All Chapters of بعد عودة حبيبة اللعوب القديمة، كشفت الوريثة المدللة عن وجهها الحقيقي: Chapter 241 - Chapter 250

510 Chapters

الفصل241

في اليوم الثالث من العيد، جاء بعض الأقارب لزيارة البيت.جلست روان في الصالة تستقبل الضيوف وتحادث الكبار.وبينما الحديث جارٍ، سألت عمة ذات شعر مجعّد محمود قائلة: "أخي، كيف فسختم خطبة رورو مع عائلة درويش؟"أطرقت روان رأسها، وزفرت في سرّها، كما توقعت، لا مفرّ من هذا السؤال.ابتسم محمود بهدوء وردّ: "الأولاد لم يتفاهموا، فانفصلوا."فتدخّل أحد الأعمام قائلًا: "سمعت أن ذلك الشاب من عائلة درويش على علاقة بممثلة مشهورة، هل هذا صحيح؟"فكرت روان بسخرية: رجل بهذا العمر ويتكلم كالنمّامات؟أجاب محمود: "لا أدري، لكنه انفصل عن رورو، وما يفعله بعدها لا يعنينا."لكن العمة ذات الشعر المجعّد عادت تسأل بفضول: "ألم يكن يخون رورو وهو معها؟ هؤلاء أبناء العائلات النافذة مثل عائلة درويش، أكثرهم مستهترون، لا عجب إن لعب مع ممثلات أو عارضات أزياء."تدخلت حبيبة ضاحكة لتغيّر الموضوع: "حقيبتك جميلة جدًا! رأيتها في مجلة من قبل، أليست من إصدار السنة الجديدة؟"ابتسمت العمة وهي تنظر إلى حقيبتها: "نعم، أعجبتني من النظرة الأولى، أليست رائعة؟"قالت حبيبة: "جميلة جدًا، أردت شراء واحدة مثلها."ردّت العمة: "لكنها نفدت من السوق
Read more

الفصل242

قالت حبيبة بابتسامة وهي تغيّر الموضوع: "يا جماعة، أمور العاطفة دائمًا هكذا، لا أحد يستطيع أن يجزم بشيء."ثم لوّحت بيدها للطفل الذي كان يلعب بالقطع الخشبية مع لين في زاوية الصالة: "تعال يا حاتم، تعال عند عمتك."ترك حاتم لعبته وركض بخطوات سريعة نحوها.أخذت حبيبة حفنة من الحلوى من طبق الفاكهة وقدمتها له، ثم سألته بلطف: "قل لي يا حاتم، كيف كانت نتائج امتحانات نهاية الفصل؟ أي مرتبة حصلت عليها في الصف؟"كان حاتم ابن العمة ذات الشعر المجعّد، أصغر أبنائها، في الصف السادس الابتدائي. مشاغب، كثير الحركة، ودرجاته دائمًا سيئة، حتى أن المدرسة تستدعي والدته كثيرًا.ما إن سمعت العمة السؤال حتى تجمّد لسانها، وارتسمت على وجهها علامات الحرج.لكن حاتم لم يكترث، ورد ببراءة: "عمتي، حصلت على ٤٥ في الرياضيات، ٣٦ في اللغة الفصحى، ٥١ في الإنجليزية، ومركزي في الصف…"قاطعتْه أمه بسرعة وهي متجهمة: "كفى، لا تفضحنا أكثر، إن لم يكن يهمك فالأمر يهمني!"ردّ الصغير باعتراض: "ولمَ العيب؟ لقد تحسّنت! في الفصل الماضي كنت في المرتبة الثالث من الأخير، والآن أصبحت لخامس من الأخير!"فانفجر الأقارب ضاحكين جميعًا: "هههههههه… الأ
Read more

الفصل243

في الحديقة، كان عبير أزهار البرقوق يتناثر في الهواء، والريح الباردة تحمل معها ثلجًا متناثرًا.سقطت بعض حبات الثلج على شعر روان، لتذوب حالًا وتختفي.وقفت وسط الريح، تكاد تتهاوى.فهي ما زالت لم تشفَ من الإنفلونزا، والوقوف طويلًا في البرد أعاد إلى رأسها الألم.حين سمعت ردّ حمدي، أخفت حزنها في أعماق عينيها، ورفعت بصرها إليه قائلة بهدوء: "مم… لا بأس، في المرة القادمة فقط تذكّر أن تخلعها."انقبض حلق حمدي، وكاد صوته يختنق.صوت روان كان رقيقًا، ومع الريح بدا كأنها تبكي رغم محاولتها إخفاء ذلك: "أنا أعرف… حين نحب فنحن نحب بصدق، وحين نتوقف عن الحب، فذلك أيضًا بصدق."ارتجف عمود حمدي الفقري، وسرت برودة قاسية إلى أطرافه كلها.في عيني روان كانت هناك سكينة هادئة، لكنها سكينة حزينة: "أعترف أنني في البداية لم أستطع تقبّل الأمر. أنت كنت تقول دائمًا أنك ستبقى بجانبي، لم أفهم كيف تغيّرت فجأة. حاولت أن أجد لك مبررًا، أن أصدّق أن لك عذرًا، لكنك قلت لي إنني أتوهم. والآن فهمت… لا أحد يستطيع أن يتحكم في المشاعر."وخز الألم قلب حمدي، وظهرت غمامة حزن عابرة في عينيه.قالت روان بصوت بالكاد يُسمع، كأن الريح ستذروه:
Read more

الفصل244

كانت عائلة فوزي واحدة من العائلات العريقة في سرابيوم، معروفة بأنها أسرة مثقفة وذات مكانة علمية.كان كبير العائلة أستاذًا في كلية الآداب بجامعة سرابيوم، أما زوجته فكاتبة مقالات وأدب معروفة في الأوساط الثقافية. لم يُرزق الزوجان سوى بابن واحد يعمل في السلك الحكومي، وزوجته عضو في اتحاد الكُتّاب الوطني، وهي روائية مشهورة. أما حفيدتهم لبنى فقد أنهت مرحلتي البكالوريوس والماجستير من جامعة الإمبراطورية، أرقى جامعة في البلاد.كانت جدة عائلة فوزي على معرفة سابقة بجدة عائلة درويش، وبحكم عمل ابنها كانت العائلتان على تواصل مستمر.وقبيل رأس السنة، دعت جدة فوزي جدة درويش إلى مأدبة لمشاهدة أزهار البرقوق، وهناك ظهرت لبنى أمام جدة درويش، وقد راقت لها بأدبها ورصانتها.ومنذ عودتها، بدأت جدة عائلة درويش تفكر في تزويج حفيدها حمدي من حفيدة عائلة فوزي.ففي نظرها، المال ليس ما ينقص عائلتهم، لكن مقارنةً بعائلة الشمري ذات النفوذ التجاري، فإنها تفضّل الارتباط بعائلة علمية رفيعة المستوى مثل عائلة فوزي.وحين فاتحت جدة درويش نظيرتها فوزي بالفكرة، اتفقت معها تمامًا.فابن عائلة فوزي وحيد، يعمل في الدولة، والارتباط بـ ع
Read more

الفصل245

قال حمدي وهو ينظر إلى ساعته: "ألستِ ترين أنني لم أجد وقتًا بعد لإبلاغكم؟ الوقت تأخر، سآخذ الملف وأغادر فورًا."ارتسمت على وجه جدة عائلة درويش ملامح استياء، وصوتها حمل نبرة عتاب: "تناول العشاء أولًا ثم اذهب، وإن حدث شيء فأنا أتحمّل المسؤولية."ابتسم حمدي باستخفاف وأجاب: "كيف يكون ذلك؟ أنتِ وحدك لا تمثلين الشركة، انتظري قليلًا، ستصلك مكالمة تطلب حضورك اجتماع مجلس الإدارة."ثم ترك الجميع في القاعة وصعد الدرج غير آبه بأحد.نظر أفراد عائلة فوزي إلى بعضهم بدهشة.فقال كبيرهم: "يا سيدتي، هل يعقل أن حمدي لم يكن يعلم أن هذا اللقاء كان باتفاق من العائلتين كي يتعرف رسميًا على لبنى؟"ورغم أن الشيخ فوزي يكبر جدة عائلة درويش بعامين، إلا أنه بحكم مكانتها الاجتماعية كان يخاطبها بكل احترام.لكن جدة عائلة فوزي لم تُخفِ انزعاجها، وقالت بنبرة باردة: "ماذا تعني بتصرف حفيدك؟ تقف أمامه لبنى ولم يكلّف نفسه حتى بالسلام عليها، هل يتظاهر بالجهل أم أنه حقًا لا يعلم ما معنى هذا اللقاء؟"خفضت حنين رأسها تخفي سخرية في عينيها، وهي تتمتم في نفسها: ابنتكم لا تساوي شيئًا حتى يحييها أخي، ما هذه اللهفة؟ هل تموت شوقًا للزوا
Read more

الفصل246

صرخت جدة عائلة درويش بلهجة حادة: "لا تظن أنني لم أدرك أن تلك المكالمة كنتَ أنت من دبّرها، لا تحاول التذاكي عليّ، اليوم يجب أن تجلس وتتناول هذا العشاء!"وقف حمدي بثبات، ونظر إليها بعينين هادئتين وقال: "حسنًا، لن أتظاهر بعدم الفهم إذًا."ثم التفت نحو لبنى، وصوته بارد: "مرحبًا، أنا حمدي. آسف، لكن ليست لدي نية في الخطبة، ولم أعلم مسبقًا أن هذا اللقاء معدّ لذلك. حاليًا لا أفكر في علاقة أو زواج، لذا أرجو ألا تضيّعي وقتك معي."شحبت ملامح لبنى.أما هو فاستدار فورًا وغادر دون أن يهتم بردة فعل من خلفه.صرخت الجدة بغضب شديد: "قف مكانك يا حمدي!"لكن خطاه لم تتوقف، وسرعان ما اختفى عن أنظار الجميع.اشتعل غضب عائلة فوزي.ارتجف صدر الشيخ الكبير وهو يقول: "قد تكونون أصحاب نفوذ، لكن ليس من حقكم إهانة الناس هكذا. حفيدتي ليست عاجزة عن الزواج، أنتم من دعوتمونا وأصررتم على ترتيب هذا اللقاء، وفي النهاية بدا الأمر وكأننا نحن من نلحق بكم للتقرب!"ضاق نفس الجدة، وملامحها فقدت كل ما بقي من وقار.فتدخّلت نوال، زوجة ابنها، قائلة باعتذار: "الخطأ من حمدي، نعتذر منكم، أرجوكم لا تغضبوا."لكن أصوات الاعتراض من عائلة فو
Read more

الفصل247

في اليوم العاشر من الشهر القمري، عادت روان إلى مكتب الصفوة لتباشر عملها من جديد.وفي أول يوم لها، جاء زائر غير مُرحَّب به.دخلت حنين بثياب فاخرة من أحدث دور الأزياء، تحمل حقيبة هيرميس محدودة الإصدار، وتخطو بكعبها العالي بخيلاء حتى وصلت مباشرة إلى مكتب روان.كان الباب غير مقفل، فدخلت دون أن تطرق.رفعت روان بصرها عن الهاتف، حاجباها انقبضا قليلًا عند رؤيتها، ثم أنهت مكالمتها بسرعة:"حسنًا، نكتفي بهذا الآن، لدي أمر طارئ."جلست حنين على الأريكة كأنها صاحبة المكان، ورمت حقيبتها بجانبها، ثم أخذت تتفحص المكتب باستهزاء:"مكانك هذا صغير جدًا، هل يُسمى أصلًا مكتبًا؟"أغلقت روان الهاتف، ورفعت رأسها بوجه بلا تعبير: "ماذا تريدين هنا؟"ابتسمت حنين باستهزاء: "نسيت أن أخبرك، لقد استثمرت في مكتبكم، أنا الآن من المالكين الخفيين، أي أنك صرت تحت إدارتي."لم يتغير بريق عيني روان، وكأنها لم تُفاجأ: "وماذا بعد؟"ابتسمت حنين وقالت بلهجة مباشرة: "اليوم لا أحد غيرنا هنا، فلا داعي للمظاهر… روان، أنا حقًا أكرهك، هل تعلمين ذلك؟"رفعت روان كوب الماء بهدوء وارتشفت: "أحقًا؟ وأنا أيضًا لا أحبك."قهقهت حنين بلا مبالاة:
Read more

الفصل248

قال المدير من الداخل: "تفضلي."دخلت روان مباشرة وقالت بلا مقدمات: "مدير، أريد أن أقدّم استقالتي."تفاجأ المدير: "ماذا؟ أول يوم بعد العطلة وتريدين الاستقالة؟"في نظره، روان باتت بمثابة قطة الحظ للمكتب. فخلال رحلة العمل الأخيرة إلى مدينة الجنوب، ربحت بجرأة رهانًا صغيرًا وجلبت لمكتب الصفوة عقد استشارات قانونية وتمثيل قضائي لعشر سنوات مع مجموعة التوفيق، وهو العقد الأكبر في تاريخ المكتب. كيف يسمح لها أن ترحل بسهولة؟لكن روان لم تُخفِ شيئًا وقالت بوضوح: "حنين بيني وبينها عداوة شخصية، وأنا لن أعمل تحت إدارتها."المحامون غير الشركاء، مهما ظهروا لامعين، فهم في النهاية مجرد موظفين. كل قضية يتولونها يقتطع المكتب جزءًا من أرباحها، وهذا الجزء يذهب في النهاية للشركاء والمستثمرين.لذلك، مهما اجتهدت روان، تبقى مجرد عاملة لحساب غيرها.في السابق، لم تكترث لذلك، فقد كانت تريد الخبرة فقط. لكن الآن وقد أصبحت حنين من المستثمرين الرئيسيين في المكتب، فهذا يعني أنها ستعمل لحساب عدوّتها. والأسوأ أن حنين لن تفوّت أي فرصة لمضايقتها.روان لم تشأ أن تجلب لنفسها المتاعب، فقررت المغادرة.المدير أمسك رأسه بحيرة.ثمان
Read more

الفصل249

في الفترة الأخيرة كانت روان مشغولة للغايةمشغولة بالبحث عن مقرّ، وتوظيف الموظفين.وبعد جولات طويلة من البحث، استقرت أخيرًا على استئجار طابق كامل في أحد الأبراج المكتبية الواقعة في أكثر مناطق سرابيوم ازدحامًا وحيوية، ليكون مقرًا لمكتبها الجديد للمحاماة.أطلقت عليه اسم مكتب الأفق للمحاماة.وبحسب القوانين، يجب أن يكون الشركاء في المكتب محامين ذوي خبرة لا تقل عن ثلاث سنوات. روان كانت قد مارست المحاماة ثلاث سنوات في مدينة المرسى، ثم عادت لتعمل نصف عام في مكتب الصفوة. لكن العثور على شركاء آخرين لم يكن أمرًا سهلاً.ابن عمها سمير كان قد عرّفها على عدد من كبار المحامين المعروفين في سرابيوم، لكن معظمهم كانوا قد أسسوا مكاتبهم الخاصة وأصبحوا شركاء مستقلين، والقانون يمنع المحامي من أن يكون شريكًا في أكثر من مكتب في الوقت نفسه.ولهذا، بقي موضوع الشركاء أحد أصعب التحديات أمامها.…في أحد الأيام، جلست روان مع صديقتيها ريم ونيرمين في مقهى بولغاري لاحتساء شاي ما بعد الظهر.حين علمت ريم أن روان تستعد لافتتاح مكتبها للمحاماة، سارعت لتعرّفها على شخص ما.ريم قالت: "هل تتذكرين رفيع؟ كان معنا في نفس الدفعة، ل
Read more

الفصل250

"اهمم… نيرمين." قالت ريم وهي تلقي نظرة سريعة على روان، ثم سعلت لتلمّح إلى نيرمين ألّا تذكر أشخاصًا لا ينبغي ذكرهم.لكن نيرمين لم تكترث، لوّحت بيدها وقالت: "آه لا بأس، لقد مضى وقت طويل على الانفصال، ورَوان تجاوزت الأمر منذ زمن، أليس كذلك يا روان؟"ابتسمت روان بابتسامة تحمل بعض العجز وقالت: "تجاوزت الأمر فعلًا، لكنني الآن لا أفكر سوى في عملي، ولا اهتم بالرجال."نيرمين ابتسمت بمكر وقالت: "لا بأس، سأريكِ صورته، ربما تغيّرين رأيكِ."ريم اتسعت عيناها دهشة: "ما زلتِ تحتفظين بصوره؟"ردت نيرمين وهي تقلب في هاتفها: "ليس عمدًا، كنت أحتفظ بها في هاتفي أيام الجامعة، وبما أنّ الصور تزامنت تلقائيًا على السحابة فلم أمسحها، لذا ما زالت موجودة."ضحكت روان بخفة وقالت: "لم أكن أعلم أن السحابة مفيدة لهذه الدرجة."بعد دقائق، وجدت نيرمين صورة رفيع، فمدّت هاتفها إلى روان: "ها هي، هذا هو رفيع، وسيم، أليس كذلك؟"روان أطرقت برمشَيها وحدّقت في الصورة.كان المشهد في مكتبة؛ يجلس فتى بجانب النافذة يطالع كتابًا، وخلفه رفوف ممتلئة بالكتب.الشمس البرتقالية انسابت من النافذة لترسم ملامحه الحادّة، حاجباه القويان، عيناه ا
Read more
PREV
1
...
2324252627
...
51
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status