All Chapters of عيد لها، جنازة لي: Chapter 361 - Chapter 370

أفصح سكرتير عادل لورد عن استعدادات مجموعة عائلة عباس، وأخبرها أن سليم هذه المرة عازم على الفوز لا محالة، محذرا إياها من ضرورة التعامل بحذر.قال سكرتير عادل: "رئيسة ورد، إن سليم قد استعد جيدا هذه المرة. لقد استعان بعدد كبير من الخبراء، وأعد خطة تكاد تكون مثالية."أجابت ورد: "فهمت. شكرا لك على إخباري بهذا."سأل سكرتير عادل: "رئيسة ورد، ماذا تنوين أن تفعلي؟"قالت ورد: "لكل هجوم دفاعه المناسب، ونحن أيضا علينا أن نكون على أتم الاستعداد، فلا يمكن أن نسمح لسليم بأن ينجح."ضاعف فريق ورد ساعات عمله في إعداد عرض المناقصة، وكانوا يعملون حتى وقت متأخر من الليل كل يوم، حريصين على إخراج الخطة بأفضل صورة.أشرفت ورد بنفسها على عمل أعضاء الفريق، وكانت صارمة في متابعتها لكل تفصيلة، رافضة أن يقع أي خطأ مهما كان صغيرا.قالت ورد: "أحسنتم جميعا! لا بد أن نحصل على هذا المشروع!"فأجاب أعضاء الفريق بصوت واحد: "نعم!"حاول سليم مجددا الاتصال بورد، غير أن هاتفها ظل بلا مجيب.شعر بخيبة أمل شديدة، ولم يعرف إن كانت ورد تتعمد ألا ترد على اتصالاته.قال سليم محدثا نفسه: "ورد، ما الذي تريدينه بالضبط؟ لماذا تعاملينني على

كرست ورد جهدا عظيما من أجل هذه المناقصة، فكانت تعمل حتى ساعات متأخرة من الليل يوميا، دون أن تنال قسطا كافيا من الراحة.قال المساعد نواف بلهجة مفعمة بالقلق: "رئيسة ورد، عليك أن تنتبهي لصحتك. الجسد هو رأس مال الثورة، ولا يجوز أن تنهكي نفسك."ابتسمت ورد قائلة: "لا تقلق، أنا أدرك حدود طاقتي. بعد أن تنتهي هذه الفترة المزدحمة، سأرتاح جيدا."أومأ المساعد نواف برأسه، ثم استدار وغادر غرفة المكتب.فجأة انطلق صوت جليل من عند الباب: "حبيبتي ورد، أما زلت منشغلة؟"رفعت ورد رأسها فرأت جليل واقفا عند الباب بابتسامة دافئة تضيء وجهه. سألته: "جليل، ما الذي جاء بك إلى هنا؟"اقترب منها بخطوات هادئة وقال بصوت رقيق: "جئت لأطمئن عليك. لقد أتعبت نفسك كثيرا مؤخرا، عليك أن تنتبهي للراحة."ابتسمت ورد وقالت: "أعرف يا جليل، لا تقلق علي، أنا بخير."قال جليل وهو يمد يده من خلفه حاملا وعاء حراريا: "حبيبتي ورد، أحضرت لك بعض العشاء الخفيف. لقد أعددته بنفسي، تفضلي وتذوقيه."شعرت ورد بالدفء يغمر قلبها وهي تنظر إلى الوعاء.وما إن فتحته حتى فاحت رائحة شهية ملأت المكان. هتفت بإعجاب: "يا له من عطر لذيذ! جليل، مهارتك في الطبخ

أطبقت جميلة شفتيها قليلا في مواجهة تعليق سليم.رمقها سليم بنظرة، ثم آثر الصمت ولم يقل شيئا، بل عاد بمفرده إلى الغرفة.ومنذ ذلك الحين، انشغلت جميلة مؤخرا بحضور شتى دورات التدريب المنزلي.من الحلويات الفرنسية إلى المأكولات اليابانية، وصولا إلى دورات إدارة شؤون المنزل الراقية، سجلت في أنواع متنوعة من الدروس حتى شغلت كل وقت فراغها تقريبا.كانت تتخبط في المطبخ بمهارة ضعيفة، فأحرقت أصابعها وشوت ظهر يدها، لكنها مع ذلك واصلت بحماس لا يفتر.قال فارس وهو يقطب حاجبيه أمام منظر أخته في المطبخ وقد عمت الفوضى المكان: "أختي، ما الذي تفعلينه؟ ألم تكوني تكرهين دخول المطبخ أكثر من أي شيء؟ كيف تغير رأيك فجأة؟"أجابت جميلة دون أن ترفع رأسها، وهي تحاول بحذر انتشال البسكويت المحترق من الصينية: "أنا أتعلم، أتعلم كيف أعتني بسليم. إنه مرهق جدا في عمله مؤخرا، فلا بد أن أفعل شيئا من أجله."اقترب فارس متشككا، والتقط قطعة بسكويت متفحمة، وما إن قربها من أنفه حتى كاد يختنق برائحة الدخان.قال ساخرا: "أختي، أأنت متأكدة أن هذا يصلح للأكل؟ إياك أن يكون اهتمامك سببا في أن ينتهي سليم في المستشفى بدلا من أن يستفيد منه."رم

جلس جليل في مكتبه، وأصابعه تنقر بخفة على سطح الطاولة، بينما غاصت عيناه في عمق بعيد التأمل.ثم التقط هاتفه واتصل برقم ما.وفي الجهة الأخرى، كانت مهارات جميلة في الطبخ تتطور بسرعة مذهلة.فلم تكتف بتعلم صنع أنواع الحلويات الغربية الفاخرة، بل أتقنت أيضا طهي أطباق متقدمة ومتنوعة.وأصبحت تحضر بنفسها غداء سليم يوميا، بأصناف متعددة ومتوازنة غذائيا، مع عناية فائقة بتنسيق الأطباق لتبدو في غاية الجمال.ابتسم سليم ابتسامة نادرة وهو ينظر إلى الطعام المعد بعناية وقال: "حبيبتي، لقد تحسنت مهاراتك في الطبخ كثيرا مؤخرا."طار قلب جميلة فرحا بسماع مدحه، فأجابت بدلال: "حقا؟ طالما أعجبك فذلك يكفيني. سأعد لك الغداء يوميا من الآن فصاعدا، لأضمن أن تتناول دائما طعاما شهيا وصحيا."أومأ سليم برأسه، وأمسك عيدان الطعام وبدأ يتناول وجبته ببطء.كانت الأطباق لذيذة فعلا، لكن ذهنه لم يكن حاضرا مع الطعام.إذ كان يراقب جميلة وهي تتفنن في خدمته، فيما ظل قلبه مضطربا لا يعرف السكينة.في تلك الأثناء، تلقت ورد إخطار التأكيد النهائي من مجموعة الفخم بشأن المناقصة.تأملت رسالة البريد، وارتسمت على شفتيها ابتسامة واثقة.تمتمت بصوت

كانت جميلة في تلك الليلة حقا متألقة، رقيقة، بل أشبه بظل غامض من ذاكرة قديمة.قالت بدلال وهي تتشبث بذراع سليم بصوت فيه رجفة من الترقب: "يا عزيزي سليم، ما رأيك بإطلالتي اليوم؟"استفاق سليم من شروده، فارتسمت على وجهه ابتسامة باهتة وهو يومئ برأسه: "جميلة… تليق بك."لكن صوته بدا متكلفا، ونظراته شاردة، إذ لم يكن عقله منشغلا بها حقا.أما جميلة، فلم تلتقط اضطرابه، بل غمرها سرور خفي حين سمعت مدحه.فقد بذلت جهدا كبيرا في مظهرها ذاك اليوم، درست صور ورد بدقة، واستعانت بمصممة أزياء لتقليد أسلوبها.كانت تؤمن أن هذه الإطلالة ستأسر عيني سليم، وتجعله يطوي صفحة ورد تماما.سارا جنبا إلى جنب نحو مدخل القاعة، لكنهما ما إن وصلا حتى التقيا وجها لوجه بورد وفريقها.فجأة تجمد الهواء بين الطرفين وكأن الزمن توقف.أول ما وقع بصر ورد كان على جميلة.وما إن رأت زينتها المقلدة حتى ارتسمت على شفتيها ابتسامة ساخرة باردة.كم هو مثير للشفقة! جميلة لم تكتف بتقليد أسلوب حياتها وملابسها اليومية، بل صارت تقلدها حتى في مثل هذا الموقف الحاسم.أما جميلة، فحين التقت بنظرة ورد الباردة، انكمشت ابتسامتها المتكلفة في لحظة، وكأنها تلق