All Chapters of ندم الزوج السابق: Chapter 521 - Chapter 530

552 Chapters

الفصل 521

بلغت آذاننا كلمات آفا وهي تقول، "سأتحدث مع والديّ."استدرنا جميعًا، متفاجئين برؤيتها تقف على بُعد أقدامٍ قليلة، مركّزةً نظرها على ترافيس.قالت بهدوء، "لقد امتدّ انتقامهما أكثر مما يجب."تدخّل الحاصد، وصوته يقطر اشمئزازًا، "ليس طويلًا بما فيه الكفاية إن سألتني. بالنظر إلى معاملتك لآفا، لو كنت مكانهما لما توقفت أبدًا."انفجر ترافيس غاضبًا، "حقًا؟ وماذا عن أخيك؟ لقد استغلّها ولعب بمشاعرها!"قال الحاصد ببرود، "صحيح، لكنه سيدفع ثمن ذلك لوقتٍ طويل... ماذا عنك أو عن عائلتك؟ تلاعب إيثان بها لأشهر، لكنه في النهاية أحبّها حقًا. أمّا أنت، فقد عاملتها كأنها لا تساوي شيئًا منذ طفولتها. هل تستطيع حقًا أن تُكفّر عن الأذى الذي ألحقته بها؟تصلّب رووان عند ذكر إيثان والحب الذي يكنّه لآفا. أنا أعرف أخي جيدًا، وقد تحدّثنا عن هذا مرارًا. ما زال يشعر بعدم الأمان تجاه إيثان. يؤلمه التفكير في أنه لولا أخطاء إيثان، لكانت آفا قد أحبّته بالكامل، ولما حظي هو بأي فرصة معها.كنت أخبره دائمًا إن قلب آفا كان له منذ البداية، وأحاول أن أطمئنه بأنه لو كانت آفا واقعة في حبّ إيثان حقًا، لانتظرته حتى يخرج من السجن ليكونا م
Read more

الفصل 522

إيما.تأمّلتُ الفوضى المُتراكمة أمامي، ولم أدرِ ما الذي ينبغي عليّ فعله حيالها. فمنذ أيام مضت، تملّكني شعور بالاضطراب، ولم أهتدِ إلى تحديد سببه الجوهري.حاولتُ التفكير في الأمر، لكن لم يخطر ببالي شيء. كلّ ما أعرفه أنني أشعر بالقلق، كأنّ شرًا ما يلوح في الأفق أو يوشك أن يقع. عجزتُ عن دفع هذا الإحساس عني، مهما بلغت محاولاتي. يثقل صدري بلا رحمة.هل عَرَفْتَ يومًا هذا الشعور؟ ذلك الهاجس الذي يسبق وقوع الأحداث؟ لقد أرهقني عجزِي عن تبيان ماهيته، وكاد يدفعني إلى الجنون.تنهدتُ ونظرتُ إلى يديّ المُغطتين بالقفازات. كانت كاليستا قد اقترحت أن أشغل نفسي بشيءٍ يبعد ذهني عن القلق ويساعدني على الاسترخاء. بالأمس تحدّثتُ إلى آفا وذكرتُ الأمر عرضًا، فاقترحت أن أجرّب الزراعة. قالت إنها كانت تساعدها كثيرًا، خصوصًا عندما تشعر بالتوتّر وتحتاج إلى ما يصفّي ذهنها.أخبرتني آفا إنها اعتادت زراعة الخضروات، لكنها نصحتني أن أزرع الزهور إن لم أرغب في زراعة الخضروات.وهكذا وجدتُ نفسي هنا، لا أملك أدنى فكرة عمّا أفعله. لم أكن يومًا من هواة الهواء الطلق مثل آفا. كانت تحب اللعب بالتراب والتنقيب عمّا تسميه كنوزًا. ومع م
Read more

الفصل 523

أخذتُ أحدِّق فيه لبرهة، ثم نزعتُ قفّازيّ عن يديّ.نظر إليّ غانر بعينين تملؤهما الرضا عن تصرفي وسألني، "لم تخلعي قفازيك؟"فابتسمت وقلت في هدوء، "أنت معلمي، وبما أنك ترى أنّ الأفضل أن أعمل بيديّ العاريتين، فهذا ما سأفعلُه."قلدت حركته ومزجتُ التربة كما كان يفعل. لم أدرِ إن كان سبب السكينة التي تسلّلت إليّ هو ملمس التراب بين أصابعي، أم وجوده إلى جواري، أم الأمران معًا، غير أنّ شعورًا بالصفاء غمرني. أحسست بخفّةٍ كأنّني أحلّق فوق السحاب.تلاشت همومي بينما كان غانر يعلّمني أصول البستنة. لم أتعجّب بعد ذلك من حبه لها، ولا من شغف آفا بها، فالأمر أشبه بترياقٍ يسكب الطمأنينة في النفس، ويربط المرء بالأرض في انسجامٍ غريب.جذب غانر انتباهي وقال، "شكرًا على الهدية."كنت قد قررت أن أهديه هدية عيد ميلاد، وهدية عيد الميلاد المجيد عن كلِّ سنةٍ فاتتني، فاشتريت له هدية قبل بضعة أيام. لم أكن أعلم ماذا أشتري، لكن البائع في المتجر اقترح عليَّ أن أشتري له مسدس ماءٍ كهربائيّ اسمه مونغو كوبلاي إس-تو، وأراني كيف يعمل، بدا رائعًا، من النوع الذي كان ترافيس ورووان وغيب سيحبونه في طفولتهم نظرًا لطبيعتهم كصبيان.قلت م
Read more

الفصل 524

كالفن.كان هذا اليوم مخصّصًا للراحة والاسترخاء فقط. لم تكن لديّ الكثير من المهام، وبعد أن أنهيتُ أنا وغانر الأعمالَ المنزلية، سألني إن كان بوسعه زيارة إيما.فوجئتُ بطلبه في البداية، لكنني كنتُ قد وعدتُه أن أحترم قراراته، وأن أتقبل اختياراته، إن أراد أن يتعرّف إلى إيما ويفسح لها مجالًا في حياته.كانت تُحيّيه كلّما التقيا، وتتبادل معه حديثًا عابرًا بلُطف، رغم أنه لم يكن يتكلّم كثيرًا. بصراحة، أظنّ أنها كانت تتعمّد ترتيب اللقاءات لتراه، سواء حين يكون ذاهبًا إلى المدرسة وهي في طريقها إلى العمل، أو عند عودتهما معًا.ثم أرسلت له هدية عيد ميلاده. في البداية ظننت أنها تحاول استمالتَه بالهدايا، لكن ذلك تغيّر بعدما قرأتُ الرسالة على البطاقة. كانت كلماتها موجزة لكنها صادقة. باختصار، كتبت له أنها ستعوضه عن كل هدية عيد ميلاده وعيد الميلاد المجيد لم تحضرها في الماضي.كان من المفترض أن أشعرَ بالانزعاج، لكن هذا لم يحدث. أعلم أن معظم الآباء كانوا سيشعرون بالخيانة لو اختار طفلهم أن يتقرّب من الوالد الذي تخلّى عنهم، لكن لم يكن هذا حالي. بالنسبة إليَّ، ما يهمّني قبل كل شيء هو سعادةُ غانر. إن كان التعرّف إ
Read more

الفصل 525

ناجيتُها بصوتٍ مرتجف، "هيا يا إيما، افتحي عينيك الزرقاوين الجميلتين."كنتُ أستجديها لأجلي ومن أجل غانر."ألا تريدينني أن أسامحكِ؟ إذن، استيقظي يا إيما."لكنها لم تتحرّك. ظلت عيناها مغمضتين، وجهها شاحبٌ كالثلج. وشَعرُها الأشقر خلفها كهالةٍ ذهبية. لولا الدم الذي غطاه، لبدت كالدمية.كان الانتظار إلى جوارها عذابًا لا يُحتمل. ظللتُ أتحسس نبضها مرارًا، كأنني أتشبّث بخيطٍ هشّ من الحياة. تجمّع حولنا المزيد من الناس، لكنّ وجودهم لم يكن يعني شيئًا. لا أحد يهمّ ليس حين بدت إيما كجثة هامدة، كأنها فارقت الدنيا. كان صدرها بالكاد يتحرك.تمتمتُ ساخطًا، "اللعنة على هذا التأخير."وهممتُ بإخراج سيارتي لنقلها بنفسي إلى المستشفى، فقد بدا أن سيارة الإسعاف لا تنوي الوصول أبدًا.لكن قبل أن أتحرك، دوّت صفارات الإنذار من بعيد. تنفّستُ الصعداء وأنا أراها تقترب، وشعرتُ بأن قلبي يستقر من الارتياح. انشقت الجموع ليفسحوا الطريق، وهرع مسعفان نحونا يحملان نقالة.عرّفت المسعفة بنفسها قائلة، "أنا تاشا، وهذا إيريك. ماذا حدث؟"ثم جثيا إلى جوار إيما.قال الرجل الذي كان يذرع المكان قلقًا، "لم أقصد... لم أرها وهي تعبر الطريق.
Read more

الفصل 526

سَرَتْ برودةٌ قاسية في أوصالي، تتلاحق أنفاسي ويعتصر الخوف صدري. ضممتُ غانر إلى صدري، متشبّثًا به كما لو كان آخر ما يُبقيني على قيد الحياة.لا يمكن أن يكون هذا حقيقيًا. لا يمكنُ لهذا أن يحدث. يجب أن تكون بخير.كرّرتُ تلك الكلماتِ مرارًا، كأنها تعويذة نجاة، التمسُ بها القوّة كي لا أنهار.لا بدَّ أن يبقى بصيصُ أملٍ ما. لا يمكنها أن ترحل الآن، ليس بعد أن قرّر غانر أخيرًا أن يمنحها فرصة، أن يقبل بعودتها إلى حياته. أعرف ابني جيدًا؛ فموت إيما سيحطّمه. كلّ ما كان يتمناه أن تكون له أمّ، أن تكون إيما تلك الأم، أن تقبله كما هو. سيكون من القسوة أن تُمنح له تلك الفرصة أخيرًا، ثم تُنتزع منه بهذه الطريقة."إنها بخير، إنها بخير!" أعلن إيريك بصوتٍ يغمره الارتياح.لم أشعر يومًا بسعادةٍ كهذه، لسماع مثل هذه الكلمات من قبل. اجتاحني الارتياح كنسمة أملٍ تشقّ تلك الغيمة الحالكة التي كانت تُظلّلنا.اِرتخيتُ مُستندًا إلى سيارة الإسعاف، والزفير ينساب من صدري ببطء. كنتُ أراقبُ مؤشراتها الحيوية كالصقر، أتمتم بالدعاء ألّا يتوقّف قلبها مجددًا. كانت عيناي تتناوبان بين مؤشراتها الحيوية وصعود صدرها وهبوطه. هذان المشهدا
Read more

الفصل 527

انتصبتُ في جلستي، وشددتُ ظهري كالحربة، كأنّما أزرع في نفسي شجاعةً زائفة. حاولتُ أن أنطق، أن أقول لها إنني بخير، لكن لساني كان ثقيلًا، والكلمات أبت أن تخرج من فمي.ربّتت على كتفي برفقٍ وقالت، "أنا أتفهم وضعك… اذهب واجلس قليلًا، يبدو أن ابنك يحتاج الآن إلى من يسانده. يمكنكما أن تكونا سندًا لبعضكما."أومأتُ برأسي في استسلام، فلم يكن بوسعي سوى ذلك، ثم اتجهتُ إلى غانر وجلستُ إلى جواره، وسحبته إلى حجري. عانقنا بعضنا بقوة، كأنما نحتمي ببعضنا من العالم.لا أدري كم مر من الوقت حين شعرتُ بيد تهزّني برفق، ففتحتُ عينيّ لأرى آفا تنظر إليّ. كان حاجباها معقودين، وفمها منقبضًا، وعيناها غارقتين في القلق.همست قائلة، "كلّنا هنا"، قبل أن تجلس بجانبي. "هل لا تزال في غرفة العمليات؟""نعم"، أجبتها بصوتٍ مبحوح، وكأنّه انتُزع من أعماقي."ماذا حدث؟" سأل ترافيس وهو يُمسك بوالدته التي بدت كأنها فقدت اتصالها بالعالم.بدت وكأنها قد انفصلت عن الواقع، أو لعلها غارقة في ذكرياتها. فإيما هي ثالث فردٍ من العائلة يدخل المستشفى حتى الآن؛ أحدهم لم يخرج حيًّا، والآخر كان موته قابَ قوسين أو أدنى، والآن إيما.كان الجميع هناك،
Read more

الفصل 528

خارت كلّ قواي، وتهاويتُ عند سماع كلماته، عاجزًا عن استيعاب كلماته أو إدراك المعنى الثقيل الكامن خلفها.تردّد صدى أنفاسٍ مصدومة في أرجاء الغرفة، فيما كانت العيون كلّها شاخصة نحو الطبيب في ذهول، مذهولين من وقع تلك الكلمات المفجعة.سألت آفا بصوتٍ يختلط فيه الرجاء بالذعر، "هل هي مستيقظة؟ هل يمكننا رؤيتها؟"أجاب الطبيب بنبرةٍ هادئةٍ رسمية، "لم تستفيق بعد. إنها في غرفة العناية المركّزة، ولا يُسمح برؤيتها إلا لأقرب أفراد العائلة." ثم أضاف وهو يهمّ بالانصراف، "سأرتّب ذلك بعد قليل. والآن، عذرًا، عليّ أن أطمئن عليها."بقينا نُحدّق في ظهره وهو يبتعد، وكلٌّ منّا يشعر بأن ضربةً موجعة هزّت كيانه. كان من العسير علينا أن نصدّق أنّ إيما قد لا تسير على قدميها مجددًا.جلستُ على الكرسي، إذ لم تعد قدماي تحملانني، وركبتاي ترتجفان بلا حولٍ ولا قوّة.لم أفهم... كانت إيما تسير بخطى ثابتة نحو التعافي، تلملم شتات حياتها، تصلح ما انكسر وتستعيد ما فُقد. لماذا بحقّ السماء يحدث هذا لها؟"متى ستستيقظ؟" سأل غانر الطبيب الذي كان يتفحّص ملفّاتها الطبيّة بعناية.لم تعد إيما في العناية المركّزة؛ فقد نقلوها قبل يومين بعد أ
Read more

الفصل 529

كنتُ جالسًا إلى جانب غانر، لم نفارق هذا المكان يومًا واحدًا. أبدت مدرسته تفهّمًا لحالته، فسمحت له بالغياب عن الدروس منذ الحادث. كان نوح يأتي كلّ يوم ليطمئنّ عليه، ويحضر له واجباته المدرسية.قال غانر وهو يواصل تمشيط شعر أمّه برفق، "تحدّثنا، وأخبرني إنّه يعرف تمامًا كيف يبدو هذا الشعور. شعرتُ براحةٍ حين تحدّثتُ إليه، أن أتحدث إلى شخصٍ عاش التجربة ذاتها، ويدرك قسوتها."توقّف لحظة وهو يفكّ تشابكًا في شعرها، ثم أضاف بابتسامةٍ صغيرة، "لا تقلق، ستتفاهمان جيدًا عندما تتعرّفان إلى بعضكما أكثر."هيا يا إيما، أرجوكِ انهضي. استيقظي من أجل غانر، هذا كلّ ما أطلبه. كنتُ أدعو في داخلي، أتوسل إليها أن تفتح عينيها.قال غانر وهو يضع الفرشاة جانبًا، "ما زال أمامنا الكثير لنفعله، أشياء كثيرة لم نحظَ بفرصة القيام بها. ما زلتُ أحتاج أن أتعرّف إليكِ، وأنتِ أيضًا تحتاجين أن تتعرّفي إليّ. ثم إنكِ وعدتِني بهديةٍ عن كلّ عامٍ غبتِ فيه عني... واحدة مضت، وبقيت سبعة عشر."وكما في الأيام الأربعة الماضية، ظلّت إيما صامتة. لم تصدر منها أيّ حركة تمنحنا بارقة أملٍ بأنّها ستتعافى.تنهد غانر، ثم أمسك بيدها وقبّل ظاهرها هامس
Read more

الفصل 530

هاربر.تقلَّبتُ على السرير محاوِلةً إيجاد وضعٍ مريحٍ لجسدي، لكن عبثًا. بدوتُ ضخمة كالحوت، وأشعر أنني كذلك فعلًا. كنتُ أطوي الغسيل، لأنه، على ما يبدو، الشيء الوحيد الذي يُسمح لي بفعله هذه الأيام.منذ أن علم غابرييل بحملي، تحوّل إلى شخصٍ مفرط الحماية. لا أستطيع القيام بشيءٍ تقريبًا دون أن يُصاب بالهلع. ورغم أن ذلك يُثير جنوني أحيانًا، فإنني أجد في خوفه شيئًا جميلاً يدفئ القلب.ابتسمتُ وأنا أتذكر فترة حملي بليلي. كان ليام عطوفًا أيضًا، وإن لم يكن مُفرِط القلق مثل غابرييل، لكنه كان يهتم بي بصدق. كان يهرع إلى المتجر في منتصف الليل ليُحضر لي ما أشتهيه دون تذمّر. لا يفعل ذلك إلا رجلٌ يحبّك بصدق.لكن هذا الحمل مختلفٌ تمامًا عن حملي بليلي في كلّ شيء تقريبًا.مع ليلي، بالكاد عانيتُ من غثيان الصباح، أمّا هذه المرة فقد لاحقني الغثيان صباحًا ومساءً، واستمر طويلاً، متجاوزاً الأشهر الأولى من الحمل. كانت تجربةً مرهقة بكل معنى للكلمة. أن تمرضي في كلّ وقتٍ دون راحة.ثمّ جاءت الرغبات الغريبة.في حملي الأول كنتُ أشتهي الحلويات، أمّا الآن فأميل إلى الأطعمة المالحة والحارة. إنه لأمرٌ غريب لم أرغب بتناول الح
Read more
PREV
1
...
515253545556
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status