All Chapters of بعد عودة حبيبة اللعوب القديمة، كشفت الوريثة المدللة عن وجهها الحقيقي: Chapter 181 - Chapter 190

300 Chapters

الفصل181

بعد عودته من البلدة القديمة في فاريا، شُخّص فهد بمرض الاكتئاب الحاد، واضطر إلى البقاء في المستشفى لتلقي العلاج.وخلال تلك الفترة، زاره الكثير من الناس، لكن روان لم تكن منهم ولو لمرة واحدة.كلما فُتح باب الغرفة، كان قلب فهد ينقبض، يحبس أنفاسه وينظر مترقبًا نحو الباب… لكن في كل مرة كان أمله يخيب، فيسدل جفنيه وينحني كتفاه مثقلاً بالخذلان.من الصباح حتى حلول الليل، ظل ينتظر، ولم يدخل عليه الشخص الوحيد الذي تمنى أن يراه.ألم ينهش صدره، وخواطره تصرخ:“روان… إذا لم تعودي إليّ، فما معنى الحياة بدونك؟”…في وقت العشاء، دخلت عزيزة مع الممرضة وهي تحمل الطعام لابنها. وما إن فتحت الباب، حتى أطلقت صرخة مفزعة، ألقت ما بيدها وهرعت إليه."فهد"أمسكت بذراعه وهي تبكي بحرقة:"يا بني لا تفعل بنفسك هذا، لا تخيفني، لا تتركني"لقد رأته وهو يجرح معصمه بسكين الفاكهة، والدم ينساب بغزارة ويغمر الملاءة البيضاء.صرخت وهي تنتحب:"لماذا يا فهد؟ لماذا كل هذا الجنون؟ ماذا فعلتَ بنفسك؟ كيف أعيش إن فقدتك؟"لكن فهد كان غارقًا في هلوسته، عيناه فارغتان لا ترى شيئًا، وأذناه لا تسمعان. كل ما في داخله يردّد:“روان لم تعد، روان
Read more

الفصل182

أنهت روان المكالمة ببرود، لم ترغب في إضاعة المزيد من الوقت على عزيزة، فقط ضغطت على الهاتف وأغلقت الخط بحسم.…في المستشفى، كان فهد ممددًا على السرير الأبيض، غارقًا في شبه غيبوبة.وفي غشاوة وعيه، خُيِّل له أنه سمع صوت روان تناديه…روان… روان…بذل جهدًا ليفتح عينيه، فاستقبله بياض السقف المضيء، بينما الألم من جرح معصمه يلسع كيانه، ورائحة المطهرات والأدوية تملأ أنفه.حرّك أصابعه بصعوبة."فهد، أخيرًا استيقظت. يا بني، لماذا أوصلت نفسك إلى هذا الحال؟"كانت عزيزة تبكي حتى تورمت عيناها واحمرّتا، تبدو كضفدع منهك من البكاء.همس فهد بصوت واهن:"أمي؟ كيف تكونين أنتِ هنا؟ أين روان؟"لقد أقسم أنه سمع صوتها قبل قليل.بدأت عيناه تدوران في أرجاء الغرفة، فرأى والده ووالدته، ورأى سيد الدرعي وهاشم وبعض إخوته، بل حتى سلوى التي كان قد تشاجر معها صباحًا حضرت، لكن الشخص الوحيد الذي انتظره بشغف لم يكن بينهم.حين نطق باسم روان كأول كلمة بعد أن استعاد وعيه، انكسرت ملامح سلوى وغرقت عيناها بالدموع وهي تدير وجهها بعيدًا.أما والده وسيم فقد انفجر غاضبًا:"أتُزهق روحك من أجل امرأة؟ كيف أنجبتُ ابنًا ضعيفًا مثلك يا فهد؟
Read more

الفصل183

مدّ فهد يده نحو هاشم قائلاً بصوت مبحوح:"دعني أرى."ناولَه هاشم الهاتف، فاحتضنه فهد بين كفيه وأخذ يشاهد مقطع عيد الميلاد مرارًا وتكرارًا، عيناه تغرقان بالدموع التي لم تعد تتوقف.تجمد وجه وسيم غضبًا، وصاح:"مجرد رؤيتك بهذا الضعف يجعل الدم يغلي في عروقي"لكن عزيزة أسرعت تشد على ذراعه وتوبخه:"ابنُك في هذه الحالة وأنت لا تجد سوى صب الزيت على النار؟ ماذا تعني بأنه غير جدير بالثقة؟ ألم يكن هو السبب في نجاح استثمارات الشركة؟ لولا فهد لكانت شركتنا انهارت منذ زمن، والآن تأتي لتقلل من شأنه؟"صمت وسيم بوجه متصلب، واكتفى بإلقاء نظرة عميقة على ابنه قبل أن يستدير ويغادر الغرفة.أما سلوى، فلم تستطع تحمل المشهد أكثر، فحين رأت فهد يعيد تشغيل الفيديو وكأنه مهووس بصورة روان، نهضت والدموع تنساب على وجهها ثم غادرت هي الأخرى.اقتربت عزيزة من سرير ابنها وهي تمسح دموعها قائلة بصوت متهدج:"يا بني، انسَ تلك المرأة. دعني أبحث لك عن فتاة أفضل."تنهد سيد الدرعي محاولًا إقناعه:"فهد، كما يقول المثل: الدنيا مليئة بالزهور، فلماذا تُعلّق نفسك على شجرة واحدة؟ أخبرني فقط أي نوع من النساء يعجبك، وسأجدها لك."لكن فهد ظل
Read more

الفصل184

وقف فهد في مكانه يستعيد آخر جملة قالتها له روان قبل أن ترحل:من الأفضل ألا تفكر بالانتحار مرة أخرى.ارتجف قلبه وهو يرددها في داخله. هل يمكن أن يكون ذلك دليلًا على أنها لا تزال تهتم لأمره؟ أنها لم تفقد تمامًا حرصها على حياته، وأنها لا تريده أن يستهين بروحه؟عند هذه الفكرة، احمرّت عيناه بالدموع.كان واثقًا بأنّ روان ليست بهذه القسوة، وأن هناك خيطًا من الأمل ما زال يربطه بها.…كانت الفيلا التي اشتراها حمدي لـ روان تطل مباشرة على البحر، بمساحة تتجاوز ستمائة متر مربع، مع مسبح واسع وحديقة خلفية.ومن الأرجوحة في الحديقة، يمكنها أن ترى البحر الأزرق الممتد بلا نهاية.كل شيء في الفيلا كان كاملًا: الأثاث، الأجهزة، وحتى الديكور الذي يعكس ذوقها تمامًا، مما يوضح مقدار اهتمام حمدي بها.أشرفت روان بنفسها على عُمّال النقل وهم يضعون حقائبها وأغراضها في أماكنها. أما أثاث الشقة القديمة فقد تركته كما هو، واكتفت بجلب أغراضها الشخصية.وبعد أن انتهى كل شيء، أخذت حمامًا دافئًا ثم تمددت على السرير الوثير وغرقت في نوم عميق.…في الجهة الأخرى، كان هاشم مقتنعًا أن فهد يعاني من اضطراب نفسي خطير.لقد أصبح يتوهم أن ر
Read more

الفصل185

سارة وضعت يدها على جبينها بإنهاك وقالت بنبرة حازمة:"بهذا الأسلوب لن تجني إلا المزيد من كرهها، لا أحد يحب الشخص المتطرف."أجاب فهد بصوت خافت وهو يُنزل كمّه ليخفي الندبة:"صحيح… لكنها قالت لي: "لا تفعل هذا بنفسك مرة أخرى." دكتورة، أليس هذا دليلًا على أنها ما زالت تهتم بي؟"لكن سارة لم تنساق وراء أوهامه، بل غيّرت مسار الحديث بذكاء وسحبت أفكاره نحو اتجاه آخر. أخذت تكلّمه بصبرٍ ورويّة، تُرشد وتُطمئن، بينما تمضي به خطوة بخطوة في جلسة علاجٍ نفسي طويلة استمرت قرابة أربع ساعات.وفي النهاية، قدّمت له نصيحة صادقة، أن يحاول شيئًا فشيئًا أن يبتعد عن تلك العلاقة، أن يُخرج روان من مركز حياته، وأن يعيد ترتيب اهتماماته بعيدًا عنها. بدا فهد وكأنه استوعب، وأومأ برأسه باقتناع جزئي قبل أن يغادر. لكن في الحقيقة أنه لم يُصغِ إلى كلمة واحدة. كيف له أن يبتعد عن روان؟ هذا مستحيل....مع حلول الليل، كان فهد يعاني من الأرق الشديد.لا يزال يسكن الشقة الملاصقة لشقة روان القديمة، رغم أنها رحلت عنها منذ فترة.الغرفة غارقة في الظلام، والبيت كله ساكن. استلقى على سريره، أغمض عينيه، لكن صورة روان لم تفارق مخيلته.فجأة ا
Read more

الفصل186

بعد أن أنهت روان المكالمة، ابتسمت بأدب وقالت لكنة الجدة لمعية:"تفضلي يا خالة، ادخلي."وخلال الحديث، عرفت روان أن اسمها نادية، عمرها سبعة وأربعون عامًا، ولها ابنة تصغر روان بعامين وتعمل معلمة في مدرسة ابتدائية.قالت نادية وهي تضع كيسين كبيرين من الخضروات واللحوم الطازجة التي اشترتها للتو من السوق المختص بالمنتجات العضوية فقط: "آنسة روان، سمعت من السيد حمدي أنك تحبين هذه الأطباق، فاشتريت منها، قولي لي ماذا تحبين أن أطبخ الليلة؟"ابتسمت روان وقالت:"بما أن حمدي قالها، فبالتأكيد سأحبها كلها. اصنعي ما ترينه مناسبًا."ضحكت نادية قائلة:"حسنًا، السيد حمدي أوصاني أن أذهب للتسوق من السوبرماركت الكبير في غرب المدينة. أول مرة أدخل مكان كهذا، حتى الدخول يحتاج لبطاقة عضوية، والأسعار غالية جدًا، لكن كل شيء مستورد وعضوي، على الأقل نأكل ونحن مطمئنون."كانت نادية امرأة ودودة وبسيطة، وروان أحبت شخصيتها السريعة الألفة.قالت نادية وهي تتأملها:"آنسة روان، لا أدري إن كنت تتذكرينني، لكن عندما كنتِ صغيرة، حملتك بين يدي."توقفت روان لثوانٍ، ثم أومأت وقد بدأ يتضح لها شيء من الذكريات.ابتسمت قائلة:"لا داعي ل
Read more

الفصل187

منذ أن عرفت ليلى الحقيقة عن هوية روان، وهي لا تترك مناسبة مع صديقاتها إلا وتلمز سلوى من وراء ظهرها وتلوث سيرتها.لكن هذه الكلمات لا يمكن أن تقولها أمام سلوى مباشرة.فالواجهة لا بد أن تبقى نظيفة، حتى بين "الصديقات البلاستيكيات".ربّتت ليلى على كتف سلوى، وقالت بصوت مفعم بالتصنع:"سلوى، لا تقولي عن نفسك هكذا. في نظري، روان هي من تبدو كالمهزلة. كلنا كنا شهودًا على كيف كان فهد يغدق عليكِ بالحب عندما عدتِ من الخارج، بينما هي… كم مرة خانها؟ هي المضحكة الحقيقية!"ابتسمت سلوى قليلًا، وقد بدا أن كلام ليلى خفّف عنها:"معكِ حق… روان هي المضحكة."ارتشفت ليلى رشفة من كأس الـتيكيلا، وقالت مبتسمة:"سلوى، سمعت أن روان لها حبيب جديد هذه الأيام، أليس هذا يعني أن فرصتك مع فهد قد اقتربت؟"في الحانة المظلمة المليئة بالضجيج، أخفت الظلال ملامح سلوى القاتمة، لكنها لم تستطع إخفاء بريق الغضب في عينيها.لقد فهمت مقصد ليلى فورًا.فحادثة محاولة انتحار فهد من أجل روان صارت حديث الدائرة كلها، ولا يمكن أن ليلى لم تسمع بها.إذن سؤالها الآن لم يكن بريئًا، بل كان سخرية متعمدة.هذه المرأة ليست سهلة أبدًا!تشنج وجه سلوى لل
Read more

الفصل188

كانت ليلى عابسة لا تنطق بكلمة.أما سلوى فتابعت كلامها ببرود:"سمعت أن تلك الدراجة ليست رخيصة أبدًا، ثمن الواحدة منها مئات الآلاف. لا أفهم، مجرد دراجة عادية، هل تستحق كل هذا المبلغ؟! على فكرة، قيل إنه كان على علاقة خفية مع تلك المؤثرة المشهورة مؤخرًا على تطبيق المقاطع القصيرة. تظاهر بأنه أعزب، وفضحته الأدلة! الحمد لله أنكِ انفصلتِ عنه… أحسنتِ يا أختي!"رفعت سلوى كأسها وصكت كأس ليلى بابتسامة باردة، وعينيها تشعّان بالسخرية.تظنين أنك قادرة على منافستي؟ ما زلتِ صغيرة جدًا على ذلك.ارتشفت سلوى نبيذها، وفي داخلها كانت الأفكار تتدفق.تصرفات ليلى المليئة بالغمز واللمز لا تعني سوى شيء واحد:الكل في الدائرة الاجتماعية صاروا يتندرون على حسابها.ولذلك عقدت العزم: عليها أن تجعل فهد لها مهما كلّف الأمر، حتى تلقمهم جميعًا حجارة الصمت!في صباح يوم الاثنين، وصلت روان إلى مكتب المحاماة.كانت قد أعدّت ملف الدعوى وأوراق الإثبات في قضية سامر، واليوم حان وقت تقديمها إلى مكتب التأمينات الاجتماعية.وبعد قبولها، ستُحال القضية إلى محكمة التحكيم الخاصة بنزاعات العمل.أما سيارة البنتلي التي أهداها لها حمدي، فكانت
Read more

الفصل189

على جانب الطريق المقابل، غير بعيد.كانت نافذة سيارة أستون مارتن سوداء قد أُنزِلت نصفها.في المقعد الخلفي جلس أبو زيد، عيناه اللامعتان تحملان بريقًا ماكرًا، وابتسامة ساخرة ارتسمت على شفتيه:"هذه هي امرأة حمدي؟"أجابه الرجل الجالس بجواره، مروان: "نعم".ضحك أبو زيد باستخفاف: "يبدو أن حظها كبير."وأضاف مروان: "الرجُلان اللذان بجوارها على الأرجح حراس شخصيون وضعهم حمدي لحمايتها."أطلق أبو زيد نظرة متفحصة طويلة وقال بنبرة عميقة: "جمالها لافت فعلًا… لا عجب أن حمدي يدللها."ضحك مروان: "هذه المرأة هي نقطة الضعف الوحيدة لحمدي."ابتسم أبو زيد ابتسامة باردة وأدار نظره بعيدًا، وعيناه يغشاهما غموض قاتم:"بما أن حمدي أفسد عليّ صفقاتي، فلا بد أن أرسل له هدية ترحيب مناسبة للقاء الأول."كان مشروع دولة ألف قد استنزف منه جهدًا ضخمًا وأموالًا طائلة، لكن في اللحظة الحاسمة دمّره حمدي. المشروع خسر خسارة فادحة كادت تقتله.هذا الدين لا بد أن يُسدّد بانتقامٍ مرير!روان، لِنَرَ إن كان حظك دائمًا يقف إلى جانبك....في مركز الشرطةأجرت روان مكالمة هاتفية، ولم تمضِ خمس دقائق حتى تلقى الضابط المسؤول عن القضية اتصالًا
Read more

الفصل190

المحاماة مهنة عالية المخاطر، فكم من مرة كان المحامون هدفًا لانتقام موكليهم الحاقدين. قبل فترة قصيرة، كاد المحامي تيسير أن يفقد حياته بعدما طعنه أحد موكليه وأدخله المستشفى، وكان ذلك مثالًا حيًّا على هذه المخاطر.جلس فراس على ركبتيه متوسلًا: "سامحيني يا سيدتي… أخطأت، والله لن أكررها."قطّبت روان حاجبيها وقالت بحدة: "أنا أسألك، الرجل الذي دفعني عند الشارع… هل كان من طرفك؟"ارتبك فراس وقال بذهول: "أي شارع؟ أي رجل؟ لم أرسل أحدًا! أنا الآن أراكِ لأول مرة."تجمدت روان لبرهة.ليس هو إذن؟فمن يكون؟خطر ببالها اسم سلوى للحظة، لكنها سرعان ما نفت الفكرة.سلوى، مهما كانت متصنعة ومليئة بالغيرة، لم تكن بتلك القسوة التي تدفعها لمحاولة قتلها.فمن إذن؟وفجأة، ظهر الاسم في ذهنها واضحًا:أبو زيد.لقد أخبرها حمدي من قبل عن خلافات أبي زيد مع عائلة درويش، بل وحذّرها أنه قد يستخدمها أداة للانتقام.رفعت روان عينيها إلى فراس، الذي كان وجهه متورمًا ومليئًا بالكدمات: "أنت من رجال أبو زيد؟"هز رأسه نافيًا وهو يكاد يبكي: "لا والله! لا أعرفه… أرجوكِ دعيني أذهب، سأعوض سامر فورًا، أعدك."قالت روان ببرود: "إن لم تكن من
Read more
PREV
1
...
1718192021
...
30
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status