في تلك الليلة، كانت المرة الثانية التي تسمع فيها ورد هذه الكلمات، فاختلطت مشاعرها للحظة.وما إن همت بالكلام، حتى دوى وقع خطوات في الدرج، لتظهر هيئة سهيل أمام عينيها.وبلمح البصر، وصل سهيل إلى جوار ورد.وكأن معركة تلك الليلة لم تحدث أصلا، نظر الرجل إلى زوجته وصديق طفولته، وسأل بابتسامة لطيفة: "عماذا كنتما تتحدثان، أنت وسليمان؟"فأجابت ورد ببرود: "مجرد بضع كلمات عابرة."ظل سهيل يحدق فيها، كأنه يبحث في وجهها عن شيء، ثم ابتسم بخفة: "إذن فلنؤجل اللقاء ليوم آخر! لقد تأخر الوقت، وحان وقت عودتنا."وقبل أن تستوعب ورد ما يحدث، كان سهيل قد قبض على كفها، وفي قبضته شيء من السطوة الرجولية.وتحت الأضواء المتلألئة، بدا وجه سليمان قاسيا باردا.ارتسمت على شفتي سهيل ابتسامة ساخرة، وهو يعبر بزوجته إلى جوار سليمان. ولدى مروره بجانبه، لاحظ أن يد سليمان التي في جيبه تحركت قليلا، وكأنها تهم بأن تمسك بورد، بزوجته——فتوقف سهيل فجأة، وقال بلهجة جافة: "أكثر ما أمقته أن يطمع أحد بما أملكه! سليمان، أنت أكثر من يعرف ذلك."فالتقت عينا سليمان بعينيه، وبدا وجهه بنفس البرود: "حقا؟ سهيل، إنما خفت أن تعجز وحدك."رد سهيل:
Read more