All Chapters of بعد عودة حبيبة اللعوب القديمة، كشفت الوريثة المدللة عن وجهها الحقيقي: Chapter 421 - Chapter 430

506 Chapters

الفصل421

في اليوم الأخير من شهر مايو، سافرت روان في رحلة قصيرة إلى مدينة المرسى.كانت قد جاءت إلى هذه المدينة للعمل بعد أن تشاجرت مع أسرتها، وهناك التقت بفتاة أثناء بحثها عن سكن للإيجار.تلك الفتاة تُدعى رجاء، وكانت جارة لروان، تعمل في مجال المبيعات، تتميز بشخصيتها الحيوية المنفتحة، وحسن تعاملها، وسرعة ألفتها مع الناس.تتذكر روان أنه في أحد الأيام خرجت من البيت ونست أخذ مفاتيحها، فاتصلت بصاحبة المنزل، فأخبرتها الأخيرة بأنها ذهبت لاصطحاب ابنتها من المدرسة، وطلبت منها الانتظار قليلًا.وقفت روان أمام الباب في انتظارها.كانت رجاء تقيم في الشقة المقابلة تمامًا. وما إن رأت روان واقفة في الخارج حتى بادرتها بسؤال لطيف: "هل نسيتِ المفاتيح، أيتها الآنسة؟"أومأت روان قائلة: "نعم، لدى صاحبة البيت نسخة احتياطية، وقد اتصلت بها للتو، لكنها مشغولة، وطلبت مني أن أنتظر نصف ساعة."فسألتها رجاء: "هل تحبين أن تأتي إلى شقتي لتجلسي قليلًا؟"في ذلك الوقت، كانت أوقات عملهما ومواعيد خروجهما وعودتهما متقاربة، فكانتا تلتقيان كثيرًا. وبعد عدة تحيات بادرت بها رجاء، بدأتا تتعرفان أكثر، وإن ظلّت معرفتهما سطحية في البداية لا ت
Read more

الفصل422

السماء وكأنها انشقّت ، وانهمرت منها الأمطار الغزيرة بلا توقف.وتحت سقف المنزل، تجمّعت قطرات الماء وتحوّلت إلى ستار مائي يحجب الرؤية.لم تكن طرق القرية معبّدة؛ فكل ما يحيط بالبيوت هو ممرات طينية موحلة.اختلط المطر بالتراب، فصار الطريق بركًا لزجة تنغرز فيها القدم حتى تكاد تضطر لانتزاعها بقوة مع كل خطوة تُتخذ، أما التقدم إلى الأمام فكان معاناة بحد ذاته.عاد زوج رجاء من البلدة القريبة بعد ذهابه صباحًا إلى السوق الأسبوعي.كان مبللًا بالكامل، وقد غطت قدميه طبقات من الطين الأصفر.سلّم لرجاء قطع اللحم الطازج التي اشتراها، ثم وضع المظلة تحت السقف، ووقف قرب الجدار ليغيّر حذاءه.أخذت رجاء المشتريات إلى المطبخ، ثم عادت نحو روان قائلة: "روان، ما رأيكما أن تبقيا عندي بضعة أيام أخرى؟ الجو خطير جدًا للخروج، والطريق صعب."وقفت روان تحت السقف، تحدّق في ستار المطر المتساقط، وقالت بقلق:"وصلتني رسالة للتو… تم إلغاء الرحلة بسبب الأحوال الجوية."قالت رجاء: "هذا موسم الأمطار هنا. كل سنة تهطل علينا أمطار كهذه لأيام متتالية."ظلت روان تحدّق في سيل المطر المنهمر، والقلق يشوب ملامحها.حاولت رجاء تهدئتها قائلة: "
Read more

الفصل423

لم تكن روان ممن يحفظن أرقام الهواتف؛ كانت جميع أرقام أهلها وأصدقائها محفوظة في جهات الاتصال، وكلما احتاجت إلى الاتصال بأحد، فتحت القائمة واتصلت مباشرة.ولم يخطر ببالها يومًا أنها ستقع في مثل هذا الموقف.فالآن، هاتفها معطّل، وهاتف سلافة فارغ من الشحن، وهي لا تحفظ أي رقم، حتى لو استعارت هاتف رجاء فلن تتمكن من طلب أي رقم.ازداد شعور رجاء بالذنب وقالت بأسى: "لو كنت أعلم أن سيولًا ستجتاح القرية، لما سمحت لكِ بالمجيء. كنا أنا وزوجي سنذهب إلى سرابيوم لزيارتك."قالت روان: "لا تقولي هذا… لو ذهبتِ أنتِ وزوجكِ، فماذا عن ابنك؟"كان ابن رجاء في الثانية من عمره فقط، يحتاج إلى رعاية مستمرة.فحماتها وحمّيها توفّيا، وفي بيت أهلها لم يبقَ إلا أمّ مريضة ضعيفة لا تستطيع مساعدتها في رعاية الطفل.ولهذا السبب، وبسبب طفلها تحديدًا، طلبت رجاء من روان أن تأتي بنفسها.قالت روان بصدق: "لا تلومي نفسك، فالأمر ليس خطأك. مثل هذه الكوارث الطبيعية لا يمكن لأحد التنبؤ بها. ثم إن فرق الإنقاذ ستصل قريبًا، ويوم واحد بلا تواصل لن يحدث شيئًا. لقد اتصلت بوالدي قبل قليل وطمأنته."في اليوم الذي وصلت فيه روان، كان الجو صحوًا تما
Read more

الفصل424

قالت روان بهدوء: "حسنًا."كان زوج رجاء يجلس خلف الموقد يشعل النار، بينما كانت سلافة تلعب مع الطفل سهيل، ابن رجاء البالغ سنتين ونصف.عندما أنهت روان غسل الخضار، التفتت خلفها فرأت سلافة تلعب مع الطفل بانسجام، فرفعت حاجبًا مبتسمة وقالت: "سلافة… لم أتوقع أنكِ تحبين الأطفال."فهي في العادة باردة الملامح، يكسوها شيء من القسوة والصرامة، ولا تبدو أبدًا كشخص يحب الأطفال.كانت سلافة تمسك بدمية "أولترا مان" وتلاعب الصغير، دون أي تعبير واضح على وجهها وقالت بنبرة محايدة: "هذا الصغير… ممتع نوعًا ما."روان: "..."رجاء وزوجها: "..."سكون.صمت محرج.وجمود في المشهد.وبعد لحظة، أطلقت روان ضحكتين مرتبكتين وهي تقول لرجاء:"آسفة… آسفة، صديقتي قليلة المجاملة، لا تعرف كيف تختار كلماتها. لا تعتقدي أنها قصدت شيئًا سيئًا، هي فقط… كانت تقول إن سهيل لطيف."ارتعش فم رجاء قليلًا وقالت: "صديقتك… مميزة فعلًا."روان سارعت بالتفسير: "هي لا تتعامل مع الأطفال كثيرًا… فشعرت أن الأمر جديدًا."……بعد أن انتهى الطعام، جلس الجميع حول طاولة مستديرة يستعدون للأكل.وفجأة رنّ هاتف رجاء.نظرت إلى الشاشة وقالت لروان: "رقم من سرابيو
Read more

الفصل425

قال الرجل بصوتٍ منخفضٍ مبحوح: "لستُ وحدي في الطريق، أنا ولمعي نتناوب على القيادة. روان… لن يطمئن قلبي إلا عندما أراكِ."كانت المسافة بينهما أكثر من تسعمائة كيلومتر، وحتى في الظروف العادية يحتاج قطعها إلى أكثر من عشر ساعات. فكيف والأمر في مدينة المرسى حيث الفيضانات تجتاح الطرق، ما يجعل الوصول إليها يستغرق وقتًا أطول بكثير.اشتدت قبضة روان على الهاتف، وارتجف قلبها، وبدأت عيناها تلتمعان بالدموع.ورغم أن مشاعرها كانت تفيض تأثّرًا، إلا أن كلماتها خرجت محمّلة بالحدّة: "من قال لك أن تأتي؟ الوضع هنا خطير بسبب الفيضانات! لا تكن دراميًا. لو أصاب ابن عائلة درويش المدلل مكروه، فلن أتحمّل تلك المسؤولية. أنا بخير… ارجع فورًا ولا تأتِ."ابتسم حمدي بمرارة وقال: "لم يطلب مني أحد أن آتي… أنا أردت ذلك. واطمئني، إن حدث شيء فسيكون خطئي وحدي، لا علاقة لكِ به."اشتدّ الألم في حلق روان، وامتلأت عيناها بالدموع: "حمدي! أنا أمنعك… ارجع فورًا!"فالقرية التي تقيم فيها كانت نائية، محاطة بالمياه من كل جهة، وما زال خطر الانهيارات الطينية قائمًا.وصول حمدي إليها يعني تعريض نفسه لخطر كبير.ولم تكن لتسمح له بذلك.لكن حم
Read more

الفصل426

لم يسبق لروان أن رأت حمدي في حالةٍ من الإرهاق كهذه.لسعها شعور غريب في صدرها، واختنق أنفها بمرارة مفاجئة.وبدون أن تفكّر، اندفعت نحوه من الخلف، واحتضنته."جئتَ..."كلمات خفيفة، لكن وقعها في قلبه كان أثقل من الجبال.تصلّب جسد حمدي في لحظة.يا لروعة هذا العناق الذي طال شوقه إليه…كم من الليالي تمنى هذا القرب!كان الأفق مغمورًا بلمسة برتقالية لطيفة، كأن رسّامًا نثر ألوانه على صفحة السماء.ارتفع دخان المواقد مع ضباب الصباح، يلتفّ أحدهما بالآخر كعاشقين التقيا بعد فراق طويل.تجلّت ظلال الأشجار مع تباشير الضوء الأولى، وقطرات الندى تهبط بهدوء، كأنها تمسّ روحَي العاشقين وتحرّك في قلبيهما الدوائر الرقيقة.كان كل شيء جميلًا…حتى بدا وكأنه حلم.وحمدي واقف، وروان تعانقه من الخلف بلطفٍ لا يُحتمل، والوقت توقف، والعالم صمت.لم يجرؤ على الحركة، خشية أن يستيقظ من هذا الحلم الجميل لو تحرك قيد أنملة.ولم يتحدثا.كان الصمت بينهما أبلغ من الكلام، وامتدّ هذا الصمت كأنه قرن كامل.ثم التفت حمدي إليها.أول ما رأته روان هو بروز تفاحة آدم لديه ترتجف قليلًا من التوتر.ثم ارتفعت نظراتها إلى عينيه السوداوين العميقتي
Read more

الفصل427

كان التعب واضحًا في عيني حمدي وهو يومئ برأسه نفيًا.قالت روان بلطف: "اصعد إلى الطابق العلوي وارتَح قليلًا."أجابها بصوتٍ دافئ: "حسنًا."وبعيدًا عنهما، ارتفعت أصوات متداخلة، فالتفتت روان لترى فرق الإنقاذ وقد وصلت إلى القرية.كانت رجاء قد استيقظت أيضًا على الضجيج، ونزلت وهي تفرك عينيها: "ما هذا الصوت؟"ردّت روان: "فرق الإنقاذ وصلت."اقتربت رجاء، وحين رأت الرجل الواقف أمام روان، توقفت فجأة وقالت بتردد: "ومن هذا…؟"ترددت روان لحظة ثم قالت: "هو… السيد الذي اتصل البارحة. اسمه حمدي، من عائلة درويش."ارتفع صوت رجاء بخفة وهي تقول: "آه، إذًا هو ذلك السيد!"ونظرت إلى روان نظرة مليئة بالمعنى والفضول.وبهذه اللحظة، عاد لمعي— الذي كان قد انسحب قليلًا ليترك لهما مساحة— وتقدم بخطوات محترمة وقال:"صباح الخير يا آنسة روان."ابتسمت روان وردّت التحية: "صباح النور يا أستاذ لمعي، شكراً لك."ثم التفتت إلى رجاء وقالت: "هذا صديق السيد حمدي… اسمه لمعي، من عائلة راشد."بادرت رجاء بالترحيب: "أهلًا بكما، تفضلا للداخل بدل الوقوف في الخارج."قالت روان وهي تنظر لرجاء: "رجاء، لم يغمض لهما جفن منذ ليلة أمس… هل يمكنك تج
Read more

الفصل428

هزّت روان رأسها وقالت: "لستُ جائعة بعد… فتناول الطعام أنت أولًا، وسأتناوله لاحقًا."وعلى الجهة المقابلة، كان لمعي يأكل بشهية واضحة، يصدر صوتًا مسموعًا وهو يلتهم الشاورما: "يالها من نكهة رائعة!"رفع حمدي نظره مجددًا نحو روان.ابتسمت له ابتسامة هادئة وقالت: "لقد استيقظتُ للتو، ولا أشعر بأي رغبة في الطعام الآن. تفضّل أنت."وعندها فقط بدأ حمدي بالأكل.لقد مرّ وقت طويل منذ آخر مرة تناول فيها طبقًا أعدّته روان.اشتاق لتلك النكهة…وما زالت كما هي.كان حمدي ولمعي قد وصلا حاملَين حقيبة وجرّار سفر، ولكن عندما تحوّلت الطرق من إسمنتية إلى طينية قرب مدخل البلدة، أصبح من المتعذّر متابعة القيادة.فاختار لمعي بعض الملابس الضرورية، ووضعها في حقيبة الظهر، وأكمل المسافة المتبقية سيرًا.وبعد تناول الطعام، استحمّا وبدّلا ملابسهما، ثم ذهبا إلى النوم....قدّمت فرق الإنقاذ المساعدات للقرية المنكوبة، ونظّفت الطرق التي امتلأت بالطين والحجارة والنفايات، كما قامت بإصلاح خطوط الكهرباء.وحين استيقظ حمدي من نومه، كان الوقت قد بلغ الرابعة عصرًا.كان الجو صافياً والضياء ينتشر في كل مكان.اقترب من النافذة المطلة على ا
Read more

الفصل429

بينما كانتا تواصلان المزاح والحديث بمرح، طرق أحدهم الباب.دخل رفيع وهو يقول: "روان، هل أنتِ متفرغة هذا المساء؟"رفعت روان رأسها وسألته: "لماذا؟ هل هناك أمر مهم؟"ابتسم رفيع وقال: لطيفة لم ترَك منذ مدة، وقالت إنها تفتقدك. طلبت مني أن أسألك إن كان بإمكانك تناول العشاء معنا الليلة."ترددت روان قليلًا.لقد شعرت منذ فترة بأن رفيع يملك ميلًا نحوها…منذ أن كان يأتي إلى بيتها مع لطيفة بحجة مساعدة أختها لين في العلاج.والآن بعد أن شُفيت لين، ما زال يدعوها ويهديها أشياءً بلا سبب واضح.لم تعرف هل هو وَهم…لكن لقاءاتهما الكثيرة “بحجة لطيفة” لم تعد تبدو بريئة تمامًا.أحيانًا يلتقون في البيت، وأحيانًا خارجه.وإن استمرت الأمور هكذا، فسيتجاوزان إطار “الأصدقاء”.وفي تلك اللحظة تحديدًا…ظهر في ذهن روان ذلك المشهد—ظهر حمدي البارد تحت حافة السقف، وذلك العناق الذي منحها سلامًا غريبًا.خفضت روان عينيها وقالت: "لديّ أمر هذا المساء… بلّغ لطيفة اعتذاري."تفاجأ رفيع بوضوح، لم يكن يتوقع الرفض.نظر إليها مطولًا ثم قال بصوت منخفض: "حسنًا."وبعد خروجه، قالت منيرة وهي تحدق بروان بنظرة مليئة بالمعنى: "أنتِ هل رفضتِ د
Read more

الفصل430

قالت نيرمين، وكأن الأمر كان متوقعاً تماماً: "ذهبتُ لأواجه عباس بسؤالي إن كان يكنّ أي مشاعر لجميلة، فأنكر ذلك طبعاً، لكنني مع هذا شعرت بالغضب، وتخاصمنا بشدة."ثم أضافت بسخرية باردة: "وفوق هذا، جميلة تريد أن تقترب من عباس من خلالي، بل أرسلت لي حقيبة من ماركة LV محاولةً رشوتي. يا للمهزلة! كأنني لا أستطيع شراء الحقائب بنفسي. لا حاجة لي بخردتها تلك."حاولت ريم تهدئتها قائلة: "لا أظن أن عباس لديه أي نية تجاه جميلة. لو كان مهتماً بها فعلاً لكانا ارتبطا منذ زمن. ثم إنني أرى أنه يأخذ علاقته معك على محمل الجد. ينبغي أن تتحدثا بهدوء، ولا تسمحا لشخص غريب أن يفسد علاقتكما."قالت روان: "أتفق مع ريم. أنتِ أكثر من يعرف كيف يعاملك عباس، وتشعرين بذلك في تفاصيل يومكِ معه، أليس كذلك؟"نفخت نيرمين بضجر: "كلام الرجال مخادع، والعبارات الجميلة يعرف الجميع كيف يقولها. أما معاملته الحسنة لي… فكيف أعرف إن كانت صادقة أم مجرد تمثيل؟ ممدوح مثلاً، أليست معاملته لتلك الطالبة الجامعية جيدة جداً؟ ومع ذلك يقول إنها مجرد علاقة للتسلية لا أكثر."ضغطت ريم شفتيها بصمت. فهي تعرف جيداً أن أخاها ممدوح رجل عابث.فعلى الرغم من أ
Read more
PREV
1
...
4142434445
...
51
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status