All Chapters of بعد رحيلي شابَ شعره في ليلة: Chapter 21 - Chapter 30

100 Chapters

الفصل 0021

وقف سهيل هناك بلا حراك، ووجهه خال من التعبير، يصعب تخمين ما يدور في ذهنه.…كان سهيل واقفا عند الباب.وصل والدا جميلة مسرعين، وما إن رأوا الفوضى العارمة في الفيلا حتى صاحت السيدة مريم بصوت حاد: "ما الذي حدث هنا! من الذي تجرأ على تدمير منزل رئيس مجموعة عائلة عباس؟"غطت جميلة وجهها وقالت: "ورد هي من فعلت ذلك."هدأت حدة مريم فجأة، لكنها سرعان ما ضحكت بسخرية وقالت:"لن تدوم غطرستها طويلا! عندما يطلقها سهيل، تلك اليتيمة التي لا سند لها، ألن تصبح بين أيدينا نفعل بها ما نشاء؟"زوجها صلاح ما زال يحتفظ ببعض الضمير، فعقد حاجبيه وقال: "كف عن هذه الكلمات القاسية، فهي في النهاية زوجة سهيل الشرعية!"لم ترض السيدة مريم: "أي زواج شرعي؟ أقول لك إنهما مجرد زوجين صوريين، ولولا ما حدث في الماضي..."قاطعها صلاح بصوت صارم.فتوقفت عن الكلام.ثم نادت على الخادمة وأحضرت كيس ثلج لتضعه بنفسها على وجه جميلة، وقالت: "انظروا كيف تم التنكيل بجميلتي! ألا تفكر في حل؟ ألم تكن تعرف السيدة بسمة من مجموعة الجسر سابقا؟ تحدث إليها، إن أقنعنا السيد ياسر بالتعاون بسبب جميلة، فستضمن مكانتها في عائلة عباس!"جميلة نظرت إلى والدها
Read more

الفصل 0022

لم ترغب ورد في مواجهته، فتذرعت بالذهاب إلى الحمام.أسندت ظهرها إلى الجدار، وراحت تحدق في الفراغ بهدوء، تنتظر أن يغادر سهيل من تلقاء نفسه.بعد حوالي عشر دقائق، انفتح باب الحمام بصرير خفيف، وانسكب شعاع من الضوء الأبيض عبر شق الباب، ثم دخل سهيل متلمسا طريقه من الخارج.في هذا المكان المظلم، لم يكن فيه سوى الزوجين.لم تنظر إليه ورد، ورفضت التواصل معه.اقترب سهيل منها، وظلله جسده الطويل، ثم مد يده ولمس وجهها بلطف، وقال بصوت أجش حنون: "هل لا زلت تشعرين بالألم؟"أدارت ورد وجهها بقوة بعيدا عنه.كانت تكره لمسته، وأظهرت ذلك بوضوح.لكن سهيل لم يكن من النوع الذي يصرف بسهولة، فقد حاصرها بجسده، وأمسك بذقنها بلطف، وراح يلامس وجهها بعناية، كانت نظراته مليئة بالاهتمام، لكنها بدت في نظر ورد سخرية جارحة.أرادت ورد إبعاد يده، لكنه أمسك بها.قبض على معصمها النحيل بصمت، وعيناه العميقتان تتفحصانها بثبات.في ذاكرة ورد، لم ينظر إليها سهيل يوما بتلك النظرة العميقة، ولكن الآن، ما معنى ذلك؟قالت ورد بصوت مكسور: "دعني!"أخرج سهيل من جيبه أنبوب مرهم، وضغط القليل منه، ثم بدأ يضعه بعناية على وجه ورد.لم يكن أمام ورد س
Read more

الفصل 0023

عادت ورد من المستشفى إلى المنزل، وتبعها سهيل مباشرة.أوقفت ورد سيارتها، فرأت سهيل واقفا خارج السيارة، كانت سيارته قد توقفت مسبقا تحت شجرة البولونيا.وحين نزلت ورد من السيارة، اعترض سهيل طريقها: "دعينا نتحدث."تجاوزته ورد واتجهت نحو مدخل المصعد: "سهيل، لا يوجد بيننا ما يستحق الحديث، نلتقي في المحكمة."صعدت إلى الأعلى، وتبعها هو...لكنها لم تسمح له بالدخول.بعد أن دخلت، أسندت ظهرها إلى الباب: سهيل كان كل شبابها، وتركه أشبه بانتزاع جزء من قلبها، فقد كان الأمر مؤلما جدا...أخذت ورد بعض الوقت لتستجمع مشاعرها، ثم ذهبت لتأخذ رداء الحمام لتستحم وتستريح، أما إذا كان سهيل قد غادر أم لا، فلم تعد تهتم بذلك—الليل أخذ يزداد عمقا.أضواء النوافذ تطفأ واحدة تلو الأخرى.في الطابق الأول، داخل السيارة السوداء، كان هناك ضوء خافت، ورجل يرتدي ملابس سوداء يجلس مستقيما داخلها، رغم خلو وجهه من التعبيرات، إلا أن هيبته كانت واضحة.كان سهيل يتصفح هاتفه، ينظر إلى ألبوم الصور، صور ورد.ورد في الصور كانت تبتسم بابتسامة رقيقة آسرة.لم ير سهيل ورد تبتسم منذ زمن طويل، مع أنهما قريبان للغاية، واحد في الطابق العلوي والآخ
Read more

الفصل 0024

بعد أسبوع، حصلت ورد على المحل التجاري.نظرا لأن الموقع والسعر كانا ممتازين، وقعت ورد عقدا لمدة خمس سنوات، وكتبت مجموعة من الشيكات وسلمتها لمالك العقار.الظروف الاقتصادية الآن ليست جيدة، لذا فإن عقدا لخمس سنوات أسعد الطرف الآخر كثيرا.غادر المالك أولا لأمر طارئ، وجلست ورد تكمل ما تبقى من قهوتها، وهو من عاداتها التي اكتسبتها على مر السنين.فجأة، دوى في أذنها صوت ناعم: "يا أختي ورد."تجمدت ورد في مكانها—كانت لينة منير، شقيقة سليمان.لا تزال لينة تدرس في الجامعة، وعلاقتها بورد لم تكن وثيقة في العادة، لكنها اليوم بدت شديدة الحماسة، وركضت لتعانق ذراع ورد وتتحدث معها بود مبالغ فيه.كانت الفتاة الصغيرة مرحة وحلوة، وحتى ورد ذات الطبع البارد شعرت ببعض المودة نحوها، فطلبت من النادل أن يحضر حصتين من الحلويات الصغيرة للينة.وبعد قليل، أحضر النادل الحلويات.راحت لينة تتناولها بابتسامة ممتعة. وبعد أن أنهت حصتها، تذكرت فجأة ما جاءت من أجله: "غدا عيد ميلاد أخي، سيكون هناك تجمع، تعالي وشاركي معنا."عيد ميلاد سليمان؟رفضت ورد بلطف دون تفكير: "ربما لن أجد الوقت."أجابت لينة وهي مطمئنة: "لا تقلقي! سهيل با
Read more

الفصل 0025

[زوجة سهيل تحتفل بعيد ميلاد رجل آخر خلف ظهره.][وسهيل يمسك بها متلبسة.][لكن سهيل لا يحب ورد، فربما لن يثير ذلك شيئا.]…كان سهيل مستندا إلى أريكة في الزاوية، بثيابه السوداء مندمجا مع الظلام.ومع أنه في هذا الجو، فإن هالته المهيبة ظلت واضحة، كأن لا شيء من دنس الدنيا يمسه، أشبه بإله متعال متجمد المشاعر.كانت عينا سهيل الداكنتان تحدقان نحو ورد عند الباب.من الواضح أن ورد قد تأنقت لهذا اليوم——فستان حريري بلون الرماد المزرق، مشدود على خصرها النحيل، على رقبتها عقد طويل من لؤلؤ أبيض، وأقراط ألماسية متدلية تزين أذنيها، وحقيبة يد وساعة من نفس اللون.بدت أنيقة، ومفعمة بأنوثة فاتنة.لا أحد يعلم متى بدأت ورد بالتغير.لقد أصبحت أكثر أنوثة، حركاتها وتفاصيلها كلها تسحر الرجال، بمن فيهم سهيل. لكن سهيل ظن أن كل ذلك لا علاقة له بالحب، بل هو مجرد هرمونات.وما إن تشبع تلك الرغبة الجسدية، حتى ستتلاشى مشاعره تجاهها.عاد ينظر إلى يد ورد، كانت تمسك بصندوق صغير وأنيق، من الواضح أنه هدية عيد ميلاد لسليمان...اتضح أنها كانت تشتري شيئا لسليمان.وليس له، ليس لسهيل!الفرحة الصغيرة التي شعر بها بعد مصادفتها بالأمس
Read more

الفصل 0026

في الزاوية، مال سهيل بجسده وأطفأ عقب السيجارة المتبقي.كان جانب وجهه مثاليا، وأصابعه طويلة، وحركته البسيطة تكفي لأن تكون لوحة أنيقة، ثم نهض واقترب بخطوات ثابتة، واضعا كفه برفق على كتف ورد: "ورد، عودي معي إلى البيت."ساد الصمت في أرجاء الجناح.لم يتوقع أحد أن سهيل لا يحتمل المزاح، ألم يكن لا يبالي بورد؟ثم إن سليمان كان يعرف حدوده، لم يقل سوى كلمتين مبهمتين، لم يكن الأمر وكأنه سرق قلب سهيل، فلماذا كان رد فعله بهذا الحجم؟حتى من كانت في الماضي، لم يحفظها بهذه الطريقة.يبدو أن وجود عقد الزواج يغير كل شيء!الجميع ظنوا أنه ما دام سهيل قد تنازل هكذا، فستذعن ورد وتعود معه، وتكرس نفسها لواجبات سيدة عباس، وتتغاضى بحكمة عن كل أخباره العاطفية خارج البيت.لكن لم يتوقع أحد أن ورد سترفض الخضوع له.أزاحت كفه بلطف، وقالت بصوت رقيق: "اليوم عيد ميلاد صديقي، ولم أستمتع بعد، إن كنت تريد المغادرة، فلتذهب وحدك."خيم العمق في عيني سهيل السوداوين.ازداد الصمت ثقلا، فقد عرف الجميع أن هذه كانت علامة غضبه.ورغم أن الحاضرين كلهم أصدقاء طفولة، إلا أن مكانة سهيل تبقى مختلفة. مجموعة عائلة عباس تتفرد في مدينة عاصمة،
Read more

الفصل 0027

في ذلك اليوم، ولأول مرة، رغب سليمان في عناق امرأة.——ليس بدافع شهوة.بل فقط ليحتويها، ويمسح دموعها، ويقبل شفتيها المرتجفتين.وفي خضم الصمت، عاد سليمان يسأل: "لماذا تريدين الطلاق؟"عند الباب، استدار سهيل ممسكا بورد، نظر إلى صديقه القديم ببرود، وصوته قاس لأقصى حد: "سليمان، هل تعرف ما الذي تفعله؟ إن لم تكن في وعيك، فاذهب إلى المستشفى لتستعيد عقلك."وقف سليمان ببطء—"أنا في كامل وعيي! دائما كنت في وعيي.""وأنت، هل أنت في وعيك يا سهيل؟ لو كنت كذلك، لأدركت أن ورد لم تعد تحبك. تستطيع أن تحبسها عاما أو عامين، لكنك لن تقدر أن تحبسها عمرها كله."…قهقه سهيل بسخرية باردة: "إنها لا تزال زوجتي الآن."ولم يرد سليمان.سحبت لينة كم أخيها بحذر، وسألته بخوف: "أخي، هل أنت تحب الأخت ورد؟"أجاب سليمان بهدوء: "نعم."وفي اللحظة التالية، سقط الكوب من يد لينة وتحطم.…داخل المصعد الضيق، لم يكن هناك سوى سهيل وورد.سحبت ورد يدها من قبضته، وقالت ببرود: "لم يعد هناك أحد غيرنا، سهيل، لم تعد بحاجة لتمثيل مسرحية الزوجين المحبين."وفي اللحظة التالية، ضغطها بقوة على جدار المصعد البارد.بدأ زوجها المستقبلي السابق يلمسها
Read more

الفصل 0028

قاد سهيل ورد ومرر بطاقته ليفتح باب جناح الفندق.كانت هذه المرة الأولى التي يقيمان فيها في فندق.لم تشعل الأضواء بالداخل، فأصبحت كل الحواس أكثر حدة، وبينما لم تستفق ورد بعد، ضغطها على الباب الصلب، وأجبرها على تقبيله.كان جسده يفوح بعطر خفيف لما بعد الحلاقة، مع رائحة تبغ طازجة، وكلها تسللت عبر قبلاته العنيفة إلى أوصالها، حتى ارتجفت ساقاها ولم تعد قادرة على الوقوف بثبات...تعثرا سويا حتى وصلا أمام الأريكة، فخلع سهيل معطفه، وتبعه خلع ورد لجواربها الحريرية، فاستقرت ساقاها النحيلتان على قماش بدلته السوداء، ترتعشان برقة يصعب احتمالها.وهو يمسح على وجهها، استجوبها: "قولي، ألا تحبين سليمان؟"كيف لها أن تعترف؟هي لم تحمل تجاه سليمان أي مشاعر من ذلك النوع، لكنها لم ترغب في تبرير نفسها أمام سهيل، وهو نفسه الذي كان يخفي علاقاته في الخارج، فلماذا تشرح له اتهامات لا أساس لها، وهي أصلا تنوي الطلاق منه.قررت أن تغيظه عمدا.فمدت يدها تقلد حركته، تمسح على وجهه الوسيم النحيل، وهمست بصوت مبحوح: "ومن يدري، ربما أحببته فعلا."رمقها سهيل بنظرة مسمومة تكاد تفتك بها.ثم رفعها بين ذراعيه.وكان الفارق في القوة بي
Read more

الفصل 0029

…كانت ورد تدرك ذلك جيدا.لذلك، لم ترفض مباشرة، فمن ذا الذي يرفض المال؟لكنها لم تكن ساذجة، فأسهم سهيل بالتأكيد لم تكن تمنح بلا مقابل، وأمواله ليست سهلة المنال، فابتسمت بخفة: "ما الواجبات التي علي أن أقوم بها؟"نظر إليها سهيل وقال بوضوح وصراحة: "عليك التعاون في مشروع الجسر، وأن تتعاوني معي في الفراش.""سهيل!""لدي احتياجات رجل طبيعية."لم توافق ورد مباشرة، بل أجابت بهدوء: "سأفكر في الأمر."أخرج سهيل من جيبه ملفا وسلمه إليها: "هذا اتفاق، يمكنك عرضه على محام إن أردت. وإن كان لديك شروط أخرى، يمكننا التفاوض.""ورد، قد لا يكون بيننا حب، لكننا على الأقل عائلة.""فكري جيدا."…وافقت ورد على التفكير، لكنها أصرت على المغادرة، وقالت إنها لن تبقى لقضاء الليل.ولم يحاول سهيل منعها.فهو كان لديه عمل آخر هذه الليلة.وحين نزلت ورد، كان الليل قد انتصف، وأضواء النيون في المدينة انطفأت معظمها، ولم يبق سوى بضع نقاط من النجوم، وعندما فتحت باب سيارتها، رأت بمحض الصدفة مشهدا غير متوقع.رجل وامرأة يتشاجران، والمرأة تمسك بالرجل محاولة منعه من الرحيل.تعرفت ورد عليهما—سلام وحبيبته زهرة، زهرة التي تشغل منصب مد
Read more

الفصل 0030

بعد مغادرة ورد، ذهب سهيل إلى مكان ما.سطح برج النجوم.كانت الرياح الليلية تعصف، ترفع معطفي الرجلين الأسودين، كنسور الليل تنشر أجنحتها للصيد، وهيبتهما متكافئة.أشعل سهيل سيجارة في مواجهة الريح، وعمق شفتيه في سحب الدخان، فبدت ملامحه النحيلة أكثر حدة وعمقا.وبعد أن دخن نصف السيجارة، التفت نحو سليمان، صوته صارم——"ألغ التعاون.""أما قضية الطلاق بيني وبين ورد، فلن ترفع مؤقتا. وإن كان هناك حاجة مستقبلا، فسيتولاها غيرك..."…سليمان: "لماذا؟"رمى سهيل ما تبقى من السيجارة البيضاء على الأرض، وسحقها بحذائه الجلدي الفاخر، صوته ازداد قسوة وبرودا: "سليمان، تسألني لماذا؟"وفي اللحظة التالية، وجه سهيل لكمة قوية إلى فك سليمان.تلقى سليمان الضربة مباشرة.وقف سهيل ثابتا، ونظراته مثلجة: "لأن ورد زوجتي، سليمان، لم تنس ذلك، أليس كذلك؟""زوجتك؟"مسح سليمان زاوية فمه، حيث سال الدم بخفة.لم تكن تلك الدماء تهمه، بل ضحك وهو يحدق باللون الأحمر القاني: "سهيل، ما دمت تعلم أن ورد زوجتك، فأين كنت من قبل؟ جميلة وحدها جعلت ورد تنهار حتى هذا الحد، وإن عرفت الحقيقة، تظن أنها ستبقى بجانبك؟""احلم بذلك!""سهيل، لا تظن أن ا
Read more
PREV
123456
...
10
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status