All Chapters of لا تعذبها يا سيد أنس، الآنسة لينا قد تزوجت بالفعل: Chapter 531 - Chapter 540

742 Chapters

الفصل 531

"أظنكِ لا تعلمين بعد، أنس مصاب بمرض دماغي، ورم داخل الجمجمة——"تناثر الدم من جبين جاسر على جبين لينا الشاحب، منتشرًا كالزهرة.لم ترمش حتى، ظلت جامدة، تحدق في جاسر كدمية مذهولة وصامتة."هل تعتقدين أنه سينجو بعد أن تلقى كل هذه الضربات؟"دق صوت جاسر الذي لا يعبأ بحياة أو موت أحد، كجرس عتيق، قاسيًا وقاتلًا.تشبثت لينا بالشراشف تحتها، وسرت قشعريرة من رأسها إلى أخمص قدميها، تتسلل إلى قلبها، حتى صارت ترتجف بلا تحكم."لا أصدق كلمة مما تقوله..."لقد أخبرها أنس إنه مجرد صداع نصفي، كيف يمكن أن يكون ورمًا؟ لا بد أن جاسر يكذب عليها."ألا تصدقين؟"رفع حاجبيه الحادين، وابتسم بسخرية باردة."يمكنكِ التحقق من تلك الثروة الطائلة المسجلة باسمك، من أين جاءت؟"حدّقت لينا في جاسر بذهول، لا تفهم ماذا يقصد بكلماته.اختفت ابتسامته من على شفتيه، وحدّق في عينيها بلا أيّ تعبير."لقد ساعدكِ أنس في استعادة هويتكِ ليتمكن من نقل ثروته إليكِ.""لقد كتب وصيته منذ وقت طويل، ورتب كل شيء لمستقبلكِ، وأنتِ ما زلتِ لا تصدقين؟"صوته كان منخفضًا، لكن كلماته كانت كالصقيع، بلا دفء ولا شفقة.تشبثت لينا بملاءة السرير بإحكام، وجسدها
Read more

الفصل 532

وقف جاسر عند المدخل، ينظر إليها من بعيد، ورأى عينيها الباهتتين تفقدان الأمل تدريجيًا في الحياة، فتبدّلت ملامحه إلى الغضب والظلمة.عاد إلى لينا، وأمسك بخدها الصغير، ونظر إليها ببرود: "أتريدين الموت معه؟"رفعت لينا رموشها الملطخة بالدموع. لم تجبه، لكن صمتها العميق كان أبلغ من أي اعتراف.فهم جاسر أفكارها، فدمر أملها بقسوة: "لا تحلمي حتى بالموت معه، إذا متِ مرة، سأُعيدكِ للحياة مرة أخرى!"نظرت إليه لينا، وعيناها الممتلئتان بالدموع يائستان: "لماذا؟"لماذا يحرمها حقها في الموت معه؟!انحنى جاسر قليلًا، مقتربًا من وجه لينا: "لن تعيشي لبقية حياتكِ إلا من أجل قلب أختكِ!"عند سماع هذه الكلمات، انكمشت شفتا لينا الشاحبتان فجأةً في ضحكة خفيفة، ابتسامة جعلت الدموع تملأ عينيها. كانت تبكي وتضحك في آنٍ واحد، بجنونٍ يفطر القلب، حتى إن جاسر تجمّد لثوانٍ، وقال: "على ماذا تضحكين؟"لم ترد، بل ركعت على الأرض، والتفت على نفسها، تبكي وتضحك كالمجنونة تمامًا.حدّق بها جاسر لبرهة، ثم انحنى ببطء وسألها بصوت عميق: "أخبريني، على ماذا تضحكين؟"لم تُجب لينا، بل استمرت في الضحك، ضحكة باهتة تقشعر لها الأبدان، فشعر جاسر ب
Read more

الفصل 533

لمنع لينا من الانتحار، أمر جاسر بإحضار سلاسل وربط يديها وقدميها بالسرير.على السرير، كانت المرأة الصامتة، الخالية من أي حياة، بلا أي ردّة فعل، لا تفعل سوى إدارة رأسها نحو البحر خلف النافذة.الخدم الذين يعتنون بها ويراقبونها خوفًا من انتحارها، لم يكونوا يعرفون ما الذي يدور في ذهنها، لم يروا سوى عينيها، تذرفان دموعًا جافة دون توقف...كانت تبكي باستمرار، دون أن تُصدر أدنى صوت، بهدوءٍ مخيف، حتى أنها بدت خالية من أي أثرٍ لحياة.لمدة أسبوع، رفضت الأكل والشرب، كما لو كانت ترغب في الموت جوعًا...لكن جاسر لن يتركها تموت هكذا، فكان يضخ لها محلولًا غذائيًا باستمرار، مُبقيًا تلك المرأة الهزيلة على قيد الحياة...بينما كان جورج يُخرج زجاجة المحلول الغذائي، شعر بعيني لينا الغائرتين، وارتجف قلبه بشدة.رفع يده ولوّح بها أمام عينيها، لكنه لم يرَ أي رد فعل، فأدرك أن عينيها تكاد تفقد بصرها.أسرع جورج بأخذ دواء العين من علبة الدواء ووضعه في فمها، لكنها رفضت ابتلاعه، بل وبصقته.أراد إقناعها بشدة، لكنّه رآها تجرّ سلسلتها الثقيلة، وتستدير بجسدها الهزيل نحو البحر، ثم همست بصوتٍ خافتٍ بالكاد يُسمع:"جورج، لقد ر
Read more

الفصل 534

وقعت نظرة جاسر على ذلك الظهر الصغير: "هل تفتقدينه إلى هذه الدرجة؟"لم تُجب لينا، كان وجهها خاليًا من أي تعبير، غافلًا تمامًا عن الشخص الذي خلفها.لم يغضب جاسر، بل عقد ساقيه الطويلتين بلا مبالاة وأمال رأسه لينظر إليها: "سألتكِ سابقًا إن كنتِ تحبين أنس، وقلتِ لا. كيف أصبحتِ مغرمة به إلى هذا الحد بعد بضعة أشهر فقط؟"وكأنه توقع صمتها، تابع حديثه هذه المرة دون انتظار: "لأنكِ كنت تكذبين على نفسك، أنتِ تحبينه بصدق، لكنكِ أنكرتِ ذلك، وحين فات الأوان، قررتِ الموت لأجله، أنتِ غريبة حقًا..."وبعد أن انتهى من اتهام لينا من منظور الغائب، سأل بشك: "لكن هناك شيء لا أفهمه..."فكّ تشابك ساقيه، ونهض من الأريكة مجددًا، وجلس على ركبة واحدة على حافة السرير، ووجه جسد لينا نحوه."لقد تحققت من كل ما جرى بينكِ وبين أنس، لقد جعلكِ عشيقته السرية لخمس سنوات، لم يكن يُحبكِ عندما كنتما معًا، ثم صفعكِ بعد انفصالكما، مما تسبب في موتكِ المبكر. ورغم كل هذا، كيف استطعتِ أن تغفري له؟"أنس آذاها بشدّة، لكنها غفرت له، بل وضحّت بحياتها من أجله، فلماذا إذًا تركته رهف إلى الأبد؟حدّق جاسر في تلك العيون اليائسة، يحاول أن يجد ف
Read more

الفصل 535

ازدادت المرأة في السرير ضعفًا، حتى باتت لا تقوى على شرب قطرة ماء واحدة.حاول جورج إبقائها على قيد الحياة باستخدام محاليل غذائية مختلفة، لكنها فقدت رغبتها في الحياة.حين وقعت عينا جورج على تلك العينين الخاليتين من الحياة، توقفت يده المرتجفة عن تثبيت الإبرة في ذراعها.نزع المحلول الوريدي والتفت إلى جاسر، الذي كان يراقبه عن كثب خشية أن ينطق بما لا يجب."جاسر، إنها على وشك الموت، ارحمها أرجوك..."استند جاسر على الأريكة، ونظر إلى لينا الخالية من كل روح."مهما كلف الأمر، أبقِها على قيد الحياة!""أنت تعلم أن الطريقة الوحيدة لإبقائها على قيد الحياة هي إخبارها بالحقيقة، وأن أنس لم يمت."في بريطانيا، يُعتبر احترام المرأة من أصول الرجولة، وما يفعله جاسر يُعد تعذيبًا لا يحتمله جورج، ولا يمكنه استيعاب منطقه."عليك أن تفهم، إن ماتت، سيموت قلب رهف أيضًا..."أنزل جاسر ساقه المتشابكة، وانحنى قليلًا إلى الأمام، وأراح مرفقيه على ركبتيه، ثم حدق في وجه جورج بنظرة فارغة."إذًا، عليك أن تجد طريقة لإبقائها على قيد الحياة ——"كان صوت جاسر باردًا وغير مبالٍ، غير مكترث على الإطلاق بحياة لينا أو موتها، ومع ذلك أم
Read more

الفصل 536

ما زالت لينا غير مصدقة، ألا ينبغي أن يكون للحمل أي أثر؟ لم تشعر بشيء، فكيف تكون حاملًا...بجهد كبير، رفعت يدها ولمست بطنها: "كيف عرفت أنه مر شهر..."نظر جورج إلى جاسر، مدركًا أنه لن يدعه يقول الحقيقة، فلم يستطع سوى الاستمرار في الكذب على لينا: "سيدة لينا، أنا طبيب، وأستطيع أن أكتشف ذلك من الفحص..."في الواقع، كان يخمن فقط بناءً على الوقت، لقد مر عشرون يومًا منذ أن أحضر جاسر لينا إلى الفيلا، قبل ذلك، لا بد أنها كانت مع أنس، لذلك افترض زمن الحمل عشوائيًا.ولو أن لينا أنكرت وقوع علاقة بينهما، لكان أخبرها بالحقيقة، لكن خداعه هذا كان فقط كي يمنحها سببًا للبقاء حيّة.لكن رد لينا كان: "كيف عرفت؟" فعرف جورج أنه كان على صواب.كان يأمل أن تسمح لها هذه الكذبة بالعودة حية لرؤية أنس، فكل شيء في الحياة يبدأ بالأمل، أليس كذلك؟بعد أن انتهى جورج من كلامه، انحنى على أذن لينا وهمس: "عيشي جيدًا، فقط حينها يمكنكِ العودة لرؤيته."كان يُلمّح إلى لينا، لكن في تلك اللحظة، بعد أن غسل جاسر دماغها بكلامه، ظنّت أنها ستعود لرؤيته في قبره.لمست بطنها، وملامح وجهها مليئة بأفكار مُعقدة، لماذا حملت في هذا الوقت؟ هل لأ
Read more

الفصل 537

بعد اتخاذ القرار، اتصل جاسر فورًا بالسيد ويلسون لتجهيز طائرة خاصة.ثم أمر رجاله بمحو آثار الطريق، وغادر بريطانيا بصمت، دون أن يترك خلفه أي أثر.وعندما وصلت مجموعتهم إلى النرويج، كان الليل قد حلّ.حمل الخادم لينا على ظهره ونزل بها من الطائرة، وكان ظلها تحت رياح الشتاء الباردة يبدو هشًّا وضعيفًا للغاية.سار جاسر خلفهما، ونظر إليها، ثم فتح المعطف المطوي حول ذراعه وغطاها به...لاحظ جورج هذه الحركة البسيطة، فتغير تعبير وجهه قليلًا، لكنه لم ينطق بكلمة، بل حمل الطفلة وتبعهم بصمت.كان الطقس في النرويج شديد البرودة، درجات الحرارة تحت الصفر، وبضع دقائق فقط منذ نزولهم حتى الخروج من المطار، كانت كافية لتجعل جسد لينا يرتجف من البرد.استقبلهم سائق الفيلا في النرويج، وركبوا السيارة، شغّل التدفئة على أعلى درجة، لكن لينا لم تشعر بأي دفء...رآها جاسر مستلقية في المقعد الخلفي، مُكوّفة ذراعيها، رافضةً تغطية نفسها بالمعطف الذي منحها إياه، فعتمت عيناه بغضب مكتوم.أخذ المعطف عنوةً ولفّه حولها، ولم تعارضه حينها، لكنها ما إن عاد إلى مقعده حتى دفعت المعطف عن جسدها بصمت.ذلك التصرف الهادئ في عينه لم يكن إلا استف
Read more

الفصل 538

وصل ركاب السيارة في صمت إلى فيلا جاسر في النرويج، وهي في مكان ناءٍ بلا إشارة.أمر جاسر الخدم بإيصال لينا والطفلة إلى الغرف، ثم أخذ علبة سجائر ورماها لجورج، وخرجا معًا من الفيلا، دون أن يبدّلا ملابسهما.وضع جاسرالسيجارة في فمه، وأخرج الولاعة، أشعل بها سيجارة جورج أولًا، ثم أشعل خاصته. دخّنا بصمت، ولم ينطق أي منهما بكلمة.استغل جورج ضوء النرويج الخافت والجو القارس، ونظر إلى جاسر الواقف عكس الضوء: "ما الذي تنوي فعله؟"رفع جاسر حاجبه بهدوء، "ماذا تقصد؟"دفع جورج يديه المتجمدتين في جيوب معطفه الأسود: "لقد أخذت ابنة رهف، وخطفت السيدة لينا، هل تخطط للعيش هكذا إلى الأبد؟"أخذ جاسر نفسًا من سيجارته وسأل جورج: "أهذا غير ممكن؟"سمع جورج هذا، فتنهد بعمق: "جاسر، على أي أساس ستعيش معهما إلى الأبد؟"ابنة رهف لها والدها، والسيدة لينا لها حبيبها، ولا صلة لك بأي منهما.نفض جاسر رماد سيجارته وقال بلا مبالاة: "وهل العيش معًا يتطلب صفة قانونية؟"عبس جورج قائلًا: "جاسر، مع كل هؤلاء الباحثين عن السيدة لينا، هل تعتقد أنك تستطيع العيش معها إلى الأبد؟"ثم سأل مجددًا: "هل تحب رهف؟"إذا كان يحبها، فكيف يريد العي
Read more

الفصل 539

ما زالت لينا صامتة، ولم يُجبرها جورج، لكنه ظل في الأيام التالية، يزور غرفتها حاملًا معه الطفلة جنة.خلال النهار، كانت جنة تستلقي بجانب سرير لينا، تُداعب خديها بأصابعها الصغيرة الممتلئة."خالتي، تبدين كالدمية التي اشتراها لي أبي، إنها جميلة مثلكِ تمامًا، لكنها لا تتكلم أيضًا..."لا أحد يعلم كيف أقنعها جورج، لكنها، بعد أن نادتها "أمي" في أول لقاء، صارت بعدها تناديها بـ"خالتي".وكانت كل "خالتي" تخرج من فم الطفلة، تُدفئ قلب لينا شيئًا فشيئًا، حتى أنها عند النوم، كانت تعانقها دون أن تشعر.كان الأمر أشبه بالعثور فجأة على قارب وحيد، يحملها عبر العالم الفاني، ويسمح لها برؤية مشهد مشرق.أخفضت لينا رأسها، تنظر إلى الطفلة بين ذراعيها، متشوقة لرؤية شكلها...لكنها اكتشفت أنها ما زالت لا تبصر، وغمرها شعور بالندم...هل ستتمكن من استعادة بصرها بعد الموت؟وإن لم يكن، ألن تتمكن حتى من رؤية وجه أنس بعد الموت؟احتضنت لينا جنة، تنظر بعينين خاليتين من الروح إلى مكان بعيد...أنس، هل تعلم؟ أنا حامل بطفلك، لو كنت ما زلت حيًا، لفرحت بهذا الخبر كثيرًا، أليس كذلك؟لكن للأسف، أنت رحلت، لقد سلبت مني أملي في البقاء،
Read more

الفصل 540

مدينة اللؤلؤة، مشفى منى.مرّ شهران على دخول أنس في الغيبوبة.الرجل المستلقي على السرير، وجهه شاحب كأنه ضبابي، مائل إلى أبيض شفاف، وعيناه مغمضتان بإحكام، لا يظهر منهما إلا رموش كثيفة وطويلة.يرقد بهدوء على سرير أبيض ناصع، صامت تمامًا، كأنه قد غادر هذا العالم، ولم يبقَ منه سوى جسد بلا روح.أخذ سعيد قطعة القطن التي أعطاها له سامح، وغمسها في ماء دافئ، وبلل شفتي الرجل اللتين أصبحتا جافتين وباهتتين.بعد أن انتهى، أحضر منشفة نظيفة ومسح جبين الرجل، وسأل قائد الحرس الواقف خلفه: "ألم تجدوها بعد؟"أخفض قائد الحرس رأسه نصف انحناءة، ووجهه يملؤه الشعور بالذنب: "آسف، لم نعثر عليها في بريطانيا أيضًا..."استدار سعيد، ممسكًا بالمنشفة بيده، وضرب قائد الحرس على رأسه: "يا لك من شخص عديم الفائدة! لا يمكنك حتى العثور عليها!"لم يجرؤ قائد الحرس على التحرك، مما أثار غضب سعيد: "قبل ثلاثة أشهر، رآها أحدهم بوضوح وهي تستقل تلك الطائرة الخاصة المتجهة إلى بريطانيا، لماذا لا نستطيع العثور عليها بعد؟!"تحول وجه سعيد إلى اللون الأزرق من الغضب، وأشار إلى قائد الحرس، ووبخه بكلمات عديدة عن العجز: "لدينا أدلة، ولم تعثروا ع
Read more
PREV
1
...
5253545556
...
75
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status