كان والدُ فارس، ماهر الهاشمي، يترجّل من سيارة مرسيدس سوداء، فتصادف أن التقينا وجهًا لوجه. قال متفاجئًا حين رآني: "جيهان؟"، ثم أضاف: "إذًا جئتِ إلى المستشفى لزيارة فارس." فوجئتُ بدوري. أهو في هذا المستشفى؟ وهو الذي اعتاد العلاج في مستشفيات خاصّة باهظة، فكيف جاء إلى مستشفى حكومي؟ قلتُ بتحفّظٍ مؤدّب: "أهلًا عمّ ماهر، أنا هنا برفقة زميلٍ لي، ولم أكن أعلم أن فارس في هذا المستشفى." فتبدّل وجهه قليلًا وبدت عليه الحرج: "كنتُ أظنّ… أنك جئتِ للاطمئنان عليه." ابتسمتُ ولم أعلّق. ثم قال بنبرة جادّة: "ما دمنا التقينا، هل أستطيع أن أستقطع من وقتك قليلًا؟ أريد أن أتحدّث معك." خشيتُ من المقصود، فقلت بصراحة: "عمّ ماهر، أنا وابنك أنهينا كلّ شيء بيننا، أرجو أن تتفهّم. وهو مريض الآن، ولا أملك ما أقدّمه." قال: "أفهم، لا تقلقي، لستُ هنا لأضعك في موقفٍ صعب. فقط… بعد كل تلك السنوات من العلاقة بينكما، أن تنتهي هكذا فهذا يدعو للأسف. لا أنوي الإصلاح بينكما، لكني سمعتُ أن لديكِ مقطع الفيديو الذي وقعتْ فيه جُمانة بخطئها… هذا…" نظر خلفي متردّدًا. ففهم السيد رائد المراد، وتمتم لي بكلمتين ثم مضى مع زميله إلى
Read more