قالت روان بصوت متهدج وهي تتكئ على صدره:"أخي حمدي، أظن أن الرجل الذي دفعني اليوم في الشارع كان من رجال أبو زيد، لا أتصور من قد يفعل ذلك غيره."شدّ حمدي ذراعيه حولها أكثر، وعيناه الداكنتان اشتعلتا بوميض بارد قاسٍ:"لقد تحققتُ… أبو زيد عاد فعلًا إلى دولة الشمال."ارتجف جسد روان للحظة."حبيبتي، من الآن فصاعدًا، حاولي ألا تخرجي كثيرًا. اعملي من البيت قدر الإمكان."تمتمت بصوت خافت:"هو… أبو زيد فعلاً بهذا القدر من الرهبة؟"أبعدها حمدي قليلًا، ووضع يديه على كتفيها، نظر في عينيها بجدية وقال:"لا أستطيع أن أخاطر، روان. مجرد التفكير بأنك كنتِ على وشك أن تُصابي اليوم جعل قلبي يكاد يتوقف من الرعب. هل تعلمين؟ أنتِ عندي أغلى من حياتي."احمرّت عيناه وهو يضيف بصدق:"أمام أبو زيد، لدي الثقة أنني سأهزمه. هو قاسٍ بلا رحمة، وأنا أستطيع أن أكون أشد منه قسوة. لكن الفرق أنني إنسان، لدي نقطة ضعف… لدي أنتِ. لا أستطيع أن أخاطر بكِ."كانت أنوار قاعة الطعام تنير المكان، تفوح رائحة الأطباق الشهية على الطاولة، بينما في غرفة المعيشة كان التلفاز يعرض نشرة الأخبار المسائية.خفضت روان جفنيها، وعيناها دامعتان:"أخي حمد
Read more