All Chapters of بعد رحيلي شابَ شعره في ليلة: Chapter 91 - Chapter 100

100 Chapters

الفصل 0091

…ابتلت عينا سهيل بالدموع: كان من الطبيعي أن تبغضه ورد.سرعان ما أحضرت الخادمة وعاء من المعكرونة بالخضار، وفوقه صلصة اللحم التي تفوح منها رائحة شهية، فأطفأ سهيل سيجارته، وانحنى يأكل بهدوء.وقفت الخادمة جانبا تسأل بحذر:"سيدة ورد، ماذا قالت؟ هل وافقت على العودة؟"توقف سهيل عن الحركة لحظة.وبعد صمت قصير، أجاب بصوت خافت:"سيدة ورد لن تعود… لقد غضبت مني."لم تجرؤ الخادمة على السؤال أكثر.وعاء المعكرونة ذاك، مع صلصة اللحم التي كانت تعدها ورد، تناوله سهيل حتى آخر لقمة.أضافت الخادمة:"ما زال لدينا نصف زجاجة، تكفي لثلاث مرات أخرى."توقف سهيل قليلا، ثم رفع بصره نحوها:"اسألي سيدة ورد عن طريقة إعدادها، حضري بضع زجاجات إضافية… سأصطحبها معي إلى مدينة السحاب."كانت شراكة مجموعة عائلة عباس مع مجموعة الجسر قد وصلت إلى مراحلها الأخيرة.في نهاية الشهر، كان عليه أن يسافر إلى مدينة السحاب لتوقيع العقد.ومن المرجح أن يقيم هناك نصف عام كامل حتى يستقر المشروع، ثم يعود إلى مدينة عاصمة. ففي الماضي، حين كان يسافر في مهام خارجية، كان قلبه مطمئنا لأن ورد كانت موجودة في المقر الرئيسي.أما الآن، فعليه قبل السفر أن ين
Read more

الفصل 0092

في فترة بعد الظهر، أصبحت ورد على رأس قائمة البحث الساخن.#زوجة رئيس مجموعة عائلة عباس،إنها عقيمة#سهيل لم يتركها، وزواجهما أقوى من الفولاذومرفق بصورة ضبابية، يفترض أنها التقطت خفية البارحة بينما كان سهيل يحتضنها.وفي لحظة، اندفع الموضوع إلى المرتبة الأولى في الترند.قسم العلاقات العامة في مجموعة عائلة عباس كان فاعلا للغاية، فدفع بسرعة الأموال لإزالة الموضوع.لكن خلال نصف ساعة فقط، وصل عدد قراءات الموضوع إلى سبعين مليونا وثمانمئة ألف، مع أكثر من أربعين ألف منشور أصلي. كل امرأة كانت تغبط ورد على حظها، لامتلاكها زوجا يحبها بصدق.شعرت ورد أن الأمر كله سخرية.ولأن مزاجها كان سيئا، غادرت ورد المعرض مبكرا، تقود سيارتها البيضاء شبح النور، تتجول على جانب الطريق. وأخيرا، أوقفت السيارة في ساحة أمام مدينة الألعاب، وجلست على غطاء السيارة، تحدق في العجلة الدوارة العملاقة التي تدور بلا توقف.عند الساعة الرابعة عصرا، بدأ الثلج يتساقط من السماء.إنها أولى ثلوج الربيع.كان البرد قارسا، فالتفت ورد بمعطفها الأبيض المبطن بالريش، غير راغبة في المغادرة. ظلت بهدوء تحدق في العجلة الدوارة، تراقب أضواءها الملون
Read more

الفصل 0093

…كانت الساعة العاشرة ليلا.بعد أن اغتسلت ورد، ارتدت رداء من الحرير الخالص، بدت مسترخية ومريحة، وجلست أمام طاولة الزينة تدهن مستحضرات العناية بالبشرة.فجأة، صدر صوت خافت عند الباب.— بدا وكأنه مفتاح يدخل القفل.ولما همت ورد بالذهاب إلى غرفة الجلوس لتتفقد، إذا بالزائر غير المدعو يدخل دون استئذان، ولم يكن سوى سهيل.جلست ورد مجددا على كرسي الزينة، تحدق بالرجل بصمت من خلال المرآة.كان على كتفيه أثر ثلج خفيف، وشعره الأسود اللامع مبتل قليلا، مما يدل أنه وقف طويلا في الثلج.سألته ورد بهدوء: "من أين لك بالمفتاح؟"وضع سهيل المفتاح على طاولة الزينة أمامها وقال بجرأة: "قمت بنسخه بنفسي."قهقهت ورد باستهزاء: "حقا إنك عديم الذوق."اقترب سهيل من خلفها، واضعا يديه على مسند الكرسي، وعيناه السوداوان في المرآة تتأملانها كأنه يريد أن يخترق ملامحها حتى الأعماق.وبعد لحظة، همس في أذنها: "هذه الليلة، لا أريد أن أكون مهذبا."قالت باستغراب: "ماذا تعني؟"ابتسم بخبث: "المعنى الذي تفكرين فيه… أن نكون معا، ونؤدي واجب الزوجين."…بطبيعة الحال رفضت ورد، وقالت ببرود: "لا أشعر بشيء."مرر سهيل كفه على عنقها بخفة، بصوت
Read more

الفصل 0094

شعر سهيل بنظرات تراقبه من خلفه.قال بصوت خافت: "حين كنت في العشرين من عمري تقريبا، عشت فترة وحدي في الخارج، وهناك تعلمت ذلك."لم تسأله ورد المزيد من التفاصيل.فالعلاقة بينهما ما زالت غامضة، وما حدث بينهما مرة واحدة لا يعني شيئا، وهي بالتأكيد لن تفتح له قلبها. لكنها كانت متعبة الآن، ولا تريد الدخول في جدال معه.كان طبق المعكرونة الذي أعده سهيل لذيذا، فأكلت ورد أكثر من نصفه.ثم طلبت منه أن يغادر.وعند مغادرته، نظر إليها سهيل بعمق قائلا: "سأعود غدا."ظنت ورد أنه يمزح؛ فهو يدير مجموعة عائلة عباس التي تضم عشرين ألف موظف، فكيف يجد وقتا لذلك؟ لكن في اليوم التالي، عندما عادت من صالة العرض، وجدت الشقة مضاءة، تفوح منها رائحة الطعام الغربي والنبيذ.تلك الزجاجة من النبيذ كانت تحتفظ بها ورد منذ زمن، ولم تكن تجرؤ على فتحها.أما الآن، فقد وضعت على المائدة لتتنفس قبل الشرب.أغلقت ورد الباب ببطء، وحدقت في زوجها السابق المرتقب بسخرية: ""أن تحشر نفسك هنا كخادمة بيتية، أليس إهانة لشاب مترف من عائلة كبرى مثلك؟ أليست لديك انشغالات؟ فما الذي يجعلك تأتي إلي بلا انقطاع؟"خرج سهيل من المطبخ مرتديا السواد كله، ب
Read more

الفصل 0095

اشترت ورد منه عشرين لوحة جاهزة، ووقعت شيكا بقيمة ثلاثين ألف دولار، فبدت عليه علامات الرضا.ابتسمت ورد ابتسامة خفيفة.وبعد أن غادر الرجل، التفتت إلى سكرتيرة ليلي التي لم تخف حيرتها، وقالت:"أعرف أنك تتساءلين، لماذا أعطيته سعرا منخفضا هكذا؟ أنا لا أريد أن يفسد المال موهبته سريعا، فلوحاته بين هذه المجموعة من الفنانين الشباب هي الأكثر وعدا في نظري، بل وأفضل حتى من صلاح في أيامه الأولى. حين يحين الوقت المناسب وأقدمه، ستكون لوحاته غالية الثمن، ولن يقل ثمن أصغر لوحة عن مئة ألف دولار."كانت سكرتيرة ليلي دائما تثق برأي ورد.بعد إنهاء الأمر، خرجتا من النادي، وفي موقف السيارات تودعتا.فتحت ورد باب سيارتها، لكنها سمعت من خلفها صوتا مألوفا يسخر:"هل تصالحت مع ابن عمي؟"التفتت ورد ببرود نحو سلام وقالت:"وما شأنك أنت؟"قهقه سلام ساخرا:"لا شأن لي. لكنني نبهتك من قبل، ابن عمي ذاك مثل الذئب، يفترس دون أن يترك عظما. في نهاية هذا الشهر سيوقع مع مجموعة الجسر، فهل تظنين أنه حين تفقدين قيمتك بالنسبة له، سيظل يحتفي بك ويطيعك؟"تغير وجه سلام إلى القسوة:"حينها، ستصبحين مجرد حجر عثرة مزعج تحت قدميه."لكن ورد ظلت غي
Read more

الفصل 0096

نهاية الشهر.مدينة السحاب، فندق السحاب.عشية توقيع الاتفاق بين مجموعة عائلة عباس ومجموعة الجسر، أقيم حفل ضخم حضره كبار مسؤولي الشركتين وطاقم الإدارة العليا.دخل سهيل مرتديا بذلة كلاسيكية بالأسود والأبيض، وسيم وأنيق، فأصبح محط أنظار كثير من النساء.لكن سهيل كان يضع خاتم الزواج، وتصرف ببرود، فلم تجرؤ أي امرأة على دس بطاقة غرفتها له.تقدم سيد ياسر برفقة زوجته سيدة بسمة، وقال وهو يلاحظ نظرات الإعجاب من النساء:"في المرة القادمة، من الأفضل أن تحضر زوجتك معك، فهذه العيون المفترسة قد تلتهمك!"ابتسم سهيل بخفة:"سيدي ياسر يمازحني ثانية."ربت سيد ياسر على يد زوجته مشيرا أن لديه ما يقوله على انفراد، فابتسمت سيدة بسمة بأدب، ثم ذهبت لمجالسة الحضور.وحين ابتعدت، تكلم سيد ياسر بجدية مع سهيل:"بخصوص أمر سليمان، لا تأخذه على محمل الجد. فالشباب قد لا يستطيعون كبح مشاعرهم أحيانا، ومع مرور الوقت، سيستعيد سليمان رشده. ثم أنتم كنتما مقربين في الماضي، وهناك أمور لا يمكن الاطمئنان عليها إن أوكلت إلى الغرباء."أعطاه سهيل بعض الوجه:"بحسب ما أراه من سليمان، ليس لدي مشكلة من ناحيتي."أبدى سيد ياسر إعجابه:"كرم أخلاق!
Read more

الفصل 0097

كان سهيل يراهن، يراهن أن سلام لن يجرؤ على فعل شيء متهور.لقد خاض هو وأخوه صراعات لا تحصى، ولم يخسر سهيل مرة واحدة، لكن هذه المرة خسر أمام حدث غير متوقع.أعطى سهيل سكرتيرة ياسمين نظرة ذات معنى.ترددت سكرتيرة ياسمين لحظة، ثم فهمت مقصده فورا، فسارعت لترتيب إرسال فريق لإنقاذ ورد.هدأ سهيل نبرته وقال ببرود عبر الهاتف:"لن أتنازل عن التوقيع. سلام، أطلق سراح ورد الآن، ولن أحاسبك. لكن إن تماديت، فاعلم أن ورد بالنسبة لي ليست سوى أداة في صراع السلطة. أنت تعلم، في عائلة عباس لم يكن هناك حب قط. أنا لا أحبها، فلا تحاول استخدامها لابتزازي."جاءه ضحك ساخر من الطرف الآخر:"حقا، هذا هو سهيل! قاس بلا رحمة."تجمد سهيل لحظة.ثم أدرك أن سلام قد خضع قليلا، فأغلق الخط فورا، عازما على إنهاء التوقيع ثم العودة إلى مدينة عاصمة لمعالجة الأمر.…داخل المخزن المهجور.خفض سلام رأسه نحو الهاتف، ثم رفع نظره نحو ورد:"سمعت ما قال، أليس كذلك؟ أم تريدين أن أعيد لك كلامه؟"لم تكن بحاجة لإعادته، لأن كلمات سهيل ظلت تتردد في عقلها بلا توقف.[ليست سوى أداة لصراع السلطة.][في عائلة عباس لم يكن هناك حب.][أنا لا أحبها، فلا تحاول ا
Read more

الفصل 0098

بعد ساعتين، عاد سهيل مسرعا إلى مدينة عاصمة.في الظهيرة هطلت الأمطار، وكان موقع الانفجار مليئا بالأنقاض والفوضى.أكثر من مئة فرد من فرق الإنقاذ يعملون بلا توقف، ومعهم عشر كلاب مدربة، لكن رائحة المكان الثقيلة أثرت على حاسة شم الكلاب.ما إن نزل سهيل من السيارة، حتى رأى سلام مكبل اليدين بالأصفاد الفضية، يقتاده رجال الشرطة وهو شارد يحدق أمامه.صرخ سهيل غاضبا:"يا ابن القذر، يا سلام!"ووجه له لكمة قوية.لقد استخدم كامل قوته، فانفجر أنف وفم سلام دما غزيرا، لكنه لم يرد بكلمة، بل تراجع خطوة وبقي مذهولا وهو ينظر إلى جهة المخزن المتهدم.الوقت أثمن من أن يهدر، فلم يشأ سهيل أن يضيعه في تصفية الحساب.غاص في الوحل، وبدأ يناقش مع قائد فرق الإنقاذ، وطلب شخصيا ترتيبات جديدة، فأضاف ثمانين منقذا آخر، وجلب أجهزة استشعار متخصصة للبحث عن الحياة.اشتد هطول المطر، وكان سهيل بلا معطف مطري، مغطى بالوحل من رأسه حتى قدميه.حفر بيديه العاريتين جدران المخزن المهدمة، ومع رجال الإنقاذ رفع عوارض الأسمنت الثقيلة، حتى امتلأت كفاه بالدماء، لكنه لم يشعر بأي ألم.— ورد تحت الأنقاض.عروسه ورد تحت الأنقاض، وكل حجر يزيحه يزيد ا
Read more

الفصل 0099

المستشفى المركزي الأول لمدينة عاصمة.في الفجر، كانت ورد مستلقية في غرفة نظيفة، ولم تستيقظ بعد. كان وجهها وجسدها مليئين بالكدمات والخدوش، وعلى أسفل ظهرها كدمة كبيرة أرجوانية مزرقة.ولحسن الحظ، لم يكن هناك أي إصابة داخلية خطيرة.قال الأطباء إن الأمر معجزة.رتب سهيل كل شيء، وجلس بجانب السرير ينتظر أن تستيقظ ورد.دخل شيخ عباس متكئا على عصاه، ولما رأى هيئته تلك لم يتمالك نفسه وسخر ببرود:"تتصنع هذا المظهر العاطفي العميق، لكن للأسف لا أحد سيقدره! هيا، اخرج معي."نظر سهيل إلى ورد، ومسح وجهه بيده، ثم تبعه إلى الخارج.في الخارج، نظر شيخ عباس إلى حفيده الأثير بصرامة شديدة:"سهيل، بصفتك رئيس مجموعة عائلة عباس، فأنت لم تخطئ حقا، فالتخلي عن توقيع العقد كان سيؤدي إلى فقدان آلاف الأشخاص وظائفهم.لكن تذكر، يا سهيل، أنك إلى جانب كونك رئيس المجموعة، فأنت أيضا زوج ورد.أنا أعلم أن لديك حكمتك، وأنك اعتقدت أن سلام لن يرتكب حماقة، ولكن دائما هناك احتمالات لم تخطر ببالك.لو كنت تحب ورد حقا، لما ترددت لحظة واحدة، ولما كنت قبلت المجازفة ولو بجزء ضئيل.""ضع نفسك مكانها، لو كنت أنت في خطر، فأنا متأكد أن ورد كانت ستخت
Read more

الفصل 0100

خرج من السجن المظلم، وقلبه يعتصره ألم لا يطاق، ورأى عند زاوية الجدار ظلا أحمر قاتما.—— كانت زهرة.وكان شيخ عباس قد استعد لذلك مسبقا.اقترب منها، وبصوت خافت أجش قال:"يجب أن أشكرك لأنك أنقذت عائلة عباس بأكملها. لولا اتصالك، لكانت ورد فقدت حياتها، ولسقطت سمعة العائلة في الحضيض."وبجانبه، ناول ناصر سند ملكية منزل.رفع شيخ عباس السند، وتردد قليلا قبل أن يقول:"سلام سيدخل السجن لا محالة. أما مصيرك، فلك أن تقرريه بنفسك. لكن بصفتي كبير العائلة وعمه، فهذا تعبير عن امتناني."لقد أهداها شقة فاخرة في مدينة عاصمة، قيمتها تتجاوز عشرة ملايين دولار.لكن زهرة رفضت قبولها، والدموع في عينيها:"أنا أحب سلام بصدق، وسأنتظره حتى يخرج."اغتم شيخ عباس بشدة، وبعد صمت طويل قال بصوت مبحوح:"ذلك الحقير، لا يستحق كل هذا منك."لكن أمور العاطفة لا تحكم بالعقل.لذلك لم يجد شيخ عباس سوى التعويض بالماديات، وأصر على تسجيل الشقة باسم زهرة، ليضمن لها حياة كريمة.…في غرفة المستشفى الهادئة.جلس سهيل على الأريكة الفردية بجانب السرير، مرفقاه ملتصقان بركبتيه، وأصابعه متشابكة على شكل هرم تحت ذقنه.كان قد استحم وارتدى ثوبا نظيفا، ق
Read more
PREV
1
...
5678910
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status