All Chapters of بعد عودة حبيبة اللعوب القديمة، كشفت الوريثة المدللة عن وجهها الحقيقي: Chapter 351 - Chapter 360

506 Chapters

الفصل351

لم يتوقع أحد أن يأتي الخطر بهذه السرعة.فبينما كانت الفتيات على وشك الوصول إلى باب المطعم، اندفع من بين الزحام رجلان ملثمان.كانا يرتديان أقنعة وقبعات بيسبول سوداء.أحدهما طويل القامة، يرتدي قميصاً أبيض قصير الأكمام، وعضلات ذراعيه بارزة ومغطاة بالوشوم.والآخر أقصر قليلاً، بدا أقل قوة من رفيقه.روان وسلافة تحركتا بسرعة، فتجنبتا الهجوم بخفة.صرخت سلافة بصوت حازم: "انتبهِي يا رئيسة! سأتعامل معهم وحدي، خذي الفتيات وابتعدن فوراً!"ثم تراجعت بخطوة جانبية لتفادي طعنة السكين، وردّت بلكمة قوية ارتطمت بوجه الرجل الضخم.أما جود وشمس فقد تجمدتا من الرعب، أصبحت وجوههن شاحبة كالأوراق.ذكريات جود المخيفة عادت إليها فجأة: يوم كانت تعمل في مكتب الصفوة، حين اندفع أحد المعتدين بسكين، وأمسكت بها المحامية نهى لتتلقى الطعنة مكانها... ذلك الرعب جعل جسدها الآن يرتجف ولا يقوى على الحركة.لكن روان لم تسمح لها بالجمود، جذبتها بيد بينما أمسكت شمس بالأخرى: "اركضا بسرعة!"أفاقت جود من صدمتها وبدأت تركض خلف روان.أما شمس، فلم تحتمل الموقف، رجلاها ترتجفان، وزاد الطين بلة أنّها كانت تنتعل حذاءً بكعب عالٍ، فما لبثت أن
Read more

الفصل352

وصلت الشرطة وسيارات الإسعاف بسرعة.تم القبض على الرجلين المسلحين واقتيادهما من قبل الشرطة.في المستشفى، أمام غرفة الطوارئ، كانت سلافة وجود في غاية القلق.راحت جود تمشي ذهاباً وإياباً في الممر وهي تهمس لنفسها: "المحامية روان ستكون بخير... ستكون بخير لا محالة..."أما سلافة فبقيت مسنودة إلى الحائط، وجهها متجهم وشفتيها مطبقتان، عيناها خافضتان في صمت ثقيل.سرعان ما وصل محمود ومعه حبيبة مذعورَين.قال محمود بلهفة وهو يتوجه إلى سلافة: "كيف حال رورو الآن؟"خفضت سلافة عينيها، ملامحها مليئة بالأسف، وقالت بصوت مبحوح: "الرصاصة أصابت صدرها... لا نعلم إن كانت قد اخترقت القلب."ارتج جسد محمود، وكاد أن يسقط من الصدمة."كيف حدث هذا؟!" قال مذهولاً، عيناه تلمعان بالحزن.قالت جود والدموع تملأ عينيها: "الطلقة لم تكن موجهة إليها أصلاً... كنت أنا المستهدفة. هي دفعتني بعيداً... ولولاها لكنت أنا المصابة... آسفة، كل هذا بسببي..."تقدمت سلافة بوجه جاد وقالت: "سيدي، الخصوم لم يكونوا أشخاصاً عاديين. قاتلتُ الاثنين، وكان واضحاً أنهم مرتزقة محترفون. ثم إنني رأيت على مؤخرة عنق أحدهم وشماً، إنه شعار المرتزقة التابعين ل
Read more

الفصل353

بعدما أنهى حمدي كلامه، لاحظ محمود أنّه هو الآخر مصاب.كان يرتدي قميصاً أسود، فلم يظهر عليه الدم، لكن الدم تساقط على يده البيضاء كالعاج، فبانت الحمرة أكثر وضوحاً.حتى جود انتبهت لذلك.هي لم تفهم تماماً ما يعنيه "أبو زيد" أو "دولة ألف" أو القوى هناك، لكنها فهمت شيئاً واحداً: أنّ من هاجمهم لم يكونوا رجالاً عاديين. وهذا يفسّر كيف امتلك أحدهم سلاحاً نارياً، رغم أن دولة الشمال تمنع حمل السلاح.قالت جود مذعورة: "سيدي حمدي! أنت أيضاً مصاب، عليك أن ترى الطبيب فوراً!"لكن حمدي هز رأسه قائلاً بهدوء: "سأبقى هنا مع روان."التفت محمود، عيناه محمرتان من الغضب والقلق، وحدّق في حمدي بنظرة حاقدة:"إن حصل شيء لابنتي روان..."توقف، إذ لم يستطع أن ينطق عبارة "إن لم يستطيعوا إنقاذها".ثم تابع وهو يضغط على أسنانه: "سأجعل عائلة درويش تدفع الثمن، حتى لو أنفقت كل ما أملك!"خفض حمدي رأسه وقال بجدية: "أبو زيد أُلقي القبض عليه بالفعل، هذه المرة لن يفلت."ثم رفع عينيه لينظر إلى محمود مباشرة، وقال بصوت خافت: "يا عمي، إن حدث شيء لروان... فسأدفع حياتي ثمناً لها."أُصيب الجميع بالذهول من كلماته:محمود، حبيبة، جود... وح
Read more

الفصل354

رأى فهد خبر الحادث في نشرات الأخبار، ثم شاهد بعض المقاطع التي التقطها المارة على الإنترنت.وحين وقعت عيناه على مشهد روان وهي تتصارع مع المهاجمين، انقبض قلبه بشدة.وما كاد يفيق من الصدمة حتى رأى مقطعاً آخر لروان وهي تُنقل على عربة الإسعاف.اشتد الخوف في صدره، وأمسك هاتف مساعده يتصل بها مراراً، لكنها لم تُجب.جنّ جنونه، فألقى بكل ما في يده من عمل واندفع مسرعاً نحو المستشفى.لكنه لم يكن يعرف إلى أي مستشفى نُقلت روان.ففي مكان الحادث كانت هناك ثلاث مستشفيات قريبة، فبدأ يبحث فيها واحدة تلو الأخرى، حتى وصل إلى الأخيرة، وهناك، أمام غرفة الطوارئ، لمح بعض الوجوه المألوفة.هرع بفوضى وقلق، وأمسك بيد حمدي: "حمدي! كيف حال روان؟"لكن حين لمس يده شعر بلزوجة غريبة، فنظر للأسفل ليجد الدم يغطيها. ارتجف فهد من الصدمة.انتزع حمدي يده ببرود، وقال بصوت بارد: "ما زالت في الداخل."سأل فهد بحدة: "ما الذي يحدث بحق الله؟! سمعتُ أن أحد الشهود قال إنها أُصيبت بطلق ناري! كيف امتلك المهاجمون سلاحاً نارياً في دولة ممنوعة فيها الأسلحة؟"ثم اتسعت عيناه فجأة: "أهو أبو زيد؟! هل عاد لينتقم؟"لكن حمدي زمجر بصوت حاد ونظرة ق
Read more

الفصل355

قالت نوال للممرضة بقلق: "من فضلكِ، خذيه ليعالج جرحه."لكن حمدي ظل واقفاً مكانه، عيناه تائهتان مثبتتان على كلمة "جراحة" المضيئة أعلى غرفة الطوارئ، لم يرمش ولم يتحرك.مسحت نوال دموعها، ثم دفعت ابنها بخفة وقالت له:"اذهب واضمد جرحك. أتريد أن تستيقظ روان وتراك بهذا الشكل؟"وكأن كلماتها اخترقت أذنه هذه المرة.أومأ حمدي بخفة، وخطى خطوات بطيئة خلف الممرضة ليبتعد.تنهدت نيرمين وهي تنظر إلى ظهره وهو يبتعد، وقالت في سرها: "حقاً... حبيبان تعيسان."وما إن ابتعد حمدي، حتى أمسكت نوال بذراع زوجها جاسم درويش بقوة، تسحبه خلفها: "تعال معي!"كانت عيناها تقدحان شرراً، وملامحها متجهمة، تسحب جاسم خارج المستشفى بعنف، والناس يرمقونهما بنظرات فضول وهمسات.وحين وصلا إلى الخارج، انتزع جاسم ذراعه وصاح: "ماذا دهاك؟! اتركيني!"لترد نوال بصفعة مدوية على وجهه: "طاخ!"صرخ جاسم بغضب: "هل جننتِ؟"لكن نوال لم تتمالك نفسها، فهتفت:"أنا؟ جننت؟ لو لم تخني قديماً، وتترك تلك المرأة تنجب طفلاً غير شرعي منك، لما وصلنا إلى هذه الكارثة! كدتَ تفقد ابنك اليوم بسبب ابنك الآخر! كاد أبو زيد أن يقتل حمدي، أتفهم ذلك؟"تجمد وجه جاسم وقال
Read more

الفصل356

"تسمم؟" شهقت نوال غير مصدّقة ما تسمعه.بدأ الطبيب يسرد سلسلة طويلة من المصطلحات الطبية المعقدة، فلم تفهم الكثير.ثم أعاد الشرح بلغة أبسط، فاستوعبت أخيراً:جاسم درويش تسمم بسمٍّ مزمن، يذوب في الماء بلا لون ولا طعم، تناوله بجرعات صغيرة لا يُظهر أعراضاً واضحة، لكن مع الوقت يتغلغل في الأعضاء الداخلية ويفتك بها حتى يُودي بحياة الإنسان.في الوقت الذي كانت فيه روان ما تزال تحت الإنعاش، أُدخل جاسم بدوره إلى غرفة الطوارئ.وأصدرت المستشفى بلاغاً بخطورة حالته، فوقعت نوال على الاستمارات، وهي في حالة ذهول وشرود.بدأت بعض التفاصيل تتضح أكثر في ذهنها:فقد لاحظت في الفترة الأخيرة أنّ جاسم يعاني من تساقط شعر شديد، لكنها لم تُعر الأمر اهتماماً، وظنت أنّه طبيعي بحكم العمر، فكثير من الرجال في سنه يُصابون بالصلع.كما لاحظت تراجع شهيته، واسوداداً تحت عينيه، وتعباً بادياً على ملامحه الشاحبة المنهكة.لكنها لم تكترث، فبعد خيانته قبل أكثر من عشرين عاماً، انطفأت مشاعرها نحوه، وظلت العلاقة بينهما مجرد واجهة اجتماعية بلا دفء.حتى جاسم نفسه كان يشعر أنّ جسده ينهار يوماً بعد يوم.ورغم أنّ مجموعة درويش أصبحت تحت إدار
Read more

الفصل357

كانت تهز رأسها وتهمس لنفسها، لا تعرف إذا كانت تحاول إقناع نوال أو إقناع نفسها.كيف يمكنها قبول أن حفيدتها التي ربتها بيدها قد قامت بتسميم ابنها؟كان قلب نوال ممتلئاً بالألم والارتباك، ووجهها يعبّر عن ذلك.عندما رأت نوال أن الأمور خرجت عن السيطرة، نظرت إلى سيدة عائلة درويش نظرة باردة، ثم قالت بنبرة هادئة:"أنا لن أقول شيئاً آخر. يجب أن أتصل بالشرطة، وإذا كانت توقعاتي صحيحة، فإن حنين قد أضافت جريمة جديدة إلى سجلها، القتل العمد."ثم أخذت هاتفها وأتصلت بالشرطة، استعداداً للذهاب إلى السجن لرؤية حنين، هذه الفتاة التي خانت كل شيء وأصبحت أداة في يد أبو زيد.بعد فترة طويلة من الانتظار، أخيرًا فتح باب غرفة الطوارئ.حمدي ورفيع ومحمود اقتربوا في نفس الوقت، وفتحوا أفواههم في آنٍ واحد.حمدي: "كيف حال روان؟"رفيع: "كيف حالها؟"محمود: "ماذا عن ابنتي؟"بقي الجميع في صمتٍ تام، ينتظرون أخباراً جيدة، لكن القلق يسيطر عليهم.أزال الطبيب قناعه، وابتسم بابتسامة متعبة، وقال: "المريضة الآن أصبحت في مرحلة الأمان، تم نقلها إلى غرفة العناية المركزة، يمكنكم زيارتها بعد ثلاثة أيام."أخذ الجميع نفساً عميقاً من الراحة
Read more

الفصل358

كانت روان قد نجت بأعجوبة، واستعادت حياتها من حافة الموت، لكن حال جاسم درويش لم يكن مبشراً.قال الأطباء إن جاسم قد تسمم منذ فترة طويلة، والسم تسلل إلى أحشائه كلها، حتى أصبح ميؤوساً من علاجه.عندما سمعت الجدّة من عائلة درويش هذا الخبر، أظلمت عيناها وسقطت فاقدة الوعي.في اليوم التالي، ذهبت نوال إلى السجن.من خلف الزجاج، جلست حنين مرتدية زي السجن، فيما جلست نوال بالخارج، وتبادلت معها الحديث عبر الهاتف.ارتسمت على وجه حنين ابتسامة ساخرة: "يا للعجب يا سيدة درويش، لم أظن أنني سأراك هنا يوماً!"منذ أن كُشف حبها لحمدي وتلقّت منها صفعة على وجهها، لم يعد بينهما أي مظهر من مظاهر "الأمومة والبرّ".وبعد أن تم طردها من عائلة درويش، تغيّر خطابها من "أمي" إلى "سيدة درويش".طوال فترة اعتقالها ومحاكمتها وتنفيذ حكمها، لم تذهب نوال لرؤيتها مرة واحدة، بينما كانت الجدة هي الوحيدة التي زارتها مرتين، لا تزال غارقة في تدليلها. حتى بعد أن تسمم جاسم درويش واقترب من الموت، كانت لا تزال ترفض تصديق أن حنين قد تكون وراء الأمر.حدّقت نوال بعينيها الباردتين وقالت مباشرة: "هل أنتِ من سمّم جاسم؟"أظهرت حنين دهشة مصطنعة،
Read more

الفصل359

"انتهى الوقت." قال السجّان.أُغلِق الهاتف، وأُعيدت حنين الى زنزانتها.وقبل أن تغادر، التفتت للخلف، وألقت على نوال ابتسامة ذات مغزى.......في اليوم السابق، بعد أن تجاوزت روان مرحلة الخطر، أخبرت نوال ابنها حمدي بأمر تسمم جاسم درويش.لقد تغلغل السم في جسده و لم يعد هناك أمل في العلاج. لم يعد هناك من جدوى إبقائه في غرفة العناية المركزة، فنقله الأطباء إلى غرفة عادية ليمضي أيامه الأخيرة بين عائلته.أما الجدة من عائلة درويش فقد تلقت صدمة كبيرة، فأصيبت بنوبة قلبية وسقطت مغشياً عليها، وهي الآن راقدة في المستشفى.منذ ليلة البارحة، كان حمدي إلى جانب سرير والده، ولم يبرحه إلا لزيارة جدته.بعد أن غادرت نوال السجن وتناولت الغداء في الخارج، توجهت إلى المستشفى.داخل غرفة جاسم درويش، نظرت نوال إلى حمدي قائلة: "هل تناولت طعامك؟"هزّ رأسه: "لا يوجد لدي شهية لتناول الطعام."قالت بحدة: "حتى إن لم تكن لديك شهية، عليك أن تأكل. لقد أصبتَ أيضاً، لا يمكنك أن تتحمل دون تناول الطعام."ثم التقطت هاتفها واتصلت بمساعده لمعي راشد: "أحضر لحمدي وجبة غداء فوراً."فأجاب: "حاضر سيدتي."منذ البارحة، حين أصيبت روان، كان لم
Read more

الفصل360

بعد عودة الجد من عائلة درويش إلى سرابيوم ورؤيته لابنه جاسم درويش في المستشفى، دعا في تلك الليلة اثنين من قادة الشرطة و الضابط المسؤول عن التحقيق في قضية تسميم جاسم إلى منزله.في قاعة استقبال الشاي التابعة لعائلة درويش.حين رأوا الجد، وقف الثلاثة جميعاً باحترام وقالوا بصوت واحد: "سيدي درويش."رغم مكانته العالية ونفوذه، لم يتعامل الجد يوماً بتكبّر. أومأ برأسه إيماءة خفيفة وأشار إليهم بالجلوس: "تفضلوا، اجلسوا."كانت القاعة واسعة، تتوسطها طاولة خشبية مستطيلة وُضعت عليها أدوات شاي زجاجية.جلس الجد في المنتصف، يواجههم مباشرة، بينما جلس حمدي عن يمينه.أما الثلاثة، فلم يجلسوا فوراً، بل توجهوا أولاً نحو حمدي لتحيته واحداً تلو الآخر: "مساء الخير، السيد حمدي."فأجابهم بأدب، عندها فقط جلسوا قبالة الجد. وبعد تعريف مقتضب بأنفسهم، بدأوا في عرض مستجدات التحقيق.كان الجد قد استمع فور وصوله إلى سرابيوم لتفاصيل حالة جاسم درويش.الشرطة بدورها كانت قد توصلت إلى بعض الخيوط.تحدث الضابط المسؤول، ويدعى أنور، وهو رجل في الأربعين من عمره ذو ملامح صارمة:"بحسب ما ذكرت السيدة نوال، فإن حنين هي المشتبه الرئيسي. عر
Read more
PREV
1
...
3435363738
...
51
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status