"لديّ حيلة، فافعلي كما أطلب." "أوه..." بدت يارا كأنها فهمت ولم تفهم، ثم أسرعت إلى العمل. قبيل الانصراف أعطتني وسائل تواصل مسؤولي بضع شركات تحصيل الديون. اتصلتُ بهم واحدًا واحدًا، وبعد جولاتٍ من الكلام والتفاوض اخترتُ أكثرَهم انحطاطًا. طلبي بسيط: مطالبةُ سهى بالدَّيْن، بإجمالي ثمانية آلاف دولار. بأيّ وسيلةٍ كانت، ما داموا يستردّون المال، فأنا مستعدةٌ لدفع مكافأةٍ تعادل ضعف مبلغ الدين. وسهى لا تملك المال أصلًا؛ وحين تحاصرها شركةُ التحصيل وتُغلق أمامها السبل، فلن يبقى لها إلا العودةُ إلى العمل. أمّا إن عجزت شركةُ التحصيل عن استرداد الدين فسأدفع رسومَ الخدمة المعتادة. أقلّ تكلفةٍ، وأقصى إغاظةٍ لهم، وهذه الحيلة تعلمتُها من أمثال سهى وفارس عديمي الحياء. وبالفعل، ما إن مضت أيّامٌ قليلة حتى عادت سهى وواصلت العمل في قسم النظافة. حين بلغني الخبر كنتُ متفرّغةً قليلًا، فتذرّعتُ بتفقّد الأقسام ونزلتُ خصيصًا في جولة. وكما توقّعتُ التقيتُ سهى وهي تمسح الأرض. حدّقت بي بضراوة، فابتسمتُ وقلت: "يا زوجة أبي، شكرًا لجهدكِ. اعملي جيدًا، وحاولي أن تصيري مشرفةَ الطابق، فتكون نظافةُ هذا الطابق بعهد
Read more