بعد عودته من البلدة القديمة في فاريا، شُخّص فهد بمرض الاكتئاب الحاد، واضطر إلى البقاء في المستشفى لتلقي العلاج.وخلال تلك الفترة، زاره الكثير من الناس، لكن روان لم تكن منهم ولو لمرة واحدة.كلما فُتح باب الغرفة، كان قلب فهد ينقبض، يحبس أنفاسه وينظر مترقبًا نحو الباب… لكن في كل مرة كان أمله يخيب، فيسدل جفنيه وينحني كتفاه مثقلاً بالخذلان.من الصباح حتى حلول الليل، ظل ينتظر، ولم يدخل عليه الشخص الوحيد الذي تمنى أن يراه.ألم ينهش صدره، وخواطره تصرخ:“روان… إذا لم تعودي إليّ، فما معنى الحياة بدونك؟”…في وقت العشاء، دخلت عزيزة مع الممرضة وهي تحمل الطعام لابنها. وما إن فتحت الباب، حتى أطلقت صرخة مفزعة، ألقت ما بيدها وهرعت إليه."فهد"أمسكت بذراعه وهي تبكي بحرقة:"يا بني لا تفعل بنفسك هذا، لا تخيفني، لا تتركني"لقد رأته وهو يجرح معصمه بسكين الفاكهة، والدم ينساب بغزارة ويغمر الملاءة البيضاء.صرخت وهي تنتحب:"لماذا يا فهد؟ لماذا كل هذا الجنون؟ ماذا فعلتَ بنفسك؟ كيف أعيش إن فقدتك؟"لكن فهد كان غارقًا في هلوسته، عيناه فارغتان لا ترى شيئًا، وأذناه لا تسمعان. كل ما في داخله يردّد:“روان لم تعد، روان
Read more