في منتصف أيار، أنهى كبير عائلة درويش جولته الخارجية وعاد إلى البلاد ليودّع زوجته وابنه.تحدّد موعد جنازة جاسم درويش والسيدة الكبيرة في العائلة في السابع عشر من أيار.في ذلك اليوم، كان الجو قاتماً، والغيوم الرمادية الثقيلة متدلية في السماء، والهواء مشبع بالكآبة.على بعد خمسة عشر كيلومتراً شمال بيت العائلة العتيق، يقع مدفن خاص، يرقد فيه أسلاف عائلة درويش جيلاً بعد جيل.صفوف من الشواهد الحجرية منتصبة في صمت، كأنها حراس الزمن، شاهدة على رحيل الأرواح واحداً تلو الآخر.واليوم، أضيف شاهدان جديدان، منقوش عليهما أسماء الراحلين وتواريخ ميلادهم ووفاتهم.المشيّعون، بملابسهم السوداء ووجوههم الثقيلة بالأسى، دخلوا بخطوات بطيئة إلى هذا المكان الموحش.القبران موضوعان واحداً فوق الآخر، دلالة على اختلاف المرتبة بين الابن والأم.الجو مهيب حول الضريح والجميع جليل وموقر.بدأت المراسم.ارتفع صوت رجل الدين بنبرة خاشعة وجليلة، يقود الحاضرين في الدعاء والتضرع والذكرى.انحنت الرؤوس بصمت، والوقت بدا متثاقلاً كأنه توقف.وأخيراً، حان وقت الوداع.تقدّم الحاضرون واحداً تلو الآخر، يضعون الزهور على قبور الموتى.حتى محم
Baca selengkapnya