All Chapters of بعد الخيانة... وجدت حبي الحقيقي: Chapter 231 - Chapter 240

300 Chapters

الفصل231

كان والدُ فارس، ماهر الهاشمي، يترجّل من سيارة مرسيدس سوداء، فتصادف أن التقينا وجهًا لوجه. قال متفاجئًا حين رآني: "جيهان؟"، ثم أضاف: "إذًا جئتِ إلى المستشفى لزيارة فارس." فوجئتُ بدوري. أهو في هذا المستشفى؟ وهو الذي اعتاد العلاج في مستشفيات خاصّة باهظة، فكيف جاء إلى مستشفى حكومي؟ قلتُ بتحفّظٍ مؤدّب: "أهلًا عمّ ماهر، أنا هنا برفقة زميلٍ لي، ولم أكن أعلم أن فارس في هذا المستشفى." فتبدّل وجهه قليلًا وبدت عليه الحرج: "كنتُ أظنّ… أنك جئتِ للاطمئنان عليه." ابتسمتُ ولم أعلّق. ثم قال بنبرة جادّة: "ما دمنا التقينا، هل أستطيع أن أستقطع من وقتك قليلًا؟ أريد أن أتحدّث معك." خشيتُ من المقصود، فقلت بصراحة: "عمّ ماهر، أنا وابنك أنهينا كلّ شيء بيننا، أرجو أن تتفهّم. وهو مريض الآن، ولا أملك ما أقدّمه." قال: "أفهم، لا تقلقي، لستُ هنا لأضعك في موقفٍ صعب. فقط… بعد كل تلك السنوات من العلاقة بينكما، أن تنتهي هكذا فهذا يدعو للأسف. لا أنوي الإصلاح بينكما، لكني سمعتُ أن لديكِ مقطع الفيديو الذي وقعتْ فيه جُمانة بخطئها… هذا…" نظر خلفي متردّدًا. ففهم السيد رائد المراد، وتمتم لي بكلمتين ثم مضى مع زميله إلى
Read more

الفصل232

هل أكتفي بحذف ما في هاتفي ليطمئنّوا؟ فضلًا عن أنّني إن شئتُ القضاء على جُمانة، فحتى لو حذفتُ المقطع أستطيع طلبَ استرجاعه. لكن بما أنّهم يريدون نتيجة تخدع أنفسهم بها، فسأمنحهم إياها. تعمّدتُ إظهار التردّد، وبعد لحظة أومأت: "حسنًا، إكرامًا لوجهك عمّ ماهر… سأحذفه." أخرجتُ الهاتف، وعثرتُ على ذلك الفيديو، وحذفته نهائيًا أمامه. "هل يكفي هذا؟" سأل ماهر الهاشمي: "أليس له نسخة احتياطية؟" فتحتُ الخدمة السحابية، ومسحتُ البيانات هناك أمامه أيضًا: "انتهى كلّ شيء." "شكرًا لك." أومأ وقد ارتسمت ابتسامة على وجهه. أعدتُ الهاتف إلى حقيبتي، وقلتُ بلطف: "سأنصرف الآن." "انتظري!" ناداني فجأة. "أهناك أمرٌ آخر يا عمّ ماهر؟" "جيهان… أتسمحين لي بكرامةٍ أخيرة؟ ما دمتِ أتيتِ، اصعدي وزوري فارسًا. لقد تسمّم كحوليًا وهو في غيبوبة متواصلة. بذلنا المستحيل لتأمين الدم ونقلناه إليه، لكنه ما زال غائبًا…" وهو الذي يصول ويجول خارج البيت، بدا في تلك اللحظة مكلوم الوجه، ما بين حاجبيه عقدةٌ محكمة، وعيناه مغرورقتان. "منذ كارثة جُمانة، لم يهنأ هذا البيتُ يومًا، وها هو فارس يمرض مجددًا. ليلاً ونهاراً لم نكد نغمض جفن
Read more

الفصل233

تعمّد الشرطي إطالة الحديث قليلًا، وحين سمعت سهى ذلك خارت ركبتاها وقالت: "هذه المرة لم أقصد، كانت إصابةً عن غير عمد… أيها الضابط، ابني حدثت له مشكلة وهو الآن في مركز التوقيف، ينتظرني لأدبّر طريقة لإخراجه، أرجوكم لا تحتجزوني." قال الشرطي بأسى: "كلامكِ لي لا يفيد، لا بدّ من موافقة صاحب الشأن على الصلح." فاستدارت سهى على الفور لتتوسّل إلى السيد رائد. نظر إليّ السيد رائد نظرةً خاطفة وردّ بوجه غير راضٍ: "لا عداوة بيني وبينك، ومع ذلك شججتِ رأسي. هذه الإصابة ستترك أثرًا، وأنا لم أتزوّج بعد، كيف أعثر على شريكة حياة إذا بقي ندبٌ على وجهي؟" لا بدّ أن أعترف أنّ لدى السيد رائد موهبة تمثيل. ومع سماعي هذا، اجتاحني تأنيب الضمير. لو خلّفت فعلًا ندبةً وشوّهت ملامحه، وصعّبت عليه الزواج مستقبلًا، لكان ذلك ذنبًا عظيمًا عليّ. اعتذرت سهى مرارًا وأفرغت جُعبتها من الكلام الطيّب، لكنّ السيد رائد أبى الصلح. ولمّا ضاقت بها السبل عادت تتوسّل إليّ: "جيهان، أليس هو من موظّفيك؟ تلطّفي بالكلام معه، أنا مستعدّة للتعويض، المهم ألّا يتمّ توقيفي، فليذكر الرقم الذي يريده." ضحكتُ في سري ساخرة، ولم أجد لوصف هذه المر
Read more

الفصل234

ابتسمتُ بثقة وقلت: "اتفاقُ قرضٍ بقيمة ثمانية آلاف دولار في يدي، وله أثرٌ قانوني؛ سواء سددت المال أم لا فلا يهمني، فكلّ ما أريده هو ورقةُ الضغطِ هذه عليها." فهمت لينا المقصود، ورفعت إبهامها لي بابتسامة. قالت سلمى متعاطفة: "كنتُ أظنّكِ عروسًا جديدةً تنعمين بحياةٍ سعيدة، فإذا بأيامك تمضي على هذا القدر من الخضّات." قلت: "أجل، لم أتوقّع أنا أيضًا أن تكون حياتي بهذا القدر من الإثارة"، إلى حدّ أنّ كلّ يومٍ يمتلئ بالمفاجآت والتحدّيات. ابتسمت لينا بمغزى: "لكنّكِ ربحتِ من الخسارة؛ لو أنكِ تزوّجتِ فارس فعلًا، هل كنتِ ستلتقين بسُهيل؟ انظري كيف يخصّكِ بمودّتِه دون تراجع، انتظري حياتكِ المقبلة لتستمتعي بالهيبة." وما إن ذُكر سُهيل حتى انعطف طرف ابتسامتي بلا وعي، فالتقطتا المشهد على الفور. قالتا: "انظري! ما إن نذكره حتى يملأ الخجل وجهكِ." "هاتي هاتي، احكي بسرعة ،إلى أين وصلتما الآن؟" حين تجتمع النساء لا يخلو المجلس من القيل والقال، فكيف إن كان بطله سُهيل. امتدّ العشاء حتى التاسعة، وحين غادرنا المطعم احتضنتُ سلمى على مضض مودّعةً. قالت وهي تمازح: "آمل أن أعود إلى مدينة قرناج في المرّة المقبلة
Read more

الفصل235

دوّى رأسي فجأة، واحمرّت وجنتاي كأنهما تحترقان، حتى العبارة التي لم أتمّها اختنقت في حلقي. لقد رآها! أرسلتُها ثم سحبتُها فورًا، ومع ذلك رآها! تحجّرت عيناي على الشاشة مذهولةً، أحدّق في تلك الجملة وعقلي فارغ. رنّ الهاتف، وتبدّلَت الواجهة؛ اسم سُهيل يقفز على الشاشة، إنه يتصل! ارتبكتُ فارتجفتْ يدي، وأغلقتُ المكالمة كأنني لُسِعتُ. نعم، جَبُنتُ مجددًا، ولم أجرؤ حتى على استقبال صوته. ندمتُ أشدّ الندم على إرسال تلك الجملة، ولُمتُ اندفاعي. ألقيتُ الهاتف، وغطّيتُ وجهي وأنا أستند على الأريكة، أُصغي إلى خفقان صدري وهو يقرع بقوة. دندن الواتساب من جديد، فاعتدلتُ ونظرتُ إلى الهاتف. "إن لم تردّي على المكالمة فسآتي إليك." ماذا؟ انفجرتُ فزعًا! أحقًّا سيأتي الآن؟ أطبقتُ كفّيّ على وجهي أشدّ، وأرسلتُ أنينًا مكتومًا. سرعان ما رنّ الهاتف مرةً أخرى، سُهيل يتصل من جديد. تضاربت في داخلي مشاعر متشابكة: "قلقٌ وتوتّرٌ واضطرابٌ وتوقٌ وخجلٌ، بل ومسّ من زهوٍ غريب." أن يُحِبّني رجلٌ بهذه الرفعة والتميّز، ألا يبعث ذلك على الفخر؟ وبين هذا كله، أجبتُ المكالمة أخيرًا. "ألو…" خرجت مني الكلمة مرتجفة. قال
Read more

الفصل236

عند الخامسة مساءً تفرّغتُ قليلًا، فالتقطتُ هاتفي ورأيتُ رسالةً من لينا. فتحتُ الواتساب فإذا بالمفاجأة السارّة! كانت لينا قد أعادت إرسال مقطعٍ قصير ذائع الانتشار عن سندس. ظهرتْ سندس مع مجموعة موسيقيين في شوارع قارة الزمرد ضمن عرضٍ خاطف؛ بدأت تعزف الكمان برشاقة، ثم استدارت بخفةٍ وتدلّت حاشيةُ تنورتها، وجلستْ تتابعُ بعزف العود بأناقةٍ آسرة. شاهدتُ المقطع مبهورةً، ولم أكن أعلم أنها تتقن الآلات الكلاسيكية أيضًا، فضلًا عن ذلك العزف السلس المثير الذي يأسر الأنفاس. وزاد من بهاء موسيقاها أنّها ارتدتْ “تنورة القصور” التي صمّمتُها وخطَطتُها لها. لقد عُدِّل تصميمُ “تنورة القصور” وربِط بالتطريز اليدوي، فامتزجت عناصرُ اللباس العصري بجماليات الشرق ببراعةٍ تامة. لون الحاشية القرمزي وقارٌ وأناقة؛ وهي واقفةٌ انسيابٌ أخّاذ، وإذا جلستْ انبسطتْ التنورةُ على نحوٍ مثالي، فتلاءمتْ مع الكمان ومع العود على السواء. بهذا الظهور خطفتْ سندس قلوبَ الجمهور الأجنبي بمهارتها الفذّة، وأحضرت الذائقة الشرقية إلى عيون العالم. تجاوز عددُ الإعجابات وإعادات النشر حاجزَ المليون، وما زالت السخونة في تصاعد، وامتلأتْ الت
Read more

الفصل237

"عذرًا، جدّتي مريضة وقد أُدخلت المستشفى. أنا هنا الآن، وأخشى أن أعتذر عن موعد الليلة." كنتُ أحدّق في إيصال السداد بيدي وأنا أتجه نحو الغرفة، ونبرتي منخفضة. سُهيل سأل فورًا بقلق: "هل الأمر خطير؟ هل أساعدك في التواصل مع طبيب؟" "لا حاجة في الوقت الحالي، قال الطبيب إنها جلطة في عضلة القلب، وسيبدؤون بعلاج إذابة الخُثرة." "في أي مستشفى؟" ترددتُ لحظة، ثم قلت: "في مستشفى الشفاء الإقليمي." "حسنًا، تابعي ما بيدك، وإن طرأ شيء لنتواصل." "حسنًا." أنهيتُ المكالمة وعدتُ إلى الغرفة. كانت جدّتي قد استقرّت للتو، وقد أفاقت حينها، والأطباء والممرضون يُجرون فحوصًا إضافية لها. وقفتُ جانبًا بهدوء؛ ما دامت تُجيب عن أسئلة الطبيب فوعيُها حاضر، فهدأ قلقي الطويل قليلًا. حلّ المساء سريعًا واسودّت السماء.الغرفة ساكنة، والمحلول يَقطُر، وغفت جدّتي إغفاءةً متقطّعة. اقتربت خالتي تهمس لي: "جيهان، عودي للبيت، لديكِ دوامٌ غدًا." عقدتُ حاجبيّ: "خالتي، دَعيني أَبِتُ معها الليلة، عودي أنتِ." كنتُ أخشى على خالتي من سهر الليل، لكنها أصرت أن أمضي وقالت إنها استأجرت مُرافِقة ولن تكون هناك مشكلة. ففكّرت أن نتناوب ل
Read more

الفصل238

قلتُ وأنا أرمقُه في حذر: "ما زلتَ تذكر تلك الحكاية؟ هل يعقل أنك… غِرْتَ حقًا؟" قرأ ردّة فعلي وفهم ما جال بخاطري، فابتسم ابتسامةً فيها شَيءٌ من الدُّعابة: "نعم، ما زلتُ أذكر، فقد أَكثَرتِ يومَها من التمجيد لذلك الشخص." احمرّت وجنتاي وحَرَفتُ بصري. لم يُطِل المُداعبة، بل نظر إلى سيارتي وسأل: "هل نركب سيارتك أم سيارتي؟ كلتاهما مناسبة." عندها تذكّرتُ الأمر الأهم، وقلت على عَجَل: "آه… سيارتي..." ثم التفتُّ أشرحُ محرجَة: "سيارتي تعطّلت للتو، المحرك لا يدور. كنتُ سأهاتف مركز الصيانة المعتمد، حينا اتّصالُك جاء في وقته." ارتفع حاجباه دهشةً، ثم ابتسم: "يا لِلمصادفة! يبدو أني ظهرتُ في اللحظة المناسبة." لم أُجِب، لكنني وافقتُه في سرّي. أشار سُهيل بيده، فنزل سائق الأودي على الفور. قال له: "سيارة الآنسة جيهان تعطّلت، تَوَلَّ الأمر." ثم أومأ إليّ: "أعطيه المفتاح." تردّدتُ: "ألن يكون ذلك مُرهقًا لكم…؟" ابتسم الشاب: "لا، أبدًا. سأنتظر فريق الوكالة هنا." مددتُ له المفتاح. قال سُهيل وهو يطوّق كتفي بخفّة: "هيا، اصعدي. من شدّة البرد صار أنفك يسيل." تحسفت، وحدّقتُ في يده الكبيرة على كتفي أصاب
Read more

الفصل239

حين وضعتُ الهاتف للتوّ، تجمّدتُ مندهشةً وتوقّفت حركتي. إضافةُ حرفيين؟ "حبيبي"؟ ها هو يطلب صراحةً اسمًا للعلاقة بيننا. التفتُّ إلى جانب وجهه الوضيء الجذاب، ودقّ قلبي بعنف، ثم شددتُ من عزيمتي وسألته: "إذًا… هل تنوي الآن أن تُتِمَّ المئة خطوة؟" ابتسم أوسع، والتفت إليّ بنظرةٍ خاطفة: "وأنتِ، تُريدينني أن أصلُ إلى كم خطوة الآن؟" جفّ حلقي، ولملمتُ شفتَيّ وابتلعتُ ريقي قبل أن أقول: "هل تقدر أن تتوقّف عند تسعٍ وتسعين خطوة؟ وتترك الخطوة الأخيرة… لأمشيها أنا." ما إن قلتُها حتى لم يَعُد الأمر خفقانَ قلبٍ فقط، بل ضجّ رأسي كلّه بالطنين. بدا سُهيل متفاجئًا قليلًا، وصادف أن توقّفت السيارة عند إشارةٍ ضوئية. التفت بكامل وجهه إليّ، عيناه عميقتان وابتسامتُه دافئة، حدّق فيَّ هنيئة ثم قال بحنوّ: "ليس سهلًا أبدًا… السلحفاة الصغيرة خرجت من قِشرتها من جديد." يعني أنني أخيرًا تجرّأتُ على قليلٍ من المبادرة. احمرّت وجنتاي دفعةً واحدة، وقلتُ بانفعالٍ خجول: "إذًا اعتبِرْ أنّي لم أقل شيئًا، انطلِقْ بالسيارة من فضلك، أنا جائعة!" وأدرتُ وجهي نحو النافذة، لا أجرؤ على النظر في عينيه. ضحك بصوتٍ صافٍ: "حسنًا،
Read more

الفصل240

لم أُفلِتْ للوراء كي أتهرّب، حتى دوّى من الهاتف صياحُ سندس: "آه! رأيتُ جيهان! أنتما على موعدٍ غرامي؟ هاها، ضبطتُكما متلبسَين!" لم أملك سوى الابتسام المُرّ… رآني سُهيل قد انكشفتُ، فقلب الكاميرا تجاهي رأسًا. لم أجد بُدًّا من التلويح: "مرحبًا، سندس… صرتِ حديثَ الدنيا، أتعلمين؟ عرضكِ في الشارع للكمان ثم العود كان مُبهرًا!" بحثتُ عن موضوعٍ لأصرف انتباهها، لكنها لم تُؤْتِ هذا كُلَه اهتمام؛ تجاهلتْ كلامي وتظاهرتْ بالعتاب: "همم، استغللتما سفرتي فوثبتْ علاقتكما قفزةً صاروخية! تكلّما، كيف ظفرَ أخي بكِ؟" اسودّ وجهي خجلًا، وقلتُ مرتبكة: "لا، ليس كما تظنّين، مجرّدُ عشاءٍ معًا لا أكثر." "تش! لا أصدّق!" "إن لم تصدّقي فاسألي أخاكِ." تعلمتُ الدرسَ ورددتُ الكرة. صرختْ حالًا: "أخي؟ هل كلامُ جيهان صحيح؟ ما زلتما في مرحلة الشدّ والجذب؟" استعاد سُهيل الهاتف، وعلى وجهه ابتسامة، وتنهّد مُتعمّدًا: "كما تقول جيهان، مع أنّي لا أوافقها الرأي." ماذا؟ شهقتُ وحدّجتُه، ثم وبّختُه: "أيُّ هُراءٍ هذا! إنّه عشاءٌ وفقط." لكنّ إنكاري فات أوانه. قهقهتْ سندس: "جيهان، أنتِ جبّارة! حتى وأخي بهذا المستوى، لا تمدّين ي
Read more
PREV
1
...
2223242526
...
30
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status