All Chapters of بعد عودة حبيبة اللعوب القديمة، كشفت الوريثة المدللة عن وجهها الحقيقي: Chapter 231 - Chapter 240

300 Chapters

الفصل231

كان صالح يفكر في نفسه: هذه الفتاة صحيح أنها تعرف لعب الغولف، لكن البنات عادةً قوتهن محدودة، حتى لو أصابت المساحة الخضراء فلن يكون ذلك إلا بعد ثماني أو تسع ضربات. أخسر بعض المال مقابل ابتسامة جميلة… يستحق الأمر.ابتسمت روان بخفة وقالت: "مرافقتك على العشاء لا بأس بها، لكن المراهنة على المال مملّة. فلنراهن على شيء آخر."سألها صالح مبتسمًا: "وعلى ماذا تراهن آنسة روان إذن؟"أجابت روان بثقة: "إذا استطعتُ أن أصل بالكرة إلى المساحة الخضراء خلال عشر ضربات، فعلى سيّد صالح أن يوقّع مع مكتبنا عقد استشارة قانونية لمدة سنة، إضافة إلى عقد وكالة في القضايا. وإذا احتجت إلى ضربة أقل، تزيد السنة سنة أخرى. أما إذا أصبت الهدف من أول ضربة، فحينها توقّع شركتكم مع مكتبنا عقدًا لمدة عشر سنوات، بحيث تكون كل قضايا شركتكم خلال هذه الفترة تحت رعايتنا. ما رأيك؟"ضحك صالح في سره: البنت ذكية! لم تنشغل 10000 دولار أو 20000 دولار هنا أو هناك، بل تحسبها على شكل صفقة كبيرة.مجموعة التوفيق بهذا الحجم، يكفي حجم قضاياها في سنة واحدة لإعالة مكتب محاماة صغير لعام كامل. لقد قلّلتُ من شأنها فعلًا.التفت صالح إلى مدير المكتب جل
Read more

الفصل232

قال شريف وهو يضيّق عينيه مازحًا: "يا سلام… الغرور بادٍ عليك، انظر إلى عينيك، كأنك أب ينظر إلى ابنه وهو يحمل شهادة تفوق."ابتسم حمدي بعذوبة وأجاب: "إنها تستحق أن أفخر بها."رد شريف عابرًا: "لا أعرف ما الذي يقوله هذان العجوزان معها، لكن الضحك لا ينقطع."وما إن أنهى كلامه، حتى اختفى الودّ والابتسامة من وجه حمدي، وتحوّلت ملامحه إلى البرود.ناول العصا للكادي، ثم خطا متوجهًا نحوهم."إلى أين؟" صاح شريف وهو يسرع خلفه.قال حمدي بصوت خافت بلا دفء: "سأذهب لأناقش عملًا."تعجّب شريف: "عمل؟ مع من؟"لكن حين رفع نظره ورأى الثلاثة يضحكون سويًا على مقربة، فهم الأمر على الفور.آه، هذا غَيرة… يريد أن يشغل هذين الرجلين حتى لا يظلا يلتفان حول روان. واضح أنه لم يعد يحتمل الأمر.ضحك شريف في سره، أخيرًا لم يستطع كتم غيرته أكثر.وقف حمدي أمام روان، أشعة الشمس خلفه ترسم ظلًا يغطيها.رفعت رأسها لتنظر إليه، وهو يرتدي اليوم زيًا رياضيًا رماديًا قاتمًا على عادته الباردة الأنيقة.لماذا جاء مجددًا؟ تساءلت روان في داخلها.حتى صالح نفسه استغرب.فهذا رئيس مجموعة درويش، الذي بالكاد يستطيع مقابلته مرة في السنة، وإن قابله ب
Read more

الفصل233

المطعم.اختار صالح جناحًا فاخرًا وكبيرًا بشكل مبالغ فيه.مع أنهم خمسة أشخاص فقط، إلا أن الطاولة كانت تكفي لعشرة.بادر صالح بلطف وهو ينحني قليلًا ليشد الكرسي لحمدي قائلًا: "تفضل يا سيّد حمدي."اعتاد حمدي على هذا النوع من المجاملة، فجلس بهدوء وكأن الأمر طبيعي.لكن بالنسبة لروان، كانت هذه أول مرة ترى بأم عينها كيف يتعامل الغرباء مع رئيس مجموعة درويش.الرجل الذي تعرفه بوجهه العابس الآن، المليء بالبرود والصرامة، بدا غريبًا عليها.لم تستطع أن توفق بين هذا الرجل البعيد المتعالي أمامها، وبين ذاك الذي اعتادت أن تراه في المطبخ مرتديًا مئزرًا يطهو لها الطعام.جلس حمدي أولًا، وجلس شريف إلى يمينه.أما صالح فاختار أن يجلس على يساره مع ترك مقعد فارغ بينهما، ليُظهر الاحترام دون أن يبتعد كثيرًا عن مجال الحديث.إلى جانب صالح جلس جلال، مدير مكتب المحاماة.أما روان، فقد تعمدت أن تختار المقعد الأبعد عن حمدي، وجلست مقابلة له تمامًا.أسند حمدي ظهره إلى الكرسي، وألقى نظرة باردة نحوها. مرّ في عينيه خيط خفيف من الخيبة ثم اختفى بسرعة.كان شريف قد لاحظ ذلك، فتنهد في سرّه: حقًا إنهما عاشقان تعيسان.ما إن جلس الجمي
Read more

الفصل234

هزّ شريف رأسه بيأس، فقد فهم أخيرًا أنّ هذا الأخ حمدي لا دواء له، قلبه أسير الحب ولا يعرف الخلاص.منذ صغره وهو هادئ متماسك، محاط بالمعجبات، ومن بينهن حتى سوسو التي كانت تلاحقه بإصرار، لكنه ظلّ باردًا لا يبالي بأي واحدة.كان شريف يظن أن حمدي عديم الشغف بالنساء أصلًا، حتى رأى ذات يوم صورة روان في بيته، وفهم حينها أنّ قلبه ليس فارغًا، بل محجوز لواحدة فقط.ومن أجلها… رفض الجميع.بعد العشاء، كان صالح قد شرب حتى الثمالة.استدعى مدير المطعم سائقًا خاصًا، فغادر صالح أولًا.عند مدخل المطعم، قال جلال مودّعًا: "سيّد حمدي، سيّد شريف، سننصرف نحن الآن."لم يعلّق حمدي، التزم الصمت.لكن شريف، وقد فهم ما يجول في خاطره، تولّى الكلام نيابة عنه: "هل ستستقلّان سيارة أجرة للعودة؟"أجاب جلال: "نعم، أنا وآنسة الشمري هنا في رحلة عمل، ونقيم في الفندق."ارتسم خط خفيف بين حاجبي حمدي.فهم شريف على الفور أنه لا يطمئن لترك روان تعود مع رجل في منتصف العمر وقد احتسى الخمر.فقال مباشرة: "سأوصل آنسة الشمري بنفسي، فأنا لم أشرب ويمكنني القيادة."ألقى جلال نظرة على هاتفه، وقد حجز بالفعل سيارة أجرة. فكر في نفسه: لو قلت هذا ق
Read more

الفصل235

بعد أن نجح المكتب في انتزاع الصفقة الكبرى مع مجموعة التوفيق، شرب العمّ جلال قليلًا في الغداء، وما إن عاد إلى الفندق حتى وقع في النوم.كان بعد الظهر خاليًا من أي التزامات، مما أتاح لروان بعض الوقت الحر.مدينة الجنوب تقع على الساحل، وهي من أشهر المدن السياحية في البلاد.الفندق الذي تقيم فيه روان يقع مباشرة على البحر، بإطلالة واسعة تنفتح على زرقة المحيط ورمال ذهبية باهتة.مع ارتفاع الحرارة إلى ثلاثين درجة في فترة ما بعد الظهر، بقيت روان مستلقية في غرفتها حتى قاربت الشمس على المغيب.ارتدت توبًا قصيرًا صيفيًا مع شورت، وضعت واقيًا شمسيًا، ارتدت نظارات سوداء، ثم خرجت إلى الشاطئ.ذلك الجزء من الشاطئ تابع للفندق نفسه، ولا يُفتح للعامة، لذلك لم يكن مزدحمًا.جلست روان تحت مظلة كبيرة على كرسي استرخاء، خلعت نظاراتها وحدّقت في الأفق.كانت الشمس الحمراء معلقة بين السماء والماء، الغيوم مصبوغة بالبرتقالي وأطرافها مذهّبة، والبحر يتلألأ كأنه زجاجة صودا برتقالية انسكبت فوقها حبات ألماس صغيرة، مشهد ساحر كالحلم.هبت نسمة بحرية محمّلة برائحة ملوحة، فبددت حرارة النهار.أسندت روان رأسها إلى الكرسي، تتأمل الغرو
Read more

الفصل236

قال فهد بنبرة مليئة بالتحقير: "رورو، اخبرتك مسبقًا… كل الرجال سواء. لا تظني أن حمدي سيكون أفضل مني. الآن صدّقتِ؟"أجابت ببرود: "أوه."ابتسم بخبث وأضاف: "رأيت خبر فسخ خطوبتكما… أنتما انفصلتما، صحيح؟ الآن أنتِ عزباء، هل يمكنني أن ألاحقك؟"قالت بحزم: "لا يمكن."وقفت روان، لم تعد تحتمل سماع هراء فهد.مدّ يده بسرعة ليوقفها، لكن قبل أن ينطق، التقطت معصمه بحركة خاطفة ولفّته بقوة حتى سُمع صوت عظامه تتألم.صرخ فهد من شدة الألم: "آااه—"سحبت روان يدها بازدراء، وعيناها لا تخفيان كرهها: "فهد، المرة الماضية أوضحت لك بما يكفي، لا تقترب مني ثانية. ألا تفهم؟"نظر إليها بنظرات عاشق مهووس، وقال متألمًا: "رورو، لا أستطيع… لا أستطيع أن أنساك."فردّت بقسوة:"أنت تجعلني أشعر بالقرف."ثم استدارت وغادرت دون أن تلتفت.لكنه لحق بها وهو يهتف: "حمدي كان يخونك مع تلك الممثلة وهو معك! ألم تلاحظي؟ ما إن فسختِ خطوبتكما حتى ظهرت شائعاته مع آمنة! أليس هذا السبب الذي جعلكِ تتركينه؟"شدّت روان شفتيها بصرامة، وملامحها ازدادت برودة، وأسرعت في خطاها من غير أن تجيب.تابع فهد بإصرار: "هل رأيتِ أخبار الليلة؟ هناك حفل ضخم في ال
Read more

الفصل237

بعد عودتها من مدينة الجنوب، كان ذلك في أواخر يناير.ومع اقتراب العيد، دخل مكتب المحاماة في إجازة.في يوم عودتها، أصيبت روان بالإنفلونزا في المطار، فمرضت.وبعد أن أنهت جلسة في المستشفى لأخذ المحاليل، قضت الأيام التالية طريحة الفراش، لا تتحرك إلا قليلًا، وكانت وجباتها الثلاث تحضرها لها الخادمة نادية إلى غرفتها.في اليوم السابق للعيد، جاءت نادية كعادتها تحمل الغداء إلى غرفة روان.سعلت روان قليلًا، ومسحت أنفها بمنديل قائلة: "خالتي نادية، غدًا العيد، أنهي عملك اليوم وارجعي إلى بيتك لتقضي العيد مع أسرتك."ترددت نادية وقالت بقلق: "لكن رورو، ما زلتِ مريضة، لو تركتك وحدك، من سيهتم بك؟"ابتسمت روان بخفة: "مجرد نزلة برد بسيطة، ليست أمرًا خطيرًا."قالت نادية: "ما رأيك أن أعيدك إلى عائلة الشمري؟ هناك أهلك يعتنون بك وأطمئن عليك."فقد كان محمود قد اتصل قبل أيام يسألها عن موعد عودتها.وكانت خطتها أن تعود إلى البيت فور بدء الإجازة، لكن الإنفلونزا جاءت قوية، ومع وجود طفل صغير في البيت، ومحمود لم يخرج من المستشفى إلا منذ أيام قليلة، خافت روان أن تنقل العدوى لهم، فبقيت في شقتها.قالت روان: "لن أعود الآن،
Read more

الفصل238

نظرت ريم بدهشة إلى وجه روان الشاحب الضعيف خلف الباب، وصاحت بصدمة: "رورو، كيف صرتِ بهذا الحال؟"ابتسمت روان ابتسامة واهنة وقالت: "لا بأس، لست مريضة جدًا."أسرعت ريم تمسك بيدها: "أحضرت معي طبيب العائلة، ليدعوه يفحصك.""مم."دخل الطبيب وفحصها، ثم أعطاها حقنة وكتب لها بعض الدواء.قال الطبيب إن حالتها ستتحسن غدًا، عندها تنفست ريم الصعداء: "غدًا العيد، وسترتاحين أخيرًا."…في يوم العيد، كانت البيوت كلها مزينة بالأضواء والزينات، والفرح يعم الأجواء.استيقظت روان متأخرة بعد نوم عميق.فتحت هاتفها فرأت عدة مكالمات فائتة: من محمود، ومن حبيبة، ومن صديقتيها المقربتين نيرمين وريم.كلها تسأل عن صحتها أو ترسل تهنئة بالعيد.اتصلت روان بـ محمود وقالت إنها ستعود قريبًا إلى البيت.فقال لها بصوت مفعم بالحنان: "رورو، هل ستعودين لتناول الغداء؟ نحن بانتظارك."نظرت إلى الساعة، كانت الحادية عشرة، وما زال الوقت مناسبًا للحاق بالغداء."حسنًا."قادَت السيارة نحو حيّ الفلل، متجهة إلى بيت عائلة الشمري.وفي الطريق، وقع بصرها على سيارة الكولينان المألوفة، برقم لوحتها الذي تعرفه جيدًا… سيارة حمدي.بيت عائلة درويش ملاصق
Read more

الفصل239

في بيت عائلة درويش.كانت الجدة العجوز جالسة على الأريكة في الصالة، تقلب بين مجموعة من الصور، تتمتم قائلة: "فتاة عائلة زاهد رقيقة فعلًا… وابنة عائلة كامل الثانية ملامحها جميلة ومتفتحة… وهناك أيضًا ابنة عائلة فوزي، تخرجت مؤخرًا من جامعة الإمبراطورية بدرجة الماجستير، مفعمة بالثقافة، لقد أعجبتني كثيرًا."ثم رفعت رأسها مبتسمة نحو حمدي: "يا حمدي، انظر إلى هذه الصور، ألا تعجبك إحداهن؟"لكن نظرات حمدي كانت غارقة في السواد، شارد الذهن.فمنذ لحظات في الحديقة، التقت عيناه بعيني رورو، ولاحظ وجهها الشاحب وشفتيها الخاليتين من الدماء… هل هي مريضة؟رفعت الجدة صوتها بانزعاج بعدما خفّت ابتسامتها: "حمدي! جدتك تكلمك، فيما أنت شارد؟"عاد حمدي إلى وعيه، ورفع بصره: "ماذا؟"وضعت العجوز الصور جانبًا، وقد بدا الاستياء على وجهها، رتّبت شال الحرير على كتفيها وقالت ببطء: "ابنة عائلة فوزي، لبنى، تخرجت للتوّ من الماجستير. رأيتها منذ أيام قليلة، فتاة هادئة ولطيفة وجميلة. بعد غدٍ، ستذهب مع والدتك لزيارتهم وتهنئتهم بالعيد، خذ وقتك وتعرف إليها أكثر."جلس حمدي على الأريكة، عيناه معتمتان: "لا وقت لدي."تجهم وجه الجدة، وقا
Read more

الفصل240

استهزأ حمدي بابتسامة ساخرة، وفي عينيه ومضة من الوحشة: "تفرقة ووقيعة؟ أنتم تبالغون، أنا وروان لم نتبادل الكلام منذ زمن طويل."قالت الجدة العجوز بنبرة حاسمة لا تقبل النقاش: "إذن اذهب للخطبة كما أقول لك."استدار حمدي، وخطا ببطء نحو السلم قائلًا بكلمة واحدة: "لن أذهب."صرخت الجدة غاضبة على ظهره وهو يبتعد: "لقد صرتَ أكثر تمردًا من أي وقت مضى!"كانت حنين تمسح على ظهر الجدة بيدها وتهدئها: "جدتي، لا تغضبي."استعادت الجدة أنفاسها، وقالت بامتعاض: "انظري يا حنين، هل هذا أسلوب؟ لم يعد يتحدث معي بجدية كما كان. في الماضي لم يكن يجرؤ على ذلك."قالت حنين بنبرة ناعمة مملوءة بالتصنّع: "صحيح، منذ أن ارتبط بروان تغيّر تمامًا. من قبل لم يكن ليرد على جدته بهذا الشكل أبدًا، لا شك أن روان هي التي حرّضته عليك."سألتها الجدة: "أأنتِ أيضًا ترين أن روان السبب؟"أجابت حنين مؤكدة: "بالطبع يا جدتي، كلما ذُكر اسم روان تغيّر أخي، لا أجد تفسيرًا آخر سوى أنها فرّقت بينه وبينك."ضحكت آمنة، وهي تأكل بذور دوّار الشمس، وتكلمت ببطء: "كلامك غريب يا حنين… أخبريني، هل سمعتِ بنفسك روان تهمس لحمدي بكلام لتفرّق بينه وبين جدته؟"ار
Read more
PREV
1
...
2223242526
...
30
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status