All Chapters of بعد عودة حبيبة اللعوب القديمة، كشفت الوريثة المدللة عن وجهها الحقيقي: Chapter 461 - Chapter 470

506 Chapters

الفصل461

في اليوم السابق لعيد ميلاد منيرة، كانت روان قد انتهت لتوِّها من تناول الغداء، حين تلقّت اتصالًا منها.قالت منيرة بصوتٍ مفعم بالمرح: "مرحبًا، روان… غدًا تعالي باكرًا قليلًا."سألتها روان: "أليس حفل عيد الميلاد مساءً؟"أجابت منيرة: "الحفل ليلًا، صحيح… لكن اليخت سيُبحر بعد الظهر، سنقضي يومين في عرض البحر."قالت روان: "حسنًا، متى نغادر؟"أجابت منيرة: "حين يكتمل وصول الضيوف. لكنني… أريد أن أراك قبلهم جميعًا، فحاولي القدوم باكرًا."ابتسمت روان وقالت: "حسنًا."وفي اليوم التالي، كان الجوُّ صحوًا.ارتدت روان الفستان الأزرق ذي الربطة حول العنق الذي اشترته من المركز التجاري، ووضعت مساحيق تجميل خفيفة، ثم رفعت شعرها بواسطة مشبك بسيط.لم تلجأ إلى مصففة شعر، ولم تضع زينة كاملة؛ فاليوم عيد ميلاد منيرة، وروان لا تريد أن تطغى عليها أو تسرق منها الأضواء.كان حمدي جالسًا إلى جانبها ينتظرها بهدوء.أعدّت روان حقيبة سفر صغيرة، وضعت فيها ثيابًا إضافية وبعض الأغراض اليومية.وبعد أن انتهت، شبك حمدي ذراعه بذراعها واتجها معًا إلى خارج الفيلا.عند الباب، كانت سيارة كولينان سوداء بانتظارهما.ساق لمعي، مساعد حمدي، ا
Read more

الفصل462

شبكت منيرة ذراعها بذراع روان، واقتادتها معها حتى توقّفت أمام الغرفة التي ستقيم فيها الليلة.قالت بصوتٍ خافت يحمل شيئًا من الارتباك: "روان، هذه غرفتك."أومأت روان برأسها قائلة: "شكرًا لك."ثم التفتت منيرة نحو حمدي، وأشارت إلى باب غرفةٍ تقع في الجهة المقابلة وقالت: "يا حمدي، غرفتك هناك."توقفت روان للحظة.لقد تعمّدت منيرة أن تفرّق بينهما.خفضت عينيها دون أن تُعقِّب.أما حمدي فانعكس شيء من البرود في نظرته، وحدّق بمنيرة نظرة قصيرة ثم قال بنبرة هادئة وجامدة: "لا داعي للتكلّف. سأقيم مع روان في الغرفة نفسها."ارتعشت رموش منيرة، وسارعت تقول: "لكن غرفة روان مفردة… وجودكما معًا سيجعلها ضيقة للغاية."كانت السفينة الفاخرة تحوي مئات الغرف، جميعها مجهزة على أعلى مستوى، بل يتصدر سطحها مهبطٌ للطائرات المروحية.وتضم صالات سينما داخلية، وبارًا، وقاعة للرقص، وغرفة ألعاب، وصالة بلياردو، ومختلف وسائل الترفيه، بالإضافة إلى مسبحٍ ضخم في مؤخرة السفينة.وفي سفينة كهذه… من المستحيل أن تكون الغرف غير كافية.ونوايا منيرة كانت واضحة تمامًا.روان لزمت الصمت، أما حمدي فلم يترك لها فرصة.أصرّ على البقاء معها.ولما ذك
Read more

الفصل463

بعد أن أمضت روان بعض الوقت في الغرفة مع حمدي، رنّ هاتفها فجأة.ألقى حمدي نظرة باردة على شاشة الهاتف وقال بنبرة منخفضة: "أغلقيه."فذكّرته روان: "نحن هنا للمشاركة في حفلة عيد ميلادها."ثم أجابت على الاتصال.جاء صوت منيرة عبر الهاتف دون أدنى نفحة ضيق: "روان، لا تبقيا في الغرفة طوال الوقت! تعاليا وشاركا في الأجواء. لقد دعوتُ ريم ونيرمين، وقد رأيتهما لتوّهما تصعدان إلى السفينة."أجابت روان: "حسنًا، سنأتي الآن."وبعد أن أنهت المكالمة قالت لحمدي: "هيا لنخرج قليلًا… ريم ونيرمين وصلتا."فأجابها بنبرة باردة وقد انطفأ مزاجه: "حسنًا."كان بهو الطابق الأول واسعًا، يتدلّى من سقفه ثريّا ضخمة من الكريستال، ينساب ضياؤها الباذخ على المكان بألقٍ ورفاهية.وتحت الأضواء كان الضيوف يتجمعون، يشربون ويتحادثون بسعادة، بينما بدأت السفينة العملاقة تتحرك ببطء وتغادر المرفأ.وأثناء سيره، تلقّى حمدي اتصالًا.نظر إلى الشاشة وقال لروان:"روان، سأتلقى هذا الاتصال. اذهبي لترينهم، سألحق بك بعد قليل."أومأت روان موافقة: "حسنًا."ثم تركته يتجه إلى جهة أكثر هدوءً، بينما تابعت هي طريقها نحو البهو.عندما وصلت روان إلى القاعة،
Read more

الفصل464

حدّق رفيع بنظرة باردة حادّة في اتجاه رويدا وقال: "يا آنسة… أنتِ راشدة، ويجب أن تتحمّلي مسؤولية كلامك. وإن واصلتِ تشويه سمعة صديقتي وإهانتها، فسأقاضيكِ قانونيًّا."ردّت رويدا بازدراء، وهي تقلّب عينيها وتقول بنبرة ساخرة متعمدة: "أوه… يا للخوف! تفضّل، اذهب وارفع قضية عليّ… هيا، افعلها إن كنت تجرؤ."كانت رويدا تتصرّف بهذه الصفاقة لأنها لم تكن وحدها على متن السفينة.فعدة من صديقاتها من مدينة النخيل موجودات أيضًا—وجميعهنّ من أبناء الطبقة الراقية، وأكثر ما يحتقرنه هو امرأة مثل روان: جميلة نعم، لكنها في نظرهنّ "فقيرة" و"متصنّعة" وتحمل حقائب تقليد.ثم إن رويدا تعرف أنّ روان سبق أن اصطدمت بـ فضل، وأن فضل—اليوم الذي خرج فيه من مركز الاحتجاز—كانت أول جملة قالها: "سأدمر تلك المرأة."وفوق ذلك، كانت رويدا قد لاحظت أنّ سلافة—المرأة ذات القتال الماهر—غير موجودة الآن على ظهر السفينة، ولهذا ازداد تماديها.وبدأ الناس يتجمعون حولهما لمشاهدة المشهد.وراحت رويدا ترفع صوتها أكثر، كأنها تخشى أن لا يسمع أحد: "يا جماعة تعالوا وانظروا! هذه المرأة الفقيرة المتصابية تجرؤ على إغضاب فضل الشرنوبي! ومع ذلك تتجرأ وتصعد
Read more

الفصل465

شعَّ في عيني روان بريقٌ بارد وهي تقول: "الباحث عن الموت… هو أنت."وعندما رأى رفيع ملامح فضل المتجهّمة، وقف غريزيًا أمام روان، في وضعٍ دفاعي يحميها.غير أنّ روان دفعت كتفه قليلًا وقالت: "تنحَّ جانبًا. أريد أن أرى بأي طريقة يفكّر بالموت اليوم."وتقدمت خطوة، ثم حدّقت بفضل قائلة بسخرية لاذعة: "ما زلتَ تريد العودة للمركز لقضاء ليلة في التوقيف؟"صرخ فضل بشتيمة فاحشة: "يا بنت الـ!"ثم اندفع نحوها يريد ضربها.روان تفادت هجومه بخفة، وكانت على وشك الردّ عليه—لكن فجأة، امتدت قدم قوية من الجانب وركلت فضل في بطنه ركلة هائلة جعلته يُقذَف لمسافة بعيدة.تعالت صيحات الذهول بين الحاضرين.وكان أفراد مدينة النخيل الواقفون هناك يحدّقون بفزع، واضعين أيديهم على أفواههم.من هذا الأحمق الذي تجرّأ على ركل فضل أمام الناس جميعًا؟بل من الذي يجرؤ على لمس "فضل الشرنوبي" أصلًا؟وانصبّت الأنظار على الرجل الذي وجه الركلة—وما إن رأوه، حتى تجمّد الجميع.يا لجمال هذا الوجه!رجل بملامح حادة، وسيم بشكل يخطف الأنفاس، قامة طويلة، وهالة باردة تنبعث منه، وعينان تتفجر منهما شرارات قاتلة تُرعب من يواجهه.وفي تلك اللحظة بالتحدي
Read more

الفصل466

في ذلك الوقت، كان حمدي قد رافق كبير عائلة درويش إلى حفلٍ رسمي، وكان أعلى مسؤولٍ في مدينة النخيل—بمنصبه الرفيع—يبدي ثلاث درجات من الاحترام عند رؤية كبير العائلة.أمّا المرة الثانية التي رأى فيها فضل حمدي، فكانت قبل ثلاث سنوات، في إحدى حفلات رجال الأعمال.ذهب فضل يومها مع والده لتوسيع شبكة العلاقات، وكان حمدي محاطًا بالناس كالنجم الذي يتبعُه الجميع؛ كثيرون تمنّوا التقرّب منه، لكن لم يُتح لهم ذلك.وكان والد فضل قد قال له بلهجة حازمة:"افعل ما تشاء خارج البيت… لكن إيّاك ثم إيّاك أن تغضب وريث عائلة درويش. إن أخطأتَ بحقه فاعتبر نفسك بلا عائلة… سنقطع صلتنا بك حتى لا تُلحق بنا الأذى."ولم يكن الأب يمزح.كان فضل الابنَ الثالث، وفوقه أخوان أقدر منه بكثير.وفضلاً عن ذلك، كان والده يعول ثلاثة عشيقات أنجبن له ولدين وبنتًا… جميعهم أقرب إلى قلبه من فضل نفسه.فضل كان مجرد "ابن مُهمل"، يمكن التخلي عنه بسهولة.وفي ثوانٍ معدودة، مرَّت كل هذه الأفكار في ذهنه، وانتابه ذعرٌ جعله يغرق في العرق البارد.ثم رأى ما صعقه حقًا—حمدي التفت نحو المرأة التي سبق أن أرسلته إلى مركز التوقيف، وسألهــا بقلق واضح:"روان… ه
Read more

الفصل467

أمال حمدي رأسه قليلًا، وتحدّدت نظراته كحدِّ السيف وهو يقول: "اعتذاركِ… خالٍ تمامًا من أي صدق."فانفجرت الدموع من عيني رويدا رعبًا، وبكت وهي تتوسل إلى روان: "أنا مخطئة يا آنسة روان… أرجوكِ سامحيني. آسفة، لم يكن يجوز لي أن أشهّر بكِ أو أهينك أمام الجميع. أرجوكِ… امنحيني فرصة أصلح فيها خطئي."لكن عيني روان كانتا باردتين: "انشري على جميع حساباتكِ في منصّات التواصل بيان اعتذار من ثلاثة آلاف كلمة، وقومي بتثبيته لمدة شهر، وادفعي لي عشرة آلاف تعويضًا عن الضرر المعنوي."شحب وجه رويدا، وقالت بتردد: "لكن يا آنسة روان… لديّ مئات الآلاف من المتابعين على تويتر وإنستغرام، ومعيشيتي تعتمد على الإعلانات، إن نشرت هذا فسأخسر سمعتي بالكامل..."سألتها روان ببرود: "إذًا أنتِ… غير موافقة؟"عضّت رويدا شفتها، متظاهرةً بالبؤس: "ليس عدم موافقة… لكن هذا الطلب قاسٍ جدًا. كأنكِ تطلبين مني أن أدمّر عملي بالكامل."هنا قال أحد المتفرجين: "آنسة روان، رويدا تظهر على الإنترنت بصفتها فتاة جميلة، ثرية، عالية التعليم، وعائدة من الخارج."ردّت روان بلا مبالاة: "وإن لم ترغبي بهذا النوع من الاعتذار… فهناك حل آخر."تلألأت عينا رو
Read more

الفصل468

نقل أحد الحاضرين القصة كاملة لـ منيرة—بدايتها ونهايتها.فشحب وجهها، وركضت نحو روان بلهفة واضحة."روان! روان، هل أنتِ بخير؟"أمسكت يدها وأخذت تتفحصها من أعلى إلى أسفل بقلق: "هل أصبتِ؟ هل جرحتِ؟"هزت روان رأسها نافية.وبجانبها كان حمدي واقفًا، بعيون باردة كالجليد وبنظرة تفحص قاسية.قال بصوت منخفض، لكنه مُحمّل بالغضب: "أأنتِ التي دعوتهم إلى هنا؟"ارتجفت ملامح منيرة، وسارعت تقول: "لا! ليس أنا! أنا لا أعرفه أصلًا!"شدّ حمدي خطّ فكه، وتصلّب وجهه: "ليس أنتِ؟ إذًا أخبريني… من الذي سمح لشخص مثله بالصعود إلى السفينة؟"ارتبكت منيرة وارتفع صوتها قليلًا: "حقًا ليس أنا، يا حمدي! صحيح أنني دعوت بعض أصدقائي من مدينة النخيل، لكن فضل لم يكن بينهم! لا بد أن أحد أصدقائي أحضره معهم!"سألها حمدي بحدة ظاهرة: "حتى وإن أحضروه… أليست قوائم الركّاب تمرّ عليك أولًا؟ هل تجرئين على القول إنكِ لم تكوني تعلمين أنه سيكون هنا؟"توقفت منيرة في مكانها، وبدت أقل ثقة، وقالت بصوت ضعيف: "نعم، لقد رأيت الأسماء… لكنني لم أفكر بالأمر، لم أعرف أن بينه وبين روان عداوة! لو كنت أعرف… لما سمحت له بالصعود أبدًا!"لم يتغير وجه حمدي، ب
Read more

الفصل469

كلما اقتربت أسماك القرش من المكان، علت أصوات الصراخ، وازداد رعب فضل وهو يضرب الماء بجنون.ولمّا قالت روان كلمتها، واكتفى حمدي بما ناله فضل من عقاب، أومأ برأسه قليلًا وقال بهدوء بارد: "حسنًا."ثم أمر بإنزال قارب مطاطي وسترات نجاة، وألقى لهم حبلًا، وكلف اثنين من الحرس بالنزول لإنقاذ فضل.ورغم أن المدة بين رميه في البحر وانتشاله لم تتجاوز بضع دقائق، إلا أنها بالنسبة لفضل كانت رحلة ذهاب وإياب إلى بوابة الموت.عندما عاد إلى ظهر السفينة، كان جسده كله يرتعش، وقد شحب وجهه وتضاربت أنفاسه، وهو يصرخ بكلمات متلاحقة: "أنقذوني… أرجوكم لا تلقوني للقرش… لقد عرفت خطئي!"كان يبدو كمن فقد عقله.أما رويدا فكانت قد صُدمت تمامًا.ساقاها ترتجفان، جسدها ينهار من الخوف، وفي داخلها سؤال واحد يرنّ في الرأس:لو أنني رفضت شروط روان قبل قليل… هل كنت سأُلقى أنا أيضًا في البحر؟وبينما كان فضل يعاني، بدأ كثيرون من الذين كرهوا فضل ورويدا منذ زمن يلتقطون الصور ويسجّلون الفيديوهات.مشهد نادر.مشهد يستحق الحفظ.كانت منيرة تشعر بثقل يجثم على صدرها.نظرت نحو روان، وقد احمرّت عيناها: "روان… حقًا لم أكن أعرف أن بينكِ وبين فضل
Read more

الفصل470

ابتعد حمدي قليلًا، واتصل بـ نايف، وأعطاه تعليماتٍ بصوت منخفض وحازم.اقتاد نايف فضل إلى أسفل السفينة، إلى غرفة معزولة ومظلمة جدًا.وكان دليلهم أحد أفراد عائلة شاكر، وهو أحد المسؤولين عن إدارة السفينة.قادهم عبر ممرات ضيقة ومعروفة لأهل السفينة فقط، حتى بلغوا غرفة سرية بعيدة عن كل أماكن الترفيه وغرف الضيوف.كان المكان معزولًا تمامًا—الجدران سميكة، والصوت لا يتسرّب.وفي هذا الموضع تحديدًا… مهما صرخ فضل، لن يسمعه أحد خارج الغرفة.لقد أوصى حمدي بوضوح أن يتم "استقباله كما يليق".كان فضل لا يزال مبتلًّا بالكامل بعد انتشاله من البحر، وبدنه يرتجف بهستيريا بسبب الخوف.قيّده الحراس بإحكام، ثم فتحوا أمامه حقيبةً تحوي مجموعة كاملة من الأدوات الحادّة.ارتعشت أعصابه فورًا، وبدأ يصرخ صراخًا مذعورًا قبل أن يُمسّه أحد.لم يكن يعرف ما الذي سيواجهه، لكنه حين رأى تلك السكاكين… عرف أن المصير الذي ينتظره ليس بسيطًا.تنهّد نايف بملل وهو يرفع إحدى السكاكين، وومض بريقها البارد تحت الضوء الخافت.وقال بحدة: "ما هذا الصراخ؟ إن لم تصمت… سأقطع لسانك أولًا."جحظت عينا فضل، وابتلع صرخته فورًا، متيبّسًا في مكانه.اقترب
Read more
PREV
1
...
4546474849
...
51
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status