دخلنا المصعد، فرآني مكفهرّة الملامح، فابتسم يطمئنني: "اطمئني، أعرف كيف أكسب وُدّ الكبار، فلا تتوتّري." قلت: "ومن قال إني متوتّرة؟ ليتَهما لا يُعجبهما أمرك أصلًا." بهذا، حين أُفاتحه بالانفصال لاحقًا، لن أضطر لمراعاة آراء كثيرين. فكرةٌ جاحدة، نعم، لكن بيننا من العوائق ما يكفي. انفتح باب المصعد، فتعمّدتُ الإبطاء، غير أنه طوّقني وجذبني إلى الخارج. لدّي بصمة قفل بيت الجدة، ففتحت مباشرة. في غرفة الجلوس كانت خالتي والجدة جالستين على الأريكة. لمّا سُمِع صوت الباب أطلّت خالتي: "جيهان عادتِ…" توقّف الكلام على شفتيها حين رأت الرجل خلفي، فتجمّد وجهها، ثم نهضت دفعةً واحدة وبدت متكلّفة. "سهيل جاء…" قلتُ بخفوت وأنا ألتفت إليه وأشعر ببعض التحفّظ: "خالتي، سهيل… علمَ أنّ أمّ فارس جاءت تُثير المتاعب، فخاف ألّا أحسن التصرّف، فأسرع إلى هنا. ولمّا نزلت الشرطةُ بليلى صادفَهم عند الباب، فقلتُ… يصعد ويسلّم عليكما بالعام الجديد." ابتسمت خالتي فورًا لتدارك الموقف: "عام مبارك يا سهيل، تفضّل اجلس!" قال سهيل بأدب جمّ: "خالتي مبارك عليكِ العام، وكل عام وأنتِ بخير." "شكرًا شكرًا، تفضّل، سأُحضر الشاي." و
Read more