لقد استخدمت ورد في تلك الركلة كل ما تبقى في جسدها من قوة!أما سليم، الذي كان قبل لحظات يفيض غرورا، فقد انكمش الآن على نفسه كجمبري مسلوق، غير قادر حتى على الوقوف باستقامة.نظر إليها بغضب وذل، يطحن أسنانه من شدة الألم.أما ورد، فقد نزلت من على الطاولة متعثرة، وتكورت في زاوية الغرفة، تعانق نفسها بقوة، وملامحها مكسوة بالخوف: "لا، لا تقتربوا مني، كلكم ابتعدوا!""أنت…"لكن كلمات سليم العنيفة عالقت في حلقه، وتذكر فجأة أن ورد كانت قد كادت تتعرض لمحاولة اعتداء من فارس.شعر بسخط داخلي عارم، وركل كرسيا إلى جانبه، لكنه لم يلاحظ أن حركته تلك أثارت ألمه، فصار يتلوى من الوجع.ومن شدة غضبه، التقط معطفه عن الطاولة، وألقاه على ورد، ثم غادر المكان بخطوات ثقيلة رغم الألم.وبينما كان خارجا من المنزل، اعترته مشاعر ندم خفية. لقد فقد أعصابه تماما اليوم. لطالما استطاع الحفاظ على بروده أمام هذه المرأة، بل وحتى معاملتها بجفاء، لكن مؤخرا، الأمور خرجت عن السيطرة، وكأن هناك شيئا يتغير بداخله، شيء لا يستطيع تحديده.أما ورد، فلم تستطع النهوض لوقت طويل، وبعد أن استعادت وعيها قليلا، أمسكت بالمعطف الذي يحمل رائحته، وألق
Baca selengkapnya