All Chapters of بعد رحيلي شابَ شعره في ليلة: Chapter 31 - Chapter 40

100 Chapters

الفصل 0031

كانت ورد ممتنة للغاية لسيدة بسمة.وبينما كانت في حيرة من أمرها، رن الهاتف في قصر عائلة عباس، حيث دعا شيخ عباس ورد إلى الحضور للحديث معه.وكان المتصل ناصر، إذ إن عائلة عباس معروفة بانضباطها الصارم في الآداب، وبما أن ورد تعد في هذه اللحظة ضيفة شيخ عباس، فقد كان ناصر، وهو والد زوجها، يتحدث معها بكل تهذيب واحترام.قال ناصر: "بغض النظر عن حالك مع سهيل، أعطي جدك وجها من فضلك! فهو لطالما أحبك كثيرا."وافقت ورد.…حل أول الشتاء، معلنا قدومه.وكانت حديقة عائلة عباس على مدار العام مفعمة بالبهجة والجمال.أوقفت ورد سيارتها، وما إن نزلت حتى رأت ناصر، وقد جاء بنفسه ليأخذها إلى شيخ عباس، مما دل على مدى الاهتمام.وعلى طول الطريق، تبادل ناصر معها بعض الأحاديث البسيطة، دون أن يذكر سهيل بكلمة.وكذلك فعلت ورد.وحين وصلا إلى مكتب شيخ عباس، تقدم سكرتير ناصر، وهمس له ببضع كلمات. وبينما كانا يتحدثان، أخذت ورد تتأمل ملامح السكرتير، وبعد أن غادر، التفتت إلى ناصر وقالت: "سكرتير أبي، أشعر أن ملامحه مألوفة لدي."ظهر على وجه ناصر شيء من التردد.وبعد لحظة دفع الباب الصغير وقال لورد: "الشيخ بانتظارك."لم تطل ورد التف
Read more

الفصل 0032

حاولت ورد أن تتملص قليلا: "ما زلت لم أقرر بعد."فقال سهيل: "فلتفكري الآن إذن."فأجابته ورد ببرود: "أهو تهديد أم إغراء؟ سهيل، لا تعاملني كالغبية."وقبل أن يرد سهيل، جاء صوت شيخ عباس من الداخل: "إذا أردتما إظهار محبتكما، فاذهبا بعيدا قليلا، لا تستفزاني أنا العجوز الوحيد."ساد صمت طويل…خفض سهيل رأسه ينظر إلى ورد، ثم أمسك بيدها واقتادها نحو سيارته: "سآخذك لرؤية العم عمر."وحين صعدت السيارة، اكتشفت ورد أنها تلك السيارة السوداء. السيارة التي قادتها مع سهيل في أول عامين من زواجهما، حيث كانا يعتمد أحدهما على الآخر، ولم يكن في حياتهما سواهما، تحمل من الذكريات ما لا ينسى.ابتسمت ورد ابتسامة رقيقة——من أجل الوصول إلى غايته، لم يدخر سهيل وسيلة.أحكمت ورد ربط حزام الأمان وقالت بنبرة خافتة: "لا تظن أن اهتمامك بأمر جدتي سيجعلني أغير قراري."أدار سهيل رأسه ينظر إليها.كان يرتدي قميصا رماديا داكنا وفوقه معطف أسود خفيف، طويل القامة وجميل الملامح، يكفي أن يرتدي ببساطة ليبدو بوسامة ووقار ملكي.وبعد أن أطال النظر، ضغط سهيل على دواسة البنزين: "اطمئني! إنما أفعل ذلك وفاء لبر الجدة."ولم تقل ورد شيئا آخر، فظ
Read more

الفصل 0033

لم تبد ورد أي كبرياء، بل نزلت عن الأريكة الناعمة لتسكب لسهيل كوبا من الماء الفاتر، وجلست على حافة سرير الخيزران وقدمته له، قائلة بهدوء: "لقد نمت ساعتين، والآن أوشكت الساعة أن تصير الرابعة.""هل أنت على عجلة؟ لديك موعد؟"أخذ سهيل الكوب ووضعه على الطاولة الصغيرة بجوار السرير. ثم جذب ورد إلى صدره، ملتصقا بها من خلال طبقة رقيقة من معطف الكشمير.كان جسده صلبا ساخنا، فأنت ورد بضيق: "دعني، أرجوك."لكن بين لينها ودفئها، كيف لسهيل أن يفلتها؟اقترب حتى لامس وجنتها، وصوته بعد الشراب صار أجش يحمل إغراء خاصا: "ألم تفكري بعد في أمرنا؟ هم؟"لم تكن ورد راغبة في الحديث، لكن سهيل ألح كثيرا.ظل يقبلها، وخداه يزدادان احمرارا، وذقنه مرفوع قليلا، يغمره سحر مخملي، فيما كانت يداه تتحسسان خصرها الناعم، يطالبها بأن تعطيه جوابا الآن.خافت ورد حقا أن يتجاوز حدوده.اضطرت لأن تستند إلى كتفه، ملتصقة بجسده.وكانت تعرف في قلبها أنها لن تستطيع رد جميل عمر، فلا مفر لها إلا أن تعود إلى جانب سهيل، لكن فيما بعد، سيكون ما بينها وبينه مجرد مال، بلا حب ولا علاقة زوجية.فقالت بصوت مرتعش خفيض: "أستطيع أن أتعاون معك في مشروع الج
Read more

الفصل 0034

في الساعة الثامنة مساء، عادت ورد مع سهيل إلى الفيلا في تلال الرفاهية.مرت أيام عديدة، فتغير الناس وبقيت الأشياء.كان خدم الفيلا لطالما يحبون ورد، وحين علموا بعودة السيدة، اصطفوا عند المدخل لاستقبالها بفرح غامر——[سيدتي ورد لقد عدت!][تهانينا للسيد ياسر والسيدة ورد بعودتهما معا.][هل يتناول السيد ياسر والسيدة ورد العشاء معا؟ فالمطبخ قد أعد كل شيء.]…ابتسمت ورد ابتسامة باهتة، لكن التعب بان على محياها.ضم سهيل زوجته بخفة، متقمصا دور الزوج الحنون، ثم أمر الخدم: "لتسترح قليلا أولا، وبعد ساعة نقدم العشاء."ولما تفرق الخدم، خفض سهيل رأسه ينظر إليها، وقال برفق: "لقد تعبت طوال اليوم، ما رأيك أن تستحمي أولا؟"أومأت ورد برأسها، وبقيت نبرتها باردة.مع أن سهيل لم يكن حسن المزاج عادة، إلا أنه في هذه الليلة كبح طباعه بصمت.…في الطابق الثاني، غرفة النوم الرئيسية.تأملت ورد ما حولها.كل ما حطمته في السابق قد أعيد إصلاحه، ووضعت صورة زفاف جديدة عند رأس السرير، لا تزال ورد فيها تبتسم بجمال فاتن.وحدها تلك اللوحة الزيتية لم يمكن استعادتها، فغطي مكانها بلوحة جديدة.أطالت ورد النظر صامتة.انسابت أناملها عل
Read more

الفصل 0035

لقد مر زمن طويل منذ أن بادرت ورد بعناقه.خفض الرجل جفونه، فسقطت رموشه الطويلة الكثيفة على وجنتيه النحيلتين، مرتجفة بخفة، تحمل معنى رجوليا لا يوصف.بعد نصف ساعة، توقفت سيارة سهيل أمام برج سكني فاخر.فجميلة في النهاية تركت تلك الفيلا، وأسكنت في هذه الشقة ذات المائتين وستين مترا مربعا. كانت تقضي أيامها بلا عمل، لا تفعل سوى تسجيل حضور في مجموعة عائلة عباس، ثم تمضي وقتها في التجميل والتسوق، حياة عشيقة نموذجية لامرأة يملكها المال.وكانت سكرتيرة ياسمين بانتظارهم منذ وقت.وما إن توقفت سيارة سهيل، حتى سارعت لفتح الباب له، فنزل الرجل عابسا قليلا: "ما الذي تثيره مجددا؟"ابتسمت سكرتيرة ياسمين بأسى: "يا سيد سهيل بما أنك لا تجيب على اتصالاتها، فهي تمتنع عن الطعام والشراب وتكسر الأشياء، حتى السيد صلاح وزوجته لم يتمكنا من تهدئتها."توقف سهيل قليلا: "ألم يجد الطبيب حلا؟ ماذا عن الحقن المغذية؟ أو الإطعام القسري؟"ارتاب قلب سكرتيرة ياسمين——فبعد سنوات من عملها مع سهيل، ما زالت لا تفهم: ما الذي يراه في جميلة؟لم يكن يبدو عليه أنه يحبها حقا،لكن لماذا يظل يرفق بها؟لكنها تتقاضى راتبها، فأي جرأة لها على كثر
Read more

الفصل 0036

منتصف الليل.عاد سهيل إلى تلال الرفاهية، وبعد أن توقفت السيارة، رفع رأسه ينظر نحو الطابق الثاني، جهة غرفة النوم الرئيسية.كانت الأضواء قد انطفأت.حدق سهيل في تلك العتمة، ثم مد يده يفك حزام الأمان، وغادر السيارة.تقدم خادم الحراسة الليلي باستغراب: "لقد عدت يا سيد سهيل؟ سيدة ورد قد نامت للتو، هل ترغب أن أعد لك عشاء خفيفا؟"قال سهيل ببرود: "حضر لي وعاء من المعكرونة بالخضار."فرح الخادم لعودة السيد، إذ ظن أن ذلك من أجل سعادة ورد، فسارع إلى المطبخ مسرورا.خلع سهيل معطفه ورماه فوق ظهر الأريكة، وبينما ينتظر عشاءه تناول هاتفه ليعالج بعض الأعمال البسيطة، لكن بعد قليل وجد نفسه يتصفح ألبوم الصور.ولما جاء الخادم يحمل المعكرونة، لم يستطع منع نفسه من إلقاء نظرة على الشاشة، فابتسم قائلا: "سيدة ورد أصبحت أجمل من ذي قبل."ابتسم سهيل: "حقا؟"وكان الخادم على وشك أن يثني بكلمات أكثر، لكن هاتف سهيل رن فجأة، وحين رأى المتصل أنها جميلة، عقد حاجبيه وأجاب ببرود: "قلت لك، إن لم يكن هناك أمر ضروري فلا تتصلي بي."فأجابت جميلة وكأنها لم تفهم: "أأنت خائف من أن تغضبها؟ أليس كذلك؟"فأغلق سهيل الخط مباشرة.وفجأة، فقد
Read more

الفصل 0037

…في الحمام، رشت ورد وجهها بالماء البارد، لتطفئ حرارة جسدها المشتعلة.ثم حدقت في المرآة مذهولة.المرأة في المرآة بدت غريبة تماما، شعرها الأسود مبعثر، بشرتها بيضاء كالثلج، وشفاهها محمرة قليلا من كثرة قبل الرجل…رفعت ورد يدها تلمس خدها بلطف: أهذه هي حقا؟ومنذ عودتها إلى تلال الرفاهية، لم يكن العيش بهذا السوء.فقد حصلت على الخمسين مليون دولار التي وعدها بها سهيل، إضافة إلى خمسة بالمئة من أسهم مجموعة عائلة عباس، وقد أثار قرار سهيل هذا ضجة كبرى داخل عائلة عباس، حتى ناصر وزوجته لم يستطيعا استيعابه.لكن سهيل هو الذي تحمل كل الضغوط.وكان يعاملها بلطف، بل بلطف مبالغ فيه، ولم يسع للاستحواذ عليها بعجلة، ربما ليمنحها وقتا لتتأقلم.كان يتصل كثيرا ليشاركها العشاء، وأحيانا يخل بوعده.ولم تسأله ورد إلى أين يذهب، ولا مع من، تماما كما اتفقا سابقا، فهي عادت من أجل المال والطبيب، لا من أجل حب أو غرام.أما خطة جراحة جدتها، فقد تحددت تقريبا.وأما عملها، فلم تهمله، بل ظلت تديره بانضباط.…بعد أسبوع، كان يوم الحفل الذي يقيمه سيد ياسر.وبسبب اجتماع مهم، كلف سهيل سكرتيرة ياسمين بأن تصطحب فريق التصميم إلى تلال ا
Read more

الفصل 0038

أبدت سكرتيرة ياسمين حسن الفطنة، فأخذت فريق التجميل وغادرت.وباتت الغرفة الواسعة خالية إلا من سهيل وورد. أدار الرجل زوجته نحوه، وبسط كفه على خدها، يلامسه ببطء شديد، وكأنه لأول مرة يتأمل ملامح زوجته بعمق."ألست تشعرين بالبرد في هذا الفستان؟"وقد غاصت عيناه السوداوان العميقتان في النظر إليها، مليئتين بفتنة الرجال وسحرهم.ابتسمت ورد بهدوء: "حين أخرج سأرتدي معطفا."لكنه ظل يحاصرها بين ذراعيه، وراح يتحسس خصرها من فوق الفستان.لقد بدت ورد الليلة جميلة بشكل مفرط، حتى أنه لم يرد أن يتركها لترى من الآخرين، خصوصا الرجال.لقد مضى أسبوع منذ عودتها،ولم يحدث بينهما اقتراب حقيقي، وكان سهيل قد حرم طويلا، فاشتدت رغبته في هذه اللحظة.لكن ورد لم ترغب، فأغمضت عينيها هامسة: "ستفسد الفستان."وظهر على سهيل شيء من الفتور.أمسك بمعصمها، ودفعها نحو المرآة الباردة، يقبلها بسطوة.وفي البداية، حاولت ورد المقاومة، لكن سهيل كان عنيدا شديدا، فسرعان ما خضعت له، تتشبث بأصابعه البيضاء الرقيقة بقميصه عند كتفيه، وترفع وجهها لتتلقى قبلة طويلة عميقة.وفي اللحظة التي تشتت فيها أفكار ورد قليلا، انزلق شيء بارد ليطوق طرف إصبعها
Read more

الفصل 0039

حاولت جميلة أن تتقدم، لكن سيدة مريم أمسكت بها.فهمست سيدة مريم محذرة: "هذا ليس مكانا لتتنافسي فيه على الغيرة. يا جميلة، عليك أن تفرقي بين المواقف."تجمدت جميلة، وعيناها تلمعان بالدموع.كانت تتوق لرحمة سهيل، لكنه لم يلق عليها نظرة، بل أمسك بيد زوجته وتبادل التحية مع سيد ياسر وسيدة بسمة: "السيد ياسر، السيدة بسمة."كان سيد ياسر في الخمسين من عمره، أنيقا ووقورا: "سهيل، إنك محظوظ حقا."جمال الزوجة، مجد الزوج.حتى سهيل نفسه، لم يستطع إلا أن ينظر إلى زوجته بابتسامة خفيفة.أمسكت سيدة بسمة بيد ورد بود قائلة: "سمعت منذ مدة عن عودتكما لبعضكما، وفرحت كثيرا لأجلك، لكني لم أشأ أن أزعجكما."فضحك سيد ياسر وهو يعانق زوجته بحنان: "إنهما كالعروسين بعد غياب قصير، فلا تتدخلي كثيرا."ولأنه كان يحب زوجته، فقد كان انطباعه عن ورد حسنا، حتى إنه من أجل إرضاء سيدة بسمة قال دون تفكير: "يا لها من مصادفة جميلة أن تجدي يا سيدة بسمة هذا الانسجام مع سيدة ورد، وحين أتأمل جيدا أرى أن بينك وبين ورد شبها في الملامح! ما رأيك يا سهيل، أليس كذلك؟"وكيف لسهيل أن يهتم بمقارنة ملامح النساء؟لكنه أتقن مجاملات رجال الأعمال، فأجاب
Read more

الفصل 0040

حين دخلت ورد، ارتبك صلاح وسيدة بسمة.وفي هذا الموقف، كان بوسع أي شخص أن يخمن أن بينهما عطفيا ماضيا مشتركا.كانت نسائم الليل لاهبة.هبت الريح، فرفرفت أطراف شعر صلاح، وحركت ثوب سيدة بسمة الفاخر، حتى لامس بلطف ذراع ورد، وكان نسيج حرير ديدان القز رقيقا ناعما…وبعد لحظة صمت، قالت سيدة بسمة بصوت جاف: "أشعر ببعض التعب، ورد، هل تساعدينني لأستريح في الداخل؟"ابتسمت ورد برفق: "لقد جئت من أجل ذلك بالذات! فأنا دائما مشغولة البال بصحتك."فاطمأن قلب سيدة بسمة، وربتت على ظهر يد ورد: "بوجودك أشعر براحة أكبر."ابتسمت ورد ابتسامة خفيفة، وساعدت سيدة بسمة على الانصراف.ومن خلفهما، ظل صلاح يراقب حبيبته السابقة وهي تبتعد، فاجتاحه الحزن عند فكرة أن مثل هذه الفرصة للحوار قد لا تتكرر، فانفلتت منه الكلمات: "ما يستطيع أن يقدمه لك، أستطيع أنا أيضا."وما إن قالها حتى شعر بالندم.فتوقفت سيدة بسمة قليلا، وأطرقت مبتسمة بسخرية: "وهل ستمنحني ذلك بلسانك فقط؟"سعلت ورد بخفة من جانبها.وأحس صلاح بوجهه يحترق خجلا من توبيخ حبيبته السابقة، خصوصا أمام زوجة سهيل، فازداد الموقف عليه حرجا…لكن مشاعره لم تكن ضمن ما يشغل بال سيدة
Read more
PREV
123456
...
10
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status