقفت شهد، ونظرت إلى مالك.كان مالك شخصًا لا يظهر مشاعره أبدًا.لا يمكن رؤية المشاعر على وجهه فحسب، بل حتى صوته كان بلا أي تموج.توقفت قليلًا، وسعلت بخفة: "في الواقع ليس كذلك، قالت والدتك إن شؤوننا يجب أن تُدرج في الجدول الزمني.""لذلك بعد التشاور مع والدي، أخبرنا وسائل الإعلام."أغمض مالك عينيه قليلًا.كان يتساءل كيف نُشر خبر الأمس دون علمه، واتضح أن لعائلة مالك دورًا في ذلك أيضًا.من الصعب القول ما إذا كان الأمر يشمل فقط والدته السيدة سوزان، أم أن الجد العلايلي أيضًا متورط.وإلا لما كان ممكنًا أن يخفي هذا الأمر عنه.رأت شهد أن مالك لا يتكلم، فقط عيناه أصبحتا أكثر قتامة.فشعرت ببعض القلق.توقفت مرة أخرى، ثم قالت
اقرأ المزيد

الفصل 520

ابتسمت السيدة سوزان على الطرف الآخر من الهاتف عند سماع ذلك وقالت: "نعم، أعلم أنكِ فتاة مطيعة.""حسنًا، تعالي لنحتسي الشاي سويًا عندما يكون لديكِ وقت."بعد إنهاء المكالمة، حدقت السيدة سوزان في الهاتف ذي الشاشة السوداء، ورفعت حاجبها قليلًا.على الفور، قدمت لها الخادمة أمينة التي تقف خلفها إبريق الري."سيدتي، الآنسة شهد ساذجة وبريئة جدًا.""أخشى أنها لا تستطيع منافسة تلك الفاتنة من عائلة متواضعة مثل نور."في الواقع، ما أرادت قوله هو أن شهد تفتقر إلى الذكاء.بالطبع فهمت السيدة سوزان ما تعنيه الخادمة، فبدأت تروي زهور الياسمين أمامها بحذر.وقالت بضحكة خفيفة: "عائلة مالك لا تفتقر أبدًا إلى الأذكياء، أما مثل شهد..."توقفت عن الكلام، وضعت إبريق الري ورفعت المقص، وقصت زهرة ذابلة.ثم استمرت: "إنها غريبة الأطوار، ولا داعي للقلق من أن يشعل مالك النار في الفناء الخلفي في المستقبل، هذا جيد."بعد تأمل قصير، التفتت إلى الخادمة أمينة وقالت: "بلغني أن مالك سافر إلى الخارج مؤخرًا.""هل أحضر تلك المرأة مرة أخرى؟"قالت ذلك بضحكة ساخرة، وظهرت ابتسامة غير مبالية على شفتيها.حتى وجهها الودود المعتاد أصبح قاتمً
اقرأ المزيد
السابق
1
...
5051525354
...
60
امسح الكود للقراءة على التطبيق
DMCA.com Protection Status