All Chapters of ندم الزوج السابق: Chapter 501 - Chapter 510

552 Chapters

الفصل 501

إيما.كنتُ متوترة، بل على وشك الانهيار من شدّة التوتر. كان قلبي يخفق بعنف حتى كدتُ أختنق من فرط اضطرابي. قبضتُ على عجلة القيادة بقوة، محاوِلةً تهدئة الذعر الذي كان يتصاعد داخلي.ولأكون صادقة، فقد ساورتني الشكوك منذ حديثي مع آفا. كانت كلماتي آنذاك مجرد شجاعةٍ زائفة من امرأةٍ استجمعت فجأةً ثقةً مؤقتة بنفسها. لكن ما إن غادرت آفا، حتى تلاشت تلك الثقة، وتُركتُ غارقةً في الشكّ حيال قراري.كنتُ أُصارع أفكاري، أتساءل إن كنتُ أفعل الصواب. راودتني الشكوك في الخطوات التي هممتُ باتخاذها. لم أكن متأكدة إن كانت محاولتي ستؤتي ثمارها أم أنني سأزيد الأمور سوءًا بإصراري على التقرّب منهم.وفي النهاية، قررتُ أن أُؤجّل خططي قليلًا. أدهشني ذلك القرار حقًّا، لم أكن هكذا من قبل. لم أشكّ يومًا في نفسي ولا في قراراتي. كنتُ، إن رغبتُ في شيء، سعيتُ نحوه بلا تردّد، بعزمٍ لا يلين.لكن حديثي مع كاليستا بالأمس فتح عينيّ على أشياء كثيرة. سألتني إن كنتُ واثقة من رغبتي في إصلاح الأمور، وأجبتُها بأنني كذلك. كنتُ أعلم أن هذا ما أريده فعلًا. ومع ذلك، لم أستطع منع نفسي من طرح سؤالٍ واحد وأنا أعود إلى المنزل.إذا كانت رغبتي
Read more

الفصل 502

إيما.شعرتُ بالغيرة. كنت أغار آفا لأنها تمتلك ذلك الرابط مع نوح، علاقتها به وثيقة، وكذلك مع غانر. لماذا لم أستفق من غفلتي وحماقتي قبل فوات الأوان؟ كل ما أرجوه الآن هو ألّا يكون كرهُ غانر لي قد بلغ حدًّا لا رجعة فيه. حتى إن لم أبلغ درجة القرب التي تجمع آفا بنوح، فليكن بيني وبين غانر على الأقل قدرٌ من الود، بحيث لا يكرهني كما يفعل الآن.همستُ بصوتٍ مبحوح، "أُعاهدك أنني لا أنوي افتعال المشاكل."رمقني بنظرةٍ حارقة قبل أن يستدير ويغادر.ناديتُه قبل أن يخطو بعيدًا، "نوح..."تصلّب جسده، لكنه التفت إليّ بنصف التفاتة.قلتُ بصوتٍ مرتجف، "أنا آسفة... آسفة لأنني عاملتُ والدتك بتلك الفظاعة، ولأنني حاولتُ أن أفرق بين بينها وبين والدك. أنا آسفة بحق."لم أتوقّع منه ردًّا، ولم ينبس ببنت شفة. اكتفى بأن دار بوجهه ومضى تاركًا إيّاي واقفةً على عتبة الباب.تنهدتُ مترددةً، هل أدخل أم أنتظر دعوة من آفا نفسها؟، فما زالت تعاليم أمي راسخةً في ذهني حتى بعد كل تلك السنين، ألا أدخل بيت أحدٍ ما لم يُدعَني صاحبه.بعد لحظات، رأيتُ آفا تتقدّم نحوي... أو بالأحرى تتهادى بخطواتٍ متثاقلة. كان حملُها يزداد جلاءً ووضوحًا في
Read more

الفصل 503

سألتها ممازحةً وأنا أدفع كتفها بكتفي قائلةً، "منذ متى أصبحتِ بهذا النضج؟ أنا الأكبر سنًّا، ينبغي أن أكون الأكثر حكمة."أجابت بابتسامةٍ هادئة وهي تهزّ كتفيها، "النضج يأتي مع الخبرة، كما تعلمين. الحب هو ما يدفعنا لفعل ما هو أفضل لأطفالنا. لذا، ما دام الحب هو محرّككِ، فستظلين دومًا ترغبين في الأفضل لهم، وستتخذين قراراتكِ بناءً على ذلك."ساد بيننا صمتٌ قصير بينما كنت أستوعب ما قالت. تبدّد بعضٌ من شعوري بالإخفاق، إذ حتى آفا، التي أراها مثال الأم المثالية، تعتريها الشكوك.سألتها وأنا أتلفّت حولي، فقد انتبهتُ لتوّي أنني لم أرها منذ قدومي، "وأين أيريس، بالمناسبة؟"ابتسمت آفا قائلةً، "إنها في غرفتها مع رووان، يلعبان حفلة شاي."انفجرتُ ضاحكةً دون أن أتمكّن من كبح نفسي، "رووان؟ يلعب حفلة شاي؟"بدا الأمر غريبًا جدًا، كأننا نتحدث عن شخصٍ مختلف، عن رووان آخر.تخيّلتُه بمكياجٍ فوضوي، وطلاء أظافر، وتنّورةٍ صغيرة، فازددتُ ضحكًا، وشاركتني آفا الضحك أيضًا.ومع ذلك، لا يسعني إلا أن أُعجب بعلاقته بأيريس، فليس كلّ رجلٍ قادرًا على تربية طفلةٍ ليست من صُلبه، وأن يحبها حبًّا صادقًا غير مشروط. ما كان ليخطر على
Read more

الفصل 504

شعرتُ وكأن شيئًا في داخلي قد انكسر، رغم أنني لم أكن أعرف السبب تحديدًا، لكن سماع اعتذاره أطلق شيئًا في داخلي لم أستطع تفسيره، ولم أكن أعلم حتى أنني أحمله في صدري طوال هذا الوقت.قلت، "الأمر ليس خطأك، وليس هناك ما يستدعي الغفران. كان عليّ أيضًا أن أدرك مبكرًا أننا لم نُخلق لبعضنا. كان حبنا فتيًّا، لكنه لم يكن من ذاك النوع الذي يدوم إلى الأبد. بل إنني لا أعتقد أننا كنا سنرتبط أصلًا لولا أن والدينا هما من دفعانا نحو هذه العلاقة."قهقه رووان ضاحكًا قبل أن ترتسم على شفتيه ابتسامة عريضة. "إذًا، أنتِ أيضًا أدركتِ أن أهلنا كانوا السبب وراء ارتباطنا؟ حديثهم الدائم عن أننا سنشكل ثنائيًا رائعًا، وكل ذلك الهراء. لقد تسلل ذلك إلى عقولنا، ولكثرة ما سمعناه، بدأنا نصدّقه.""هذا صحيح. لا أعتقد أننا كنا سنرتبط لولاهم. أينما التفتنا، كنا نجد دائمًا من يظن أننا الثنائي الأمثل. باستثناء آفا طبعًا." ابتسمتُ وأنا أتذكر أنها كانت الوحيدة التي لم يَرُق لها ارتباطي برووان.قال رووان وهو يمرّر يده على وجهه، "أعتقد أنها رأت شيئًا لم يره أيٌّ منا. لعلها على المستوى الروحي أدركت أننا لم نخلق لبعضنا.كانت كلماته صاد
Read more

الفصل 505

أمسكتُ بالصندوق الأخير وألقيتُ نظرةً أخيرة على غرفتي. كانت هذه الغرفة ملاذي الآمن على مدى العامين الماضيين.كانت هذه غرفتي منذ الطفولة، لكنني على مر السنين غيّرتُ ملامحها شيئًا فشيئًا حتى صارت تعكس المرأة التي أصبحتُ عليها، الديكور، الطلاء، الأثاث… كلُّ شيء بدلته ليعكس نضجي وتحوّلي.هذه هي الغرفة التي بكيتُ فيها عندما علمتُ لأول مرة أن رووان نام مع آفا… وبعد سنوات، في الغرفة نفسها، ضمّدتُ جراحي بعد أن أدركتُ مقدار الألم الذي تسبّبتُ به للآخرين.صارت هذه الغرفة ملجئي الوحيد، المكان الذي أهرب إليه وأختبئ بين جدرانه، المكان الذي يمكنني فيه أن أنهار بعيدًا عن أعين الناس.لو كان للجدران لسان، لكانت حدّثت عن كل ما شهدته من أسراري، ومن تلك الأفكار المظلمة التي راودتني بأن الرحيل هو الخلاص.لكنني الآن كنتُ أتركها خلفي. أعلم أنني سأبيت فيها بين حينٍ وآخر عندما أزور المنزل، لكن شيئًا ما في داخلي كان يهمس بأنني أودّعها إلى الأبد.كان في الأمر مسحة وداع نهائي، كأنني أخيرًا أتحرّر من ذكريات العامين الماضيين، وكأنني أودّع فصلًا من حياتي.اخترق صوت ترافيس شرودي وهو يقول، "هل أنتِ مستعدة؟"نظرتُ إليه
Read more

الفصل 506

واصلتُ التحديق في أخي. وفجأةً أدركتُ أنني كنتُ غارقة تمامًا في حياتي، لدرجة أنني فشلتُ في ملاحظة من حولي.ذلك هو جوهر الاكتئاب، يجعلك عاجزًا عن رؤية معاناة الآخرين لأنك غارقٌ في ذاتك. تركتُ الحياة تمضي من حولي خلال العامين الماضيين دون أن أشارك فيها. لم أشارك أحدًا من المحيطين بي، بل على العكس، جعلتُ الجميع يركّزون عليّ خوفًا على صحتي النفسية.لم أتوقف لأفكّر بما كانت أمي تمرّ به من شعورٍ بالذنب، ولم أفكّر في ترافيس الذي كان يحمل عبءَ خطاياه الخاصة، إضافةً إلى أعباء الشركة. لم أفكّر بأيّ أحدٍ سوى نفسي.غمرني شعور خانق بالسوء حين واجهتُ هذه الأفكار، بكلّ ما جعلتهم يمرّون به من قلقٍ وألمٍ ومعاناة. أعلم أنني ما كنتُ لأحتمل رؤية أيٍّ منهم في الحالة التي كنتُ فيها. سيكون مؤلمًا أن أعرف أنني لا أستطيع مساعدتهم حقًا لأنهم يرفضون المساعدة. أتفهم ذلك الآن، ولهذا فقط أدرك كم كان مرهقًا التعامل معي.همستُ قائلةً، وأنا أمرّر يدي في شعري، "أنا آسفة."أحتاج حقًا لحجز موعد في صالون التجميل. لم أعد أتذكّر آخر مرة اعتنيتُ فيها بشعري أو حتى قصصتُ أطرافه. بدا جافًا، تتخلّله أطراف متقصفة بطريقة فوضوية.سأ
Read more

الفصل 507

تأمّلتُ منزل آفا، وكان كما أتذكّره تمامًا. لم يتغيّر فيه شيء، كأنّ الزمن توقّف عنده. أعلم أنّه منزلٌ مختلف عن ذاك الذي كانت تعيش فيه قديمًا، لكنّ مجرد النظر إليه أعادني سنواتٍ إلى الوراء، إلى ذلك الوقت الذي تبدّل فيه كلّ شيء بعد وفاة أبي.تذكّرتُ كيف كنتُ آتي إلى بيتها لأفرغ ما في صدري من هراءٍ وغضبٍ دفين، لأنّني كنتُ أشعر بأنّني أفقد رووان من جديد، وأنّها هي السبب. يا إلهي، أشعر بالخزي من كلّ ما قلته وفعلته آنذاك، من الطريقة التي حرّضتها بها، وكيف أنّها حين دافعت عن نفسها وردّت بقوّة، عدتُ إلى رووان، ملفوفةً بأكاذيبي.كنتُ أشتعل غيرةً منها… لأنّ رووان، رغم أنّه لم يُحسن معاملتها، ظلّ متزوجًا منها قرابة عقدٍ من الزمن. وكان يؤلمني أيضًا أنّه ظلّ وفيًّا لها رغم أنّه لم يحبّها.لم نكن قد تجاوزنا مرحلة المواعيد في علاقتنا، ولم تجمعنا علاقة جسدية، لكنّني كنتُ أعرف الرجال، "لم أستطع تصديق أنّه ظلّ عفيفًا تسع سنوات.في تلك الأيام، كانت فكرة أنهما ناما معًا تطعن قلبي كالسكاكين. كنتُ أعلم أنّ ذلك قد حدث، حتى دون أن تُلمّح آفا إلى شيء. وفي ذهني، كنتُ أظنّ أنّ الأمر كان سيكون أسهل لو أنّه خانها ف
Read more

الفصل 508

كان المنزل في غاية النظافة من الداخل. أخبرتني آفا سابقًا أنها عادةً ما تستعين بمن يتولّى تنظيفه مرةً واحدةً على الأقل كل أسبوع، لذا لم يكن عليّ أن أقلق بشأن أيّ شيءٍ يتعلق بنظافته أو ترتيبه. كما كان مفروشًا بالكامل، إذ لم تأخذ منه سوى سرير نوح وسرير أيريس الصغير.ورغم أنه ظلّ مغلقًا لعامين كاملين، فإنه بقي مفعمًا بالدفء، ما زال يحمل في أرجائه دفئًا مألوفًا وإحساسًا صادقًا. كانت آفا تملك حقًا تلك اللمسة السحرية التي تُحوِّل أي بيتٍ إلى موطنٍ نابض بالحياة والدفء، على عكس شقتي العلوية الفاخرة التي لم أشعر فيها يومًا بالانتماء. كانت باردة، مجرّد مكانٍ للعيش، لكنها لم تكن منزلًا بالمعنى الحقيقي.تفاجأت حين دخل ترافيس حاملًا صندوقًا بين يديه. رمقني بنظرةٍ مستفسرة، لكنني أدرتُ وجهي وتجاهلتها، ثم خرجتُ إلى سيارته لأحمل المزيد من أمتعتي إلى الداخل.لم يستغرق الأمر طويلًا، خمس عشرة دقيقة أو أقلّ، وانتهينا من نقل الأمتعة. لم يكن لديّ الكثير من الأغراض، فقد خمد شغفي بالتسوّق منذ زمن، ولم أشترِ شيئًا جديدًا خلال السنوات الماضية.قال ترافيس وهو يحدّق في السُّلَّم ويداه على خصره، "يبدو أننا انتهينا."
Read more

الفصل 509

هاربر.تمتمتُ بتذمّرٍ وأنا أفرك يديّ معًا طلبًا للدفء، "حقًا لا أفهم لماذا أردتَ أن نأتي إلى هنا."ابتسم غابرييل بخفّةٍ وهو يجيب، وقد لوّنت ملامحه مسحةٌ من المرح، "وهل يُعَدّ خطًا أن أرغب في التنزّه مع زوجتي في الحديقة؟"تأمّلته بريبة وسألتُ، "في ساعات العمل؟"كان المنتزه شبه خالٍ بسبب برودة الطقس، ولم يكن في المكان سوى عددٍ قليل من الزوّار.قال بثقةٍ وهو يشبك أصابعه بأصابعي ويشدّ عليها برفقٍ حازم، "أنا المدير يا هاربر، وأنتِ زوجتي. يمكننا أن نفعل ما نشاء. ومن يضايقه ذلك فليذهب إلى الجحيم."رغم البرد القارس وعدم رغبتي في الخروج، وجدتُ نفسي أبتسم دون إرادة، محاوِلةً إخفاء ابتسامتي خلف خصلات شعري.فاجأني غابرييل مرارًا بعطفه الذي لم أعهده منه من قبل، ولو كنتُ صادقة مع نفسي، لما تخيّلت يومًا أن أكون بهذا القدر من السعادة معه. لقد غيّرني، وغيّر نفسه أكثر.قلتُ له وأنا أنظر إلى قامته الطويلة التي تجاوزت المترين تقريبًا، "ومع ذلك، ليست عادةً جيّدة أن تتجاهل العمل."قابلني بابتسامةٍ دافئة. لم يعد ذلك الرجل البارد المنعزل الذي عرفته من قبل. صار الآن يضحك بسهولة، وتنبعث منه دفءٌ يبدّد برودة أيّ
Read more

الفصل 510

تصلَّب غابرييل في مكانه، متجمِّدًا في مكانه كأنَّ الأرض قد ابتلعته. اشتدَّت قبضته على يدي حتى كادت تؤلمني. رفعت بصري إليه، فوجدت عينيه متسعتين وملامحه مشدوهة بالذهول.نظرت من فوق كتفه، فرأيت امرأةً ذات شعرٍ أحمر تحدّق به وعيناها تلمعان بالدموع. بدت متأثرة، ولم أفهم سلوكها… ولا سلوك غابرييل.تحرّك أخيرًا ببطء، كأن جسده لا يستجيب له، ثم استدار نحوها بحذرٍ جامد.تمتم بصوتٍ مبحوحٍ بالكاد يُسمع، "آشلي؟"في تلك اللحظة تجمّدتُ أنا في مكاني. تسارعت دقّات قلبي ما إن ارتطم الاسمُ بسمعي واستقرَّ في ذهني. تراجعتُ خطوةً إلى الوراء، وحاولتُ سحب يدي من قبضته، لكنه لم يُفلِتها، بل شدَّها أكثر.كان شعرها ينسدل على ظهرها في خصلاتٍ لامعةً متموِّجة، تُذكِّر بغروب الشمس. عيناها الخضراوان واسعتين، تحدّهما رموش طويلة أغمق قليلًا من لون شعرها. برزت عظام وجنتيها العالية بوضوحٍ ناعم، وأكملت شفتاها الممتلئتان ملامحها الفاتنة. كانت أطول مني ببضع بوصات، رشيقة القوام ذات خصر نحيل.تأملتُ جمالها بدهشة، وعيناي تلتهمان ملامحها في صمتٍ حارق. لا عجب أن غابرييل كان مفتونًا بها؛ فهي امرأة فاتنة، يسطع جمالها الطبيعي حتى مع
Read more
PREV
1
...
4950515253
...
56
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status