كنتُ جالسةً على الأريكة، وكدتُ أقفز فزعًا: "لينا! اخرسي!" ارتبك سُهيل لحظة، وتقلّبت نظرته بيني وبين لينا، ثم خطٌّ من ابتسامة عند طرف فمه وقال وهو ينظر إليّ: "تقريبًا منذ أن انتشلتْني من النهر..." "ياااه!" حدّقت لينا بعينين واسعتين وقد بلغ ذهولها مداه، ثم استدارت ببطءٍ نحوي: "جيهان! ماذا سمعتُ للتوّ؟ أشعر فجأةً أنّ فارس كان صاحبَ فضلٍ عليكِ! لو كنتِ قد أحببتِ غيره ست سنوات، لربما تزوّجتِ الآن وربما أنجبتِ أيضًا! وإلا فكيف كنتِ ستصلين إلى السيّد سُهيل!" تقدّم سُهيل إلى غرفة الجلوس، وبينما لينا تواصل دهشتها، التفت إليّ؛ كان بريقُ عينيه عميقًا دافئًا، وملامحه متحفّظةً وفيها خفرٌ واضح. نعم، رأيتُ الخفر صريحًا بين حاجبيه الوسيمين — كأنّ كلام لينا أوقعه في حرجٍ لطيف حتى احمرّ وجهه. أزيزٌ في أذنيّ وخفقانٌ في صدري؛ تتردّد في رأسي عبارته "حين انتشلتْني من النهر"، ولا أعرف بمَ أردّ. أيعني هذا أنه أحبّني منذ كنا في سنّ المراهقة؟ قد نكون صغارًا، لكن "الحبّ المبكّر" يحدث في تلك السنوات، وغالبًا ما يكون أنقى وأشدّ رسوخًا. وراح ذهني يجمّع خيوطًا قديمة: ليلة المشاوي البحرية حين اعترف بأن له "بدْر
Read more