All Chapters of بعد الخيانة... وجدت حبي الحقيقي: Chapter 281 - Chapter 290

300 Chapters

الفصل281

فتحتُ إحدى المواد، فإذا بالمشهد من أمام المحكمة: ليلى تركع لي. فهمتُ فجأة؛ وجودُ أقارب عائلة الهاشمي ذاك اليوم لم يكن للفرجة فقط، بل ليغتنموا الفرصة ويصوّروا فيديو يسهل به الافتراء والتشهير. أهُم بلا عقول؟ في يدي أدلةٌ على جريمة جُمانة. أنا أصلًا لم أردْ سوى الإبلاغ وطلب العون من القانون، ولم أنوِ كشف الأمر على منصّات التواصل. أمّا الآن وقد حشروني في الزاوية، أفلا يخشون أن أرمي القفاز بدوري فنهوي معًا؟ عائلة الهاشمي خاسرة أصلًا، وجُمانة سمعتها سقطت. لو نُشرت قذارتها على الشبكة، ومعها كونها تعرّضت لاغتصابٍ جماعي نتيجة أفعالها، فإن عصف الإعلام سينهكها، وسيدفعها التنمّرُ الإلكتروني إلى طريقٍ مسدود. لا أفهم كيف يفكّرون. أسرةٌ لها وجهٌ في مدينة قرناج، كيف تكون أدواتها بهذه البلاهة؟ يؤذون الخصمَ ثمانمائة ويخسرون لأنفسهم ألفًا. وبينما أحاول فهم ما يرمون إليه، اتصلتْ لينا، مندهشةً مثل دهشتي: "هل صار فارس مجنونًا لأنك خرجتِ من يده، فتحوّل حبّه كرهًا؟ يفعل هذا وهو يزجّ بأخته إلى الهاوية؟ وأبواه لا يردعانه؟" ابتسمتُ بمرارة: "لا أدري. ربما يظن أنه إن دمّر سمعتي ومنعني من سُهيل، فكلّ ثمنٍ مقبو
Read more

الفصل282

"حسنًا، نلتقي مساءً." أغلقتُ الهاتف، ولم أعد في مزاجٍ لتقليب شؤون العشق، ففتحتُ الحاسوب وانهمكتُ في العمل. في الوقت نفسه اتصلتُ بالمحامي الجنائيّ المسؤول عن قضية جُمانة، وطلبتُ منه أن يعرّفني بمحامٍ متمرّس في قضايا التشهير الإلكتروني. طلبتُ من يارا التواصل مع قسم العلاقات العامة في الشركة لحصر المعرّفات الرئيسية التي تروّج للإشاعات. ثم سلّمتُ تلك المعرّفات إلى المحامي المدني الذي استأجرناه للتو، وطلبتُ منه إصدار إنذارٍ قانونيٍ بأسرع وقتٍ لملاحقة المفترين. أنهَيتُ كل ذلك، فإذا بالساعة قد بلغت الثانية عشرة ظهرًا. نشرتُ بـ"المقالة الصغيرة"، ووجّهتُ قسم العلاقات العامة للتواصل مع عدة وسائل إعلام لتوسيع الانتشار. وحين أعددتُ لقمةً سريعة لسدّ الجوع، وقبل أن أضع الملعقة، انهالت عليّ الاتصالات واحدًا تلو الآخر. لينا وسامر ورشا وغيرُهم أبلغوني أنهم أعادوا نشر المقال والإنذار القانوني، بل واستأجروا جيشًا إلكترونيًا للرّد على المتنمّرين. شكرتُهم مرارًا. يبدو أنّ حياتي ليست سوداء كلّها؛ فمع أنّ أهلي مقزّزون، وطليقي دنيء، إلا أن حولي أصدقاء أوفياء، وهذا يعني أنني لم أفشل إنسانيًا. وصل ال
Read more

الفصل283

المفترون لم يرموا عليّ إلا بضع جُملٍ ملتبسة. أمّا ردّي فكلّه أدلّةٌ قاطعة لا تُدحض. ولا عجب أن فارس استخدم رقمًا غريبًا ليرسل لي رسالة يلومني فيها على “التدقيق” وحفظ التفاصيل الصغيرة كلّها. هو بالتأكيد ارتبك وخاف، ويعرف في قرارة نفسه أنّه مخطئ. صغائر؟ هه، تلك “الصغائر” حين تجمّعت هي التي أنقذت حياته. تحت المقالة الصغيرة، تجاوزت التعليقات عشرة آلاف. عدا قليلٍ من الشتائم التي تصفني بالدهاء والقسوة — أغلبها داعمٌ يقول إن قصتي مثالٌ صارخ على “حكاية الفلّاح والأفعى”. أصابوا كبد الحقيقة. وهكذا هو الواقع فعلًا. رنّ هاتفي، أرسل سُهيل رسالة على الواتساب يقول إنه سيأتي بعد ساعة لاصطحابي. رفعت رأسي إلى النافذة فاكتشفت أنّ الليل حلّ، فقمتُ على عجلٍ لأغتسل وأتهيّأ. بعد يومٍ كاملٍ من معركة الرأي العام، لم أعد مترددة. وغدًا أوّلُ أيام السنة الجديدة، ويليق بي أن أستقبلها بفرحٍ وانشراحٍ وبدايةٍ طيبة. لن أسمح لمتاعب عائلة الهاشمي وتفاهات غوغاء الإنترنت أن تلوّث حياتي. هم يريدونني مهمومةً ملوّثة السمعة مكسورة الخاطر — أمّا أنا فلا! سأعيش ببالٍ طيّب وأناقةٍ زاهية، وأخرج مبتهجةً لأعدّ الدقائق
Read more

الفصل284

دار إلى الجهة الأخرى وجلس في السيارة، ثم حدّق بي قليلًا وهزّ رأسه وهو يبتسم: "نعم، لقد قلّلتُ من شأنكِ يا جيهان." رمقته بطرف العين وابتسمتُ دون تعليق. لكنني فكّرتُ سرًّا: إن كُتب لنا أن نكون معًا فلن يكون بيننا تكافؤٌ في العائلة والخلفية، فعلى الأقل يجب أن نتقارب في الكفاءة والسّمات الشخصية، وإلا فبِمَ سأجذبه؟ والواقع أنّه حتى لو بذلتُ أقصى جهدي، فليس من السهل أن أبلغ مستواه في هاتين الناحيتين. كل ما أستطيعه هو أن أعمل على تحسين نفسي، وأقلّل الفجوة بيننا، وألا أكون عبئًا عليه. انطلقت السيارة في الشوارع، والبهجة في كل مكان، والألعاب النارية تزهر في السماء. اتجهنا نحو ضفّة النهر، لكن بسبب الزحام الشديد هذه الليلة انسدّت الطرق تمامًا. مسافة كيلومترين فقط استغرقنا فيها نصف ساعة ولم نصل. اتصلت سندس مرتين تستعجلُنا، بينما نحن ما نزال عالقين لا نتحرك. سألتُه بفضول وأنا أنظر إلى الحشود الداكنة في الخارج: "الموعد في الهواء الطلق؟" قال: "لا، بل هناك في الأعلى." أشار بيده إلى مبنى أمامنا، فتتبعتُ يده، فإذا هو برج قرناج، المعلم الأبرز في مدينة قرناج. في الطابق العلوي من برج قرناج مطعمٌ
Read more

الفصل285

"ماذا؟" دهشتُ والتفتُّ إليه مبهوتة. "أتقول إن عرض الطائرات المسيّرة الليلة من تنفيذ شركتكم؟" "نعم. لكن هذا ليس أقوى فريق؛ الأقوى استأجره أحد أثرياء الشرق الأوسط بمبلغٍ ضخم، فلنكتفِ بما سترين الليلة." قالها ببساطةٍ هادئة، فأُعجبتُ به أشدّ الإعجاب. ثم انتبهتُ فجأة — لا عجب أنه ثريٌّ إلى هذا الحد! أوصلنا المصعد إلى الطابق الأعلى. زُيّن المطعم الدوّار بأجواء مبهجةٍ أنيقة، والضيوف في أبهى حُلّةٍ وابتسام. لمّا رأتني سندس أسرعت نحوي فرِحة: "جيهان، أخيرًا جئتِ! قلتُ منذ أيّام إنني سأزوركِ، لكن أخي لم يرضَ، قال إنني كثيرة الحركة وقد أزعجُ راحتكِ. كيف ركبتاكِ الآن؟" حرّكتُ رُكبتي قليلًا وابتسمت: "تقريبًا بخير؛ ما دمتُ لا أقفز وأمشي على مهل فلا بأس." "آنسة جيهان، نلتقي مجددًا." كان إياد واقفًا وبيده كأس شمبانيا، حيّاني ثم رمق سُهيل مازحًا: "ظننتُكما ستعتكفان لقضاء وقتٍ ثنائي ولن تأتيا." نظر إليّ سُهيل وابتسم: "الأوقات الثنائية فرصها كثيرة، أمّا ألعاب رأس السنة فمرّة واحدة، فلا بدّ أن نجيء." لم أقل شيئًا، لكن وجنتاي احمرّتا. يبدو أن الجميع سلّم بعلاقتي بسُهيل، ولم يبقَ لي ما أدفع به ا
Read more

الفصل286

"…" نظرتُ إليه مبهوتة. أهذه هي الهيبة التي يملكها من يقف على قمّة السلطة والمال؟ "وفوق ذلك، لكِ الجمالُ والجاذبيّة، والموهبةُ والعمل. بدأتِ من لا شيء حتى صار اسمكِ لامعًا. أنتِ لستِ أدنى من أيّ ابنِ نعمةٍ أو حفيدِ نعمة." حدّقتُ فيه مشدوهة، وأعدتُ في قلبي التساؤل — كيف يجتمع هذا القدر من الذوق والتهذيب في إنسان؟ كلُّ كلمةٍ يقولها كنسيم ربيعٍ يهدّئ الروح. وقلبي يواصل الانهيار أمامه كالسيل الجارف. وأنا على شرودي، كان سُهيل قد اصطحبني لتعريفٍ واحدٍ تلو الآخر على أصدقائه. وصادف أن رفيقةَ أحد الشبّان رئيسةُ تحريرٍ لمجلّةٍ موضةٍ دوليّة مرموقة؛ ولمّا قدّمني لها سُهيل صافحتني بحماس، وقالت إنها تودّ تحديد موعد حوارٍ مطوّل معي. تذكّرتُ أنّي على سفرٍ قريبًا إلى ميلانو للتحضير لعرضٍ لاحق رأس السنة، وأنّ ظهورًا في مجلّةٍ كهذه سيرفع سمعتي وصورة علامتي كثيرًا، فقبلتُ بسرور. صدق سُهيل: كلّ مرّةٍ يأخذني فيها إلى هذه الدوائر، يساعد عملي على التقدّم. إنه حقًّا نِعمَ "الناصح" في حياتي. بعد أن انتهيتُ من التحيّات، ذهبتُ إلى دورة المياه. وما إن أغلقتُ المقصورة حتى سمعتُ وقعَ خطواتٍ تدخل. ثم وقع
Read more

الفصل287

كانت كلٌّ منهنّ تُصلح مكياجها، وبجوار الحقائب المفتوحة إسفنجةُ الأساس وأحمرُ الشفاه. لمحتُ بنظري حقيبةَ يدٍ محدودة الإصدار بيضاء اللون. أشرتُ بذقني إليها وقلت: "حقيبتكِ تلك… تقليد، أليس كذلك؟" تبدّل لون وجهها، وتضطرب عيناها، ثمّ حدّجتني بحدّة: "هراء! كيف أستعمل المقلّد؟ أنتِ فقط لا تستطيعين شراء الأصل فتطعنِين بي." ابتسمتُ بهدوء وقلت: "تلك الحقيبة من تصميم الإيطالي الشهير سمير، إصدارٌ عالميّ محدود، تُصنع يدويًا، وقد خرجت قطعتان فقط: السوداء والبيضاء. ولسوء حظّكِ… أعرف صاحبتَي القطعتين الأصليّتين." تبادلت الفتاتان الأخريان النظرات، وبدت الحيرة على وجهيهما، ثم التفتتا إليها: "تاليا، ألستِ من قالت إنّكِ حصلتِ عليها عبر صديقة في عالم الموضة بعد جهدٍ كبير؟" "نعم، ونشرتِها على صفحتكِ، وكثيرات غِرنَ منكِ. لو عرفوا أنها مزيّفة…" كان واضحًا أنّ انتشار الخبر لن يكون مجرّد إحراجٍ عابر، بل "موتًا اجتماعيًا" في هذا الوسط: سيضحك الجميع من فتاةٍ لا تملك الأصلي فتتباهى بالمُقلّد. زمجرتْ وهي تغالب خجلها: "جيهان، قلتُ مجرّد كلمتين عنكِ، وما قلته ليس منّي وحدي؛ الإنترنت كلّه يقول ذلك. هل يلزم أن
Read more

الفصل288

نظرتُ إلى السيّد لؤي وابتسمتُ ابتسامةً خفيفة: "تريدني أن أعتذر، أليس كذلك؟ قبل الاعتذار، ما رأيك أن نسمع أولًا ما قالته مرافقتك؟" أخرجتُ هاتفي وفتحتُ التسجيل وشغّلتُ المقطع القصير الذي سجّلته في المقصورة. لم تمضِ لحظات حتى تغيّرت وجوهُ الحاضرين. ارتبكت المؤثّرة وأشارت إليّ متّهمة: "الإنترنت ما كذب، أنتِ فعلًا صاحبة مخطّطات، تسجّلين كلّ شيء! سُهيل، لا تدعْ هذه المرأة تخدعك، فهي—" "طعْ!" لم تُتمّ جملتها حتى هوى كفُّ السيّد لؤي عليها بصفعةٍ حادّةٍ أفزعت الجميع. كنتُ قد أعددتُ ردودًا كثيرة، لكنّها لم تعد لازمة. قال لؤي وهو يواجه سُهيل: "عذرًا يا سُهيل، مَن أحضرتُها أساءت الأدب معك ومع الآنسة جيهان." ثم التفت إلى المؤثّرة، يأمرها بصوتٍ خفيض: "إن كنتِ لا تريدين نهاية مسيرتكِ قبل أن تبدأ، فاعتذري للآنسة جيهان حالًا." عقدتُ حاجبيّ وأنا أرى المؤثّرة مكسورة الخاطر، وأحسستُ بندمٍ خفيف. العشيّةُ ليلةُ فرح، واجتمعنا لنمرح معًا، لا لنُكدِّر الجوّ. انصاعت المؤثّرة، تبكي وتتلفّت إليّ: "آسفة، آنسة جيهان، ما كان ينبغي أن أسيء إليكِ من وراء ظهرك." ابتسمتُ: "سوءُ فهمٍ وانتهى، لنتوقّف هنا." ولم
Read more

الفصل289

ما هي إلا لحظاتٌ حتى أضاءت آلافُ المسيّراتِ السّماءَ السوداء، واصطفت ترسم لوحةً حالمةً رومانسيّة. ثمّ ظهرت عبارةٌ معلّقة في الهواء: "يرجى المشاهدة —". تبدّلت الأضواءُ النيونيةُ بتناسقٍ مدهش، وتحوّلت إلى لقطاتٍ قصصيّة مرسومة بالمسيّرات: اللقطة الأولى: "فتاةٌ تعتني بفتىً مريض، تخافُ الألم، ومع ذلك تتبرّع له بالدم مرارًا وتنقذه." اللقطة الثانية: "تعافى الفتى، وراحا يجهّزان للعرس. الفتاة تسهر لتخيط بدلة العريس لنفسه وفستانها بيديها." اللقطة الثالثة: يخطفُ الفتى فستانَ الزفاف الذي أتعبها، ويُهديه لفتاةٍ أخرى، ويدخل معها قاعة العرس. اللقطة الرابعة: "الجميع يسخر منها، وهي تكتمُ دمعها. يظهرُ شابٌّ آخر في صمت، يناولها منديلاً، لكنها لا تلتفت إليه وتمضي منحنيـةَ القلب." اللقطة الخامسة: "تظهرُ في المزاد تركةُ أمِّ الفتاة. الفتى الذي تخلّى عنها يأتي مع صديقته لينافسها على القطعة. ترجوه باكية، لكنّ الرجلَ وعشيقته لم يُباليا واستمرّا في المنافسة." اللقطة السادسة: "الشابُّ الذي قدّم المنديل يعودُ خفيةً، يدفعُ مبلغًا كبيرًا ليفوز بالسوار، يقدّمه للفتاة، ثمّ يذوبُ في الزحام." اللقطة السابعة: "ت
Read more

الفصل290

"لا، ليس كذلك!" هتفتُ في سِرّي وهززتُ رأسي سريعًا. سندس تقدّمت وهي تقول: "يا أخي، لِمَ تُطيل الكلام؟ عانِقْها وقبِّلها وانتهى!" وقبل أن تتمّ جملتها، دفعتني دفعةً لطيفة إلى صدر أخيها. لم أستعدّ، فوجدتُ نفسي في حضن سُهيل ملءَ الذراعين. تعالت حولنا هتافاتُ التشجيع، وزاد إياد مازحًا: "أأُقدّم لكما كأسين لتحتسيا نخبًا مُتقاطعًا؟" كنت أبكي، فضحكتُ من بين الدموع. وخجلتُ، فخبّأتُ وجهي في صدر سُهيل. ولم أكد أستجمع أنفاسي حتى دوّى نداء: "انظروا! بدأ عرضُ الألعاب النارية!" التفتُّ أنا وسُهيل معًا نحو النافذة، فإذا السماء التي أظلمت بعد عرض المسيّرات تتوهّج من جديد بقذائف مُلوَّنة تتفتح عاليًا. آلافُ الأشكال المختلفة انطلقت من على ظهر سفنٍ في وسط النهر، تصفر كصوت طائرٍ أسطوري، ثم "تَـبـخ!" وتنفجر. كنّا على ارتفاعٍ يمسُّ الأفق، بل نراه من علٍ. كانت المفرقعات كأنّها تتفتح أمام وجوهنا؛ بديعةً خلّابةً لا يُشبِع منها نظر. المشهد كلُّه مراحلُ وموضوعات. ولمّا تقدّم العرض، غدت الأزهارُ المتفجرة كلماتٍ ملوّنة: "سنةٌ جديدة سعيدة." "سنةٌ جديدة مباركة." "سلامٌ وسرور." "تحقّقُ الأمنيات." منذ
Read more
PREV
1
...
252627282930
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status