كنتُ قد عرضتُ كلَّ هذا في الدرجة الأولى أصلًا؛ القاضي اطّلع على التفاصيل كلّها. وقتها جاء "شهودٌ من الأقارب والأصدقاء" وبرهنوا أن فارس خان فعلًا، بل خان على نحوٍ فاضح صار به أُضحوكة المدينة. لا أفهم بأي وجهٍ عاد يستأنف ليعيد استعراض قذارته من جديد. أظنّه لأجل البقاء، ولأجل أن يُبقيني "قشّة النجاة"، لا يمانع أن يُمرّغ كرامته في التراب.وأنا أسرد تجاوزاته بندًا بندًا، كان يحدّق بي من وراء طاولتَي المرافعة بعينين متوعّدتين، ويكظم غضبه بصعوبة. أعرف: لو لم نكن في قاعة المحكمة، ولو لم يكن جسده ضعيفًا، لاندفع يصرخ في وجهي منذ زمن.من "المحبّين" إلى "الهستيريا"… لم يستغرق الأمر إلا بضعة أشهر. قبل يومين قال لي في الهاتف: "اذهبي إلى المرآة وانظري هل ما زلتِ تعرفين نفسك." هذه جملةٌ يجدر أن يقولها لنفسه؛ أما يرى إلى أي شيطانٍ تحوّل؟حين أنهيتُ كلامي ساد الصمت. شدّ فارس قبضته، ثم ابتسم ابتسامةً يائسة: "يا جيهان، لا بدّ أنكِ نسجتِ هذه القائمة ضدي منذ مدّة. تبدّلتِ القلب، ومن أجلِ للطلاق كشّرتِ عن وجهٍ قبيح." أجبته بهدوء: "خيانُتك معروفة، سرقتَ عرسي، وفستاني، ومجوهراتي، وأردتني شاهدةً على زو
Read more