All Chapters of بعد رحيلي شابَ شعره في ليلة: Chapter 41 - Chapter 50

100 Chapters

الفصل 0041

في تلك الليلة، كانت المرة الثانية التي تسمع فيها ورد هذه الكلمات، فاختلطت مشاعرها للحظة.وما إن همت بالكلام، حتى دوى وقع خطوات في الدرج، لتظهر هيئة سهيل أمام عينيها.وبلمح البصر، وصل سهيل إلى جوار ورد.وكأن معركة تلك الليلة لم تحدث أصلا، نظر الرجل إلى زوجته وصديق طفولته، وسأل بابتسامة لطيفة: "عماذا كنتما تتحدثان، أنت وسليمان؟"فأجابت ورد ببرود: "مجرد بضع كلمات عابرة."ظل سهيل يحدق فيها، كأنه يبحث في وجهها عن شيء، ثم ابتسم بخفة: "إذن فلنؤجل اللقاء ليوم آخر! لقد تأخر الوقت، وحان وقت عودتنا."وقبل أن تستوعب ورد ما يحدث، كان سهيل قد قبض على كفها، وفي قبضته شيء من السطوة الرجولية.وتحت الأضواء المتلألئة، بدا وجه سليمان قاسيا باردا.ارتسمت على شفتي سهيل ابتسامة ساخرة، وهو يعبر بزوجته إلى جوار سليمان. ولدى مروره بجانبه، لاحظ أن يد سليمان التي في جيبه تحركت قليلا، وكأنها تهم بأن تمسك بورد، بزوجته——فتوقف سهيل فجأة، وقال بلهجة جافة: "أكثر ما أمقته أن يطمع أحد بما أملكه! سليمان، أنت أكثر من يعرف ذلك."فالتقت عينا سليمان بعينيه، وبدا وجهه بنفس البرود: "حقا؟ سهيل، إنما خفت أن تعجز وحدك."رد سهيل:
Read more

الفصل 0042

على غير المتوقع، توقف سهيل.خفض رأسه ينظر إلى ورد بين ذراعيه، وحنجرته ترتجف بشدة، كاشفة عن صبره العسير في تلك اللحظة…وبعد برهة، نهض عنها، كأنه قد عفا وتركها.وقال سهيل ببرود: "اذهبي واغتسلي."وحين نهضت ورد، أحست أن ساقيها ترتجفان، وحين ترنحت نحو الحمام، أفزعها وجه المرأة في المرآة، فقد كان شديد الاضطراب والفوضى.أما في غرفة النوم، فاستلقى سهيل إلى الجانب…وبعد أن التقط أنفاسه قليلا، أخرج علبة سجائر من درج المنضدة، وهز منها واحدة بين شفتيه، لكنه في النهاية مشى إلى النافذة الزجاجية الكبيرة في غرفة المعيشة، فتح شقا منها، وظل واقفا يدخن ببطء.انعكست الأضواء الصفراء الخافتة على وجه سهيل، فتركت جانبا مضيئا وجانبا تغطيه ظلال دقيقة من رموشه الطويلة، فتضفي على ملامحه النحيلة جمالا لا يوصف…كانت أصابعه ترتجف قليلا، يرفعها ويخفضها، فيما ارتفعت خيوط الدخان الأزرق الخفيف ببطء، قبل.فغشت وجه سهيل سحابة ضبابية.وظل ينظر إلى سواد الليل الكثيف، وقلبه مضطرب لا يهدأ.فمع أن الحماس كله كان من سليمان، إلا أنه فقد السيطرة على نفسه، وكأنه زوج غيور، يتمنى أن يحبس زوجته في البيت فلا يراها أي رجل آخر!كان سهيل
Read more

الفصل 0043

تمدد سهيل على السرير، وعيناه غائرتان غامرتان.ثم نهض هو أيضا، ودخل الحمام حيث كانت ورد تغسل وجهها.ومن خلفها، أحاط خصرها النحيل بذراعيه، وأسند ذقنه على كتفها، وصوته منخفض مبحوح: "لنؤجل الأمر لعامين، حين أبلغ الثلاثين، نفكر عندها بإنجاب طفل. أليست رغبتك منذ زمن أن تتابعي عملك الخاص؟"رفعت ورد عينيها، لترى في المرآة وجه سهيل الوسيم، كأنها تراه لأول مرة.وبعد صمت قصير، ابتسمت بفتور: "سهيل، أي لعبة جديدة هذه؟"وخز قلب سهيل بألم.ولم يجبها، بل حملها بين ذراعيه، حتى بلغ النافذة الكبيرة في غرفة النوم، وأخذ يقبلها بلا توقف تحت نور الصباح…وكانت ستائر النافذة البيضاء تتمايل برفق مع نسمات الهواء.والمرأة، رقيقة كالحرير.…لم ينهضا من السرير إلا قبل الظهر، وكان على ورد أن تزور جدتها.فاليوم، سيضع الطبيب عمر خطة العملية.وبعد ما فعله سهيل ليلة الأمس، بدا اليوم أكثر رقة وحنانا، ففي غرفة الطعام التقط قطعة من سمك بالخل ووضعها في صحن ورد، وعيناه السوداوان عميقتان: "هذا الطبق شهي، تذوقيه."لكن ورد كانت قليلة الشهية، فقال سهيل مجددا: "سأوصلك بعد قليل."ورد: "دع السائق يقلني، طريقك غير مناسب."سهيل: "لدي
Read more

الفصل 0044

أشعل سهيل سيجارة، ثم دخل جناح كبار الشخصيات في المستشفى.وصادف أن كان الطبيب عمر هناك لإجراء الاستشارة.وما إن رآه حتى ابتسم عمر ابتسامة خفيفة وقال: "سهيل، تعال لترى بنفسك. الخطة أنجزت مبدئيا، ولم يبق سوى تحديد يوم العملية."كانت صحة الجدة ضعيفة، وتحتاج إلى بعض النقاهة، فحدد عمر موعد العملية بعد نصف شهر.فتنفست ورد الصعداء.وكان الطبيب عمر قد دعا صديقا قديما، فقام سهيل شخصيا بمرافقته حتى موقف السيارات.وطوال الطريق، لم يكف عمر عن مدح ورد، وقبل رحيله ربت على كتف سهيل قائلا: "أحسن معاملتها، إنها فتاة ممتازة، وأي خسارة لك إن أضعتها."ابتسم سهيل بخفة، وهو يفتح له باب السيارة: "اطمئن يا عم عمر."ضحك عمر وصعد إلى السيارة.وبعد لحظات، انطلقت السيارة اللامعة ببطء، عابرة قرب سهيل.بقي واقفا لحظة، ثم عاد إلى الجناح، حيث كانت ورد تجالس جدتها. وما إن رأته حتى ابتسمت بخفة: "لولاك، لما تمكنت جدتي من إجراء هذه العملية، أشكرك."اقترب سهيل منها، ووضع ذراعه برفق حول كتفها: "نحن زوجان، فلماذا الشكر؟"شعرت ورد أن القرب مبالغ فيه، وحاولت أن تتفلت منه.لكن الجدة التي تراقب الموقف، مع أنها كانت قد نصحت ورد ب
Read more

الفصل 0045

في قاعة الاجتماعات، كان سهيل يترأس اجتماع الصباح، حين دخلت سكرتيرة ياسمين وهي تحمل هاتفها.رفع سهيل بصره إليها بدهشة، ثم أخذ الهاتف منها.ومن الطرف الآخر جاء صوت خادمة المنزل: "يا سيدي سهيل، السيدة ورد مريضة، حرارتها وصلت إلى تسع وثلاثين درجة، أخشى ألا تتحمل."كانت الخادمة قد بالغت بعض الشيء، لكن المعنى لم يخل من الصحة.ولم يكد سهيل يفتح فمه ليرد، حتى لمح كبار التنفيذيين ينظرون إليه، فابتسم بخفة وقال: "ورد مريضة، اتصلت لتدلل وتطلب أن أعود باكرا."تنفيذيو القاعة: …لولا أن الزوجين كانا قد تشاجرا بشدة منذ فترة قريبة، لصدقوا ما قاله فعلا.وبعد أن أنهى عرضه لمشهد الود، أوصى الخادمة بصوت منخفض أن تعتني جيدا بورد، مضيفا أنه سيعود باكرا، وكلامه كله حنان زوج عطوف.وبعد أن أنهى المكالمة، أغلق الخط وأكمل الاجتماع.وأول ما أعلنه، كان استبعاد جميلة من مشروع الجسر؛ لن تحضر بعد الآن أي اجتماع أو نشاط يتعلق به، وبذلك أصبحت على الهامش تماما.فأصيب كبار مجموعة عائلة عباس بصدمة جماعية.بالفعل، ما أدهى السيدة ورد!وطبعا، لم يشرح لهم سهيل السبب.وبانتهاء الاجتماع، عاد مباشرة إلى مكتب الرئيس التنفيذي.ولم
Read more

الفصل 0046

بعد قليل، دفع سهيل باب غرفة النوم الرئيسية.الغرفة هادئة تماما، يعمها عبير أنثوي خفيف، وبداخله رأى ورد مستلقية على السرير، كأنها قد غفت.اقترب سهيل وجثا على ركبتيه بجانب السرير، وأزاح خصلات شعر عن وجهها، ثم مد يده ليلمس جبينها.—— لا يزال فيها بعض الحمى.فتحت ورد عينيها، تحدثه بارتباك وحرارة تلهب رأسها، وصوتها واهن ناعم: "عدت؟"اضطرب قلب سهيل بلا سبب.مسح وجه زوجته برفق، وأجاب بهدوء: "طلبت من الخادمة أن تحضر عصيدة خفيفة، كلي قليلا ثم نامي مجددا، هل تشعرين بالضيق الآن؟"كان لمسه لها أشبه بلمس جرو صغير، فلم تعتد ورد على ذلك.مدت يدها لتجس جبينه: "أنا لست مصابة بحمى!"ابتسم سهيل بغيظ ممزوج بالمرح: "ألست مهتما بك؟ أما كنت تشتكين أنني لست حنونا بما فيه الكفاية؟"استندت ورد إلى ظهر السرير، وملامحها هادئة تماما: "كنت أحتاج ذلك سابقا، أما الآن فليس بالضرورة. سهيل، أنت لست الرجل المثالي لي، وأنا لست الزوجة التي تحلم بها. بعد عامين، نحن محكوم علينا أن نفترق."غاصت نظرات سهيل السوداء العميقة: "تريدين حقا تركي؟"وقبل أن تجيب، طرق باب الغرفة.دخلت الخادمة وهي تحمل صينية، عليها العصيدة والأطباق الخف
Read more

الفصل 0047

مرضت ورد، فكان من المحتم أن تتوقف الحياة الزوجية بينهما.عادت إلى السرير لتستريح.وعند أذنها، جاءها صوت الماء الجاري من الحمام، كان سهيل يستحم، وتلك الأصوات المائية كانت خير معزوفة للنوم، حتى غفت دون أن تشعر.في الحلم، ظل سهيل يطاردها بلا هوادة.وحين استيقظت مجددا، كان الوقت قد بلغ الواحدة بعد منتصف الليل.لم يبق في غرفة النوم سوى مصباح القراءة، بينما كان سهيل متكئا على رأس السرير يطالع ملفا مهما. كان وسيم الملامح للغاية، حتى وهو مرتد رداء أبيض للحمام بدا أجمل بكثير من غيره، حتى ورد لم تستطع إلا أن تطيل النظر إليه مرتين.أزعجت الحركة الطفيفة سهيل، فخفض رأسه ناظرا إليها: "استيقظت؟"هزت ورد رأسها: "كم الساعة الآن؟"وضع سهيل الملف من يده، واستلقى نصف استلقاء ليعانق كتفي زوجته النحيلين، وصوته يحمل شيئا من رقة الرجل: "إنها الواحدة بعد منتصف الليل."لم تعتد ورد على مثل هذه الحميمية، فتذرعت بالذهاب إلى الحمام، هربا من القرب الزوجي.كيف لا يفهم الرجل ما يدور في خاطرها؟فتظاهر سهيل بعدم المعرفة.وعندما عادت إلى السرير، لم تستطع ورد أن تغفو مجددا.ولم تجرؤ على التقلب، خشية إزعاج سهيل، لكنه وقد ش
Read more

الفصل 0048

[زوجتي امرأة طيبة، ويمكن القول إنها سيدة رائعة الجمال.][لكنني لا أحبها.][أنا متأكد من أنني لا أكن لها أي مشاعر حب بين الرجل والمرأة، وما علاقتي بها سوى رغبة في الحصول على وريث شرعي.][لكن يبدو أنني أدمنت هذا النوع من العلاقة بجنون، مع أنني كنت رجلا زاهدا قليل الرغبات.]…شعر سهيل بحيرة شديدة.وبعد لحظات، قال الطبيب بعد تقييمه: "السيد سهيل، عليك أولا أن تحدد إن كنت حقا لا تحب زوجتك. فمشاعر الرجل والمرأة هي الأكثر غموضا، ليست ذاتية محضة ولا موضوعية خالصة."قطب سهيل حاجبيه، رافضا التفكير في هذا الاتجاه، لأنه في شبابه عرف طعم الحب.فهو يعرف تماما ما معنى أن تحب.انتهت الجلسة، فأعاد ترتيب أزرار سترته وخرج من غرفة الاستشارة.كانت سكرتيرة ياسمين بانتظاره عند الباب، وما إن رأته حتى تقدمت قائلة: "السيد سهيل، هل تشعر بعدم الارتياح في الآونة الأخيرة؟"حتى جلس في السيارة، اتكأ على ظهر المقعد وأطلق زفرة طويلة: "بل أشعر بارتياح مبالغ فيه."ارتسمت الدهشة على وجه سكرتيرة ياسمين.لكنها تذكرت فجأة أمرا: "السيدة كريمة من مجموعة عائلة بقار ترغب في دعوتك على عشاء خاص، لبحث التعاون بين المجموعتين. هل ترغب
Read more

الفصل 0049

اقترب سهيل من ورد، وعيناه السوداوان عميقتان: "لماذا أتيت إلى هنا؟"رفعت ورد الحقيبة: "ليس موعدا غراميا."ازدادت نظرات سهيل عمقا، ودعا زوجته: "فلنتناول شيئا آخر معا."لكن ورد لم تعطه هذا الوجه.ولم تلق حتى نظرة على كريمة، وقالت بفتور شديد: "أنا شبعانة. سهيل، تفضلوا بمتابعة حديثكم، سأعود أنا."وفي اللحظة التالية، أمسك سهيل بمعصمها.قطب حاجبيه بخفة: "ورد!"ابتسمت ورد ابتسامة خفيفة، ونظرت إلى سهيل قائلة: "ألستما تتحدثان عن التعاون؟ لست بتلك المحافظة حتى لا أستوعب، ثم إننا مجرد زوجين بعقد، وعندما ينتهي الوقت سنفترق. أنت مع من تكون، لا يعنيني."تعمقت تجاعيد سهيل بين حاجبيه——كان يدرك تماما أن في كلام ورد شيئا من التحدي، لكن وقع كلماتها كان قاسيا على أذنه، فلم يعد لديه صبر ليتظاهر بالملاطفة، فتركها ترحل مباشرة.غادرت ورد بلا أدنى تردد، ولم تلتفت.وبقي سهيل، مزاجه سيئ، سيئ جدا…رأت كريمة ورد وهي تغادر، فظنت أن الفرصة سنحت لها، فتقدمت برقة وفتنة: "سهيل، هل غضبت ورد؟ هل تريدني أن أشرح لها بنفسي؟"لكن سهيل استدعى النادل، وأخرج من محفظته حوالي مئتي دولار نقدا، ومدها قائلا: "لا داعي لإرجاع الباقي."
Read more

الفصل 0050

في مقر مجموعة عائلة عباس، مكتب الرئيس التنفيذي.كان سهيل متكئا على ظهر الكرسي الجلدي الفاخر، يفكر بعمق وهو يحلل نفسه بجدية—كل ما يفعله، كان من أجل استقرار الزواج، ومن أجل الحصول على وريث شرعي.هو لا يكره ورد، بل حتى يشعر تجاهها بشيء من المودة.على الأقل في ذلك الجانب، كانا منسجمين جدا مؤخرا، والرجل بطبعه كائن ذو رغبات، وحين يشبع في الفراش، يصبح أكثر تسامحا في بقية الوقت.كان مستعدا لأن يحسن معاملتها، ويمنحها إحساسا بالحب، إذا كان ذلك ما ترغب فيه.لكن كل هذا لا علاقة له بالعاطفة الحقيقية، فهو ما زال لا يحبها.وبينما هو غارق في تفكيره، طرقت سكرتيرة ياسمين الباب ودخلت: "سهيل، هناك مكالمة من مدينة النورين."أخذ سهيل الهاتف وأومأ بذقنه: "اخرجي الآن."عادت سكرتيرة ياسمين إلى مكتبها، وهي تفكر في سرها—مكالمة من مدينة النورين تأتي مرة كل أسبوع، وسهيل يسافر إلى مدينة النورين تقريبا مرة كل شهر... لا بد أن الشخص هناك مهم للغاية!وبينما هي شاردة، دخل سهيل مجددا، وطرق بخفة على سطح مكتبها: "غدا ستذهبين معي إلى مدينة السحاب، فقد طرأ جديد على مشروع الجسر."ابتسمت سكرتيرة ياسمين بسعادة: "هل وافق السيد
Read more
PREV
1
...
34567
...
10
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status