All Chapters of بعد رحيلي شابَ شعره في ليلة: Chapter 11 - Chapter 20

100 Chapters

الفصل 0011

شعرت ورد أن تصرفه غير طبيعي.لا بد أنه يعاني من فشل عاطفي.لكن بالنسبة إلى حياة الرجل الذي سيصبح طليقها قريبا، لم يكن لها الحق في التدخل؛ فذلك من أبسط صفات المرأة الواعية——لم تستطع طرده، كما لم تكن مهتمة بمشاهدته وهو يدخن بنهم. جمعت شعرها المبلل إلى الخلف بثبات بسيطة، ثم ارتدت خف المنزل وتوجهت إلى المطبخ لتحضير وعاء من النودلز النباتية لنفسها.في الحقيقة، كانت ورد طاهية جيدة، لكنها نادرا ما دخلت المطبخ منذ زواجها من سهيل.أما الآن، وقد عادت للعيش بمفردها، فكل وجبة بسيطة تحضرها بنفسها.بعد قليل، انتشر من المطبخ عبق البصل الأخضر، ممزوجا بنكهة الحياة اليومية الدافئة.كان سهيل جالسا على الأريكة، فرأى ظهر ورد؛ كانت لا تزال ترتدي تلك القميص الأسود، ساقاها مكشوفتان، بمظهر مغر، لكنها كانت منحنية تقطع البصل والزنجبيل، فبدت له كزوجة مثالية.بدأت عبارة "زوجة حنون" تكتسب شكلا ملموسا في ذهنه.فكر سهيل بصمت، أن ورد بهذه الهيئة لا بد أن تكون حلما لكثير من الرجال.بسبب هذا التفكير، عقد سهيل حاجبيه قليلا، ثم انحنى ليطفئ السيجارة بين أصابعه وبدأ يتفقد أرجاء المنزل.رغم صغره، إلا أن المنزل مكتمل المرافق
Read more

الفصل 0012

في الصباح الباكر، مرت أول شاحنة لرش المياه تحت مبنى الشقق، والموسيقى الصادرة منها كانت لأغنية تحبها ورد، بعنوان "الوداع مجرد غريب آخر".أشرقت خيوط الصباح الأولى داخل غرفة النوم، وتحرك الستار بخفة.سهيل لم يكن على الوسادة إلى جانبها.في الليلة الماضية، لم يجبرها على شيء، لكنه استيقظ مرات عدة، وقبلها كثيرا في كل مرة...كان وكأنه يكبت مشاعره منذ زمن، وفي وسط تلك القبلات الضبابية، خيل لورد أنها سمعته يقول: "يا حبيبتي ورد، دعينا نبدأ من جديد."البدء من جديد...تلك العبارة من سهيل كانت مغرية للغاية بالنسبة لورد، لكنها باتت تخشى الألم بعد كل ما عانته، وحتى تلك الليلة في [دار الصفوة]، حين بدا سهيل كعاصفة قادمة، أشعرتها بالخوف؛ كانت تخشى أن ينتهي كل شيء كحلم عابر.بعد ذلك، ظل سهيل يأتي لثلاث أو أربع ليال متتالية.لم يكن هناك شيء مميز، فقط يأتي في منتصف الليل، يأكل وعاء من النودلز، يعانقها حتى يناما، دون علاقة حميمية، ويغادر قبل أن تستيقظ. كان حنونهما أشبه بعاشقين حديثي العهد.ثم بعد ذلك، توقف سهيل عن المجيء.لم يتصل بها، ولم تتصل هي به أيضا؛ كانت منشغلة بترتيبات افتتاح ورشتها الخاصة، أرادت أن ت
Read more

الفصل 0013

لم تستطع منع نفسها من التفكير: كم من الحب يحتاج الإنسان ليتجاهل الشائعات.لم ترغب ورد في النظر أكثر، فاستدارت لتغادر، لكن خلفها جاء صوت جميلة الناعم ينادي: "سيدة عباس."استدارت ورد، وحدقت في هذين العاشقين الوقحين.تشبثت جميلة بعنق سهيل وهمست مجددا بنعومة: "سيدة عباس، لا شيء بيني وبين سهيل! كنت متعبة فقط، ولهذا حملني."قبل أن ترد ورد، قالت سيدة مريم بلطف مصطنع: "أنت زوجة سهيل، صحيح؟ جميلة وسهيل تربيا معا منذ الطفولة، من الطبيعي أن يهتم بها أحيانا، لا أظنك تمانعين؟"نظرت ورد إلى سهيل.زوجها كان لا يزال يحتضن تلك الفتاة، ولم يفرج عنها، فقط عقد حاجبيه قليلا.لم تكن ورد مهتمة بالتنافس أو الغيرة، كانت فقط تشعر بالاشمئزاز من الأم وابنتها، فابتسمت بسخرية وقالت: "سيدة مريم، ابنتك وسهيل يمكنهما الاستمتاع بعلاقتهما السرية كما يشاءان، لا داعي لإظهارها وإقلاقنا بها. سواء أعجبني الأمر أم لا فهذا لا يهم، المهم هو ما إذا كانت ابنتك تقبل برجل مستخدم."غضبت سيدة مريم بشدة وصرخت: "كما هو متوقع من فتاة لقيطة، بلا تربية!""خالتي!"أمر سهيل بهدوء لكنه بحزم: "خالتي مريم!" ورغم صغر سنه، إلا أن هيبته أجبرتها ع
Read more

الفصل 0014

في عمق الليل، قادت ورد سيارتها عائدة إلى المنزل.أوقفت السيارة، وفكت حزام الأمان، وكانت على وشك النزول، لكنها توقفت فجأة.كانت سيارة سهيل متوقفة تحت شجرة البولونيا المقابلة، وكان واقفا مستندا إلى سيارته مرتديا الأسود بالكامل، رأسه مرفوع يدخن، وتفاحة آدم البارزة في عنقه بدت جذابة بشكل مثير.ارتفعت سحابة دخان زرقاء باهتة، تحيط بوجهه الوسيم المترف، وسرعان ما بددتها نسائم الليل.كان الظلام كثيفا، وكأنه اندمج مع الليل.حين رآها، غابت ملامحه تحت ظلال حاجبيه، ثم رمى السيجارة وداسها بقدمه، وبدأ يمشي نحوها.لم تكن ورد تريد رؤيته، نزلت من السيارة بسرعة واتجهت نحو المصعد، بينما خطوات سهيل الواثقة تتبعها ببطء.وفي النهاية، وقف عند باب الشقة واعترض طريقها: "ورد، هل يمكن أن نتحدث؟""عن ماذا؟"أخرجت ورد المفتاح من حقيبتها وقالت ببرود: "هل بقي بيننا ما يستحق الحديث؟"تلك الليالي المبتلة وكلماته المغرية لم تكن سوى حلم عابر.لحسن الحظ، لم تصدقها أبدا!فتحت الباب، لكن سهيل مد قدمه ليمنع الباب من الإغلاق.وفي لحظة، وجدت ورد نفسها مضغوطة إلى الحائط، يديه تحيطان بكتفيها، ينظر إليها بعينين تغمرهما الجدية الن
Read more

الفصل 0015

الآن، لم تعد ورد تحبه.متى بالضبط أضاع سهيل حب ورد؟…بعد ثلاثة أيام، في مكتب مدير مجموعة عائلة عباس.كان مزاج سهيل سيئا بشكل واضح.كانت على مكتبه ورقة استدعاء من المحكمة، المدعية زوجته ورد، تطلب فيها الطلاق وتقسيم الممتلكات المشتركة بين الزوجين.استند سهيل إلى الأريكة، وساقاه متشابكتان، وأخذ ورقة الاستدعاء بيد واحدة.سأل بهدوء سكرتيرة ياسمين بجانبه: "هل استعانت بمحام؟"قالت سكرتيرة ياسمين بصدق: "لقد استعانت بمحام شهير يدعى عماد. إنه محام بارع، وإذا تولى القضية، فحتى المحامي سليمان قد لا يكون واثقا تماما من الفوز."نظر سهيل إليه بنظرة خفيفة وقال ببرود: "من قال إنني أريد مقاضاة ورد؟ هذه فكرتها وحدها، أنا لا أنوي الطلاق."سكرتيرة ياسمين: ماذا؟وضع سهيل الاستدعاء على طاولة الشاي، وأخذ ينقر عليه بأصابعه الطويلة، بينما كانت ملامحه منحنية قليلا، وأنفه البارز يلتقط ضوء الغروب، وكان المشهد ساحرا بحق.وبعد لحظة، أمر بهدوء——"حددوا لي موعدا مع المحامي عماد، وقولوا له إني أدعوه إلى العشاء.""وأيضا، انشروا خبرا..."…فوجئت سكرتيرة ياسمين في سرها.السيد سهيل جاد هذه المرة، وهي كامرأة لم تستطع إلا أ
Read more

الفصل 0016

كان سليمان يرتدي ملابس رسمية للغاية.قميص أزرق داكن، وبذلة سوداء بالكامل، وربطة عنق سوداء، مظهره أنيق صارم وجذاب.نظر إلى ورد وابتسم بخفة: "هل يمكنني الجلوس لتناول كوب من القهوة؟"بعد لحظة، ابتسمت ورد بهدوء: "بالطبع."وضع سليمان حقيبته وجلس، فجاء النادل فورا وسأل بأدب: "يا سيدي، أي نوع من القهوة تفضل؟"نقر بأصابعه الطويلة وقال: "قهوة الجبل الأزرق."أومأ النادل برأسه وقال: "حسنا."بعد مغادرة النادل، اتكأ سليمان على ظهر الكرسي، ومد يده لا شعوريا نحو علبة السجائر، لكنه تراجع سريعا بعد أن تذكر المكان، ثم نظر إلى ورد...لم يرها منذ أيام، لكنها بدت مختلفة كثيرا.كانت ترتدي فستانا طويلا من الصوف بلون الشاي بالحليب، يظهر قوامها الرشيق، وشعرها الأسود منسدل بلا ترتيب، دون أي مجوهرات ثمينة، فقط عقد رقيق يزين عظمة الترقوة البيضاء.بهذا المظهر، بدت ورد ناعمة كحبة لؤلؤ، جعلت سليمان يتذكر اللؤلؤ الدافئ."هل حددت موعدا مع محام؟""هل أنت هنا من أجل عمل، المحامي سليمان؟"…تحدثا في الوقت ذاته تقريبا.سادت لحظة من التوتر، لكن النادل وصل بالقهوة، مما خفف من حدة الموقف.شكر سليمان النادل بأدب، ورفع فنجان ا
Read more

الفصل 0017

كانت زوجته ترتدي اليوم بأسلوب مختلف تماما، متخلية عن البدلات الرسمية الجامدة، ومظهرها الحالي فيه لمسة من البراءة والجاذبية، وكأنها اختارت ملابسها خصيصا لموعد غرامي.شعر سهيل بعدم ارتياح، فأخرج هاتفه وبدأ يتصل بورد.ما إن أجابت ورد على الهاتف،حتى بادرها سهيل ببرود: "أين أنت؟"وبعد لحظة من الصمت، ردت ورد: "هل يجب أن أبلغك بمكان ذهابي؟ نحن على وشك الطلاق، سهيل."سهيل: "هذا من طرفك فقط."ضحكت ورد بمرارة: "حقا؟"لم ترد الاستمرار في الجدال، فكتمت مشاعرها وتحدثت بهدوء: "أنا لم أعد ذات فائدة لك! ألا يمكننا أن نفترق بسلام؟ سهيل، في الحقيقة، أنا لم أعد أستطيع...""ورد!"قاطعها سهيل.صوته كان حادا ومتسرعا، وكأنه لا يريدها أن تنطق بالكلمتين التاليتين.كان هناك طفلان، أحدهما يدعى أيمن عباس، والآخر أمنية عباس.كانا حلمهما ذات يوم.فبدون الأطفال، لم يعد هناك ما يربطه بورد. في تلك اللحظة، اجتاحته مشاعر الحنين دون سابق إنذار، أربكته تماما، وجعلته يتساءل: كم يحب ورد حقا.وبينما كان التوتر يسود، رن هاتف ورد من جديد.كانت المتصلة الخالة التي تعتني بجدتها.دون تردد، أنهت ورد مكالمتها مع سهيل وردت على الخا
Read more

الفصل 0018

في الخريف، تتساقط الأوراق كأنها أنهار من ذهب.في فيلا بضواحي مدينة عاصمة، دخلت سيارات سوداء فاخرة واحدة تلو الأخرى، سبع أو ثماني سيارات على الأقل، في مشهد مهيب للغاية.حاولت خدمة الفيلا منعهم، لكن من يستطيع إيقاف عشرين رجلا بملابس سوداء؟تم تقييد الخادمة العجوز وسحبها أمام ورد، وبدأ جسدها يرتجف خوفا.نظرت ورد ببرود وسألت: "هل جميلة هنا؟"تظاهرت الخادمة بالجهل، وحاولت التهرب من الجواب.ورد لم تكترث، تجاوزت الخادمة واتجهت إلى صالة الفيلا، وخلفها سكرتيرة ليلي وعشرون من رجال الحراسة.كانت جميلة مستلقية على الأريكة تضع قناع وجه، وفجأة أحاط بها جمع من الناس.فزعت قليلا ثم صرخت مدعية القوة: "ماذا تفعلون؟ هذا اقتحام منزل، وهذا مخالف للقانون!""مخالف للقانون؟"خرجت ورد من بين الجموع.نظرت إلى جميلة بسخرية وقالت: "على ما أذكر، أنا لم أطلق بعد من سهيل، ولا زلت سيدة عباس. وهذه الفيلا تعتبر من ممتلكاتنا المشتركة."وأشارت إلى جميلة وصالة الفيلا الفاخرة: "كل ما تملكينه، حتى ملابسك الداخلية، إذا تم شراؤه ببطاقة سهيل، لي الحق باسترداده. وتلك الخزانة المليئة بحقائب المصممين جزء من ممتلكاتنا المشتركة. وه
Read more

الفصل 0019

كان الحراس يجرون جميلة بلا أي شفقة أو رحمة.وخلال وقت قصير، امتلأت ذراعا وساقا جميلة البيضاء بالكدمات، وكان صراخها العشوائي يملأ أرجاء الفيلا——"أيتها العجوز!""لأنك لا تستطيعين الإنجاب، تغارين من حملي.""سهيل لن يتركك، سيشفق علي، وسيحبني أكثر!"…كانت كلماتها كالإبر، تغرز في قلب ورد، وتؤلمها دون توقف.اقتربت ورد من جميلة ورفعت يدها لتصفعها بقوة.لكن يدها توقفت قبل أن تنفذ الصفعة—وصل سهيل.ضوء الغروب انعكس على وجهه المظلم، مما جعله يبدو مرعبا.نظر إلى الفوضى في الفيلا، إلى وجه جميلة المتورم وذراعيها وساقيها، كانت تبكي بضعف، والعاصفة تتكون في عينيه السوداوين...في تلك اللحظة بلغ غضب سهيل ذروته، حتى فقد عقله، وارتكب خطأ ندم عليه مدى الحياة.صفعة مدوية.صوت صفعة حاد يتردد صداه.تردد الصوت في أرجاء الفيلا الفارغة، مرارا وتكرارا...دار وجه ورد إلى الجانب، ولم تستطع الالتفات لبرهة طويلة.كانت في قمة البؤس.لم يكن الألم في الصفعة أو الجسد أو القلب، بل في الحياة نفسها، حياة ورد التي بلغت من الذل أقصاه...كل الانهيارات اجتاحت حياتها دفعة واحدة.كسر لن يشفى مدى الحياة.ابتسمت ورد.لمست بلطف مكا
Read more

الفصل 0020

أخذت سكرتيرة ليلي نفسا عميقا.قالت باختناق: "جميلة كادت أن تتسبب بوفاة جدة ورد! لقد كذبت على العجوز وقالت إنها حامل بطفلك، وكانت الجدة على وشك الموت من الصدمة. ومع ذلك، ضربت سيدة ورد من أجلها!"تجمد سهيل لحظة.جميلة حامل؟ كيف يكون ذلك ممكنا؟نظر إلى جميلة بنظرة مظلمة: "هل قلت لجدة ورد أنك حامل؟"فزعت جميلة.توسلت بضعف: "كنت فقط غاضبة! هي دائما تتفاخر أمامي، لذلك قلت ذلك... سهيل، لم أكن أقصد."أفلتها سهيل فجأة، وسار بسرعة نحو الخارج، بينما كانت جميلة تصرخ خلفه بيأس: "سهيل..."لكنه لم يلتفت إليها أبدا.تجمدت جميلة في مكانها——كانت هذه أول مرة لا تستطيع فيها أن تبقي سهيل معها.لم تستطع تصديق أن ورد تحتل مكانا في قلب سهيل؛ ألم تكن علاقته بها مجرد استغلال؟ كيف له أن يشعر تجاهها بشيء؟بصقت سكرتيرة ليلي باحتقار، وغادرت خلف سهيل.…وصل سهيل إلى الباب، وكانت ورد قد استقلت السيارة.لقاء آخر بين الزوجين، لكن لم يعد كما كان من قبل.قال بصوت مبحوح من خلف زجاج النافذة: "لقد ظلمتك."لكنه كان يريد قول أكثر بكثير من هذه الكلمات القليلة. لكنه كان قاسيا مع نفسه منذ صغره، وقاسيا مع ورد، لدرجة أن الكلمات ا
Read more
PREV
123456
...
10
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status