All Chapters of بعد رحيلي شابَ شعره في ليلة: Chapter 231 - Chapter 240

300 Chapters

الفصل 0231

في لحظة، كانت ورد مفعمة بمشاعر متداخلة.بعد فترة، قالت بصوت مبحوح: "لقد رجعت منذ بضعة أيام، لقد تطلقت من سيدكم، فلا تدعينني 'سيدتي' بعد الآن."شعرت الخادمة ببعض الأسى، لكنها في النهاية كانت أكثر فرحا: "إذا كان لديك وقت، فأحضري الآنسة بهيجة لتأكل معنا، سنعد لها طعاما لذيذا."احمرت عينا ورد، وأومأت بصوت خفيف.فهؤلاء الخدم هنا هم جميعا من تلال الرفاهية آنذاك، وقد عاشوا معا لسنوات كثيرة، فكيف يمكن ألا يكون هناك بعض المودة؟وبعدما أنهت ورد حديثها مع الخادمة، صعدت إلى الطابق العلوي.في غرفة النوم الرئيسية، كان الهدوء شديدا.وضع سهيل أيمن على السرير، وساعده على خلع معطفه، وداخله قميص مطبوع عليه بطة صفراء صغيرة، تبرز وجهه الصغير الأبيض الجميل، فهو طفل صغير مطيع.تمدد الصغير على السرير، ولما شم رائحته المألوفة، استدار ونام مطمئنا.كان جسده الصغير منكمشا، كهيئة طفل رضيع.جلست ورد على حافة السرير، ومدت يدها تلمس جبين ابنها، وفي قلبها فرحة استعادة ما فقد، غير أنها في الوقت نفسه خائفة جدا، تخاف أن يكون كل هذا حلما.فكلما استيقظت من حلم، ابتلت دموعها وسادتها، ولم يكن أيمن إلى جانبها.زاوية عيني ورد
Read more

الفصل 0232

ومع شمس المغيب البرتقالية، كان الدفء يلف المكان بضباب خفيف، وكأن تلك الذكريات، وتلك الجراح، لم توجد قط.ومن خلف خيط رقيق من الدخان، كانت عينا سهيل العميقتان تنظران إلى ورد——"أنا أعلم أنك تكرهينني، أعلم أنك تريدين استعادة أيمن، لكن أيمن لا يمكن.""ورد، أنا لست ممن يفضلون الذكور على الإناث.""أيمن هو حياتي."……ولماذا ذلك؟لأن سهيل لم يتبق له سوى أيمن.الندى يذهب، والصقيع يأتي، والصقيع يذبل خضرة الصيف.ثلاث سنوات، كان أيمن في الحاضنة منها عشرة أشهر.تلك الحادثة المرورية، ظل سهيل طريح السرير شهرين، وبعد أن تحسن قليلا، نقل غرفته إلى المستشفى التي كان فيها أيمن، وفي كل ليلة عميقة، كان يجر جسده الممزق ليذهب ويرى ابنه.ذراع واحدة— لم يكن يأسف عليها.طالما أن أيمن يعيش، فهذا يكفيه، يكفيه… أن يعيش أيمنه.ولما بلغ أيمن عشرة أشهر، خرج من الحاضنة، وأخذه سهيل إلى المنزل، يعتني به ليلا ونهارا، حتى رباه شيئا فشيئا إلى أن صار بهذا العمر.كانت الدموع تملأ عيني سهيل.كان يمسك السيجارة، وصوته يكاد يرتجف، وقد جمع كل ما تبقى له من كبرياء ليكون شجاعا مرة واحدة فقط: "إذا كنت تريدين أيمن، فلنعد للزواج."ازدا
Read more

الفصل 0233

بدأ الظلام يغلف السماء شيئا فشيئا.وفي فناء الطابق الأول، دوى صوت سيارة صغيرة.توقفت السيارة ببطء، وكانت تجلس بداخلها الخالة وبهيجة. كانت هذه أول مرة ترى فيها بهيجة أيمن، وجاءت بهيجة كريمة جدا، تحمل قطعة حلوى صغيرة، تنوي مشاركتها مع أيمن.فتح باب السيارة، وكان رجل طويل وسيم يقف خارجها، يحدق إليها.خمنت بهيجة من يكون.تجمد وجهها الصغير لحظة، وبدت جميلة على نحو استثنائي تحت ضوء الغسق.نعم، فهي البنت التي تشبه سهيل، فكيف لا تكون جميلة؟ كل تفصيلة فيها كانت في موضعها المناسب، وكأنها مرسومة بالقالب.انحنى سهيل وجثا على ركبتيه، لم يتكلم، بل احتضن بهيجة برفق.إنها ابنته الصغيرة.ضم سهيل الطفلة إليه، ودفن وجهه في عنقها الدافئ الصغير——عندما غادرت بهيجة، كانت ما تزال رضيعا صغيرا، أما الآن فقد كبرت، وصارت مشرقة جميلة، فهل من والد لا يحب طفلته حين يراها هكذا؟ورغم أن بهيجة نشأت في الخارج، إلا أن طبعها في الأصل محافظ، ولا تحتمل هذا القدر من الحنان.لكن… هذا والدها.وبهيجة دائما قوية، أما الآن فقد تهدل وجهها الصغير، وكادت تبكي.شد سهيل عليها بذراعيه بقوة، يشعر بلحظة اللقاء بعد فراق اللحم والدم، وفي
Read more

الفصل 0234

خرج سهيل من الحمام وهو يلبس رداء الاستحمام بيد واحدة.ليلة اللقاء بعد طول الفراق كانت كفيلة بأن تذيب النوم، وكان سهيل نادرا ما يجد وقتا فارغا، ونادرا ما يجد وقتا ليشتاق إلى ورد… حتى وإن كانت في الغرفة المجاورة الآن.لكنهما لم يعودا زوجين، واقتحام الليل عليها سيكون تجاوزا للحدود.وفوق ذلك… هي ما زالت تكرهه.وأمام النافذة الممتدة في غرفة المعيشة، ما زال ذاك البيانو موضوعا هناك، فأخذ سهيل من خزانة الخمر زجاجة نبيذ، وسكب لنفسه كأسا، وأسند ظهره إلى البيانو، وارتشف النبيذ قليلا، وراح يتأمل الخارج ويسترجع الماضي.الأشياء الجيدة…الأشياء سيئة.الود الحلو، وهناك أيضا الألم.خفض سهيل نظره إلى كفه اليمنى المشوهة، وحاول أن يمسك الكأس ويقربها من شفتيه، لكن يده ارتجفت طويلا، وفي النهاية سقط الكأس الشفاف على الأرض.وانسكب النبيذ الأحمر الداكن على السجادة البيج، فصبغها بلون فاقع.وقف سهيل ينظر بصمت إلى تلك البقعة——ولوهلة، كان الماضي أكثر لذعا من النبيذ نفسه.……وفي الصباح، قبل أن تظهر ورد، كانت بهيجة قد أيقظت أيمن هزا.كانت تتعامل مع أيمن كدمية صغيرة، تلبسه ثيابه الصغيرة، وتضع له حذاءه، ولم يبق إلا أن
Read more

الفصل 0235

وفي النهاية لم تستطع ورد التحمل، فاختنق صوتها بالبكاء——"منذ لحظة ولادتك، لم أحملك جيدا قط، وفي ذلك الحين أيضا… فاتتني الفرصة!""الخطأ خطئي أنا."……كانت السيدة بديعة تريد أن تعانق بهيجة، لكنها كانت تخشى أن تنزعج ورد، وتخشى أيضا أن تخاف بهيجة من الغرباء.فقفزت بهيجة من على طاولة الطعام، واحتضنت السيدة بديعة بجرأة، ونادتها بصوت حلو: "جدتي."ولوهلة، اغرورقت عينا السيدة بديعة بالدموع، وكان قلبها مليئا بالمرارة والذنب.عانقت بهيجة بقوة، وبعد وقت، رفعت نظرها نحو ورد وقالت: "لقد ربيتها تربية رائعة! إنها جميلة وذكية، ولطيفة جدا."والسيدة بديعة بطبعها متحفظة، لا تحسن التعبير عن مشاعرها، ومع ذلك لم تستطع أن تمنع نفسها من تقبيل الطفلة قبلتين شديدتين.ثم نزعت السوار الماسي من على معصمها، ووضعته في يد بهيجة، وهي تكرر: "في خزانة كنوزي صندوق كبير من الجواهر، غدا تعالي لتختاري منه، أريد أن أجعل بهيجة أجمل أميرة."ارتشف سهيل جرعة من القهوة السوداء، وذكرها: "بهيجة ما زالت في الرابعة."لم يعجب السيدة بديعة هذا الكلام.فهي تريد أن تصب كل حبها في بهيجة، ليس فقط لأنها تشبه سهيل كثيرا، بل لأنها تحمل في قلبه
Read more

الفصل 0236

عادت ورد إلى المنزل.كانت السيدة بسمة مشتاقة إليها، ولذلك لم تنم جيدا طوال الليل، فلما رأتها تعود أعدت لها بيديها شايا ساخنا، وجلستا تتحدثان عن أحاديث بين الأم وابنتها.وعند الحديث عن أيمن، فرحت ورد وحزنت في آن واحد.قالت للسيدة بسمة: "هو بوضوح ولد مع بهيجة في بطن واحد، لكنه أقصر من بهيجة برأس كامل، والجسم أيضا نحيف، ومن الواضح أن جسده لا يزال يفتقر إلى التغذية، ويجب أن يعتنى به جيدا."فلما سمعت ذلك، حزنت السيدة بسمة أيضا، وقالت بصراحة إنه يجب أن يعتنى بأيمن جيدا.ترددت قليلا، ثم سألت عن حياة ابنتها العاطفية.كانت تعرف فخام، وفي دولة روماتيكية كان فخام قد زارها مرات عديدة في ذلك الحين، وهو يحب الفن، وهو جامع تحف، ويمكنه الحديث مع ورد بانسجام كبير.قبل العودة إلى البلاد، كانت ورد في الحقيقة قد اهتز قلبها قليلا.لكن الآن أصبح لديها أيمن، وكل شيء بالتأكيد مختلف، وكانت تريد أن تعرف ما الذي تفكر فيه ابنتها.وكان عبير الشاي يتصاعد.وكان وجه ورد وديعا ولطيفا، وكأنها بعد تفكير عميق قالت: "أنا وسهيل لا يمكن أن نكون معا، وأنا وفخام أيضا بالتأكيد لن نكون معا. الآن، ستكون طاقتي على أيمن، فقد قصرت
Read more

الفصل 0237

عض سلام على أسنانه بغضب: "سهيل، هل تنوي استغلالي طوال حياتي؟"ابتسم سهيل: "أليس هذا برضاك؟ يا أخي، من كان الذي عاد في ذلك الوقت وجثا أمام سريري، يبكي ويقول إنه سيعمل لي كالعبد، ويفني حياته من أجل مجموعة عائلة عباس؟ كيف، الآن ندمت؟"طحن سلام أسنانه البيضاء: "حسن، سأذهب إلى مدينة السحاب!"ولما غادر، أصبح مزاج سهيل في غاية الروعة.من ناحية، لديه ابن وبنت، ومن ناحية أخرى، كان يحمل الترقب في قلبه، وكان يعتقد أن ورد لن تحب فخام، فوجه فخام فيه خشونة قليلة، ولا يناسب ذوق ورد الجمالي.وكان يفكر في قلبه أنه طالما واصل التأهيل بإيجابية، فليس بالضرورة أن يبقى غير سليم.فقط أن الذراع تبدو قبيحة قليلا.بعد الظهر، كان لدى سهيل مشروع يحتاج إلى تفقده، فغادر الشركة بصحبة سكرتيرة ياسمين، ولم يخطر بباله أنه سيصادف ورد، ولم يخطر بباله أيضا أن الثقة التي بناها ستتحطم.……الخريف، والشمس حارقة كالنار.بعد الظهر، خرجت ورد لشراء هدية عيد ميلاد لأميرة، فاختارت بعناية مجموعة من نماذج الشخصيات التي تحبها الفتيات الصغيرات، وسمعت من الموظف أنها نسخة محدودة، وحتى بالمال قد لا تشترى.دفعت بالبطاقة، وكان الوقت حوالي ال
Read more

الفصل 0238

قصر البلاتين.عندما بدأ الجو يظلم شيئا فشيئا، أعادت ورد أيمن إلى المنزل.وكانت شجرة البانيان الضخمة تحجب السماء وتغطي الشمس، وتحجب معظم الضوء المتسرب من داخل القصر، وكانت السماء الزرقاء الداكنة ترى من خلال الأغصان الكثيفة، فتطبع بقعا داكنة قليلة.نزلت ورد من السيارة، وأخرجت أيمن من المقعد الخلفي، وهي غير راغبة في الفراق.وكان الصغير على جسده عرق، لكنه ما زال طفلا ذا رائحة طيبة.قبلته ورد مرة بعد مرة، ولم تكن ترغب في الفراق، لكنها لم يكن ممكنا أن تبيت هنا بعد الآن.وكان أيمن أيضا غير راغب في الفراق، وظل يعانق أمه، ووجهه الصغير في ضوء الغسق كان أكثر بياضا ونعومة، وجذابا جدا.وعلى الدرج، وقف ظل طويل القامة، وهو سهيل.رفعت ورد عينيها والتقت بنظره، وكان واقفا هناك طوال الوقت وكأنه يريد أن يقول لها شيئا، فربت ورد على رأس أيمن، وقالت بصوت رقيق: "يا طفلي العزيز، ادخل أولا، لدي أنا وأبوك ما نتحدث عنه."واحمر وجه أيمن الصغير.فالأم نادته طفلي العزيز.وكان أيمن سعيدا سعادة غير مسبوقة، فقفز قفزا وهو يجري إلى الداخل، وكانت هناك خادمة قد جاءت لاستقباله والعناية به باهتمام.ونظرت ورد إليه وهو يدخل، ث
Read more

الفصل 0239

وكانت على وجه أميرة الصغير دموع معلقة، وقالت بنبرة متقطعة: "أريد أن أبحث عن أمي."ومسحت ورد دموعها، وقبلت خدها الطري الناعم: "سآخذك إليها."وكانت تعرف أين تقع غرفة استراحة عائلة منير، فحملت أميرة لتذهب وتبحث عن زوجين سليمان وسارة، ويبدو أنه بعد بدء الحفلة، لم يظهر زوجا سليمان وسارة على الإطلاق، مما جعل ورد تشعر بالشك.وكان باب غرفة الاستراحة غير مغلق بإحكام، وترك شقا صغيرا.وما إن اقتربت ورد، حتى سمعت صوت جدال في الداخل، وليس من أحد غريب، بل كان سليمان وسارة، وكان الشجار بينهما شديدا جدا.ولم ترغب ورد في الاستماع خلسة، وبالطبع، لم تكن تريد أيضا أن تسمع أميرة ذلك.فحملت الصغيرة ودارت بعيدا، وهي تواسيها برقة: "هنا لا يوجد أبوك وأمك، دعيني آخذك لنبحث في مكان آخر، حسن؟"وكانت ورد تجيد تهدئة الأطفال، فأسعدت أميرة بتهدئتها، ولم تعد تبكي.وخلفهما، داخل ذلك الباب، كان الرجل والمرأة ما يزالان في جدال.وكان الليل مظلما كالحبر، ووقف سليمان أمام النافذة الممتدة إلى الأرض، وشيئا فشيئا وقع في الصمت.فهو لم يكن يحب الشجار.وبعد وقت طويل، نظر إلى الليل وقال بصوت منخفض: "اليوم هو عيد ميلاد أميرة، حتى ل
Read more

الفصل 0240

وعندما رأت ورد سهيل مرة أخرى، شعرت بمشاعر مختلطة كثيرة.وكانت كلمات سيدة هند، ما زالت تتردد في ذهنها——[حين كنت في ولادة عسيرة جعلت سهيل يركع، وكنت في الحقيقة فقط أريد أن أفرغ غضبي…]ومرت سنوات، ولم يتحدث سهيل قط عن هذه المسألة.فسهيل هو هكذا، صاحب طبع لا يختار الوسائل في أموره، لكنه لم يذكر هذه الحادثة أبدا.وتحت الأضواء المتلألئة، كانت ورد تنظر شاردة إلى الأمام، وكانت سيدة هند أيضا امرأة ذكية، فعرفت فورا أن ورد لا تعلم بهذه الحكاية، وبما أنها أدركت أنها أفشت سرا، رحلت مباشرة وهي تحمل أميرة.ولم يبق في الممر الطويل سوى شخصين، مما جعله يبدو فارغا.وكان سهيل كما هو دائما، وقد وضع سترة على كتفه، وظهر وجهه النحيل واضح الملامح تحت انعكاس الضوء، حاملا سحر الرجال الناضجين.وتقدم نحو ورد ببطء، وقال بصوت رقيق: "هل جئت وحدك؟"وظلت ورد تنظر إليه بهدوء.وهبت نسمة ليل، فحركت أطراف شعر سهيل الأسود، وجعلت ورد ترى تحت شعره الأسود خصلات فضية قليلة، فاتضح لها أن سهيل قد ظهر عليه الشيب.وفجأة شعرت ورد وكأنها في عالم آخر.فعلى الرغم من أنهما يعرفان بعضهما منذ عشر سنوات، إلا أنها شعرت وكأنها عاشت معه عمرا
Read more
PREV
1
...
2223242526
...
30
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status