All Chapters of لا تعذبها يا سيد أنس، الآنسة لينا قد تزوجت بالفعل: Chapter 221 - Chapter 230

472 Chapters

الفصل 221

أوقفتها كلماته، فطبقت شفتيها، ولم تتكلم مجددًا كي لا تزعجه.جلس جاسر قليلاً، وحين شعر بالملل، نهض وغادر.في تلك الليلة، لم يتكرر حلم لينا وهي تدخل المدرسة بحثًا عن وليد، بل رأته وهو يطلق النار على نفسه وينتحر أمام قبرها.لقد صوب المسدس نحو رأسه، وأطلق النار دون أدنى تردد.هذه المرة، لم يأتِ أحدًا لإنقاذه، وتناثرت الدماء على اللوح الحجري للقبر، ولطخت صورتها التذكارية باللون الأحمر.في اللحظة التي فتحت فيها لينا عينيها، شعرت بألم خانق يتملك قلبها، جعلها تتوق بشدة إلى العودة.لكن لم يدخل أحد إلى تلك الغرفة الخاوية ليعتني بها، وظلت مستلقية على الفراش، عاجزة عن الحركة.عند العصر، بعد أن انتهت الممرضة من تنظيف جسدها كالمعتاد، دخل جورج حاملاً صندوق الأدوية." سيدة لينا، من اليوم فصاعدًا، سنبدأ جلسات التدليك التأهيلي لكِ."بعد أن وضع جورج صندوق الأدوية على الطاولة، أخرج قفازين مُعقمين وارتداهما. وعندما استدار ليبدأ الجلسة، لاحظ تورم عيني لينا.عبس وجهه فجأة، وقال، "سيدة لينا، إن واصلتِ البكاء هكذا، فلن تشفى عيناكِ."عند سماعها لذلك، نظرت لينا إليه في حيرة، ثم رمشت بعينيها، وقالت، "كيف... عرفت
Read more

الفصل 222

بعد سماعها هذا، صمتت لينا طويلاً.هكذا تمكنت من البقاء على قيد الحياة.إنها ليست يتيمة، بل لها أخت.لقد أعطتها هذه الأخت قلبها كي تنقذها.لكنها هناك بعض الأمور التي ما زلت لينا لا تفهمها. لماذا هربت بها أختها إلي خارج البلاد؟كما أن جورج قال إنها تعجلت لإنهاء حياتها، ليس فقط كي تنقذها، بل أيضًا كي تتجنب جاسر.ما الذي حدث بين أختها وجاسر لدرجة أنها فضلت إنهاء حياتها لتتجنبه؟غمرت الحيرة ملامحها، وفتحت فمها بصعوبة، وسألت جورج، لكنه لم يعطها إجابة واضحة."لا أعرف ما حدث لأختكِ في صغرها.""أما عن سبب رغبتها في تجنب جاسر، فهذا لأنه ارتكب بحقها بعض الأمور السيئة."لم يكمل جورج الحديث عمّا ارتكبه جاسر من أمور سيئة، بل عاد إلى الموضوع السابق."سيدة لينا، بعد أن أنقذتكِ، كنت أنوي إخبار السيد أنس، فقد طلب مساعدتي من قبل لإيجاد قلب لكِ.""لكن جاسر لم يوافق. لم يرد لأحد من معارفكِ أن يعرف أنكِ ما زلتِ على قيد الحياة، لذا لم أخالف رغبته.""الآن وقد استيقظتِ، فأعتقد أن لديكِ الحق لتقرري إن كنتِ تريدين إخبار السيد أنس أم لا."حين سمعت لينا شيئًا يتعلق به مجددًا، تجمدت ملامح وجهها.رجل قاس وبارد القلب
Read more

الفصل 223

"أخبرتني أختكِ باسمكِ أيضًا."عند سماع ذلك، أبعدت لينا نظرها عن الصورة، ونظرت إلى جورج."اسمكِ وفاء. هذا هو الاسم الذي اختارته لكِ والدتكِ."ارتفعت زوايا فم لينا، وابتسمت ابتسامة خفيفة.إن لديها اسم، وهو وفاء، إنه اسم يُدفئ القلب.حين اختارت لها والدتها هذا الاسم، هل كانت تأمل أن تشعر دائمًا بالدفء؟لكنها طوال حياتها، لم تشعر بأي دفء، باستثناء معاملة مريم ووليد الجيدة لها.تذكرت ماضيها في صغرها، وهي متعلقة بسور دار الأيتام، وتنظر إلى الأطفال في الخارج وهم بين أحضان والديهم.تلاشت ابتسامتها تدريجيًا، وانهمرت الدموع من عينيها دون توقف، وحل كلُ من الحزن والوحدة محل الدفء الذي شعرت به في قلبها.كان جورج في غاية اللطف، فحين رآها هكذا، أخذ بعض المناديل الورقية ومسح دموعها قائلاً، "لا تبكِ، فعيناكِ ثمينتان."رمشت لينا برفق كإجابة له، ثم سألته مجددًا، "أمي..."ظهرت نظرة أسى في عيني جورج الزرقاوين، وقال، "أنا آسف، قالت رهف إن والدتكما توفيت عندما كانت هي صغيرة."في الواقع، كانت لينا تتوقع ذلك.لو لم تكن والدتها ماتت، لما اضطرت رهف إلى الهروب بها إلى الخارج.لا بد أن والدتها وأختها قد تعرضتا لشي
Read more

الفصل 224

من أجل أن تتعافى في أسرع وقت ممكن، تعاونت لينا بكل إيجابية مع علاج جورج لها.بعد نصف عام، أصبحت لينا قادرة على المشي والقيام ببعض الحركات البسيطة.قال جورج إنها إذا واصلت تمارين إعادة التأهيل، فستتمكن من الحركة بحرية بعد نحو ستة أشهر أخرى.كما بدأت بصرها أيضًا تستعيد تدريجيًا.رغم أنها لا ترى بوضوح كما في السابق، لكنها كانت راضية تمامًا.خلال الأشهر الستة الماضية، واصلت الاتصال بوليد ومريم.بل وحاولت التواصل معهما عبر فيسبوك وواتساب والبريد الإلكتروني وغيرها من وسائل التواصل، لكنها لم تتلق أي رد.كان جاسر يعلم أنها تفعل ذلك، لكنه كان متسامحًا بما يكفي لئلا يمنعها.إلا أنها ما إن تذكر رغبتها في العودة إلى الوطن، حتى يُظلم وجهه على الفور، ويحذرها من المغادرة وهي تحمل قلب رهف.خلال الأشهر الستة التالية، استمر جاسر على حاله، فكان يستمع إلى دقات قلب لينا من حين لآخر أثناء نومها.في البداية، كانت لينا تصاب بالذعر من تصرفاته، لكن بعد عدة مرات، لم تعد تبالي بالأمر.وأحيانًا، حين يكون في مزاج جيد، كان يدفع كرسيها المتحرك ويصحبها للتنزه على الشاطئ.لكن في كثير من الأحيان، كان يتركها على جانب الط
Read more

الفصل 225

نظرت إليه لينا بعجز، وقالت، "لو كانت أختي تعلم أنك ستعاملني بهذه الطريقة، لما تركت حتى قلبها."بدا وكأن كلماتها أثرت في جاسر، فقد احمرت عينيه السوداوين الداكنتين فجأة.نهض وغادر بسرعة، وكانت خطواته متعثرة بعض الشيء، وبدا وحيدًا للغاية.لم تكترث لينا على الإطلاق لمظهره، وأعادت نظرها مباشرة إلى النافذة.قال جورج إنها تعافت بشكل جيد، لكنها لا تزال تحتاج إلى شهر آخر من إعادة التأهيل.ولكن في هذا الوضع، لم تعد قادرة على البقاء ولو للحظة.لكنها الآن بالنسبة لوطنها شخص ميت بلا أي هوية، فكيف يمكنها العودة؟قطبت حاجبيها وأخذت تفكر، ربما يمكنها استخدام جواز سفر رهف لشراء تذكرة طيران والعودة إلى الوطن خلسة.لم تُستخرج شهادة وفاة لرهف، ولا تزال معلوماتها الشخصية محفوظة في بريطانيا.إنها تشبه رهف، وترتدي الآن ملابس تشبهها أيضًا، إذا وضعت مكياجًا مثلها، فستتمكن من اجتياز الجمارك.إذا لم تتمكن من اجتيازها، فسيتم احتجازها، وذلك أفضل من البقاء بجانب جاسر واستخدامها كبديلة.ولكن جواز سفر رهف موجود في غرفة جاسر.اشترى جاسر هذه الفيلا الكبيرة المطلة على البحر من أجل رهف، وما زال فيها آثار لحياتهما معًا.ل
Read more

الفصل 226

كان وجه جاسر الوسيم مليئًا باللامبالاة: "يمكنكِ الرفض، لكن لا تحلمي بالعودة إلى البلاد..."صُدمت لينا، ثم أشار جاسر بجواز السفر نحو علبة الخاتم الماسي وقال: "سأنتظركِ لمدة خمس دقائق فقط."أي أنه يمنحها فرصة واحدة فقط، وإن لم توافق، فلا مجال للعودة بعدها.شعرت لينا وكأن هناك حجرًا يضغط على قلبها، مما يجعل من الصعب عليها التنفس واتخاذ القرار.ظل جاسر ينظر إليها، ويراقب التغييرات في تعبيرها، وكأنه واثق تمامًا من النتيجة، وظل ينتظر بصبر.بعد خمس دقائق، أخذت لينا نفسًا عميقًا وأومأت برأسها: "حسنًا، أنا موافقة، لكنه سيكون زواج على الورق فقط."عند سماع هذا، سخر جاسر مرة أخرى: "وإلا، ماذا كنتِ تظنينه؟"أخذ الخاتم الماسي، ورفع ذقنه مشيرًا إليها أن تمد يدها.مدت لينا يدها له على مضض، فألبسها الخاتم في الخنصر الأيمن دون أدنى شفقة.بعد أن ارتدته، أنزل يدها، ونظر إليها بعينيه السوداوين العميقتين: "دعينا نعقد الزواج غدًا."قال هذا، وأخذ جواز سفر رهف، ثم استدار وغادر.رفعت لينا يدها ونظرت إلى إصبعها، شاعرة بانزعاج لا يمكن وصفه.كان لديها شعور بأن حياتها كلها أصبحت مرتبطة بجاسر منذ هذه اللحظة.لا، لقد
Read more

الفصل 227

فجأة أصبح زوج العيون الخوخية الباهتة ملونًا في اللحظة التي رآها فيها.كان هناك لمحة من الفرح على وجهه النحيف والوسيم، وحتى عمق نظرته، بدأ يمتلئ بالحنين والشوق.فجأة بدا العالم وكأنه أصبح هادئًا، واختفى كل من حوله، ولم يتبقَ أمامه سواها.وقف هناك ساكنًا، يحدّق بها بعمق، وعيناه المحمرتان امتد الاحمرار إلى أطرافهما.هي... لم تمت؟هي... لا تزال على قيد الحياة؟كان في حالة من عدم التصديق، وسار نحو لينا بخطوات ثابتة.عندما رأته لينا قادمًا، حاولت بسرعة أن تستدير وتتجنبه، لكنها رأت أنه توقف فجأة بعد بضع خطوات.الحنين في عينيه اختفى تدريجيًا، ووجهه بدأ يستعيد برودته، حتى حاجباه ونظراته عادت قاسية كالصقيع.رأت لينا الطريقة التي نظر بها إليها، كما لو كان ينظر إلى شخص غريب، فخف توترها تدريجيًا.بالفعل، هو لا يهتم لحياتها أو موتها، حتى بعد رؤيته لها على قيد الحياة، لم يشعر سوى بالدهشة للحظة، ثم عاد كما كان.ارتسم على شفتيها ابتسامة باهتة، ثم ودون تردد، استدارت وتوجهت نحو سير الأمتعة...وعندما اختفى ذلك الظل وسط الزحام، عاد أنس إلى وعيه ببطء، ونظر إلى الدواء الذي كان يمسكه في يده.لا بد أن يتوقف عن
Read more

الفصل 228

لقد شعرت لينا ببعض الذهول عندما رأت السائق يتصرف باحترام مفرط تجاه جاسر...بعد أن دخلت السيارة في ذهول، لم تستطع إلا أن تدير رأسها لتنظر إلى جاسر الذي كان يجلس بجانبها."ما هو عملك بالضبط؟"لقد قضيا معًا عامًا في إنجلترا، ولم تره يبحث عن عمل قط، فكيف أصبح هكذا بمجرد عودته إلى البلاد؟رفع جاسر حاجبيه السميكين وقال بغطرسة إلى حد ما: "أنا مهندس معماري."استدار السائق في المقعد الأمامي وأضاف: "إنه مهندس معماري مشهور دوليًا، والسيد جاسر يحتل المرتبة الثانية من حيث الشهرة."فسألت لينا متابعةً كلام السائق: "ومن الأول إذًا؟"صمت السائق فجأة، وأدار جاسر وجهه إلى النافذة، متجنبًا الحديث.يبدو أنه تم التطرق إلى موضوع حساس، فانخفضت حرارة الجو داخل السيارة بشكل مفاجئ.خفضت لينا رأسها وفكرت، هل يمكن أن تكون أختها رهف هي من تحتل المرتبة الأولى؟سرعان ما توقفت السيارة أمام فيلا، وبعد أن ركنها السائق في المرآب، بدأ ينزل الحقائب.وبينما كان يدفع الحقيبة، قال لهما: "سيد جاسر، سيدة رهف، تفضلا معي."يبدو أن جاسر لم يأتِ إلى هذه الفيلا من قبل، فقد كان السائق يقود الطريق في المقدمة، وجاسر يتبعه بلا مبالاة.ت
Read more

الفصل 229

بينما كانت لينا تحاول تذكر من قد تكون صاحبة الصوت، فُتح الباب من الداخل.ظهرت نورا أمام أنظار لينا، وهي تحمل طفلًا صغيرًا يبلغ من العمر حوالي ثلاث سنوات.ألقت لينا نظرة على نورا، ثم نظرت إلى الطفل بين ذراعيها والذي كان ينظر إليها بعيون كبيرة.صُدمت للحظة، حيث فكرت أن نورا تقيم في منزل مريم ورامي، لذلك لم تسأل كثيرًا، وقالت فقط: "أنا صديقة زوجة أخيكِ، هل هي في المنزل؟"في البداية لم تتعرف نورا على المرأة الأنيقة التي أمامها، لكن ما إن تحدثت، حتى تذكرت من تكون."أنتِ، أنتِ، أنتِ..."لقد كانت خائفة جدًا لدرجة أن وجهها أصبح شاحبًا، فاحتضنت الطفل وتراجعت إلى الوراء: "شبح!!!"ذُهلت لينا، وخطت خطوة للأمام، وهمّت بأن تشرح لها أنها إنسانة، لا شبح.لكن حركة لينا أرعبت نورا أكثر، فاستدارت وركضت وهي تصرخ: "زوجي، صديقة تلك الحقيرة تحولت إلى شبح وجاءت لتنتقم منا!!"عند سماع هذا، توقفت لينا فجأة، من الذي كانت تناديه بزوجي؟ ومن تقصد بالحقيرة؟بينما كانت عابسة في أفكارها، خرج رامي من المطبخ، وعندما رأى لينا واقفة عند الباب مرتدية فستانًا أحمر، حتى انهارت قواه من شدة الرعب."أنتِ..."لقد بدا وكأنه قد فع
Read more

الفصل 230

حوالي الساعة التاسعة مساءً، أخبرتها موظفة الاستقبال أن مريم على الأرجح لن تأتي الليلة، ونصحتها بالعودة في اليوم التالي.لم يكن أمام لينا خيار سوى قمع قلقها والنهوض والخروج من الملهى الليلي...وبينما كانت تسير إلى موقف السيارات وهمّت بأخذ سيارتها، حتى غمرها ظل طويل وقوي فجأة...رفعت لينا رأسها فتقابلت نظراتها فجأة مع عينين عسليتين مائلتين للاحمرار، خفق قلبها بشدة، واستدارت عفويًا تحاول الهرب.لكن الرجل أمسك بيدها، وبدون أي تردد، سحبها إلى حضنه، وشدد يده حول خصرها شيئًا فشيئًا.أما يده الأخرى ذات المفاصل البارزة فوضعت على ظهرها ضاغطة برفق على مؤخرة رأسها لتلصقها بصدره.وبعد أن استخدم كل قوته لاحتضان المرأة بقوة بين ذراعيه، أسند ذقنه الحادة على كتفها بثقل مشاعره المكبوتة...بعد أن شعر بحرارة جسدها واستنشق رائحتها المألوفة، تأكد أنس أخيرًا أن هذا لم يكن وهمًا، بل كان حقيقة...قلبه الذي كان فارغًا ومتألمًا لمدة ثلاث سنوات وجد أخيرًا لحظة من السلام في اللحظة التي عانقها فيها...المرأة التي اشتاق إليها بجنون طوال تلك السنوات لا تزال على قيد الحياة، بالنسبة لأنس، كان هذا بمثابة استعادة لما فقد
Read more
PREV
1
...
2122232425
...
48
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status