جميع فصول : الفصل -الفصل 60

100 فصول

الفصل 51

لاحظ الطبيب شفير نبرتها، وبدأ يربط الأحداث ببعضها ويفهم أن أزمتها العاطفية غالبًا مرتبطة بزوجها. لقد رأى حالاتٍ مشابهة من قبل، حيث تكون الحالة النفسية للمرضى متأثرة بشدة بعلاقاتهم العاطفية. ولكن هناك شيء آخر يشغل باله، وهو أنه لاحظ كدماتٍ على جسد ماري عند قدومها، وبعضها لم يكن حديثًا. لم يقل شيئًا حينها، ولكنه الآن بدأ يشك بأن للقصة بقية على عكس ما كان يعتقد في البداية."حسنًا يا سيدة بلمير، سأعد كل شيء لخروجك، ولكننا ما زلنا بحاجة إلى إذن زوجك. هل يمكنك التواصل معه يا إيما؟" "بالطبع يا حضرة الطبيب." أجابته إيما، وأخرجت هاتفها بسرعة محاولةً الاتصال بماكسيموس عدة مرات، إلا أنه لم يجب. بعد عدة محاولات، قررت الاتصال بماثيو."ماثيو؟ هل أنت هناك؟""نعم يا إيما. ما الخطب؟""كنت أحاول الوصول للسيد بلمير، ولكنه لا يجيب على هاتفه. يقول الطبيب أن السيدة بلمير يمكن أن تغادر اليوم، ولكننا نحتاج إذنه. هل يمكنك إعلامه؟""سأتولى الأمر يا إيما. إنه الآن في اجتماع، ولكنني سأقاطعه طالما الأمر مهم. أمهليني دقيقة."ظلت إيما على الخط، تستمع إلى ماثيو هو يدلي بالرسالة إلى ماكسيموس."سيدي، آسف على المقاطعة،
اقرأ المزيد

الفصل 52

"هذا هراء! لقد قمت بالفعل بالتوقيع على كل شيء. نحن لا نحتاج ماكسيموس لهذا. أشياؤك تم نقلها إلى بيتي بالفعل، وسنتجه إلى حقول العنب هذا المساء. هناك شخصٌ لا يطيق صبرًا لرؤيتك."اتسعت عينا ماري بدهشة، وارتسمت على محياها ابتسامة ببطء. "هل هو جدي؟" همست والأمل يغمر قلبها.قالت كاترين مؤكدةً: "بالفعل." وأضافت: "سيزورك في الأيام القليلة المقبلة، لذا عليك أن تركزي على التعافي، فهو يريد رؤيتك على ما يرام.""لنذهب يا ماري." قال بيتر بهدوء، وساعد ماري في الجلوس على الكرسي المتحرك برفق. اتجها إلى السيارة، تاركين إيما خلفهما مع كاترين.وقفت إيما بجوار الجدة، وهي تأمل أن يصل ماكسيموس في الوقت المناسب. لقد رأت بنفسها ما هو قادرٌ على فعله، وطالما بيتر له علاقة بالموضوع الآن، فقد تصبح الأمور كارثية.بعد لحظات، دخل ماكسيموس المستشفى بسرعة، واتجه إلى الاستقبال."أنا هنا للموافقة على خروج زوجتي ماري بلمير."تفقدت الممرضة التسجيلات، ثم نظرت له قائلةً: "أنا آسفة يا سيدي، ولكن تم السماح للسيدة بلمير بالخروج بالفعل منذ قرابة الثلاثين دقيقة، وقد تكون غادرت بالفعل الآن.""من الذي تبحث عنه يا ماكسيموس؟" سمع ماكس
اقرأ المزيد

الفصل 53

"كان ذلك يوم زفافنا...""أكمل...""أردت أن أرى ماري قبل الحفل...""ألا تعرف أن هذا يجلب الحظ السيء؟""جدتي... هل ستستمعين إليّ أم أنك تعرفين بالفعل ما الذي سأقوله.""لا، ليس بعد.""حين كنت على وشك الطرق على الباب، لاحظت أنه كان مفتوحًا، وأنك كنت بالداخل.""أوه، لقد تذكرت الآن! نعم، ذهبت حينها لإعطائها زوجًا من الأقراط كان جدها قد أرسله لها لترتديه. كانا قرطا والدتها."أحكم ماكسيموس قبضته حين تذكر ما سمعه. كانت كاترين صبورة، وقالت: "أكمل يا بني، أريد أن أسمع القصة.""أنت...أنت أخبرتها أنها عقدت صفقة، وأن من الآن فصاعدًا عليها أن تجعلني أقع بحبها. ذلك سيجلب لها السعادة وللعائلة أحفادًا، وأن بارتباطنا ستتحد العائلتان مجددًا، وأن أعمالنا ستزدهر بزواجنا. هذا ما قلته على أي حال. لم أتخيل أبدًا أنك ستتمادين لدرجة جعلي أترك أليكسيا، ولكن ذلك اليوم أدركت كم تكرهين عائلة ليفيت.""يا عزيزي، هل كل ما عانت منه ماري على يديك كان بسبب ذلك؟ هل حقًا تعتقد أنني قد أفعل شيئًا بتلك السذاجة؟ إذا كنت سمحت لك بالارتباط بأليكسيا، فذلك بسبب أنني كنت أعرف داخليًا أنك ستعود لرشدك يومًا وتتركها. نعم أنا أكره عائل
اقرأ المزيد

الفصل 54

شعر ماكسيموس بألمٍ حادٍ في صدره. إذا كان كل ما قالته جدته حقيقة، فماري كانت الضحية الوحيدة فيما بينهم. كانت ضحيته هو وأليكسيا، وخاصةً هو."ماكسيموس، أريدك أن تعرف أنني بذلت جهدًا كبيرًا لإقناعها. كانت صغيرة، ولكنها لم تكن مغفلة. كان من الواضح أن أليكسيا جميلة، ناضجة، ومتفوقة أكاديميًا. مقارنةً بها، كانت ماري مليئة بالعيوب. ولكنها تحبك، وهذا أهم شيء بالنسبة لي.""والآن بعد أن علمت بكل ما حدث، أما زلت تعتقد أن زوجتك امرأة قاسية طماعة؟""لماذا ذكرت أمر التعاون بين العائلتين يا جدتي؟""تلك قصة أخرى يا ماكسيموس. لكنني أذكر بالفعل أنني ذكرت هذا الأمر، تمامًا كما تذكر أنت. قلت أن بارتباطكما ستتوحد عائلتينا مجددًا، وكنت متحمسة للغاية وأنا أتنبأ بأيامٍ مزدهرة لعائلتينا. حين يحل جدها تلك المشاكل القضائية التي يواجهها، ستكون تلك مفاجأة كبيرة له.""ماري مستعدة للطلاق منك يا ماكسيموس. لم يعد هناك المزيد مما قد أفعله لأبقيها. ولكنني سأعتني بها بينما تتعافى. خلال هذا الوقت، أريدك أن تفكر جيدًا فيما تريده حقًا. الآن وقد وضحنا الخلافات، ربما يمكنك رؤية ماري بنظرةٍ جديدة. لم تكذب عليك قط، بل لطالما عرفت
اقرأ المزيد

الفصل 55

نهض ماكسيموس عن المقعد، شاعرًا بذنبٍ أثقل كاهله. لقد كان أحمقًا طوال تلك الفترة، كان الجلاد الذي أعدم آمال ماري وأحلامها، وكل ذلك من أجل جريمة لم ترتكبها قط. لقد منحتْه قلبها، وشبابها، وبراءتها، لكنه عاملها في النهاية كأنها بيدق في لعبته. وبيد مرتجفة أخرج هاتفه واتصل بماثيو."ماثيو، أريدك أن تساعدني في التحقيق بشيء ما. أريد أن أعرف بالضبط ما الذي حدث يوم تزوجتُ ماري."أجاب ماثيو بحذر: "ما الذي تريد مني أن أبحث عنه تحديدًا يا سيدي؟""في البداية، أريد أن أعرف ما إن كانت أليكسيا هناك. أحتاج أن أعرف ما إن كانت قد تحدثت إلى ماري، وما الذي قالته. إيما قد تعرف أكثر، لكنني سأهتم أنا بذلك الجزء.""سيدي، أنت تعرف بالفعل أن أليكسيا كانت هناك. لقد جاءت لرؤيتك قبل الزفاف…"ترددت كلمات ماثيو في أذني ماكسيموس كالصدى. كان الأمر صحيحًا، لقد نسي أن أليكسيا جاءت إليه يوم الزفاف. كانت قد رجته ألا يتزوج ماري، بل وعرضت الاستقالة من وظيفتها لتسهيل الأمور عليه. لكن ماكسيموس الغارق في علاقته المعقدة بكلتا المرأتين، رفض توسلاتها. كان يعلم أن ماري ستكون زوجته بالاسم فقط، بينما ستبقى أليكسيا بجانبه متى شاء. وكانت
اقرأ المزيد

الفصل 56

اتكأت ماري على نافذة السيارة، وكان وجهها شاحبًا بسبب الذكريات التي كانت تتردد في ذهنها."عزيزتي ماري، أعرف أن الرحلة كانت طويلة، ولكن بمجرد أن نستقر، ستستمتعين ببيتك الجديد." قالت كاترين ذلك برفقٍ من كرسي الراكب الأمامي، بينما كان بيتر يقود سيارته المازيراتي السوداء.أغلقت ماري عيناها، وعاودتها ذكريات ضبابية عن يوم زفافها. كانت قد اختارت فستان زفافٍ أنيق بعنقٍ مصنوعٍ من الدانتيل واللآلئ الصغيرة، كاشفًا ذراعيها وعنقها الطويل. ساعدتها كاترين وإيما على ارتدائه. وبعد إقامتها في منزل ماكسيموس لبضعة أيام، قررت العودة إلى لون شعرها البني الطبيعي. زينت شعرها بتاجٍ صغيرٍ من اللؤلؤ يتناغم مع فستانها، مما أضفى عليها لمسة ساحرة. كان مكياجها عادةً بسيطًا ودقيقًا، لكنه يبرز ملامحها. أما هذه المرة، فقد اختارت أن تضع أحمر شفاه جريء اللون، مما جعل شفتيها تبدوان أكثر امتلاءً وجاذبية.نظرت إلى انعكاسها في المرآة، ولم تستطع تصديق أنها بعد قرابة عامٍ من وصولها إلى فالنتيا، فهي على وشك الزواج من الرجل الذي أفقدها صوابها وأحبته بجنون. كانت متحمسة للغاية، ولكنها كانت حزينةً كذلك، وكانت تتمنى لو استطاع جدها ال
اقرأ المزيد

الفصل 57

استلقت ماري، وكان جسدها يؤلمها من الرحلة الطويلة. شعرت بمأمنٍ مع بيتر، وكأنه السند الوحيد لها في حياتها، وكانت ممتنة لوجوده.بعد دقائق، عاد بيتر، وقال: "الحمام جاهز. تعالي، سأساعدك على الدخول، ولكن دعينا نغطِ معصمك أولًا كي لا يبتل."قالت ماري ناظرةً إلى جرح معصمها المضمد: "أوه، صحيح! كدت أنسى هذا." طلب بيتر من كبير الخدم إحضار بعض اللفافات البلاستيكية ليغطي بها معصمها، ولفها برفقٍ ثم ساعدها على خلع ثيابها. احمر وجه ماري خجلًا، فضحك بيتر بخفة."هيا يا ماري، تلك ليست أول مرة أرى بها جسدك."تمتمت ماري وازداد احمرار وجنتيها: "بيتر.... لقد مر وقت طويل." "أعرف، ولكننا لسنا هنا للحديث عن الماضي، بل نحن هنا للاعتناء بك. والآن فلندخلك إلى الحمام." قال بيتر مطمئنًا إياها بابتسامة.سمحت له ماري بمساعدتها. أراحتها المياه الدافئة برائحة اللافندر على الفور. أشاح بيتر بنظره بعيدًا محترمًا خصوصيتها حين بدأت بخلع ردائها، ووضعه لها على كرسيٍ قريب. "خذي وقتك وارتاحي." قال بيتر خارجًا من الحمام، ثم أضاف: "سأكون هنا إذا احتجت شيئًا."أغلقت ماري عينيها، وتركت المياه المعطرة تغمرها. هدأتها رائحة اللافندر
اقرأ المزيد

الفصل 58

"هاها! أنت حتى لا تعرفين من أكون، أليس كذلك؟""لا، ولا أهتم. أنا لست ساذجة، وأعرف أن زوجي المستقبلي لديه الكثير من المعجبات، ولكنه سيرتبط بي اليوم وللأبد، بينما ستظلين أنت في الماضي."قالت أليكسيا ممسكةً بذقن ماري: "أوه يا ماري، تكادين تكونين لطيفة. أريدك أن تتذكري هذا جيدًا: أنا أليكسيا ليفيت، مساعدة ماكسيموس الشخصية. أنا وهو نعمل معًا يوميًا. ستظلين أنت زوجته الصغيرة المتفانية، بينما أنا من أعمل إلى جانبه كل يوم. السبب الوحيد الذي جعله يتزوجك هو إرضاء جدته، وكل ما يفعله هو من أجل أن أظل في مجموعة بلمير. لا تنسي ذلك." تجمعت الدموع في عيني ماري اللوزيتين الجميلتين بسبب الألم الناجم عن قبضة أليكسيا على ذقنها وكذلك قسوة ما قالته. "أخرجي من هنا واتركيني بمفردي!"هرعت الجدة وإيما للداخل حين سمعا صوت صراخ ماري، وقد كانتا في طريقهما لإيصال القرط الذي أرسله جدها. وجدا أليكسيا ممسكةً بذقن ماري، وكانت الجدة مستعدة لصفع المرأة التي أمامها لولا أن منعتها إيما، وذكرتها بأن الأمر لا يستحق أن تفسد زفاف ماري بسبب تلك المرأة."هل أنت صماء يا آنسة ليفيت؟ لقد سمعتِ حفيدتي، ولذا أخرجي من هنا وإلا فسأطر
اقرأ المزيد

الفصل 59

"يا عزيزتي، لقد أبرمت اتفاقًا مع ماكسيموس، وعليك احترام هذا الاتفاق. حفيدي لا يستحق أن تتركيه بمفرده على المذبح. سيكون بانتظارك هناك، أنا أعرف ذلك جيدًا!""وكيف تعرفين ذلك يا جدتي؟""أنا أعرف ذلك فحسب. لن يتركك تقفين بمفردك، لكن يجب أن تنفذي جزءك من الاتفاق، وأن تستمري بكسبه إلى صفك. أنت امرأة رائعة، وأنا أعلم أنك ستنجحين في ذلك. وسيمر الوقت بسرعة وتجدين نفسك لديك أطفال منه، وهم أحفادي، وسيكون لديكم عائلة جميلة. ما حدث اليوم لن يكون سوى ذكرى سيئة. أعدك أن تلك المرأة ستغادر الشركة.""هل تصدقين فعلًا كل ما قلته يا جدتي؟"بالطبع يا عزيزتي! أنا أعرف عائلتي جيدًا، وماكسيموس لا يرجع في كلمته أبدًا. انظري الآن إلى ما أحضرته لك."أخرجت الجدة علبةً صغيرةً من حقيبتها، وقالت: "أرسل لك جدك هذا. أراده أن يكون (الشيء القديم) الذي ترتدينه. كان هذا القرط يخص والدتك، وقد أراد إعطاؤه لك يومًا بنفسه ولكنه اعتقد أن اليوم هو الوقت المثالي لإعطائه لك لترتديه."أخذت ماري العلبة وفتحتها. كان بداخلها قرطًا ارتدته والدتها يوم زفافها. ارتدته بيدٍ مرتجفة، وسألت: "كيف يبدو؟""إنه جميل يا عزيزتي! دعينا نعدّل مكياجك
اقرأ المزيد

الفصل 60

حين رأت إيما أن كاترين غادرت، بدأت تمشي عائدةً نحو قصر ماكسيموس. وما إن وصلت إلى بداية الطريق، حتى سمعت أحدهم يناديها:"إيما، انتظري. سأوصلك إلى المنزل. فأنا عائد إلى القصر على أي حال." كان صوت ماكسيموس باردًا، مما جعلها ترتجف.ردّت إيما بتوتر، غير متأكدة مما يدور في ذهنه: "لا أريد أن أسبب لك الإزعاج يا سيدي. لا بد أنك عائد إلى المكتب.""كلا يا إيما، ما عليّ فعله في القصر لا يحتمل التأجيل. هيا بنا."لم يكن لديها خيار آخر، لذا سارت بجانبه في صمت. وفي السيارة، لاحظت إيما تغيرًا في سلوك ماكسيموس، فبعد سنوات من خدمتها له، تعلمت كيف تقرأ حالاته المزاجية، إلا أن هذه المرة كان من المستحيل قراءته. لقد طرأ عليه شيء ما، لكنها لم تستطع تحديده.وعندما وصلا إلى القصر، ترددت إيما مما إن كان ينبغي عليها عرض خدماتها المعتادة.سألت بحذر: "سيدي، هل ترغب أن أعد لك العشاء؟""كلا يا إيما. أريدك أن تأتي إلى غرفة المكتب معي. هناك أمر علينا مناقشته على انفراد."شعرت إيما بقشعريرة تسري في جسدها وهي تتبعه إلى الداخل. كان في الفترة الأخيرة سريع الغضب، خاصة فيما يتعلق بـ(زوجته المتمردة)، وكانت متوجسة مما سيحدث لا
اقرأ المزيد
السابق
1
...
45678
...
10
امسح الكود للقراءة على التطبيق
DMCA.com Protection Status