All Chapters of بعد الخيانة... وجدت حبي الحقيقي: Chapter 251 - Chapter 260

300 Chapters

الفصل251

"لديّ حيلة، فافعلي كما أطلب." "أوه..." بدت يارا كأنها فهمت ولم تفهم، ثم أسرعت إلى العمل. قبيل الانصراف أعطتني وسائل تواصل مسؤولي بضع شركات تحصيل الديون. اتصلتُ بهم واحدًا واحدًا، وبعد جولاتٍ من الكلام والتفاوض اخترتُ أكثرَهم انحطاطًا. طلبي بسيط: مطالبةُ سهى بالدَّيْن، بإجمالي ثمانية آلاف دولار. بأيّ وسيلةٍ كانت، ما داموا يستردّون المال، فأنا مستعدةٌ لدفع مكافأةٍ تعادل ضعف مبلغ الدين. وسهى لا تملك المال أصلًا؛ وحين تحاصرها شركةُ التحصيل وتُغلق أمامها السبل، فلن يبقى لها إلا العودةُ إلى العمل. أمّا إن عجزت شركةُ التحصيل عن استرداد الدين فسأدفع رسومَ الخدمة المعتادة. أقلّ تكلفةٍ، وأقصى إغاظةٍ لهم، وهذه الحيلة تعلمتُها من أمثال سهى وفارس عديمي الحياء. وبالفعل، ما إن مضت أيّامٌ قليلة حتى عادت سهى وواصلت العمل في قسم النظافة. حين بلغني الخبر كنتُ متفرّغةً قليلًا، فتذرّعتُ بتفقّد الأقسام ونزلتُ خصيصًا في جولة. وكما توقّعتُ التقيتُ سهى وهي تمسح الأرض. حدّقت بي بضراوة، فابتسمتُ وقلت: "يا زوجة أبي، شكرًا لجهدكِ. اعملي جيدًا، وحاولي أن تصيري مشرفةَ الطابق، فتكون نظافةُ هذا الطابق بعهد
Read more

الفصل252

"سمعتُ ذلك فضحكتُ بأسى." "لو كان في الدنيا شيخٌ بهذه القدرة، لَاستدعيتُه قبل ثمان مئة عام ليعمل لوالدي الحقير عملاً أسودَ يرحل بسببه باكرًا." "دَعْيهم يقولون ما شاءوا، فأنا مرتاحةُ الضمير." قالت لينا بقلق: "ألا تخافين على سمعتكِ؟ قد يؤثّر ذلك على مستقبلكِ مع السيّد صالح." صُعقتُ لحظةً: سُهيل؟ "عائلته خلفيتها خاصّة، وشروطهم في شريكة الحياة ستكون صارمةً جدًّا، وإن ظلّت الشائعات تدور فقد...". لم تُكمل لينا كلامها، لكنني فهمتُ قصدها. لكن ماذا بوسعي أن أفعل؟ في الحقيقة، حتى بلا هذه الشائعات، فأنا لا أليق بسُهيل. "بالغتِ في الظنّ؛ أنا وهو من عالمين مختلفين أصلًا، فالصداقةٌ بيننا تكفينا." ابتسمتُ وتجاوزتُ الموضوع مُتظاهرةً بالخفة. لكن بعد إغلاق الهاتف ظللتُ أفكّر مرارًا، وغطّى قلبي حزنٌ خفيف. وبسبب هذا الشعور الدقيق، حين أرسل لي سُهيل على الواتساب مساءً لم أُطِل الحديث، واعتذرتُ بأنني ما زلتُ أعمل، وأنهيتُ الكلام بكلماتٍ قليلة. في العطلة نظّمت الشركة نشاطًا جماعيًا، ودعاني السيد رائد للحضور. وفكّرتُ أنّ نهاية العام اقتربت، والرفاق مرهقون، ويستحقّون نزهةً للاسترخاء، فلم أفسد عليه
Read more

الفصل253

"لا لا لا، سأجلس قليلًا لألتقط أنفاسي…" لوّحتُ بيدي مرارًا، وجلستُ إلى الجانب وساقاي متيبّستان، وما زال عظم الركبة يؤلمني بشدّة. لحق بنا بعض الزملاء من الخلف، ولمّا رأوني أقبلوا يسألون عني. لم أرد أن أفسد على الجميع رحلتهم، فتماسكتُ وقلتُ إنه لا بأس، وطلبتُ منهم متابعةَ الصعود من دون أن يبقى أحدٌ معي. وحين مضوا جميعًا، كشّرتُ من شدّة الوجع وأخذتُ ألتقط أنفاسي، ورفعتُ بحذرٍ بنطالَ التسلق، كما توقّعتُ، ركبتي مصابة. وعلى الرغم من طبقة القماش، فقد اسودّت منطقةٌ واسعة، وفي منتصف الرُّكبة جرحٌ سطحي ينزف. لمّا رأتني يارا أذرفت الدموع فغلبها الندمُ ولومُ الذات: "أخت جيهان، آسفة، أنا التي سبّبتُ لكِ هذا." "لا بأس، حادثٌ عارض، ليست غلطتك." أسرعتُ أطمئنها. لم يعد ممكناً تسلّقُ الجبل، فجلستُ وقتًا حتى خفّ الألم قليلًا، ثم اتكأتُ على عصا التسلق ووقفتُ: "لننزل، ولا تقلقي أحدًا." أومأت يارا وهي تسندني، ونزلنا ببطء. لكننا صادفنا زملاء في الطريق، فانتشر خبرُ إصابتي. اتصل بي السيد رائد على الفور وقال إنه سينزل لرؤيتي، فرفضتُ بشدّة. عدنا بصعوبة إلى المعسكر، واستعرنا من صاحب المعسكر صندوقَ الإ
Read more

الفصل254

جاءني صوت سندس بنبرة مرحة نشِطة: "جيهان، سأعود غدًا إلى مدينة قرناج، متى تكونين متفرغة؟ سأصطحب صديقة لزيارتك." فكّرتُ في ساقَيّ المصابتين، ولا أدري مدى الإصابة وهل ستؤخر عملي، ثم سألتُ بعد لحظة: "هل صديقتكِ مستعجلة على ذلك الفستان؟" "ليس بالضرورة، هي فقط تحب أسلوبكِ في التصميم، ما الأمر، هل أنتِ مشغولة مؤخرًا؟" "أمم... متفرغة، لكنني انزلقتُ وأصبتُ ساقَيّ، وقد أجد صعوبةً في الحركة هذه الأيام، وأخشى أن أؤخّر مواعيد صديقتكِ." تفاجأت سندس: "أصبتِ ساقَيكِ؟ أيّ ساق؟ وهل الأمر خطير؟" "ركبتاي مصابتان، وأنا الآن في الطريق عائدة إلى المدينة، ولا يُعرف إن كانت الإصابة خطرة قبل أن أزور المستشفى." "أأنتِ وحدكِ؟" "معي زملاء." "هل أخبرتِ أخي سُهيل؟" لمّا سمعتُ ذلك تحيّرتُ. في الحقيقة، حين لم يقبل أحدٌ طلبَ السيارة خطر ببالي ومضةٌ، أن أتصل بسُهيل. منذ أن أنهى المكالمة صباحًا وهو متضايق لم نتحدث بقية اليوم. وحتى بعد إصابتي بعد الظهر وأنا جالسة في القاعة لم أجرؤ على إخباره. لكن الآن وقد سألتني سندس... "أخوكِ مشغول، وليس من الضروري أن أزعجه لأمرٍ كهذا، فلا..." قاطعتني سندس: "حتى لو كان مشغ
Read more

الفصل255

"بعد أن أغلقتُ الهاتف قلتُ لِمَن في السيارة: "السيد رائد، يارا، صديقي سيأتي الآن لاصطحابي، بعد قليل عودا أنتما؛ الأجواء الليلة حافلة، وفواتها خسارة." أجاب السيد رائد مذكّرًا: "إذًا انتبهي للسيارات في الطريق كي لا تفوتي اللقاء مع صديقك." "حسنًا." جلست يارا بجانبي، وقد سمعتْ المكالمة، فهَمست: "أخت جيهان، هل هو السيد سُهيل من سيأتي؟" نظرتُ إليها ولم أقل شيئًا. ابتسمت يارا ابتسامةً ماكرة، وضمّت عنقها قليلًا: "فهمتُ... إذًا بعد قليل سأعود مع السيد رائد." وكان قصدُها واضحًا؛ ما دام سُهيل قادمًا فلتنسحب سريعًا وألّا ستكون مصباحًا ثالثًا. هممتُ أن أشرح وأقول إنني وسُهيل لسنا على تلك الدرجة، على الأقل الآن لا. لكنني ما إن فتحتُ فمي حتى شعرتُ أن الشرح لا طائل منه ولن يصدّقه أحد. وبعد نحو نصف ساعة اتصل سُهيل مجددًا، واتفقنا على نقطة الالتقاء، فأخذتُ أراقب حركة الطريق المقابلة. وبرغم ظلمة الليل والأضواء المبهرة، حين اندفع في الجهة الأخرى ذلك الوحش الضخم أحسستُ كأن بيننا إشارة قلبية وعرفتُ أنه هو. اتصلتُ به فورًا وطلبتُ منه أن يجد مكانًا ليستدير فيه، ثم قلتُ للسيد رائد أن يركن جانبًا. و
Read more

الفصل256

سمعتُ بوضوحٍ يارا خلفي تقول "آه"، لكنها أسكتت صوتها في منتصفها على الأرجح لأنها غطّت فمها بيدها. تجمّد السيد رائد في مكانه. كاد قلبي يقفز من حلقي، وأنا أحدّق في ذلك الوجه القريب جدًا، وقد غمرني خجلٌ شديدٌ وخفقانٌ لا أدري لها سببًا. خال لي وربما لم يكن وهمًا أنّ سُهيل فعل ذلك عمدًا، ليُظهر أمام السيد رائد أنّه صاحب الأمر. يا إلهي... كيف سأواجه بعد اليوم السيد رائد ويارا؟ سيحدّق بي السيد رائد بنظراتٍ غريبة، وستخوض يارا في المزاح وتظنّ أنّ بيني وبين سُهيل أمرًا ملتبسًا. "شكرًا، لا حاجة لأن تتعب نفسك، سأحملها إلى السيارة." قال سُهيل وهو يثبتني بين ذراعَيه، ثم التفت قليلًا نحو السيد رائد يشكره بأدب. رأيتُ وجه السيد رائد يتجمّد بوضوح، ويده المرفوعة تتوقّف في الهواء لحظةً قبل أن يعود ويُنزِلها ببطء. لم يلتفت سُهيل إلى ردود فعل الآخرين، وبعد عبارة الشكر حملني واستدار، وخطا بثباتٍ نحو سيارته. نزل السائق وفتح باب المقعد الخلفي، عندها انتبهتُ أنه لم يأتِ وحده. مقاعد سيارته عالية وفسيحة، فتمكّنتُ من إراحة ساقَيّ قليلًا، ومددتُهما شيئًا يسيرًا دون أن أجرؤ على بسطهما تمامًا. لمّا رآني أت
Read more

الفصل257

كنتُ أريد أن أقول: "لا داعي، لكن سهيل، سبقني وأومأ للطبيب: "إذًا رتّبوا الأمر." التفتُّ إليه، فقال بغير مواربة: "هل تعلمين أكثر من الطبيب؟" "..." ما كان منّي إلا أن صمتُّ. ظلّت ملامحه تحمل شيئًا من الصرامة، لا ذلك اللطف الدافئ المعتاد؛ لا أدري هل غضب لما حدث صباحًا، أم أغضبه أنني تأخّرتُ في العلاج. دفعتني الممرضة على السرير المتحرّك إلى قسم التصوير، وأجريتُ التصويرَ بالرنين المغناطيسي. ولمّا وصل التقرير كان أسوأ مما توقّعت. قال الطبيب باقتضاب وهو يشرح: "وذمةٌ نخاعيةٌ في عظمِ الرضفة بسبب رضٍّ خارجي، وانصبابٌ في جراب ما فوق الرضفة وتجويف المفصل. سنعالجها علاجًا تحفّظيًا الآن: راحةٌ قدر الإمكان وتقليلُ الحركة، لمدّةٍ لا تقلّ عن أربع إلى ستة أسابيع." قال ما لديه والتفت يكتب الوصفة. انخفض مزاجي إلى أدنى حدّ؛ نهاية العام مزدحمة بالمهام، وأنا الآن مقيدةُ الحركة... فاشتدّ ضيقي. قال سُهيل بوجهٍ خالٍ من اللين وهو يرمقني: "اكتبوا لها أفضلَ دواء، وأيُّ وسائل علاجٍ تقليدية نافعة فلتُستخدم كلّها." قال الطبيب: "اطمئنّ يا سيّد سهيل، سنقدّم أفضل ما لدينا." ثم نادى الممرضة لتُصحبني إلى العلا
Read more

الفصل258

انسحبتُ قليلًا من بين ذراعَيه، وأدرتُ رأسي لأنظر إلى ركبتي. لكن الدموع حجبت بصري فلم أرَ شيئًا واضحًا. انحنى سُهيل ينظر إليّ وابتسم: "أتَبكين أيضًا؟ أبهذه الدرجة تُخيفكِ؟" كرهتُه في قلبي. لأنه أسندني لأتلقى هذه "العقوبة" فلم أشأ أن أردّ عليه. ولم يُبالِ، فأخرج من جيبه منديلًا وقدّمه لي: "هل تمسحين بنفسك أم أمسح لكِ؟" قبضتُ شفتيّ وانتزعتُ المنديل بغضبٍ صامت، ومسحتُ دموعي. وحين هدأتُ قليلًا وهممتُ أن أدفعه عني متظاهرةً بالقوة، عاد الطبيب إلى العمل: "ينبغي تحريك الإبر قليلًا، لا تقلقي، لن يؤلم." رأيتُ الإبرة الرفيعة تشدّ الجلدَ المتورّم صعودًا وهبوطًا في يد الطبيب، فانتفض خوفي غريزيًا، وأسرعتُ أدسّ وجهي في صدر سُهيل من جديد. "مؤلم... آه..." وشعرتُ أنه يبتسم، إذ أحسستُ باهتزازٍ خفيفٍ في صدره. "دكتور، بلطف." نبّه بصوتٍ منخفض. قال الطبيب: "الحركة خفيفة، سيظهر إحساسٌ بالشدّ والامتلاء، وهذا طبيعي." لم أجب؛ فما كان في طاقتي الكلام، فمجرّد تحمّل الإحساس ينهك قواي. استمرّ العلاج أربعين دقيقة، وقضيتُها وأنا أتشبّث بسُهيل وأبكي حتى ابتلّت منطقة البطن من قميصه. ولمّا انتهى العلاج نظر إ
Read more

الفصل259

كانت تلك الغفوة القصيرة، عذبةً ومطمئنة، ولا أدري أكان ذلك بفضل سُهيل. "هل تقدرين على المشي بساقيكِ؟" توقّفت السيارة ونزل سُهيل أولًا، ثم دار إلى جهتي وفتح الباب. رفعتُ ساقي أتحسّسها وقلتُ بسرعة: "أقدر على المشي، بعد الوخز صرتُ أفضل." لا أنكر أنّ الطبيب الذي استدعاه سُهيل ماهرٌ حقًا؛ فالوخز وإن بدا مُخيفًا فقد كان تأثيره واضحًا من أوّل جلسة. أجابني سُهيل، ووقف عند الباب ينتظرني، ولمّا نزلتُ أسندني بحذر. كنتُ أمشي ببطء شديد، يده الأولى تمسك الدواء، واليد الأخرى تشدّ على ذراعي. بضعُ خطواتٍ استغرقتْ دقائق. ولمّا صعدنا ودخلنا البيت قال بقلق: "ليلًا حين تغتسلين أو تذهبين للمرحاض... أتقدرين على ذلك لوحدكِ؟" قلتُ بثقة ظاهرًا: "أقدر، لا تقلق." "إذن هل أرحل الآن؟" "همم..." أومأتُ وأنا واقفة في مكاني؛ وحين تبيَّن له أنني لا أستطيع مرافقته إلى الباب، اكتفيتُ بالنظر إليه وأنا أفكّر. تفرّس فيّ لحظات، ويبدو أنّ القلق ما زال في قلبه؛ لكن بقدر ما بيننا الآن لا يسعه أن يطلب المبيت. في الصباح كنتُ مخمورةً فكان استثنائيًا، أمّا الآن فنحن صاحيان، ولو بات فلن يضمن أحدٌ ما قد يحدث. بعد لحظةِ حر
Read more

الفصل260

كنتُ أشعر أنّي لو لم أُحِبّه إلى هذا الحدّ، لما فكّرتُ بكل هذا. وفي هذه اللحظة فهمتُ أخيرًا تلك الجملة: "الإعجاب امتلاك، والحبّ كبح." مشاعري نحو سُهيل، في بضعة أشهر فقط، أفاقت ما كان بيني وبين فارس في ستّ أو سبع سنوات. لقد أحببتُه، لذا صرتُ أخاف وأتردّد، وأربحُ وأخسر في قلبي. لا أدري أيمكن القول إنّي انتقلتُ بمشاعري سريعًا، أم أنّ سحر سهيل طاغٍ إلى هذا الحدّ. "وأنتِ بهذه المزايا، كيف تُسِيئين إلى سُمعتي؟" رفع يده وقرص وجنتي برفق وابتسم بدلال: "يا جيهان، كوني أنانيةً قليلًا، حينها ستعيشين أسعد." رفعتُ عيني أنظر إليه، وإذا بحصون قلبي تواصل الانهيار. "تأخر الوقت، اغتسلي ونامي، وغدًا أمرّ لأطمئنّ عليكِ." قالها وهو يضغط براحة يده على كتفي قليلًا. أومأتُ: "همم، عُد الآن." راقبتُه يخرج ويغلق الباب، ثم زفرتُ طويلًا وجلستُ عند المائدة. ساقاي تؤلمان، لكن بعد يومٍ كاملٍ من الوجع أصبح الألم خدرًا قليلًا، وهو أخفّ من النهار. الجوّ بارد، وكسلتُ عن الاستحمام؛ غسلتُ وجهي بسرعة، وزحفتُ إلى السرير، ورفعتُ ساقَيّ ومددتُهما ببطء، ثم تمدّدتُ مستقيمة.في الصباح الباكر، استيقظتُ على رسائل غير مقرو
Read more
PREV
1
...
2425262728
...
30
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status