All Chapters of بعد عودة حبيبة اللعوب القديمة، كشفت الوريثة المدللة عن وجهها الحقيقي: Chapter 191 - Chapter 200

300 Chapters

الفصل191

قالت روان بصوت متهدج وهي تتكئ على صدره:"أخي حمدي، أظن أن الرجل الذي دفعني اليوم في الشارع كان من رجال أبو زيد، لا أتصور من قد يفعل ذلك غيره."شدّ حمدي ذراعيه حولها أكثر، وعيناه الداكنتان اشتعلتا بوميض بارد قاسٍ:"لقد تحققتُ… أبو زيد عاد فعلًا إلى دولة الشمال."ارتجف جسد روان للحظة."حبيبتي، من الآن فصاعدًا، حاولي ألا تخرجي كثيرًا. اعملي من البيت قدر الإمكان."تمتمت بصوت خافت:"هو… أبو زيد فعلاً بهذا القدر من الرهبة؟"أبعدها حمدي قليلًا، ووضع يديه على كتفيها، نظر في عينيها بجدية وقال:"لا أستطيع أن أخاطر، روان. مجرد التفكير بأنك كنتِ على وشك أن تُصابي اليوم جعل قلبي يكاد يتوقف من الرعب. هل تعلمين؟ أنتِ عندي أغلى من حياتي."احمرّت عيناه وهو يضيف بصدق:"أمام أبو زيد، لدي الثقة أنني سأهزمه. هو قاسٍ بلا رحمة، وأنا أستطيع أن أكون أشد منه قسوة. لكن الفرق أنني إنسان، لدي نقطة ضعف… لدي أنتِ. لا أستطيع أن أخاطر بكِ."كانت أنوار قاعة الطعام تنير المكان، تفوح رائحة الأطباق الشهية على الطاولة، بينما في غرفة المعيشة كان التلفاز يعرض نشرة الأخبار المسائية.خفضت روان جفنيها، وعيناها دامعتان:"أخي حمد
Read more

الفصل192

"الفتاة التي تبدو بريئة حقًّا؟"فكّر رامي طويلًا وهو يستعرض في ذهنه وجوهًا كثيرة مرّت أمامه تلك الليالي، ثم سأل بنبرة مترددة لكنها محسوبة: "هل تقصد الآنسة سوسن التي ظهرت معنا من قبل؟"سحب أبو زيد نفسًا عميقًا من سيجارته، ثم نفث دوائر دخان واسعة تلامس الظلال وتلتف حول ملامحه ببطء كضباب بارد."لا… ليس هذا اسمها فيما أظن؛ أقصد تلك التي أحضرها سليم ليلة وصولنا الأولى إلى سرابيوم، قصيرة القامة، بشَعر أسود طويل منسدل ومستقيم، وعينين كبيرتين لامعتين، قالوا إنها بالكاد بلغت سن الرشد وأنها لا تزال طالبة في الجامعة."وما إن أكمل جملته حتى قفزت الذاكرة في رأس رامي وعاد المشهد واضحًا أمام عينيه، كأن الليلة لم تمرّ بعد.في تلك الأمسية تحديدًا، وبعد أن هبطوا إلى سرابيوم، رتّب سليم مأدبة ترحيب فخمة ليكسب وُدّ أبي زيد، وانتقى بعناية مجموعة من الفتيات العذراوات فائقات الجمال والقوام، وكانت الفتاة المقصودة من بينهن، تلمع كجوهرة موضوعة عمدًا في مقدّمة العرض.وبعد أن دار الكأس وارتفعت الضحكات، اختار أبو زيد فتاتين على عجل ليصحباه إلى الفندق تلك الليلة، بينما تُركت صاحبة الشعر الأسود الطويل جانبًا بلا نصيب
Read more

الفصل193

في الأيام الأخيرة كانت روان تلتزم تمامًا بتعليمات حمدي، فلم تخرج من المنزل قط، واكتفت بالعمل من البيت. لم يستغرق الأمر طويلًا حتى كشف حمدي عن الشخص الذي يقف خلف فراس، وكان رجلًا يُدعى سليم، أحد كبار المتنفذين في مدينة سرابيوم، يجمع بين العالمين الأبيض والأسود. كان أشبه بزعيم محلي له سطوة كبيرة، تحميه شبكة من العلاقات النافذة، حتى أن له مظلة من رجال السلطة يحتمون به.كان سليم يسيطر فعليًا على عشرات الشركات، بينما الممثلون القانونيون لهذه الشركات لم يكونوا سوى كباش فداء لا علاقة قرابة بينهم وبينه، مجرد أدوات لحمل التبعات. في الظاهر بدت شركاته تمارس أعمالًا مشروعة، أما في الخفاء فكانت متورطة في كل أشكال الأنشطة الإجرامية.خلع حمدي سترته وعلّقها على علاقة الملابس وهو يقول:"رجالي اكتشفوا أن أبو زيد عاد مؤخرًا من دولة ألف، وقد التقى به سليم. يبدو أن سليم ينوي اتخاذ فهد سندًا له."ثم تابع:"فهد يملك نفوذًا واسعًا في دولة ألف، وله مشاريع لا تُحصى. سليم يريد أن يركب هذه الموجة ليخوض صفقات دولية، أما فهد فحاجته واضحة، إذ إن نفوذه في دولة الشمال ضعيف ويحتاج إلى شريك قوي. الاثنان وجدا في بعضهما ض
Read more

الفصل194

كانت روان واقفة في الحديقة، تعبث بملل بأوراق نبات أخضر دائم الخضرة، وقالت بصوت خافت:"حدثت بعض المشاكل في البيت، ولهذا لا أستطيع الخروج في الأيام القليلة القادمة."جود، التي شعرت أن الأمر شخصي، لم تُلح بالسؤال، فاكتفت بالقول:"حسنًا، سأذهب أنا وحدي لاصطحاب ريحانة من المستشفى. هل لديك رسالة أو شيء تحبين أن أوصله لها؟"ابتسمت روان برقة وقالت:"قولي لها إني أتمنى لها الخروج بالسلامة، وأتمنى أن تكون سعيدة كل يوم. اشتري لها هدية صغيرة بالنيابة عني، وسأحوّل لك المال بعد قليل."لكن جود رفضت بسرعة:"لا داعي لذلك، ما زال عندي الكثير من المال الذي حولتِه لي في المرة السابقة."أومأت روان:"حسنًا، كما تشائين."…في المساء، تلقت روان اتصالًا من والدها محمود."يا روان، بعد غد هو عيد ميلاد لين، وسيصادف يوم السبت. لقد حجزنا قاعة في فندق للاحتفال بها، تذكري أن تفرغي وقتك وتأتي لتناول العشاء معنا."ترددت روان قليلًا.فقد وعدت حمدي أنها لن تغادر المنزل في هذه الأيام، وكانت هي نفسها تريد حضور عيد ميلاد أختها الصغيرة، لكنها لم تستطع. فهي تعرف أن أبو زيد ذلك المجنون قادر على ارتكاب أي فعل شنيع، ولم ترد أن ت
Read more

الفصل195

المستشفى.في الممر خارج غرفة الطوارئ، كانت حبيبة تمسح دموعها بلا توقف، وقد احمرّت عيناها من كثرة البكاء.اقتربت منها روان بوجه مليء بالقلق وسألتها:"خالة حبيبة، ماذا حدث لوالدي؟"أجابت حبيبة وهي تشهق بالبكاء:"أبوكِ قال إنه سيخرج إلى الدرج ليدخن سيجارة. انتظرت طويلًا ولم يعد، فذهبت أبحث عنه… وعندما فتحت باب الطوارئ في السلم، وجدته ملقى على الأرض فاقد الوعي، والدم يسيل من رأسه!"تمتمت روان بنظرة فارغة وصوت مبحوح:"كيف يمكن أن يحدث هذا…"تابعت حبيبة وهي تنتحب:"يا روان، والدكِ خرج فقط ليدخن سيجارة، كيف يمكن أن يسقط هكذا؟ إنه ما زال في سن يسمح له بالرؤية بوضوح، لم يصل بعد لمرحلة الشيخوخة التي يضعف فيها البصر…"كلماتها كانت كصفعة على وجه روان.أبو زيد.لابد أنه أبو زيد!ذلك المجنون، حين لم يستطع المساس بأفراد عائلة درويش ولم يتمكن من الوصول إليها، اختار أن يهاجم أقرب الناس إليها، ليجبرها على الظهور.ارتجفت شفتا روان من شدة الغضب، وكانت النار تشتعل في قلبها.لماذا؟ لماذا يصر أبو زيد على إيذاء عائلتها مرة بعد أخرى؟أولًا لين، والآن والدها محمود.قبضت روان يديها بقوة حتى غرست أظافرها في جلدها
Read more

الفصل196

تغيّرت نظرات روان، وقالت بصوت خافت:"هو بالتأكيد لن يكون بتلك الحماقة ليورّط نفسه مباشرة."التفت حمدي نحو السرير حيث يرقد محمود، وقال بنبرة يختلط فيها الاعتذار:"عمي، أعتذر لأنك تورّطت في الأمر، فكل ما حدث كان بسبب عائلة درويش."كان محمود شاحب الوجه، يبدو ضعيفًا للغاية.قال بصوت متهدج:"آه يا حمدي… روان أخبرتني بكل شيء، لكن ألا تستطيعون أنتم عائلة درويش، بكل قوتكم ونفوذكم، أن توقفوا هذا أبو زيد؟ هل ستتركونه يؤذي الناس هكذا؟"خفض حمدي عينيه وقال بهدوء:"اعذرني يا عمي، حتى الآن ما لدينا مجرد استنتاجات أنه وراء الحادث، لكن لا يوجد أي دليل ملموس، والشرطة لا تستطيع مساعدتنا من دون أدلة."قطّب محمود حاجبيه وقال بحزم:"يا حمدي، ليس من الضروري دائمًا أن تتمسكوا بنهج الشرفاء. إذا كان خصمك يستخدم الخداع والأساليب الدنيئة، فلا سبيل لإيقافه إلا بأن تكون أكثر دهاءً منه. أنت لست شرطيًا، فلماذا تنتظر الأدلة؟"ظل حمدي صامتًا للحظة، ثم خفّض رأسه.هذا المنطق كان يفهمه جيدًا. لم يكن السبب أنه يحتاج إلى دليل ليواجه أبو زيد، بل لأن هذا الأخير، بعد عودته إلى دولة الشمال، صار يخفي تحركاته بعناية ولا يملك مقر
Read more

الفصل197

ساد صمت طويل داخل السيارة.الهواء الساخن من جهاز التدفئة جعل الأجواء خانقة.مدّ حمدي يده إلى ربطة عنقه، ففكّها قليلًا، ثم خفّض زجاج النافذة.اندفعت نسمات باردة إلى الداخل، فشعرت روان ببعض الانتعاش.ترددت لحظة ثم قالت:"أبي يقصد ما قلتَ قبل قليل، أنت أيضًا..."لكن قبل أن تكمل جملتها، ضغط حمدي فجأة على دواسة الوقود، فانطلقت السيارة بسرعة هائلة، فاندفعت بجسدها إلى الأمام من غير قصد، واضطرت لابتلاع بقية كلماتها.عضّت على شفتيها بصمت، ومدّت يدها لتثبت حزام الأمان جيدًا.كان حمدي يقود بعصبية، والسرعة الكبيرة جعلت قلب روان يخفق في رعب.جلست في المقعد الأمامي بجانبه وهي متوترة، تكاد أنفاسها تنقطع.…في السيارة التي تتبعهما، فزع الحارس الخلفي فجأة وصاح:"يا ساتر! سيارة السيد اختفت! كيف اختفت بلمح البصر؟"أجابه زميله الجالس بجانبه وقطرات العرق تتصبب منه:"مستحيل! معقول ضيعنا أثره بهذه السرعة؟"سائق الحرس ضرب المقود بقبضته وهو يلعن:"اللعنة! سيارة السيد هي بوغاتي صوت الليل، وأنا أقود هذه الخردة! كيف لي أن ألاحقه؟ ما العمل الآن؟"أخرج الحارس الجالس بجواره هاتفه بارتباك وقال:"سأتصل بالسيد فورًا لأ
Read more

الفصل198

انكمشت روان بصعوبة، جسدها كله يرتجف من الخوف.قبل لحظات فقط، كادت تلاقي الموت وجهًا لوجه.في تلك اللحظة، شعرت بوضوح بنوايا القتل لدى أبو زيد!لقد تجرأ أبو زيد على إطلاق النار علنًا في دولة الشمال.إنه بالفعل مجنون بكل ما تحمله الكلمة من معنى!…أمام هذا الموقف الطارئ، ظل حمدي ثابتًا وبارد الأعصاب.قال بصوت منخفض وسريع الإيقاع:"إنهم مستعدون تمامًا لهذه المواجهة. روان، ابقي منبطحة ولا تتحركي."كان قد بالغ في الاطمئنان حين اعتقد أنه تخلّص منهم، لكنهم لحقوا به من جديد.وكادت روان أن تُصاب برصاصة في رأسها.عقد حمدي حاجبيه، وفي عينيه بريق قاتل.رفع سرعة البوغاتي إلى أقصى حد، وبدأ يناور بعجلة القيادة ببراعة، السيارة تنحرف يمينًا ويسارًا، تتحرك بخفة كالتنين، متجنبة رصاصة استهدفت مقعد السائق.دوّى صوت "طاخ!"أصابت رصاصة المرآة الخلفية، فانفجر زجاجها وتناثرت الشظايا في الهواء.ارتج جسد روان مع الاهتزاز، وارتطم كتفها بمسند الباب.…خلف البوغاتي، لحقت سيارتان مسرعتان.إحداهما أستون مارتن سوداء، والأخرى بورش ٩١٨ فضية، تحاولان تطويق حمدي.في المقعد الأمامي من البورش، جلس رجل يحمل بندقية قنص ثقيلة،
Read more

الفصل199

قصر عائلة درويش.في بهو الطابق الأرضي، كانت شاشة التلفاز تبث نشرة الأخبار العاجلة."بعد ظهر اليوم، شهدت منطقة نهر الغيم حادث سير خطير. والآن ننتقل مباشرة إلى مراسلنا من موقع الحادث."ظهر المراسل على الشاشة، خلفه الحطام والدخان يتصاعد:"مشاهدينا الكرام، مساء الخير. الآن الساعة الرابعة والربع. نحن هنا على طريق إقليمي في نهر الغيم. في تمام الساعة الثالثة وأربعين دقيقة تلقت الشرطة بلاغًا عن حادث سير مروع. كما ترون خلفي، اصطدمت سيارة صغيرة بحاجز الطريق على الجهة اليمنى، السيارة تعرضت لتلف شديد، والسائق أصيب بجروح خطيرة ودخل في غيبوبة، وتم نقله فورًا إلى المستشفى للعلاج.""أما في الجهة المقابلة من الطريق، يمكن ملاحظة حاجزًا معدنيًا مكسورًا على اليسار، ومن آثار الحادث يبدو أن سيارة أخرى قد انحرفت وسقطت من أعلى المنحدر. فرق الإنقاذ الآن تباشر عملياتها الطارئة..."…عقد الجد حاجبيه، وعيناه مثبتتان على شاشة التلفاز دون أن يرمش.في تلك اللحظة، دخل حمدي من الباب، ورمى مفاتيح سيارته على الطاولة بلامبالاة:"جدي، متى عدت؟"تحوّل بصر الجد إليه بحدة:"هذا الحادث… ليس بالأمر البسيط، أليس كذلك؟ هل هو من
Read more

الفصل200

سادت لحظة طويلة من الصمت.جلس حمدي غارقًا في أفكاره، بينما تابع الجد حديثه بصوت هادئ لكنه نافذ:"يا حمدي، محمود رجل أعمال مستقيم، لم يعش في عالم الدم والسلاح هذا. حتى لو وضعت حولهم حراسًا، فلن تستطيع حمايتهم في كل لحظة. لقد رأيت بنفسك، في صراعك مع أبو زيد، كان أول من يتلقى الأذى هي عائلة الشمري."انعكست في عيني حمدي السوداوين العميقتين سكون بحيرة لا يُرى قاعها. تحرك حلقه بعسر، وعيناه محمرتان عند الأطراف.قال بصوت خافت:"جدي، هل تظن أنني إن انفصلت عن روان، سيصدق أبو زيد ذلك؟"أجاب الجد بثبات:"لهذا السبب يجب أن يكون الانفصال حقيقيًا، لا تمثيلًا. تلك الفتاة من عائلة الشمري طيبة القلب، لا تعرف الكذب ولا التمثيل. إن قلت لها أن الأمر مجرد مسرحية، ستنكشف لا محالة. يا حمدي، كن حاسمًا، اقطع كل شيء."ارتسم الألم في عيني حمدي:"لقد وعدتها ذات يوم ألا أؤذيها أبدًا."أجاب الجد:"وهذا ليس أذى… بل حماية."هزّ حمدي رأسه، صوته مبحوح:"إنما استهدف أبو زيد عائلة الشمري لأنه يعلم أن روان هي نقطة ضعفي. لا أظن أنه سيقتنع بأن علاقتي بها انتهت فعلًا."ابتسم الجد بسخرية خفيفة:"بل سيقتنع. يكفي أنه يعرفك وريث
Read more
PREV
1
...
1819202122
...
30
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status