لم يشرب سُهيل كثيرًا، وكان وعيه صافيًا، غير أنّ وجهه احمرّ قليلاً، وكانت عيناه تلمعان على نحوٍ يختلف عمّا تعوّدته. قال وهو يلتفت إليّ وقد بدأ الحضور يتفرّقون تباعًا، بعضهم غادر وآخرون ذهبوا للدردشة مع زملائهم: "هل ستبقين للدردشة مع الزملاء؟" حدّقت فيه وقلبي يخفق باضطراب: "أغراضي ما زالت في مكاني الأول، عليّ أن أعود إليها." قال: "حسنًا، اذهبي. لديّ أمرٌ بسيط، وسأتواصل معكِ حين نغادر." أكدتُ مرة أخرى: "إن كنتَ مشغولًا، أستطيع العودة وحدي، لا حاجة لأن تُكلّف نفسك بإيصالي." قال: "لستُ مشغولًا، كل ما في الأمر مجرد دردشة مع زملاء قدامى." ثم حدّق في عينيّ بتلك العينين الداكنتين اللامعتين، وارتسمت على شفتيه انحناءة خفيفة: "ماذا؟ أتخشين أن أفقد رشدي بعد الشراب؟" سخنت وجنتاي فورًا وهززتُ رأسي مسرعة: "لا، أعلم أنك لستَ من هذا النوع." زاد ابتسامته، وثبّت عينيه عليّ بإمعان آسر. قال: "لا تثقي بالرجال كثيرًا؛ حتى مَن يبدو منهم نبيلًا لا ينبغي الوثوق به تمامًا." "…" حدّقتُ فيه عاجزةً عن الكلام. ماذا يقصد؟ أيعني أنّه قد يستغل الشراب ليفعل شيئًا ما؟ فهل أذهب معه إذن أم لا؟ تلعثمت أفكاري لحظ
Read more