ساد الصمت من حوله، حتى بدا صوت اهتزاز الهاتف واضحًا وقويًا.مدّ حمدي يده وألقى نظرة على الشاشة، كان اتصالًا من روان.غامت عيناه، ثم رفع الهاتف إلى أذنه وصوته مبحوح:"ألو… يا روان."جاءه صوت الفتاة مرتجفًا بالقلق:"ما بك يا حمدي؟ هل واجهتَ خطرًا في طريق العودة؟""لا."سكتت روان قليلًا، ثم تابعت بصوت منخفض:"لقد وصلتُ بالفعل، ولم يحدث لي شيء في الطريق. المكان هنا معزول جدًّا، والسيدة المسؤولة عن الاعتناء بي طيبة وحنونة. كل شيء على ما يرام."لكنها ابتلعت الكلمات التي تمنت أن تقولها:"لكني أفتقدك كثيرًا، وأخشى عليك."فهذا ليس وقت العواطف، تعلم أن أمامه مهام خطيرة، وعليها فقط أن تطيعه وتبقى هادئة.لم يزد حمدي سوى: "همم."لاحظت روان برودته هذا اليوم، وظنّت أنه ما يزال متأثرًا بما حدث على الطريق.قالت بتردد:"إذن… سأغلق الهاتف، اهتمّ بعملك أولًا."رفع حمدي رأسه، عيناه فارغتان تحدّقان في ضوء الشمس الساطع من النافذة.بذل جهدًا عظيمًا، واحمرّت عيناه، قبل أن يلفظ الكلمات بصعوبة:"روان… لنفترق."لم يعد هناك وقت للتفكير.كان جده على حق: عائلة الشمري عائلة محترمة، لا تستطيع مواجهة وحشية أبو زيد. كل
続きを読む