All Chapters of بعد عودة حبيبة اللعوب القديمة، كشفت الوريثة المدللة عن وجهها الحقيقي: Chapter 431 - Chapter 440

506 Chapters

الفصل431

وصل عباس وحده إلى مدينة الألعاب.ولم تمضِ سوى دقائق قليلة حتى جاءت نيرمين أيضاً.حين رآها عباس، خيّم شيء من العمق على نظراته، وكأنه يريد أن يقول شيئاً، إلا أن نيرمين تجاهلته تماماً، والتفتت إلى ريم قائلة: "ريم، أليس أخوكِ هنا اليوم؟"أجابت ريم: "قال إنه سيصل بعد قليل."لكن في تلك اللحظة بالذات، لمحت نيرمين من بعيد شاباً وفتاة يسيران معاً.فلم تتردد في تنبيه ريم وهي تشير نحوهما: "ريم، انظري… أليس ذلك الشاب يشبه أخاك؟"نظرت ريم جيداً ثم قالت: "هو فعلاً أخي."اتسعت عينا نيرمين دهشة: "ومن هذه الفتاة التي ترافقه؟! لا تقولي إنها تلك الطالبة الجامعية التي كان يواعدها!"تبادلَت روان وريم ونيرمين النظرات في ذهول.وبعد لحظات، وصل ممدوح مع الفتاة إلى حيث يقف الجميع.ابتسم عباس وقال ممازحاً: "ممدوح، ألا تنوي أن تعرّفنا؟ من هذه؟"ضحك ممدوح وقال: "هذه صديقتي… نورة."كانت نورة فتاة جميلة بحق؛ شعرها الأسود الطويل ينسدل بانسيابية، وعيناها واسعتان، وبشرتها شديدة النضارة.ليست طويلة—حوالي متر وستين—جسدها نحيل، وكانت ترتدي فستاناً أزرق فاتحاً يُبرز مظهرها البريء والهادئ.حتى صوتها حين حيّت الجميع كان رقيق
Read more

الفصل432

قالت روان مبتسمة: "سأرافقكِ. فأنا أيضاً أحب هذا النوع من الألعاب."قال حمدي بدوره: "وأنا كذلك."ثم لحقهم عباس قائلاً: "انتظروني… سأذهب معكم."ارتسمت ابتسامة خفيفة جداً على شفتي نيرمين لم يلحظها أحد تقريباً.فعباس معروف بجبنه من الألعاب العنيفة، وكان دائماً يرفض الاقتراب منها مهما حاول الآخرون إقناعه.جلست نيرمين في الصف الأول من العربة، وهو الأكثر خطورة.أما روان فاختارت الصف الثاني، تاركة المقعد المجاور لنيرمين فارغاً عن قصد، كي يجلس فيه عباس.وجلس حمدي إلى جانب روان.قال حمدي بصوت منخفض: "روان، هل تشعرين بالتوتر؟"أجابت بابتسامة خفيفة: "قليلاً."فأطبق حمدي بيده الدافئة على يدها قائلاً: "لا تقلقي… أنا هنا."ارتجفت أنفاسها للحظة لكنها لم تسحب يدها.وما إن بدأ القطار يتحرك ببطء حتى انطلق صراخ عباس في الهواء.فنظرت إليه نيرمين من مقعدها الأمامي ورمقته بنظرة ساخرة قائلة:"إن كان الخوف يأكلك هكذا، لماذا تصر على ركوبه؟"هتف عباس مرتبكاً: "لأنكِ تحبينه أنتِ! وإلا ما كن— آآااه!"لم يكمل الجملة، فقد تسارع القطار فجأة، فارتفع صوت صراخه إلى أقصى حد.أما نيرمين فصرخت هي الأخرى، لكن صراخها كان مزي
Read more

الفصل433

كان ممر المتاهة مظلماً، تتخلله أضواء حمراء باهتة وموسيقى مرعبة تزيد الجو رهبة.وفي هذا الجو الثقيل، كانت روان تمشي إلى جانب حمدي.في البداية، لم تكن روان خائفة جداً، على الأقل ليست مثل عباس.لكن أثناء سيرهما، سقط فجأة من أعلى سقف الممر ما يشبه "عروساً شبحية".كانت ترتدي ثوب زفاف أحمر، وشعرها مبعثر، ووجهها شاحب تلطخه خطوط من "دموع الدم".تدلت أمام روان مباشرة، حتى وقعت عيناهما على بعض في لحظة مرعبة."آآآه—!"أطلقت روان صرخة عالية، ثم اندفعت بلا وعي إلى حضن حمدي.مدّ حمدي يده وصفع "العروس الشبحية" جانباً، ثم طوّق روان بذراعيه، يهمس قرب أذنها بصوت دافئ: "لا تخافي يا روان، ليست حقيقية… مجرد دمية معلّقة."كانت روان ترتجف بين ذراعيه، تكاد تفقد السيطرة على قدميها.وأخذ حمدي يربت على ظهرها برفق، كما لو كان يهدئ طفلة مذعورة: "لا بأس… انتهى الأمر. أنا معك."ظلّت تستعيد أنفاسها لوقت ليس بالقصير، ثم أبعدت نفسها قليلاً، وقالت بخجل: "آسفة… فقط… فُزعت فجأة، كانت ردة فعل لا إرادية..."أجابها حمدي بصوت هادئ ممتلئ بالعناية: "لا عليكِ. هل أنتِ بخير الآن؟ إذا أردتِ سنخرج فوراً."قالت بصوت خافت أكثر فأكثر:
Read more

الفصل434

قال الرجل بصوت دافئ يحمل شيئاً من المغناطيسية: "حسناً."توقفا عن السير، وأخرج حمدي هاتفه واتصل بأحد الموظفين.وبعد دقائق قصيرة، ظهر أحد العاملين وفتح لهم باباً سرياً يؤدي إلى الخارج، فأخذهم في ممر ضيق بعيداً عن بقية الزوار.وما إن خرجا من ظلام بيت الأشباح إلى ضوء الشمس، حتى شعرت روان بدوار خفيف.فمدّ حمدي يده ليمسك بها قائلاً: "هل أنت بخير؟"قالت وهي تستعيد توازنها: "لا بأس، أنا بخير."وقفا عند المخرج ينتظران الآخرين. وبعد أكثر من عشر دقائق، خرجت نيرمين وعباس وممدوح وبقية المجموعة.كان وجه عباس شاحباً كلياً، أما نيرمين فكانت في قمة الحماس وهي تقول: "بيت الأشباح هذا مذهل! مخيف بطريقة رائعة!"أما عباس فتمتم بضعف: "طالما أنكِ استمتعتِ… لا تعليق لي."التفتت نيرمين نحو روان وسألتها باستغراب: "روان! كيف خرجتِ بهذه السرعة؟"ظهر شيء من الإحراج على ملامح روان وقالت: "شعرت ببعض الدوار، فخرجت من ممر الطوارئ."سألتها نيرمين بقلق حقيقي: "ما بكِ؟ هل الأمر خطير؟"هزت روان رأسها بخفة: "لا، مجرد دوار بسيط..."في الحقيقة، كانت مرعوبة.قالت نيرمين وهي تشير إلى عباس: "انظري إليه… كاد يفقد الحياة من الخوف.
Read more

الفصل435

في المساء، دعاهم عباس إلى تناول العشاء في مطعمٍ خاص مشهور، ذلك المطعم يقع داخل حديقة عربية على الطراز الأندلسي الكلاسيكي.كانت الطريق المؤدية إلى داخله مفروشة بحجارةٍ قديمة مصقولة، تمتد تحت أقدامهم كأنها تقودهم إلى عالم آخر.تتوزع الأجنحة والأروقة ذات الأقواس المزخرفة بتناسق بديع في أرجاء الحديقة،وفي وسطها بركة ماء زمردية تطفو على سطحها زنابق بيضاء وردية، وبينها تسبح أسماك ملونة تُحدث دوائر صغيرة من الموج كلما تحركت.وعلى طرف البركة يمتد جسر حجري صغير مقوّس، يزيد المشهد جمالاً.حين وصلوا، كانت الشمس تودّع الأفق، فتناثر ضوؤها الذهبي فوق الحديقة كلها، وكأن المكان مغمور بلمسة سحرية ناعمة.قالت ريم مبتسمة: "يا له من اختيار رائع يا عباس… المكان جميل بحق."ابتسم عباس وقال: "هذا المطعم يملكه صديق لي، ولا يُفتح للعامة."رفعت نيرمين حاجبها ونظرت إليه نظرة باردة: "صديقك؟ لا يكون أيضاً صديقة جديدة؟"أسرع عباس يلوّح بيده نافياً: "لا طبعاً! هو رجل… اسمه يوسف."سأل ممدوح: "عاد إلى البلاد؟"أجاب عباس: "نعم، عاد حديثاً وافتتح هذا المطعم. يقدّم أطباقاً عربية تقليدية راقية، نكهتها ممتازة."اجتازوا الجس
Read more

الفصل436

بعد أن انتهوا من العشاء وتبادلوا الأحاديث والضحكات، اقترحت نيرمين الانتقال إلى حانة قريبة لشرب شيء من الكحول.لكن ممدوح قال مباشرة: "نورة لا تشرب، وهناك نظام دخول في سكن الطالبات. الوقت تأخر قليلاً، عليّ أن أعيدها إلى الجامعة."لوّحت نيرمين بيدها وقالت: "لا بأس، اذهبا أنتما أولاً."لوّحت ريم بابتسامة: "إلى اللقاء يا ممدوح… وإلى اللقاء يا الآنسة نورة."فجأة قال ممدوح بنبرة فيها شيء من الفخر: "أي آنسة نورة؟ هذا كلام رسمي كثير يا ريم… قولي سِلفتي."تجمدت ريم في مكانها، وكذلك الجميع نظروا إليه بدهشة خفيفة.نادتها ريم فوراً، مطيعة: "سِلفتي."واحمرّ وجه نورة حتى بلغ أذنيها، فأطرقت بخجل قائلة بصوت خافت: "لا بأس… يمكنك مناداتي كيفما شئت."لكن ممدوح ردّ بحزم لطيف وهو يضمها إلى ذراعه: "لا، هذا لا يصح. هيا يا جميلتي، سأوصلك."أجابت بصوت يكاد لا يُسمع: "حاضر."وبعد أن ابتعدا، قالت نيرمين وهي تصدر صوتاً يدل على المفاجأة: "يا ريم… أعتقد أن أخاكِ وقع في الحب فعلاً هذه المرة."وافقتها ريم: "نعم… معاملته لنورة مختلفة تماماً عن كل النساء السابقات."ثم سحبت نيرمين روان من يدها قائلة بحماس: "هيا روان، لنذ
Read more

الفصل437

مرّت الأيام بسرعة في حرّ يونيو اللاهب بمدينة سرابيوم، واقترب الشهر من نهايته.وفي أواخره، انعقدت جلسة أحد القضايا التي أوكلتها مجموعة درويش إلى المحامية روان.حضر كلٌّ من حمدي ورفيع الجلسة بصفة مستمعين.داخل قاعة المحكمة، حيث يسود الصمت المهيب، جلست روان في مقعد محامية الادعاء.كانت ترتدي بدلة رمادية داكنة بتصميم دقيق، وملامحها تنطق بالتركيز والصرامة، وعيناها اللمّاعتان تشعّان حدةً كأنها تستطيع بهما اختراق دفاعات الخصم.وحين التقت نظراتها بنظر محامي الجهة المقابلة، بدا في عينيها وضوح لا يقبل الشك، ثبات… وحدة… وحضور يفرض نفسه.وعندما حان دورها للكلام، خرج صوتها واضحاً وقوياً، منظماً كخريطة محكمة، ومنسجماً في حججه وتدرجه.كانت روان كأنها لاعبة شطرنج بارعة، تقود خصمها خطوة بعد خطوة نحو الفخّ الذي بَنَته بعناية.وأثناء المرافعة، أظهرت قدرة مبهرة على التكيّف.لم تهتز أمام الأسئلة المفاجئة ولا اعتراضات الخصم، بل كانت تردّ بهدوء محسوب، وتلتقط الثغرة قبل أن ينتبه إليها أحد، ثم تُسقط حجّتها عليه بمهارة تجعل الخصم مرتبكاً عاجزاً عن الرد.صوتها كان يعلو حين يجب أن يعلو، ويهدأ حين ينبغي أن يهدأ،ت
Read more

الفصل438

بعد مغادرة رفيع، التفتت روان نحو حمدي، وحدّقت فيه بملامح توحي بالغضب المصطنع قائلة: "لماذا تتحول أحاديثكما دائماً إلى شجار؟"ابتسم حمدي وهو يرفع زاوية شفتيه: "اسأليه هو… كان أول من بدأ بالسخرية."قالت روان بتنهيدة عجز: "حسناً يكفي… أنت أصلاً لم يكن لديك أي سؤال قانوني صحيح؟"ارتفعت نظرة حمدي إليها، وظهرت في عينيه غمزة خفيفة: "روان ذكية كعادتها."ثم أضاف بصوته العميق الجذاب: "كل ما أردته هو… أن أتناول الغداء معك فقط."قالت بابتسامة تعرفه جيداً: "كنت أعلم ذلك."وتوجّهت نحو سيارتها—الماكلارين البيضاء.ما إن وقعت عينا حمدي عليها حتى ارتسمت ابتسامة خفيفة على شفتيه.تلك السيارة… هي نفسها التي أهداها لها العام الماضي.وحين انفصلا قال لها كلاماً قاسياً… كان يدرك تماماً أنها لن تقبل هدية منه بعد ما حدث،لذا جعل عباس يكون الوسيط.وحتى اليوم… لا تعرف روان أنّ السيارة منه هو.ومنذ أن أصبحت سلافة بجانب روان، باتت ترافقها أينما ذهبت: حارستها الشخصية… وسائقتها الخاصة.ولمّا اقتربا من السيارة، شاهد حمدي سلافة جالسة في مقعد السائق.وتلاشت ابتسامته فجأة.فالسيارة بمقعدين فقط… روان في المقعد الجانبي، وسل
Read more

الفصل439

مع أنّ الحديث عن العمل كان مجرد ذريعة استخدمها حمدي لدعوة روان إلى العشاء، إلا أنّ قضايا مجموعة درويش الأخرى لم تُعرض أمام المحكمة بعد، ولهذا أعادت روان فتح الملف على طاولة الطعام.ضحك حمدي بخفة وقال: "روان… في هذا الجو الرومانسي، كل ما تفكرين به هو العمل؟"خفضت روان عينيها وقالت بهدوء معتاد: "ألستَ أنت من قال إنه يريد مناقشة القضايا؟"رفع حمدي حاجبه: "حسناً… لنناقشها. أفضل من أن نصمت، أليس كذلك؟"وبينما بدأت روان بالتحدث عن النقاط القانونية، ثبتت نظراته عليها، يراقبها بكل اهتمام.كانت عيناه تفيض برقّة خفية، وكأنه يستمع إليها لا لأنها محامية تقوم بعملها، بل لأنها هي—روان.استغربت روان هذا الإصغاء العميق، فقالت مازحة: "ظننت أنّ هذه التفاصيل لا تهمّك كثيراً يا أستاذ حمدي."عدل الرجل جلسته وقال بجدية غير متوقعة: "تهمّني… لأنها عملُك. ولأنك تحبين ما تفعلينه، فأنا أحترم ذلك وأدعمه."تجمدت روان لحظة، لم تكن تتوقع منه جواباً بهذه الصراحة.كلماته سقطت في قلبها مثل حجر صغير في بحيرة هادئة، فصنعت دوائر واسعة من الاضطراب الدافئ.وبعد انتهاء العشاء، كان على روان العودة إلى مكتبها لإتمام بعض الملفا
Read more

الفصل440

كان الرجل واقفاً بظهره نحو روان، لم يلحظ وصولها بعد.أما المرأة التي كانت أمامه، فقد كانت بكامل زينتها، طويلة القامة وجذابة الملامح.قالت بصوت حلوٍ متصنّع: "يا وسيم… هل نتعرّف؟"ثم رفعت هاتفها لتُظهِر له رمز الواتس آب. "هل أضيفك عندي… ما رأيك؟"كان حمدي مشغولاً بالهاتف، فاكتفى بالإشارة لها بيده ليدعها تبتعد.اقتربت بنبرة دلال مبالغ فيها، وصوتٍ يحمل طرفاً من الدلع: "لا تكن بارداً هكذا..."ابتعد حمدي خطوتين جانباً، محافظاً على مسافة واضحة، ولا يزال يتحدث عبر الهاتف دون أن يعيرها اهتماماً.تضايقت المرأة، لكنها بقيت واقفة.وما إن أنهى حمدي مكالمته، حتى التفت فوجدها ما تزال تنتظر.قالت بابتسامة واسعة تشي بالجرأة: "وجهك ساحر… لم أرَ في حياتي رجلاً بمثل هذا الجمال! لست من هنا، صحيح؟ هل جئتَ للسياحة؟ أستطيع أن أرافقك… مجاناً."كانت روان تقف خلفه بخطوات قليلة، ترى وتسمع كل شيء، لكن حمدي لم ينتبه بعد إلى وجودها.سمعته يقول بصوت بارد قاطع: "لا داعي. أنا هنا لاصطحاب حبيبتي."تغيّر وجه المرأة فوراً.انطفأت ابتسامتها، وقالت بخيبة واضحة: "آه… مرتبط إذن."ثم تجاوزت نظراتها كتف حمدي، لتستقر على روان ال
Read more
PREV
1
...
4243444546
...
51
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status