All Chapters of حبي حتى الوداع الأخير: Chapter 11 - Chapter 20

100 Chapters

الفصل 11

"أرى أن الجروح السطحية تلتئم جيدًا، والآن فلنلق نظرة على جرح معصمك."بينما كان الطبيب يفحص ماري، قامت بالإلتفات تجاه النافذه لتجنب ملاقاة عينا زوجها. فكرت بداخلها "ما الذي يفعله هنا؟ ولماذا أتى؟ هل بات يكترث بأمري الآن؟ لا، أنا لا أريده هنا.""سيدة بلمير، الجرح الأعمق يلتئم جيدًا كذلك، وستتمكنين من العودة إلى المنزل قريبًا. الخياطات تلتئم كذلك، وأنت هنا منذ أيامٍ بالفعل، فيمكن أن نسمح لك بالخروج بعد يومين طالما تعتنين بنفسك وتتبعي الإرشادات جيدًا.""لا تقلق يا حضرة الطبيب، سنواصل رعايتها كما نصحت." قال ماكسيموس بنبرةٍ جادة.استدارت ماري تجاهه ورمقته بازدراء. "هل يعتقد هذا الرجل حقًا أنني قد أعود إلى القصر معه؟ إنه مخطئ." تلقت إيما بالفعل تعليمات كاترين بنقل حاجيات ماري من القصر، وسينتهي النقل حين خروجها من المستشفى، وستصبح أغراضها في منزل الجدة."جيد، أرى أنك تتحسنين وفقًا للمتوقع. وكما قلت، ستخرجين بعد يومين."أجابت ماري بنبرةٍ ناعمة: "شكرًا يا حضرة الطبيب.""سأغادر إن لم يكن هناك المزيد من الأسئلة، وأرجوك ارتاحي جيدًا، فكونك استيقظت بلا مشكلة لا يعني بالضرورة أنك تعافيت بالكامل."كان
Read more

الفصل 12

جلس ماكسيموس على الأريكة بجوار السرير حين رأى أن زوجته قد نامت. أخذ يتأمل وجه المرأة الصغيرة النائمة أمامه، وقد مر وقتٌ طويل منذ آخر مرةٍ نظر إليها. لم تعد زوجته ذات الفتاة التي قابلها أول مرة، بل أصبح وجهها أكثر نضوجًا الآن، وكان الحزن والإرهاق ظاهراً على ملامحه. وبينما هو يتأملها، شعر بوخزةٍ في قلبه، صاحبها شعور غير مريح في صدره حين رأى ضمادات ذراعها، وكان أحد معصميها مضمدًا بشدة، وهو حيث كان الجرح الأعمق. تفهم بوضوح أن كل ما حدث لها كان بسببه. تعجب بينما يتأملها: "كيف وصلت الأمور لهذا الوضع؟"حين سمعها تحادث جدته، كان صوتها مليئًا بالألم، ولكن دونًا عن ذلك، فقد كان الإصرار فيه جليًا حين تحدثت عن الطلاق."لماذا أنزعج لمجرد سماع كلمة الطلاق؟ إنه ما أردته منذ أن تزوجتها." أخذ يفكر بينما ارتسمت لمحة من الانزعاج على وجهه.حين شعر بالتوتر، أسند ظهره على الأريكة مغلقًاا عينيه، وأخذ يدلك جبهته ليهدئ من حدة الصداع والإرهاق الذي أصابه. جلوسه هناك أعطاه فرصة تذكر تفاصيلٍ كان قد نسيها منذ مدة، تفاصيل عن لطف هذه الفتاة الدائم في تعاملها معه.تذكر جيدًا كيف كانت تحاول جاهدةً ألا تكون عبئًا عليه
Read more

الفصل 13

كان اليوم هو السابع عشر من تموز. وكانت الشمس مشرقةً ذلك الصباح، وتخلل ضياؤها الستائر. كان ماكسيموس قد خرج باكراً للركض كعادته. ورغم أن ذلك اليوم هو السبت، إلا أنه كان قد خطط للذهاب إلى العمل اليوم. تغيرت مخططاته فجأة حين تلقى اتصالًا من جدته.أجاب وهو يلهث من الركض: "أهلًا!""عزيزي ماكسيموس، أريد أن أطلب منك شيئًا!""ما الأمر يا جدتي؟" كان يعلم أنها على وشك أن تزف إليه أحد أفكارها المجنونة. "اليوم عيد ميلاد ماري! ولن أستطيع أن أكون معها، فأشعر بتأنيب الضمير. اليوم ستكمل الثامنة عشر من عمرها، ولا يمكنني إعداد حفلة عيد ميلاد لائقة لها."قال ويبدو عليه بعض الانزعاج: "يبدو أنك غير مؤهلة لامتلاك حفيدة يا جدتي. ما الذي يتعين علي فعله؟ سأذهب للعمل اليوم، ولا يمكنني اصطحابها معي." قالت مستخدمةً نبرة تثير التعاطف: "يا عزيزي، لن تنهار الشركة إذا تغيبت ليوم! هيا أرجوك ساعد جدتك العجوز!" "دعيني أفكر فيما يمكنني فعله، ولكنني لا أعدك بأي شيء! سأتفقد جدول أعمالي وأرى إن كان بالإمكان إلغاء أحد المهام، وحينها سأصطحبها لتناول الطعام بالخارج.""لا تكن هكذا يا عزيزي. الفتاة غريبة عن البلاد. أرجوك ساعد
Read more

الفصل 14

أضاءت أشعة الشمس المتسللة عبر الستائر القصر بأكمله، معلنةً بزوغ النهار. استيقظت ماري، ولمفاجأتها، وجدت رسالةً باسمها على سريرها. كان المرسل هو جدها الحبيب، ألبرت. فتحت الرسالة وقرأت مضمونها. (حفيدتي العزيزة،اليوم عيد ميلادك الثامن عشر. ما زلت أذكر يوم ولادتك، أذكر كل شيء جيدًا. كانت أمك متحمسة للغاية، فابنتها الصغيرة ستولد اليوم، وكانت قد جهزت بالفعل سريرك، ملابسك، وألعابك.أريدك أن تتذكري جيدًا أنك كنت نور حياة والدتك. والآن بما أنك أتممت الثامنة عشر، بإمكاني أن أجزم أنك نسخة منها. كما تقولين دائمًا، أنت الآن كبيرة بالقدر الكافي لتأخذي قراراتك بنفسك. تستطيعين الآن العمل والسفر حول العالم. تستطيعين شراء سيارتك الفولكس فاجن البيتلز، وتجوبين البلاد بجيتارك مع جدك العجوز. يا عزيزتي، لا أريدك أن تنسي أحلامك أبدًا. أريدك أن تسافري، وأن تتسلقي أعلى الجبال في البلاد، وأن تشاهدي الغروب على أحد الجزر، وبإمكانك الآن فعل ما تشائين وكنت أمنعك عنه لسنوات بحجة أنك قاصر.لطالما كنت صغيرتي أنا وجدتك، ورغم إتمامك سن الرشد اليوم، إلا أنك ستظلين دائمًا تلك الفتاة التي تحب التلطخ بالوحل ظنًا منها أنها ت
Read more

الفصل 15

ناداها أحدهم بصوتٍ رخيم: "هل أنت مستيقظة يا ماري؟ هل أستطيع الدخول؟"استدارت وقد أدركت أنه صوت ماكسيموس. ندمت على كونها ما زالت ترتدي البيجاما الخاصة بها، وذهبت لتجيب.قالت وهي تفتح الباب: "أهلًا يا ماكسيموس!""أهلًا! هذه من أجلك. أخبرتني جدتي أنه عيد ميلادك!"أجابته إبتسامة واسعة على ملامحها: "شكرًا! اليوم بالفعل عيد ميلادي الثامن عشر. أرسل لي جدي رسالة.""أتريدين أن نخرج للتمشية؟""بالطبع! هل حقًا ستخرج معي؟""ليس لدي خيار آخر!""هذا رائع. سأغير ملابسي بسرعة، ثم يمكننا الذهاب."استحمت ماري في خمسة دقائق بعد أن طلبت من إيما وضع الزهور في مزهريةٍ بماء. ارتدت أجمل ما استطاعت ارتداؤه، وأسرعت بالخروج. لم يكن هناك وقت لإضاعته، فقد أمضت ثلاثة أسابيع في القصر، ولم تغادره سوى في تلك المرة التي اصطحبتها فيها كاترين للتسوق، لذا كانت متحمسة للغاية."ماكسيموس! أنا جاهزة!""حسنًا، لنذهب إذًا!"شاهدت إيما هذا المنظر، وظنت أنه من الرائع كون السيد ماكسيموس قد بدأ ينسجم جيدًا مع ماري، وفكرت بداخلها: "بدأت خطة السيدة كاترين تعمل."فتح ماكسيموس باب سيارته البنتلي السوداء المصفوفة في المدخل. تفاجئت ماري،
Read more

الفصل 16

في تلك الأثناء، ظلت ماري تشاهد الأمواج وهي تتلاطم. رغم أن عائلتها كانت ذات مكانة عالية في بلادها، إلا أنها لم تتمكن أبدًا من زيارة الشاطئ، فقد كان والدها صارمًا للغاية معها، وكان يرسلها عادةً إلى مدارس داخلية. أما أجازات نهاية الأسبوع، فكانت مخصصة للقيام بواجباتها المدرسية، وإلا فستواجه غضب أليكساندر بريستون، والدها.كانت ماري غارقة في أفكارها حين أدركت أن الرجل الذي بجوارها قد غط في النوم. بدا جذابًا للغاية، ورغم نسيم البحر، إلا أنها استطاعت أن تشم رائحة جسده المعتادة من مزيج النعناع والحمضيات. حين رأته نائمًا، شعرت برغبة في تقبيله، ولكنها لم ترد أن تفسد الأمور، فاكتفت بمشاهدة هذا الوسيم الذي تضاهي وسامته أدونيس، الإله اليوناني المشهور بوسامتهبعد وهلة، تكورت بجواره ونامت هي أيضًا. شعر ماكسيموس بدفئٍ منبعثٍ من جسدها، واستطاع شم رائحتها، مما كاد يفقده صوابه، ولكنه قرر أن يتحدث معها."ماري، استيقظي! هيا، يجب أن نأكل شيئًا. ما الذي تريدين أكله؟""أريد أن آكل النقانق!" أجابته بنبرةٍ ناعسة."حسنًا، فلنذهب لنحضر وجبة الأطفال خاصتك!""أنت من سألتني عما أريد تناوله!""اعتقدتك ستطلبين شيئًا آ
Read more

الفصل 17

سبقته ماري إلى ذلك المقهى الصغير المليء بمختلف نكهات الكعك. رحبت بها النادلة بابتسامة دافئة."أهلًا يا آنستي! هل تريدين شراء الكعك أم ستجلسين بالمقهى؟""اممم..." نظرت ماري لماكسيموس الواقف بجوارها كي يخبرها بما يجب قوله."سنذهب للمقهى." أجاب ماكسيموس."رائع! إذًا هل تفضلان الجلوس بالداخل؟ لدينا أيضًا شرفة خارجية صغيرة بها طاولات للجلوس."صاحت ماري بحماس: "الشرفة!""حسنًا، اتبعاني رجاءً." قالت الفتاة، وأشارت بيدها كي يتبعاها.وبينما هما يمشيان باتجاه الشرفة، مرا على ممرٍ أبيض اللون بداخل المخبز الصغير، وكان مزينًا برسومات لمختلف أنواع الكعك المرسومة بألوان الزيت. كان هناك القليل من الطاولات التي زينت بمزهريات بها ورود انجليزية. أسر المكان قلب ماري، وأعجبت به وكأنه قطعة من الجنة.أما ماكسيموس، فقد شعر وكأنه غريب عن هذا المكان المليء بكل تلك الحلوى، ولكنه لم يعقب على الأمر. وصلا إلى الشرفة أخيرًا، ورآى تفريعة من النهر تصب في البحر، كان المشهد يستحق التأمل، وكانت هناك حديقة صغيرة مليئة بالزهور، مما جعل المكان يبدو رومانسيًا للغاية. تخيلت ماري كم سيبدو هذا المكان رائعًا في المساء.ولوهلة، ت
Read more

الفصل 18

قالت مبتسمة: "حسنًا، شكرًا لك! سأقبل منك هذا الإطراء.""الآن طالما والدك ليس هنا، وقد أكملت الثامنة عشر من عمرك، فما الذي تنوين القيام به؟""لا يوجد الكثير لأفعله حتى الآن، ولكن حين ينتهي كل هذا، أريد أن أجمع كل أغراضي و..." سكتت ماري حين خطر ببالها شيء. ربما تكون قد غيرت رأيها، لكنها تخشى أن تدفعه بعيدًا إذا كشفت له خططها."ما الأمر؟""لا شيء، لا أعرف ما سأفعله في الوقت الحالي، فوضع عائلتي معقد، والكثير مما قد أفعله سيعرضهم للخطر.""وماذا إن لم تكوني في هذا الوضع؟""حسنًا، ربما حينها... لا، إنها مجرد أحلام مجنونة تراودني منذ كنت طفلة، ولكن ما أنا متأكدة من قيامي به هو أنني سأترك بيت والدي وأصبح حرة، وسأبحث عن وظيفةٍ وأجني مالي الخاص."كان ماكسيموس متفاجئًا لسماعه ما قالته تلك الفتاة. كانت لطيفة جدًا لدرجة أنها لم تبدُ كشخصٍ عانى مع عائلته. إذا نظر لها أي شخص، فسيعتقد أنها فتاة مدللة تنتمي لعائلة محبة، ولكنها أكدت له مرةً أخرى أن حياتها لم تكن جيدة، فيما عدى علاقتها بجدها، يبدو أن عائلتها ليست أفضل عائلة."كان على وشك سؤالها عن شيءٍ آخر، ولكن النادلة جاءت بطلبهما: كوبان من القهوة، وقطع
Read more

الفصل 19

"لا، كيف يمكنني فعل ذلك؟ إنها كعكتك!""نعم، ولكنني أعطيك إياها.""لا، لا يمكنني قبولها!""هيا! إذا لم تأكل منها، فلن آكل أنا أيضًا!""تعلمين أن هذا يعد تهديدًا، أليس كذلك؟""لا، إنها مجرد وسيلة لإبداء العاطفة!""يا لها من طريقة لإبداء العاطفة!""هيا، لن يضرك شيء إن تناولتها!"وحين رأى مدى إصرارها، وافق على تذوق ملعقة الكعك، وتفاجأ بطعمها. لقد أخطأ حتمًا في تقدير هذا المكان."إنها لذيذة!" "حقًا؟""نعم، يجب عليك تجربتها!" "حسنًا!" قالت بحماس، وعلى وجهها الممتلئ المستدير ابتسامة واسعة."كيف هي؟ هل هي جيدة؟""إنها لذيذة! لقد أحببتها!"وفي النهاية، تناول كلاهما قطعة الكعك سويًا. كان على ماكسيموس أن يعترف بأن هذا المكان فاجأه. أوشكت الشمس على الغروب، فقررا أن الوقت قد حان للعودة إلى المنزل، ولذا مشيا نحو السيارة، وبدأت رحلة عودتها لقصر بلمير."شكرًا يا ماكسيموس! إنه أحد أفضل أعياد الميلاد التي حظيت بها يومًا." قالت ماري محدقةً خارج النافذة.قال ماكسيموس مبقيًا عينيه على الطريق: "ماري، لا داعي لشكري. بصراحة، لقد أمضيت وقتًا رائعًا اليوم." "حقًا""نعم، مر قتٌ طويل منذ آخر مرة أخذت بها أجازة
Read more

الفصل 20

"ماكسيموس، أرجوك، لا تأخذ ابنتي مني! أرجوك!"استيقظ ماكسيموس فجأة من غفوته، وأسرع بإمساك يد زوجته كي يوقظها. بدت ماري وكأنها ترى كابوسًا.قال محركًا إياها بلطف: "ماري، استيقظي! اهدئي واستيقظي، كل شيء على ما يرام!" فتحت عيناها ونظرت له بتوجس. لم تدر أنها كانت تتحدث أثناء نومها، وانهمرت دمعة من عينها.صرخت ماري به: "ما الذي تفعله هنا؟ ألم يكن كلامي واضحًا؟ أنا لا أريدك أن تعتني بي! اخرج من هنا!""أيقظتك لأنك كنت ترين كابوسًا، ولكن إن كان وجودي هنا يضايقك إلى تلك الدرجة، فسأغادر."صرخت ماري بيأس: "اذهب! لا أريد أن أراك! أخرج! اذهب للجحيم! تستحقها وأكثر!"قرر ماكسيموس مغادرة الغرفة حين رأى حالة زوجته. سمعت الممرضة المارة صوت صراخها، فدخلت الغرفة لترى ما يحدث دخلت بمجرد خروج ماكسيموس."ألا تفهم حالة زوجتك يا سيدي؟ لما تزعجها هكذا؟ لقد سمعت صراخها بوضوح من الرواق."خرج ماكسيموس للرواق حيث صادف كبير الأطباء، والذي كان قد جاء بدوره استجابةً لنداء الممرضة. سأل الطبيب: "ماذا حدث؟""لا أعلم يا حضرة الطبيب، كنت أمشي في الردهة وسمعت صراخًا، لذا دخلت. كانت زوجتي منزعجة جدًا.""احقنوها بمهدئٍ في ال
Read more
PREV
123456
...
10
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status